اضطراب القلق (الرهاب) الاجتماعي

Dr Marwa Ibrahim

أخصائي نسائية وصحة أمومة وطفولة
Social anxiety.jpg
اضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي) هو خوف وإحساس بالخجل الشديد من المواقف الاجتماعية.

وهي مشكلة شائعة تبدأ عادة خلال سنوات المراهقة، بالنسبة لبعض الناس يتحسن الأمر مع تقدمهم في السن لكن بالنسبة لكثير من الناس لا يزول من تلقاء نفسه دون علاج.

ينبغي للشخص أن يستشير الطبيب النفسي إذا كان لهذه الأعراض تأثير كبير على حياته وممارسة أنشطته اليومية.

أعراض القلق الاجتماعي


القلق الاجتماعي أكثر من الخجل، إنه خوف لا يزول ويؤثر على الأنشطة اليومية والثقة بالنفس والعلاقات والعمل أو الحياة المدرسية.

يشعر الكثير من الناس أحيانًا بالقلق بشأن المواقف الاجتماعية، ولكن يشعر الشخص المصاب بالقلق الاجتماعي بقلق مفرط قبلها وأثناءها وبعدها كما يلي:

* القلق بشأن الأنشطة اليومية مثل مقابلة الغرباء أو بدء المحادثات أو التحدث على الهاتف أو العمل أو التسوق.

* الهروب من الأنشطة الاجتماعية، مثل المحادثات الجماعية، وتناول الطعام مع الزملاء وحضور الحفلات

* الاحراج من ظهور علامات الخجل مثل الاحمرار أو التعرق أو الظهور غير كفء.

* ايجاد صعوبة في فعل الأشياء عندما يشاهدها الآخرون فتشعر وكأنك تخضع للمراقبة والحكم عليك طوال الوقت.

* الخوف من الانتقاد، تجنب الاتصال بالعين أو ضعف احترام الذات.

* أعراض جسدية كالشعور بالغثيان أو التعرق أو الارتعاش أو ضربات القلب (الخفقان)، شد عضلي، دوخة ودوار

* إحمرار الوجه خجلا، مشاكل في المعدة وإسهال، صعوبة التنفس، تجنب اغلاق العين (الرمش).

* إحساس "بالخروج من الجسد"

* نوبات هلع حيث تلاحظ شعور غامر بالخوف والقلق، عادة لبضع دقائق فقط.

* الإصابة بمشاكل نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق العام أو اضطراب الهلع.

* في بعض الأشخاص يقتصر الخوف على موقف أو موقفين معينين مثل التحدث في الأماكن العامة أو بدء محادثة، يشعر الآخرون بالقلق الشديد والخوف من أي نشاط اجتماعي مثل:

- التحدث مع الغرباء
- التحدث في الأماكن العامة
- التعارف
- التواصل البصري
- دخول الغرف
- استخدام الحمامات العامة
- الذهاب إلى الحفلات
- الأكل أمام الناس
- الذهاب إلى المدرسة أو العمل
- بدء المحادثات

* يبدأ الشعور بالأعراض والقلق على الفور قبل الحدث، أو قد يقضي الشخص أسابيع في القلق بشأنه، بعد ذلك، يقضي الكثير من الوقت والطاقة العقلية قلقاً بشأن طريقة تصرفه وكيف رآه الآخرون.

أسباب الرهاب الاجتماعي


• لا يوجد شيء واحد يسبب القلق الاجتماعي، قد يكون للعامل الوراثي دور في حدوث ذلك الاضطراب فإذا كان لديك أحد أفراد الأسرة مصاب بالرهاب الاجتماعي، فأنت أكثر عرضة لخطر الإصابة به أيضاً.

• أسباب عضوية: هناك أسباب متعلقة بفرط نشاط الجزء من المخ (لوزة الدماغ amygdala) المسئول عن الخوف.

• طريقة التربية: يحدث اضطراب القلق الاجتماعي عادة عند حوالي 13 عاماً، يمكن أن يكون مرتبطًا بتاريخ من سوء المعاملة أو التنمر أو المضايقة، كذلك الأطفال الذين لديهم آباء متعجرفون أو مسيطرون، كذلك إذا تعرض الطفل للتنمر بسبب المعاناة من حالة صحية تلفت الانتباه إلى المظهر أو الصوت، فقد يؤدي ذلك إلى إثارة القلق الاجتماعي أيضًا.

