لا بأس من تناول القليل من القهوة أو الشاي يوميا إن أردت ذلك، كما لا بد أن تكون بكميات متوسطة دون إفراط، ويحتوي مشروب القهوة أو الشاي على مادة منبهة تسمّى "كافيين" وهي مادة كيميائية توجد في القهوة بنسبة 1 – 2%، في حين تحتوي أوراق الشاي على 1 – 4% من الكافيين. وهو مادة منبهة للقلب والدماغ، فيسرع ضربات القلب، ويزيد النشاط الذهني كما يزيد إفراز العصارة المعدية، ويزيد من إدرار البول.
وتجمع المصادر الحديثة على أن الكميات الصغيرة أو المعتدلة من الكافيين تتراوح ما بين (30 – 200 ملليجرام) يوميا، أما إذا احتاج الفرد إلى القيام بمجهود ذهني كالدراسة، أو بمجهود بدني كالقيام بالتمارين الرياضية، فلا بأس من أن تضاعف الكمية التي اعتاد الشخص تناولها في كل مرة، عندها يجد في نفسه رغبة وقدرة وتحمُّلاً أكثر من قبل على أداء ما يود القيام به.
كما أن هناك مستحضرات عديدة تحتوي على مادة الكافيين كالمشروبات الغازية مثل الكولا وكذلك الكاكاو. وقد اعتاد الناس تناول هذه المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين يوميا وعلى مدار العام.
ومادة الكافيين عزيزي لا تسبب أي أضرار إذا تم تناولها بشكل عادي دون مبالغة، فمن المعلوم أن لكل شخص كمية معينة من الكافيين تناسبه. فإن تناولت ما تعودته من مشروب القهوة أو الشاي فسوف يبعد عنك الكسل وينشط قليلاً جهازك العصبي.
أما إن تناولت كمية من القهوة أو الشاي أعلى قليلاً من تلك التي تعوّدت تناولها يوميا، فسوف يتحسن أداؤك العقلي والبدني؛ لأن الكافيين ينبِّه قشرة الدماغ، ويزيد قدرة القلب على العمل، ويوسِّع الأوعية الدموية، ولكن إن شرب الإنسان كمية عالية من القهوة أو الشاي سواء كانت في مشروب واحد أو عدة مشروبات تحتوي على الكافيين، فإن ذلك يؤدي إلى تهيج عصبي، وسرعة دقات القلب وضيق في الأوعية الدموية، وهو ما قد يرفع ضغط الدم لدى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الذين هم من الأصحاء وعلى عتبة ارتفاع ضغط الدم.
ومن السلبيات الواضحة جدا للقهوة: أن شرب فنجان واحد من القهوة مع الطعام ينقص امتصاص الحديد؛ لذا ينصح الذين يفضلون شرب القهوة والشاي مع الطعام أن يؤخروا ذلك بقدر ساعة أو ساعتين بعد الانتهاء من وجبة الطعام.
وبينما نجد القهوة والشاي ذات تأثير مؤرق قوي على البعض، نجد آخرين يتناولها بكميات كبيرة، ثم يسلمون أجفانهم للرقاد الهنيء بسهولة تامة!.
والخلاصة أن الاستعمال المعتدل للقهوة والشاي لا يأتي بضرر يذكر لدى عامة الناس، بل إنها مشروبات مقبولة ومفيدة أحيانًا، إلا أن الإفراط في تناولها قد يسبب بعض المشاكل عند بعض الناس.
وبعيدًا عن القهوة والمنبهات وكل ما ذكر، دعني أقترح عليك حلولاً أخرى لمشكلتك في عدم التركيز أو الرغبة في النوم أثناء المحاضرة، فالوسائل والطرق كثيرة غير القهوة والمنبهات، ومنها مثلاً:
- أن تحاول الحفاظ على إعطاء جسمك الراحة اللازمة له، وساعات النوم المريحة أثناء الليل حتى تستطيع أن تكون بكامل تركيزك في النهار.
- يمكنك محاولة جلب التركيز لنفسك أثناء المحاضرة بمتابعة الأستاذ بالكتابة من وقت لآخر؛ حتى لا يصيبك "السرحان" والإحساس بالنوم.
- الاهتمام بالغذاء الصحي والمتوازن في كميات متوسطة من الأكل دون إفراط أو تقصير.