استشارة طبية رقم 79683
زائر
تحميص القهوة.. يعزز الفوائد الصحية لها
بزيادة توفير المواد المضادة للأكسدة في مشروبها
لا تزال القهوة تثير الاهتمام العلمي في الأوساط الطبية. ومن أحدث أخبارها الطبية ما طرحه الباحثون الكنديون من جامعة بريتش كولومبيا في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي حول تأثير درجة تحميص القهوة على توفر المواد المضادة للأكسدة في مشروب القهوة.
كانت النظرة الطبية للقهوة في البداية تتبنى ادعاءات «خاطئة» في تصنيفها كأحد عوامل «خطورة» الإصابة بأمراض القلب وتفاقم الحالة الصحية لدى مرضى القلب، وانتشرت من أجل ذلك، نصائح «واهمة» بضرورة تجنب تناولها من قبل مرضى القلب ومن قبل عموم الناس إذا ما أردوا أن تكون قلوبهم سليمة. ولكن النظرة الطبية نحو القهوة تغيرت في خلال العقدين الماضيين بعد إجراء دراسات طبية لم تلحظ أضرارا واضحة على صحة القلب وشرايينه أو التسبب بالإصابة بأمراضها.
وتطورت تلك النظرة الحديثة، المبنية على أدلة علمية ودراسات طبية واقعية، نحو البحث عن أفضل الوسائل للاستفادة الصحية من شرب القهوة. وهو ما يتطلب إلماما سريعا بالجوانب المتعلقة بنوع حبوب القهوة، وكيفية تحميصها، وكيفية إعدادها، وكمية تناولها، وتأثيرات إزالة مادة الكافيين عنها، وغيره مما سيمر بنا في العرض.
إن حبوب القهوة ثمار نوع من الأشجار البرية بالأصل، والدائمة الخضرة. وهناك أكثر من 25 نوعا من أشجار القهوة البرية، يستخدم نوعان منها فقط عالميا في إنتاج القهوة، وهما النوع «العربي» Aabia ffee، ويشكل نحو 70 في المائة من الإنتاج العالمي. والنوع الثاني يسمى «روبيستا» bsta ffee، أو النوع الخشن بمصطلح علم النبات، ويشكل نحو 30 في المائة من الإنتاج العالمي.
وهناك فروق بين النوعين، تهمنا من الناحية الطبية، أهمها أن النوع «العربي» أقل احتواء على مادة الكافيين affeine، بدرجة قد تصل في بعض المحاصيل إلى 50 في المائة، مقارنة بنوع «روبيستا». وتحديدا، يحتوي النوع «العربي» على الكافيين بنسبة 1.2 في المائة، بينما تبلغ النسبة 2.2 في المائة في نوع «روبيستا». والاسم العلمي لمادة الكافيين هو (137 ترايميثايلزانثين) (1،3،7 timethyxanthine)، وهي مادة شبه قلوية akaid، توجد في ثمار أكثر من ستين نوعا من النباتات. وهي بالأصل مادة مضادة للحشرات وللجراثيم. وهناك من يعلل الأمر بالنسبة لاحتواء أنواع القهوة عليها، بأن النوع «العربي» من القهوة ينمو في المرتفعات ويتطلب كمية أقل من مياه الري وثماره أقل رطوبة، فإنه أقل عرضة للإصابة بالآفات، وبالتالي أقل احتياجا لوجود المادة التي يتمثل عملها في القضاء على الحشرات والجراثيم، أي مادة الكافيين، بخلاف نوع «روبيستا» الذي ينمو في مناطق أكثر انخفاضا وأكثر رطوبة ويحتاج إلى كميات أعلى من مياه الري.
ولكن الخطوة الأهم تظل في التعامل الإنتاجي مع ثمار وحبوب القهوة، هي عملية التحميص (asting pess) ذات التأثيرات المهمة على مكونات حبوب القهوة. وهي معالجة إنتاجية يتم فيها تغيير الخصائص الكيميائية والفيزيائية الطبيعية لحبوب القهوة الخضراء، من خلال الاستعانة بالحرارة لإحداث مرحلتين من التحلل الحراري داخلها. وبالتالي تظهر النكهة المميزة للحبوب المحمصة نتيجة لانتفاخ حجم الحبة وتغيير لونها وطعمها ورائحتها وكثافتها ودرجة حموضتها ومحتواها من الكافيين وسهولة استفادة الجسم مما تحتوي عليه من المواد المضادة للأكسدة.