تأثير اضطراب القلق الاجتماعي علي الحياة


* يمنع اضطراب القلق الاجتماعي الشخص من عيش الحياة بصورة طبيعية فيتجنب المواقف التي يعتبرها معظم الناس "طبيعية"، يجد الآخرون صعوبة في فهم كيفية التعامل معهم بسهولة

* يؤثر ذلك على علاقات الانسان الشخصية ويمنعه من تكوين صداقات.

* يصاحب ذلك ايضا الأفكار السلبية، الكآبة، الحساسية للنقد، مهارات اجتماعية ضعيفة لا تتحسن.

علاج اضطراب القلق الاجتماعي


يتم العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي هما العلاجان الفعالان لاضطراب القلق الاجتماعي، قد تتلقى كلاهما في نفس الوقت:

✓ العلاج الدوائي:

* الأدوية المضادة للاكتئاب من نوع مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) تعمل علي تقليل الأعراض المحرجة في كثير من الأحيان ولكن لا توجد وسيلة للتنبؤ بنجاح العلاج الدوائي ام لا، من أمثلتها: باكسيل، زولوفت، لوفوكس، ايڤكسور اسيتالوبرام، سيرترالين لاينبغي تناولها لأقل من ١٥ عاما.

مميزات الأدوية أنها يمكن أن تكون فعالة للغاية، ويتم تناولها مرة واحدة فقط في اليوم، لكن هناك بعض الجوانب السلبية منها:

- الدواء يعالج الأعراض فقط وتعود الأعراض بمجرد التوقف عن تناوله.

- الأعراض الجانبية مثل الصداع ، آلام المعدة، الغثيان، وصعوبات النوم.

- قد تسبب الأدوية أو تزيد من سوء الأفكار أو السلوكيات الانتحارية لدى الشباب تحت سن 24 لذلك، يجب مراقبة المراهقين الذين يتناولون هذه الأدوية.

- يتسبب التوقف عن تناول دواء للقلق فجأة في حدوث آثار جانبية خطيرة.

* حاصرات بيتا: كانت تستخدم هذه الأدوية في الأصل لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب الأخري وجد أنها تعالج نوع معين من الرهاب الاجتماعي يسمى "القلق الاجتماعي من الأداء". يحدث هذا عندما تخاف من الأداء، مثل إلقاء خطاب عام، هي ليست فعالة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي العام، لكنها قد تساعد في ظروف خاصة كالقاء خطاب أمام جمهور.

✓ العلاج السلوكي المعرفي CBT:

يمكن أن يساعد العلاج السلوكي مع معالج مدرب على تحديد وتغيير التفكير الذي يجعل الشخص قلقًا في المواقف الاجتماعية.

* غالبا ما يستخدم نوع من العلاج السلوكي يسمى (علاج التعرض لاضطراب القلق الاجتماعي) من خلال تعريض الشخص تدريجيًا للمواقف الاجتماعية غير المريحة والتي تنتظر حتى تشعر بالراحة، خلال هذه العملية يتعلم عقلك أن الموقف الاجتماعي الذي كنت تخشى منه ليس سيئًا للغاية في الواقع.

* يتم الانتقال لحالات (التعرض الأكثر صعوبة) بمجرد أن تشعر بالراحة، ميزة هذا العلاج هي أنك تعالج المشكلة الأساسية، وليس فقط أعراض اضطراب القلق الاجتماعي. لذلك إذا توقفت عن العلاج السلوكي، فإن فرصة عودة الأعراض لديك أقل احتمالا.

✓ علاجات أخرى:

* تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس للتوتر والتأمل بالرغم من أنها مفيدة في بعض أنواع الرهاب الاجتماعي المحددة إلا أنه لا يعتبر علاجًا فعالًا لاضطراب القلق العام.

* قد تساعدك النصائح التالية:

° حاول أن تفهم المزيد عن قلقك من خلال تدوين ما يدور في ذهنك وكيف تتصرف في مواقف اجتماعية معينة يمكن أن يساعدك الاحتفاظ بمذكرات.

° حاول التركيز على ما يقوله الناس بدلاً من مجرد افتراض الأسوأ.

° قسّم المواقف الصعبة إلى أجزاء أصغر واعمل على الشعور بمزيد من الاسترخاء مع كل جزء.

المصادر