هناك العديد من الفحوصات التي تساعد على تقوية القناعة التشخيصية عند الطبيب أو أنها تزيل الشك الموجود لديه إذا كانت الشكوى المرضية غامضة أو غير واضحة وكان الفحص السريري سلبياً وسوف نستعرض جميع الفحوصات المخبرية والشعاعية المختلفة حتى أبين الموضوع من جميع جوانبه.
1- تخطيط القلب الكهربائي أثناء الراحة:
كلنا قد شاهد تخطيط جهاز القلب الكهربائي، بل أكثرنا قد عمل له هذا الفحص أكثر من مرة وفي حقيقة الأمر أن هذا الفحص حساس لكنه غير دقيق بالصورة التي نتمناها، لذلك فإن كثيراً من حالات الذبحة القلبية لا يمكن تسجيلها على صفحات تخطيط القلب أثناء الراحة. لذلك تم التفكير في زيادة دقة الفحص بالإضافة الى حساسيته وقد وصل العلماء لخطوة تخطيط القلب المجهود.
2- تخطيط القلب المجهود:
قد أصبح أكثر الفحوصات القلبية شيوعاً فعند القيام بالمجهود وشعور المريض بآلام الذبحة الصدرية يوضح التخطيط الكهربائي علامات معينة تدل على وجود نقص التروية القلبية أي أن كمية الدم المتدفقة الى عضلة القلب أقل من احتياج القلب، وتعتبر هذه الطريقة أقل تكلفة من فحوصات أخرى.
3- تخطيط القلب بالمجهود مع استخدام مواد مشعة:
وتعتبر هذه الطريقة في الفحص من الطرق التي تزيد من دقة تخطيط القلب بالمجهود لكنها مكلفة لأننا نستخدم مادة مشعة هي الثاليوم (201) بحيث يحقنالمريض بعد القيام بالمجهود ثم يتم تصوير القلب بكاميرة جاما على خطوتين بعد الجهد وبعد انقضاء 4 ساعات لنكشف المنطقة من عضلة القلب التي بها نقص التروية.
وإذا كان المريض عاجزاً عن القيام بمجهود فيمكن حقن المريض بمادة معينة تزيد من سرعة ضربات القلب وبذلك تعطي نفس تأثير المجهود على القلب ثم بعد ذلك يحقن المريض مرة أخرى بالمادة المشعة كما ذكرنا في السابق ثم يتم تصوير القلب بكاميرة جاما.
4- فحص القلب بالموجات فوق الصوتية (الإيكو):
يمكن فحص القلب وقياسه وفحص الصمامات بهذه التقنية الدقيقة ويمكننا فحص عضلة القلب وترويتها بالقيام بنفس الفحص لكن على أثر الانتهاء من المجهود البدني ويعتبر هذا الفحص من الفحوصات الأساسية والدقيقة ويمكنها إعطاء معلومات مفيدة عن حالة القلب وقدرته على تأدية وظيفته ومقدار القصور الذي أصابه.
5- القسطرة القلبية:
وهي الوسيلة المثلى لمعرفة وضع الشرايين التاجية وتتم بإدخال أنبوبة بلاستيكية دقيقة وطويلة عن طريق أحد الشرايين الطرفية وغالباً الشريان الأيمن في أعلى الفخذ، وبدفع الأنبوبة يمكن الوصول الى القلب. وبعد حقن مادة ملونة داخل الشرايين التاجية وتصويرها بالأشعة السينية يمكن معرفة مدى ضيق أو اتساع الشرايين أو مدى إصابة الجدار إذا وجد الطبيب أن التضيق شديد ويمكنه توسيعه بالبالون ووضع دعامة معدنية لإبقائه مفتوحاً قام بذلك في نفس الوقت. هذا ويمكن توسيع أكثر من تضيق ووضع أكثر من دعامة معدنية إذا كان هناك حاجة لذلك.
- متاعب الذبحة الصدرية في الشتاء :
النسمات الباردة تلفح الوجوه .. انه الشتاء يدق الأبواب .. وهنا يكون من المحتمل ان تعود الى أكل المواد الدهنية بكثرة .. ومع زيادة كمية الأكل هناك الإقبال على العمل بعد انتهاء الإجازة .
في مثل هذه الظروف يجب أن تنظر إلى نفسك :
هل أنت واحد من هؤلاء ؟
هل أنت فوق سن الأربعين ؟
وهل أنت من مرضى ضغط الدم المرتفع ؟
وهل تشكو من السمنة ؟
أو هل سبق أن أصبتبالذبحة الصدرية ؟
إذا كنت واحداً من هؤلاء فافتح عينيك جيداً... لأن الشتاء قد يحمل لك بعض المتاعب إذا لم تحترس .. وهنا فقط يمر الشتاء ...بلا مرض ...
تأثير البرد
والآن ماذا يحدث في جسمك عندما يصبح الجو بارداً
إن برودة الجو تؤدي إلى تقلص الشرايين .. ويحدث ذلك بصورة واضحة في الشرايين القريبة من سطح الجلد ..إنها تحتوي على كمية كبيرة نسبياً من الدماء .. على هذا الأساس عندما تنقبض هذه الشرايين السطحية فإنها تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم .
صحيح ان الجسم يعمل على تصحيح هذا الوضع ولكن هذا الارتفاع المؤقت في ضغط الدم قد يساعد على ظهور ألم الذبحة الصدرية خاصة إذا كان الشخص مصاباً أصلاً بالتصلب في الشرايين .
أكل الدهون والنشويات
وعندما تنخفض درجة حرارة الجو ، يصبح من الممكن الإقبال على أكل الدهون بكثرة
والبعض يعتقد أن الخطر يكون في الإسراف في أكل المواد الدهنية فقط .. ومن هنا لا يشعر الشخص بخطورة الإفراد في أكل المواد النشوية .