ووفق أحدث البحوث، فإن حبوب القهوة تحتوي على ما بين 1000 و1200 مركب كيميائي ذات خصائص في اللون والطعم والنكهة، وقابلة للتفاعل مع بعضها خلال عملية التحميص. ولكن ما يهم هو تأثيرات عملية التحميص على محتوى حبوب القهوة من الماء ومادة الكافيين والمواد المضادة للأكسدة ودرجة الحموضة والسكريات والبروتينات والدهون.
* الكافيين والتحميص
* الكافيين مادة تم اكتشافها لأول مرة في القهوة نحو عام 1810. وتشير الأدلة العلمية بوضوح إلى حقيقة مفادها أنه كلما زاد تحميص حبوب القهوة، نقصت كمية الكافيين وكمية الماء فيها، أي إن حبوب القهوة البنية الفاتحة المستخدمة في إعداد «القهوة العربية المرة»، تحتوي على كمية ماء وكمية كافيين أعلى من تلك الحبوب البنية الغامقة. ولكن بالمقابل، ثمة اعتقادا شائعا مفاده أن القهوة البنية الغامقة ذات الطعم الأكثر مرارة، والمستخدمة في إعداد «القهوة التركية» أو «الإسبريسو» أو «القهوة الأميركية»، تحتوي كمية كافيين أعلى من تلك الحبوب الشهباء المستخدمة في إعداد «القهوة العربية المرة».
والبعض يعتقد هذا، بسبب أن مرارة طعم القهوة الغامقة تنجم عن طعم مادة الكافين المر، بينما تؤكد الدراسات العلمية أن الكافيين المر مسؤول فقط عن 10 في المائة من مكونات مرارة طعم مسحوق القهوة المحمصة.
وهنا نقطة علمية دقيقة علينا ملاحظتها وتأملها لنفهمها بوضوح. وهي أنه بلا شك لو أننا أخذنا كميتين من حبوب القهوة الخضراء بوزن 100 غرام، ثم حمصنا الكمية الأولى إلى درجة البني الفاتح جدا، وحمصنا الكمية الأخرى إلى درجة البني الغامق، فإن كمية الكافيين في الحبوب الفاتحة أعلى من تلك الموجودة في الحبوب الغامقة. ولو أعددنا قهوة «عربية مرة» من كامل الكمية الأولى، و«قهوة أميركية» من كامل الكمية الثانية، في مقدار نصف لتر من الماء، فإن كمية الكافيين في «القهوة العربية المرة» أعلى من تلك التي في «القهوة الأميركية».
ولكننا لو أخذنا مباشرة 100 غرام من مسحوق القهوة البنية الفاتحة لإعداد قهوة «عربية مرة»، و100 غرام من مسحوق القهوة البنية الغامقة لإعداد «قهوة أميركية»، في نصف لتر من الماء، فإن كمية الكافيين تكون أعلى في القهوة الأميركية، مقارنة بالقهوة «العربية المرة». والسبب ببساطة أن حبة القهوة كلما زاد تحميصها فقدت المزيد من الماء ونقص وزنها وزاد حجمها. ولذا 100 غرام من مسحوق القهوة البنية الفاتحة يحتوي على كمية من الماء أعلى بالمقارنة مع 100 غرام من مسحوق القهوة البنية الغامقة. وبالتالي فإن كمية المواد الكيميائية الموجودة في حبوب القهوة، هي أقل في الحبوب التي لا تزال تحتوي على الماء، بالمقارنة مع الحبوب الأقل احتواء على الماء.
وحتى بالنسبة لنوع واحد من القهوة الغامقة اللون مثلا، فإن هناك عاملا مهما آخر يجب أخذه في الحسبان، وهو حجم قطع مسحوق القهوة. ولو أخذنا حجم 5 سم مكعب من قهوة مطحونة بدرجة خشنة كالتي تستخدم لإعداد «القهوة الأميركية»، ونفس الحجم من قهوة مطحونة بدرجة ناعمة كالتي تستخدم لإعداد قهوة «إسبريسو»، فإن وزن الكمية المطحونة بدرجة ناعمة أعلى من وزن الكمية المطحونة بدرجة خشنة. وبالتالي تكون كمية الكافيين أعلى في تلك المطحونة بدرجة ناعمة، على الرغم من أنها من نفس درجة غمق اللون والتحميص وحبوبها غير المطحونة تحتوي على نفس الكمية من الكافيين.
أي أن كمية الكافيين في مشروب القهوة تتأثر بدرجة التحميص، ووزن مسحوق القهوة المستخدم في إعدادها، ودرجة خشونة التقطيع أثناء الطحن. وهناك عامل رابع يتعلق بطريقة الإعداد، أي إما بغلي الماء مع مسحوق القهوة، أو الترشيح باستخدام فلتر (راشح) الورق في «القهوة الأميركية» أو فلتر الشبكة المعدنية في قهوة «إسبريسو»، وغير ذلك.
