استشارة طبية رقم 77721
زائر
معليش المقال طويل بس مره مفيد..منقول من موقع kn)
ما التخصص الذي ترغب فيه؟ "
، أكاد أجزم بأن جميع طلبة الطب قد سئلوا هذا السؤال ممن حولهم العديد من المرات . بعضهم إجابته جاهزة حتى قبل التحاقه بكلية الطب ، و كثير منهم إجابته "والله ما أنا عارف !" .
لابد أن اختيار التخصص الطبي من بين كل الخيارات المتاحة أمام طالب الطب – أمر يشغل فكر الطلبة و لو بدرجات متفاوتة . و لابد أن الكثير – و أنا منهم – سأل نفسه أو سأل شخصاً أكثر منه خبرة " كيف أختار التخصص الطبي الذي يناسبني ؟ " .
و قد وقع تحت يدي كتاب ممتاز ، عنوانه ( the timate gide t hsing a media speiaty ) أو ( الدليل النهائي لاختيار التخصص الطبي ) لمؤلفه الدكتور برايان فريمان في ديسمبر من عام 2003 ، و هو كان وقتها طبيب تخدير مقيماً بمستشفيات شيكاغو الجامعية بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية . و قد أحب أن يشاركنا هذا الطبيب خبرته في الإجابة عن السؤال الذي شغل بالنا ، و شغل باله أيضا كما ذكر في كتابه ، فقال في مقدمة هذا الكتاب : " منذ ثلاث سنوات كنت طالبا حائراً في السنة الثالثة في كلية الطب ، ليس لدي أدنى فكرة عن خطوتي التالية ، سواءً في دراستي ، أو في حياتي العملية " . إلى أن قال : " و سرعان ما تبين لي أن التخدير هو الأنسب . و قد تبين لي – في هذا الوقت – حاجة طلبة الطب لمصدر جيد مكتوب ، يكون دليلا ً لهم لاتخاذ هذا القرار الصعب الذي يحدد مستقبلهم ، و هكذا ولدت فكرة هذا الكتاب " .
و الكتاب يأخذك في رحلة للبحث عن إجابة لهذا السؤال " كيف أختار التخصص الطبي الذي يناسبني؟ " ، فيذكر نبذة تاريخية عن نشأة التخصصات الطبية ، وتطورها ، ثم يبين العوامل التي تختار في ضوئها التخصص المناسب ، ثم نبذة عن كل تخصص طبي ، من إعداد مجموعة متميزة من الأطباء الأمريكيين المتخصصين في فروع الطب المختلفة .
و لعل الكثير قد كتبوا في هذا الموضوع فأبدعوا و أجادوا . و لكن قد يصعب على بعض الطلبة الحصول على هذه الكتب ، أو قد لا يجدون الوقت ، أو حتى الصبر على قراءتها . و لذا فقد رأيت أن أكتب هذا المقال المختصر في هذا الموضوع . اخترت من الكتاب الذي أشرت إليه أهم نقطة فيه – في رأيي – لتكون بداية التفكير الصحيح للطالب ، و هي ( العوامل العشرة لاختيار التخصص الطبي ) ، و هي تمثل خطوطاً عريضة لترشدك – عزيزي الطالب – على طريق الإجابة عن هذا السؤال " كيف أختار التخصص الطبي الذي يناسبني؟ " . و لم يكن دوري في هذا المقال مجرد دور المترجم و الناقل ، و لكني زدت ما رأيته مناسبا ، و لا يخل بالسياق .
فسواءٌ أ كنت طالبا ًفي كلية الطب ، أو طبيباً مقيماً يرغب في تغيير مجاله ، أو حتى طالباً في مرحلة ما قبل الجامعة ، و تفكر في اتخاذ الطب مهنة في المستقبل ، فستجد – إن شاء الله – في هذا المقال ما يعينك على اتخاذ القرار السليم ، و اختيار التخصص الطبي المناسب . فهيا بنا نستعرض العوامل العشرة لاختيار التخصص الطبي .
عوامل أساسية
أنواع التخصصات : عامة و متخص1- صة و مساعدة
نستطيع أن نقسم التخصصات الطبية المختلفة ، و التي تبلغ نحو عشرين تخصصاً أساسياً – إلى ثلاثة مجموعات رئيسية : أ - تخصصات عامة ب - تخصصات متخصصة ج - تخصصات مساعدة . و ينبغي على الطالب أن يختار نوع التخصص الذي يرغب فيه أولا ً ، ثم يختار بعد ذلك ما يناسبه من التخصصات التي تندرج تحت هذا النوع .