والواقع أن الإفراط في أكل المواد النشوية يعرض الجسم للمتاعب ، وذلك للأسباب التالية :
· إذا زادت كمية المواد النشوية على حاجة الجسم فإنها تتحول إلى مواد دهنية وهكذا يمكن أن تترسب هذه الدهنيات على جدران الشرايين وتسبب حدوث التصلب .
·الإكثار من تناول المواد النشوية يؤدي إلى السمنة .. فهي تزيد وزن الجسم وتضيف عبئاً جديدً على القلب ..
الخروج من مكان دافئ
والآن تعالوا نستعرض معاً الأخطاء التي يمكن أن تقع فيها خلال صل الشتاء ، والتي يمكن أن تسبب لك المتاعب .
وأنا هنا احذر من عادة البقاء لساعات طويلة في مكان دافئ ثم الخروج فجأة إلى الطقس الخارجي .. البارد .
إن هذا التحذير للشخص الذي لم يصب بالذبحة الصدرية .. وللشخص الذي أصيب بها من قبل .
إن هذا يحدث بعد مشاهدة عرض سينماي في دار مكيفة الهواء .. زائدة الدفء .. يخرج الشخص فجأة إلى الجو البارد .. وهذا خطر .
لأن احتمال الإحساس بألم الذبحة الصدرية يكون هنا كبيراً .. ومباشراً ..
والنصيحة هنا بعدم مقابلة الجو البارد دفعة واحدة .. مع الاحتفاظ بمعطف وغطاء للرأس والرقبة .. بحيث يتم خلع كل هذه الأشياء عند التواجد في مكان دافئ ثم تستعمل عند الخروج ومقابلة الجو الخارجي .
الملابس الثقيلة جداً خطأ
وهناك المريض الحريص على ارتداء الملابس الثقيلة جداً حتى يشعر بالدفء . فهو لا يتردد عن ارتداء طبقة فوق طبقة من الملابس .. وبعد كل ذلك لا يتردد عن الخروج للسير ولو مسافة طويلة أو قصيرة ,, ومن هنا ينشأ الخطر ..
انه في الواقع يحمل أوزانا ثقيلة تمثل هبئاً على قلبه .. وتظهر آثار هذه الوزن خلال صعود السلم ..
انه يحمل ثقلا من الملابس يتحرك به دائماً وهذا يرهق قلبه ويعرضه لخطر الذبحة الصدرية .
نزلات البرد وخطر المطر
وقد يتعرض أي واحد منا لنزلات البرد .. أو النزلة الشعبية ..
قد تسقط الأمطار فتبلل ملابسه .. ولا يسارع بتجفيف نفسه واستبدال ملابسه .وهنا يتعرض للنزلات .. وهنا يصبح احتمال الإصابة بالذبحة أكبر .. فالقلب يتحمل عبئاً أكبر .. ومن هنا تبدأ المتاعب .
الألم ليس بالضرورة بسبب الذبحة الصدرية
وهناك ظاهرة مألوفة .. عندما يشعر اي شخص بألم في صدره فإنه يسارع بتوجيه الإتهام الى قلبه فيقول :
أصبت بالذبحة الصدرية ..
والواقع قد يكون غير ذلك تماما ً.. فهناك العديد من الحالات التي تؤدي إلى حدوث الأم في الصدر في الوقت الذي يكون فيه القلب سليماً .
والآن ما هي الحالات التي تعطي الألم الذي يشبه الذبحة الصدرية ؟
هناك مثلاً أي التهاب روماتيزمي في أي عضلات أو غضاريف أو أنسجة في القفص الصدري .. إن هذا الالتهاب يعطي ألما ً شديداً .
فالالتهاب في العضلات الموجودة بين الأضلاع .. أو التهاب في المفاصل بين الأضلاع .. هذه الالتهابات تحدث الألم الشديد الذي يكاد يعوق المريض حتى عن التنفس .
هنا القلب سليم .. والألم الشديد يدفع المريض إلى إصدار الحكم الخاطئ عندما يقول : أصبت بالذبحة الصدرية .
وبجانب ذلك هناك الشخص الذي يتناول كمية كبيرة من الطعام .. هنا قد تحدث انتفاخ في المعدة بجانب انتفاخ الأمعاء الغليظة مما يؤدي إلى الضغط على الحجاب الحاجز أسفل القلب .. وهكذا يشعر المريض بثقل في مقدمة الصدر .. بجانب إحساسه بعدم حرية التنفس .. فيصرخ :
أصبت بالذبحة .. بينما الواقع غير ذلك .. فالإصابة هنا هي في المعدة التي انتفخت بالأكل الكثير .. جداً .. وقد تحدث هذه الحالة بعد وجبة عشاء ثقيلة .. مما يدفع الشخص إلى الاستيقاظ من النوم .. منزعجاً .. ومتوهما ً .
وهناك حالة أخرى هي حدوث الفتق في الحجاب الحاجز .. هنا يدخل جزء من المعدة في هذا الفتق لينتج الألم الذي يشبه ألم الذبحة الصدرية .. ويصحب ذلك اضطراب شديد في ضربات القلب مما يجعل المريض يشك في انه مصاب بالذبحة الصدرية وهذا في الواقع غير صحيح .
كذلك قد يحدث التهاب في هذا الغشاء الرقيق الذي يغلف القلب ... ان القلب نفسه سليم ولكن هذا الالتهاب الذي أصاب غلافه يعطي الألم الذي يشبه ألم الذبحة .. وهكذا يخطئ المريض عندما يخطئ المريض عندما يعتقد أنه أصيب بها