بزيادة توفير المواد المضادة للأكسدة في مشروبها
لا تزال القهوة تثير الاهتمام العلمي في الأوساط الطبية. ومن أحدث أخبارها الطبية ما طرحه الباحثون الكنديون من جامعة بريتش كولومبيا في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي حول تأثير درجة تحميص القهوة على توفر المواد المضادة للأكسدة في مشروب القهوة.
كانت النظرة الطبية للقهوة في البداية تتبنى ادعاءات «خاطئة» في تصنيفها كأحد عوامل «خطورة» الإصابة بأمراض القلب وتفاقم الحالة الصحية لدى مرضى القلب، وانتشرت من أجل ذلك، نصائح «واهمة» بضرورة تجنب تناولها من قبل مرضى القلب ومن قبل عموم الناس إذا ما أردوا أن تكون قلوبهم سليمة. ولكن النظرة الطبية نحو القهوة تغيرت في خلال العقدين الماضيين بعد إجراء دراسات طبية لم تلحظ أضرارا واضحة على صحة القلب وشرايينه أو التسبب بالإصابة بأمراضها.
وتطورت تلك النظرة الحديثة، المبنية على أدلة علمية ودراسات طبية واقعية، نحو البحث عن أفضل الوسائل للاستفادة الصحية من شرب القهوة. وهو ما يتطلب إلماما سريعا بالجوانب المتعلقة بنوع حبوب القهوة، وكيفية تحميصها، وكيفية إعدادها، وكمية تناولها، وتأثيرات إزالة مادة الكافيين عنها، وغيره مما سيمر بنا في العرض.
إن حبوب القهوة ثمار نوع من الأشجار البرية بالأصل، والدائمة الخضرة. وهناك أكثر من 25 نوعا من أشجار القهوة البرية، يستخدم نوعان منها فقط عالميا في إنتاج القهوة، وهما النوع «العربي» Aabia ffee، ويشكل نحو 70 في المائة من الإنتاج العالمي. والنوع الثاني يسمى «روبيستا» bsta ffee، أو النوع الخشن بمصطلح علم النبات، ويشكل نحو 30 في المائة من الإنتاج العالمي.
وهناك فروق بين النوعين، تهمنا من الناحية الطبية، أهمها أن النوع «العربي» أقل احتواء على مادة الكافيين affeine، بدرجة قد تصل في بعض المحاصيل إلى 50 في المائة، مقارنة بنوع «روبيستا». وتحديدا، يحتوي النوع «العربي» على الكافيين بنسبة 1.2 في المائة، بينما تبلغ النسبة 2.2 في المائة في نوع «روبيستا». والاسم العلمي لمادة الكافيين هو (137 ترايميثايلزانثين) (1،3،7 timethyxanthine)، وهي مادة شبه قلوية akaid، توجد في ثمار أكثر من ستين نوعا من النباتات. وهي بالأصل مادة مضادة للحشرات وللجراثيم. وهناك من يعلل الأمر بالنسبة لاحتواء أنواع القهوة عليها، بأن النوع «العربي» من القهوة ينمو في المرتفعات ويتطلب كمية أقل من مياه الري وثماره أقل رطوبة، فإنه أقل عرضة للإصابة بالآفات، وبالتالي أقل احتياجا لوجود المادة التي يتمثل عملها في القضاء على الحشرات والجراثيم، أي مادة الكافيين، بخلاف نوع «روبيستا» الذي ينمو في مناطق أكثر انخفاضا وأكثر رطوبة ويحتاج إلى كميات أعلى من مياه الري.
ولكن الخطوة الأهم تظل في التعامل الإنتاجي مع ثمار وحبوب القهوة، هي عملية التحميص (asting pess) ذات التأثيرات المهمة على مكونات حبوب القهوة. وهي معالجة إنتاجية يتم فيها تغيير الخصائص الكيميائية والفيزيائية الطبيعية لحبوب القهوة الخضراء، من خلال الاستعانة بالحرارة لإحداث مرحلتين من التحلل الحراري داخلها. وبالتالي تظهر النكهة المميزة للحبوب المحمصة نتيجة لانتفاخ حجم الحبة وتغيير لونها وطعمها ورائحتها وكثافتها ودرجة حموضتها ومحتواها من الكافيين وسهولة استفادة الجسم مما تحتوي عليه من المواد المضادة للأكسدة.
ووفق أحدث البحوث، فإن حبوب القهوة تحتوي على ما بين 1000 و1200 مركب كيميائي ذات خصائص في اللون والطعم والنكهة، وقابلة للتفاعل مع بعضها خلال عملية التحميص. ولكن ما يهم هو تأثيرات عملية التحميص على محتوى حبوب القهوة من الماء ومادة الكافيين والمواد المضادة للأكسدة ودرجة الحموضة والسكريات والبروتينات والدهون.