أ- تخصصات عامة
يمارس أطباء هذه المجموعة العناية الطبية الأولية . و تشمل هذه المجموعة طب العائلة ، و طب الأطفال ، و طب الأمراض الباطنية ، و الطب النفسي ، و أمراض النساء و التوليد . الطبيب الذي ينتمي إلى هذه المجموعة يتميز بالمعرفة الطبية الواسعة ، و يتعامل مع المشاكل الطبية الشائعة و المزمنة في المجتمع . يشكل هذا الطبيب جزءاً من حياة مريضه ، و يتابعه باستمرار لمدة طويلة . الطب الوقائي جزء لا يتجزأ من مهام هذا الطبيب ، فعليه أن يلتقط الأعراض المبكرة للمرض ليمنع مريضه من أن ينتهي به الحال في العناية المركزة . و لأنه أول طبيب يرى المريض فمهمته صعبة في تشخيص المرض عن طريق أعراضه الأولية التي – في كثير من الأحيان – لا تكون محددة ، و تصلح لمجموعة كبيرة من الأمراض .
يقضي هذا الطبيب معظم وقته في العيادة . و يقع على عاتقه ضغط شديد لأنه مطالب إلى حد كبير بالموسوعية في المعرفة الطبية ، فعليه أن يعرف عن كل شيء ، و أن يواكب التطور ، و يتابع باستمرار الجديد في عالم الطب .
ب - تخصصات متخصصة
رغم أن طبيب الأطفال على سبيل المثال يعتبر في عرف الطب متخصصاً ، إلا إننا في هذا المقام لا نعتبره كذلك ؛ لأن المقصود بالطبيب المتخصص هنا من يهتم بمنطقة معينة من الجسم ، أو مجال محدد و ضيق من الطب . أطباء العيون و القلب و المسالك البولية و المخ و الأعصاب – على سبيل الذكر لا الحصر – جميعهم ينطبق عليهم هذا التعريف .
يعتمد عمل الطبيب في هذه المجموعة إلى حد كبير على المهارات الفنية و التقنية مثل قسطرة القلب و جراحة العيون . يحل المشكلة الإكلينيكية لمريضه ثم يتابعه فترة قصيرة ( على عكس التخصصات العامة ) . يتنقل هذا الطبيب بين المستشفى و العيادة أو ينشئ مركزاً طبياً متخصصاً .
ج - تخصصات مساعدة
يقوم أطباء هذه المجموعة بعمل الإجراءات المساعدة لباقي الأطباء ، سواء في التشخيص ، أو العلاج الأولي ، أو التأهيل بعد العلاج . تشمل هذه المجموعة تخصصات الآشعة ، و العلاج الطبيعي و التأهيل ، و التحاليل الطبية بأنواعها ، و الطب النووي ، و طب الطوارئ ، و التخدير ، بالإضافة إلى مجال البحث العلمي .
يعمل هؤلاء الأطباء غالباً في المستشفيات ، و ربما ينشئ بعضهم معامل خاصة للتحاليل ، أو مراكز لإعادة التأهيل . رغم أنهم ليسوا من أطباء الصف الأول ؛ لأنهم لا يحتكون مباشرة ً بالمرضى ، و يعملون في الكواليس الطبية ، إلا إن هؤلاء الأطباء لهم دور حيوي ، و لا تتم الرعاية الطبية على وجهها الصحيح دونهم . يعتبر هؤلاء الأطباء الجنود المجهولين في معركة الأطباء ضد المرض ، و لذلك فهم لا ينالون التقدير الذي يستحقونه ، و الذي يناله باقي الأطباء من المرضى و عائلاتهم بعد نجاحهم في تخفيف آلام المريض ؛ و لذلك عليهم أن يشعروا بهذا التقدير داخلياً من عند أنفسهم .
2- المحتوى العلمي و الإكلينيكي
ينبغي أن تحب مادة و محتوى التخصص الذي ستختاره و تقضي حياتك فيه ، فإذا أحببت تخصصك ، سوف تقبل بنهم على دراسته ، و القراءة فيه ، و سوف تكون عندك دائماً الرغبة في معرفة الجديد فيه ؛ الأمر الذي سوف يؤدي بدوره إلى تميزك في هذا التخصص . يمكنك من خلال الدراسة قياس ميولك بالنسبة لمختلف التخصصات ، فمثلا ً إذا كنت تميل إلى الفارماكولوجي و الفسيولوجي ، فربما يكون التخدير هو الأنسب لك ، و إذا كنت تكره التشريح ، فابتعد عن الجراحة و الآشعة و الباثولوجي .