* الكافيين والتحميص
* الكافيين مادة تم اكتشافها لأول مرة في القهوة نحو عام 1810. وتشير الأدلة العلمية بوضوح إلى حقيقة مفادها أنه كلما زاد تحميص حبوب القهوة، نقصت كمية الكافيين وكمية الماء فيها، أي إن حبوب القهوة البنية الفاتحة المستخدمة في إعداد «القهوة العربية المرة»، تحتوي على كمية ماء وكمية كافيين أعلى من تلك الحبوب البنية الغامقة. ولكن بالمقابل، ثمة اعتقادا شائعا مفاده أن القهوة البنية الغامقة ذات الطعم الأكثر مرارة، والمستخدمة في إعداد «القهوة التركية» أو «الإسبريسو» أو «القهوة الأميركية»، تحتوي كمية كافيين أعلى من تلك الحبوب الشهباء المستخدمة في إعداد «القهوة العربية المرة».
والبعض يعتقد هذا، بسبب أن مرارة طعم القهوة الغامقة تنجم عن طعم مادة الكافين المر، بينما تؤكد الدراسات العلمية أن الكافيين المر مسؤول فقط عن 10 في المائة من مكونات مرارة طعم مسحوق القهوة المحمصة.
وهنا نقطة علمية دقيقة علينا ملاحظتها وتأملها لنفهمها بوضوح. وهي أنه بلا شك لو أننا أخذنا كميتين من حبوب القهوة الخضراء بوزن 100 غرام، ثم حمصنا الكمية الأولى إلى درجة البني الفاتح جدا، وحمصنا الكمية الأخرى إلى درجة البني الغامق، فإن كمية الكافيين في الحبوب الفاتحة أعلى من تلك الموجودة في الحبوب الغامقة. ولو أعددنا قهوة «عربية مرة» من كامل الكمية الأولى، و«قهوة أميركية» من كامل الكمية الثانية، في مقدار نصف لتر من الماء، فإن كمية الكافيين في «القهوة العربية المرة» أعلى من تلك التي في «القهوة الأميركية».
ولكننا لو أخذنا مباشرة 100 غرام من مسحوق القهوة البنية الفاتحة لإعداد قهوة «عربية مرة»، و100 غرام من مسحوق القهوة البنية الغامقة لإعداد «قهوة أميركية»، في نصف لتر من الماء، فإن كمية الكافيين تكون أعلى في القهوة الأميركية، مقارنة بالقهوة «العربية المرة». والسبب ببساطة أن حبة القهوة كلما زاد تحميصها فقدت المزيد من الماء ونقص وزنها وزاد حجمها. ولذا 100 غرام من مسحوق القهوة البنية الفاتحة يحتوي على كمية من الماء أعلى بالمقارنة مع 100 غرام من مسحوق القهوة البنية الغامقة. وبالتالي فإن كمية المواد الكيميائية الموجودة في حبوب القهوة، هي أقل في الحبوب التي لا تزال تحتوي على الماء، بالمقارنة مع الحبوب الأقل احتواء على الماء.
وحتى بالنسبة لنوع واحد من القهوة الغامقة اللون مثلا، فإن هناك عاملا مهما آخر يجب أخذه في الحسبان، وهو حجم قطع مسحوق القهوة. ولو أخذنا حجم 5 سم مكعب من قهوة مطحونة بدرجة خشنة كالتي تستخدم لإعداد «القهوة الأميركية»، ونفس الحجم من قهوة مطحونة بدرجة ناعمة كالتي تستخدم لإعداد قهوة «إسبريسو»، فإن وزن الكمية المطحونة بدرجة ناعمة أعلى من وزن الكمية المطحونة بدرجة خشنة. وبالتالي تكون كمية الكافيين أعلى في تلك المطحونة بدرجة ناعمة، على الرغم من أنها من نفس درجة غمق اللون والتحميص وحبوبها غير المطحونة تحتوي على نفس الكمية من الكافيين.
أي أن كمية الكافيين في مشروب القهوة تتأثر بدرجة التحميص، ووزن مسحوق القهوة المستخدم في إعدادها، ودرجة خشونة التقطيع أثناء الطحن. وهناك عامل رابع يتعلق بطريقة الإعداد، أي إما بغلي الماء مع مسحوق القهوة، أو الترشيح باستخدام فلتر (راشح) الورق في «القهوة الأميركية» أو فلتر الشبكة المعدنية في قهوة «إسبريسو»، وغير ذلك.
بيانات الاستشارة