هؤلاء الذين يحبون المهارات الفنية و التقنية سيجدون أنفسهم منجذبين إلى الفروع المتخصصة ( التي أشرنا إليها في العامل الأول ) مثل الجراحة ، بينما هؤلاء الذين يفضلون التجاوب مع المرضى ، و يحبون أن يتعاملوا مع نطاق واسع من الحالات ، فالأنسب لهم هي التخصصات العامة ( التي أشرنا إليها أيضا في العامل الأول )
3- مقدار الاحتكاك مع المرضى
ينبغي عليك أن تعلم مقدار احتكاكك بالمرضى في التخصص الذي تختاره . معظم طلبة الطب يحبون الاحتكاك بالمرضى ، و الحديث معهم ، و الكشف عليهم . بعضهم الآخر لا يجدون هذه المتعة في التعامل مع المرضى ، و يتجنبون الكشف عليهم ما استطاعوا ، و ينفرون من مناظر الجروح ، و روائح الدماء . في الطب هناك مكان للجميع ، و الكل له دوره المهم الذي لا غنى عنه . فإذا كنت تفضل العلاقات طويلة المدى ، و الرعاية المستمرة للمريض ، ففكر في الأمراض الباطنية و طب العائلة و ما شابه ذلك . أما إذا كنت ترغب في أن يكون احتكاكك مع المريض قصير المدى ، و لغرض محدد ، فلعل في طب الطوارئ أو التخدير ما يحقق مرادك .
أيضاً ، إذا كنت لا تمانع أن تعمل بسرعة ، تحت الضغط و القلق ، و أن تتسخ ملابسك ، ففكر في طب الطوارئ ، و الجراحة ، و أمراض النساء و التوليد . في المقابل هناك ما يمكن أن نسميه بالتخصصات
النظيفة ؛ حيث يزيد مقدار التفاعل مع المريض كثيراً ، و في نفس الوقت يقل مقدار الكشف اليدوي ،
و الفحص المباشر للجسم مثل الطب النفسي ، و الرمد ، و تشخيص الأورام .
ما التخصص الذي ترغب فيه؟ "
، أكاد أجزم بأن جميع طلبة الطب قد سئلوا هذا السؤال ممن حولهم العديد من المرات . بعضهم إجابته جاهزة حتى قبل التحاقه بكلية الطب ، و كثير منهم إجابته "والله ما أنا عارف !" .
لابد أن اختيار التخصص الطبي من بين كل الخيارات المتاحة أمام طالب الطب – أمر يشغل فكر الطلبة و لو بدرجات متفاوتة . و لابد أن الكثير – و أنا منهم – سأل نفسه أو سأل شخصاً أكثر منه خبرة " كيف أختار التخصص الطبي الذي يناسبني ؟ " .
و قد وقع تحت يدي كتاب ممتاز ، عنوانه ( the timate gide t hsing a media speiaty ) أو ( الدليل النهائي لاختيار التخصص الطبي ) لمؤلفه الدكتور برايان فريمان في ديسمبر من عام 2003 ، و هو كان وقتها طبيب تخدير مقيماً بمستشفيات شيكاغو الجامعية بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية . و قد أحب أن يشاركنا هذا الطبيب خبرته في الإجابة عن السؤال الذي شغل بالنا ، و شغل باله أيضا كما ذكر في كتابه ، فقال في مقدمة هذا الكتاب : " منذ ثلاث سنوات كنت طالبا حائراً في السنة الثالثة في كلية الطب ، ليس لدي أدنى فكرة عن خطوتي التالية ، سواءً في دراستي ، أو في حياتي العملية " . إلى أن قال : " و سرعان ما تبين لي أن التخدير هو الأنسب . و قد تبين لي – في هذا الوقت – حاجة طلبة الطب لمصدر جيد مكتوب ، يكون دليلا ً لهم لاتخاذ هذا القرار الصعب الذي يحدد مستقبلهم ، و هكذا ولدت فكرة هذا الكتاب " .
و الكتاب يأخذك في رحلة للبحث عن إجابة لهذا السؤال " كيف أختار التخصص الطبي الذي يناسبني؟ " ، فيذكر نبذة تاريخية عن نشأة التخصصات الطبية ، وتطورها ، ثم يبين العوامل التي تختار في ضوئها التخصص المناسب ، ثم نبذة عن كل تخصص طبي ، من إعداد مجموعة متميزة من الأطباء الأمريكيين المتخصصين في فروع الطب المختلفة .
و لعل الكثير قد كتبوا في هذا الموضوع فأبدعوا و أجادوا . و لكن قد يصعب على بعض الطلبة الحصول على هذه الكتب ، أو قد لا يجدون الوقت ، أو حتى الصبر على قراءتها . و لذا فقد رأيت أن أكتب هذا المقال المختصر في هذا الموضوع . اخترت من الكتاب الذي أشرت إليه أهم نقطة فيه – في رأيي – لتكون بداية التفكير الصحيح للطالب ، و هي ( العوامل العشرة لاختيار التخصص الطبي ) ، و هي تمثل خطوطاً عريضة لترشدك – عزيزي الطالب – على طريق الإجابة عن هذا السؤال " كيف أختار التخصص الطبي الذي يناسبني؟ " . و لم يكن دوري في هذا المقال مجرد دور المترجم و الناقل ، و لكني زدت ما رأيته مناسبا ، و لا يخل بالسياق .
فسواءٌ أ كنت طالبا ًفي كلية الطب ، أو طبيباً مقيماً يرغب في تغيير مجاله ، أو حتى طالباً في مرحلة ما قبل الجامعة ، و تفكر في اتخاذ الطب مهنة في المستقبل ، فستجد – إن شاء الله – في هذا المقال ما يعينك على اتخاذ القرار السليم ، و اختيار التخصص الطبي المناسب . فهيا بنا نستعرض العوامل العشرة لاختيار التخصص الطبي .
عوامل أساسية
أنواع التخصصات : عامة و متخص1- صة و مساعدة
نستطيع أن نقسم التخصصات الطبية المختلفة ، و التي تبلغ نحو عشرين تخصصاً أساسياً – إلى ثلاثة مجموعات رئيسية : أ - تخصصات عامة ب - تخصصات متخصصة ج - تخصصات مساعدة . و ينبغي على الطالب أن يختار نوع التخصص الذي يرغب فيه أولا ً ، ثم يختار بعد ذلك ما يناسبه من التخصصات التي تندرج تحت هذا النوع .
أ- تخصصات عامة
يمارس أطباء هذه المجموعة العناية الطبية الأولية . و تشمل هذه المجموعة طب العائلة ، و طب الأطفال ، و طب الأمراض الباطنية ، و الطب النفسي ، و أمراض النساء و التوليد . الطبيب الذي ينتمي إلى هذه المجموعة يتميز بالمعرفة الطبية الواسعة ، و يتعامل مع المشاكل الطبية الشائعة و المزمنة في المجتمع . يشكل هذا الطبيب جزءاً من حياة مريضه ، و يتابعه باستمرار لمدة طويلة . الطب الوقائي جزء لا يتجزأ من مهام هذا الطبيب ، فعليه أن يلتقط الأعراض المبكرة للمرض ليمنع مريضه من أن ينتهي به الحال في العناية المركزة . و لأنه أول طبيب يرى المريض فمهمته صعبة في تشخيص المرض عن طريق أعراضه الأولية التي – في كثير من الأحيان – لا تكون محددة ، و تصلح لمجموعة كبيرة من الأمراض .
يقضي هذا الطبيب معظم وقته في العيادة . و يقع على عاتقه ضغط شديد لأنه مطالب إلى حد كبير بالموسوعية في المعرفة الطبية ، فعليه أن يعرف عن كل شيء ، و أن يواكب التطور ، و يتابع باستمرار الجديد في عالم الطب .
ب - تخصصات متخصصة
رغم أن طبيب الأطفال على سبيل المثال يعتبر في عرف الطب متخصصاً ، إلا إننا في هذا المقام لا نعتبره كذلك ؛ لأن المقصود بالطبيب المتخصص هنا من يهتم بمنطقة معينة من الجسم ، أو مجال محدد و ضيق من الطب . أطباء العيون و القلب و المسالك البولية و المخ و الأعصاب – على سبيل الذكر لا الحصر – جميعهم ينطبق عليهم هذا التعريف .
يعتمد عمل الطبيب في هذه المجموعة إلى حد كبير على المهارات الفنية و التقنية مثل قسطرة القلب و جراحة العيون . يحل المشكلة الإكلينيكية لمريضه ثم يتابعه فترة قصيرة ( على عكس التخصصات العامة ) . يتنقل هذا الطبيب بين المستشفى و العيادة أو ينشئ مركزاً طبياً متخصصاً .
ج - تخصصات مساعدة
يقوم أطباء هذه المجموعة بعمل الإجراءات المساعدة لباقي الأطباء ، سواء في التشخيص ، أو العلاج الأولي ، أو التأهيل بعد العلاج . تشمل هذه المجموعة تخصصات الآشعة ، و العلاج الطبيعي و التأهيل ، و التحاليل الطبية بأنواعها ، و الطب النووي ، و طب الطوارئ ، و التخدير ، بالإضافة إلى مجال البحث العلمي .
يعمل هؤلاء الأطباء غالباً في المستشفيات ، و ربما ينشئ بعضهم معامل خاصة للتحاليل ، أو مراكز لإعادة التأهيل . رغم أنهم ليسوا من أطباء الصف الأول ؛ لأنهم لا يحتكون مباشرة ً بالمرضى ، و يعملون في الكواليس الطبية ، إلا إن هؤلاء الأطباء لهم دور حيوي ، و لا تتم الرعاية الطبية على وجهها الصحيح دونهم . يعتبر هؤلاء الأطباء الجنود المجهولين في معركة الأطباء ضد المرض ، و لذلك فهم لا ينالون التقدير الذي يستحقونه ، و الذي يناله باقي الأطباء من المرضى و عائلاتهم بعد نجاحهم في تخفيف آلام المريض ؛ و لذلك عليهم أن يشعروا بهذا التقدير داخلياً من عند أنفسهم .
2- المحتوى العلمي و الإكلينيكي
ينبغي أن تحب مادة و محتوى التخصص الذي ستختاره و تقضي حياتك فيه ، فإذا أحببت تخصصك ، سوف تقبل بنهم على دراسته ، و القراءة فيه ، و سوف تكون عندك دائماً الرغبة في معرفة الجديد فيه ؛ الأمر الذي سوف يؤدي بدوره إلى تميزك في هذا التخصص . يمكنك من خلال الدراسة قياس ميولك بالنسبة لمختلف التخصصات ، فمثلا ً إذا كنت تميل إلى الفارماكولوجي و الفسيولوجي ، فربما يكون التخدير هو الأنسب لك ، و إذا كنت تكره التشريح ، فابتعد عن الجراحة و الآشعة و الباثولوجي .
هؤلاء الذين يحبون المهارات الفنية و التقنية سيجدون أنفسهم منجذبين إلى الفروع المتخصصة ( التي أشرنا إليها في العامل الأول ) مثل الجراحة ، بينما هؤلاء الذين يفضلون التجاوب مع المرضى ، و يحبون أن يتعاملوا مع نطاق واسع من الحالات ، فالأنسب لهم هي التخصصات العامة ( التي أشرنا إليها أيضا في العامل الأول )
3- مقدار الاحتكاك مع المرضى
ينبغي عليك أن تعلم مقدار احتكاكك بالمرضى في التخصص الذي تختاره . معظم طلبة الطب يحبون الاحتكاك بالمرضى ، و الحديث معهم ، و الكشف عليهم . بعضهم الآخر لا يجدون هذه المتعة في التعامل مع المرضى ، و يتجنبون الكشف عليهم ما استطاعوا ، و ينفرون من مناظر الجروح ، و روائح الدماء . في الطب هناك مكان للجميع ، و الكل له دوره المهم الذي لا غنى عنه . فإذا كنت تفضل العلاقات طويلة المدى ، و الرعاية المستمرة للمريض ، ففكر في الأمراض الباطنية و طب العائلة و ما شابه ذلك . أما إذا كنت ترغب في أن يكون احتكاكك مع المريض قصير المدى ، و لغرض محدد ، فلعل في طب الطوارئ أو التخدير ما يحقق مرادك .
أيضاً ، إذا كنت لا تمانع أن تعمل بسرعة ، تحت الضغط و القلق ، و أن تتسخ ملابسك ، ففكر في طب الطوارئ ، و الجراحة ، و أمراض النساء و التوليد . في المقابل هناك ما يمكن أن نسميه بالتخصصات
النظيفة ؛ حيث يزيد مقدار التفاعل مع المريض كثيراً ، و في نفس الوقت يقل مقدار الكشف اليدوي ،
و الفحص المباشر للجسم مثل الطب النفسي ، و الرمد ، و تشخيص الأورام .
بيانات الاستشارة