استشارة طبية رقم 72259
زائر
كونى من الوسط الطبى ..فإن أكثر الموضوعات التي تهمني وتشغلني ليل نهار هو ما آل إليه حال خريج الطب في معظم مجتمعاتنا العربية؛ حيث اقتصر دورنا كأطباء على الاقتباس من العلوم الغربية واتباع سننها دون أي إبداع أو ابتكار أو تطوير؛ وبغض النظر عن ملاءمة هذه العلاجات المختلفة لمجتمعاتنا ومرضانا.
صرنا ندور في متاهة الطب الغربي الذي يدور في دوامة التخصص والمزيد من التخصص والذي ينتقل من معالجة الكل إلى معالجة الجزء وجزء الجزء، وأصبح دورنا ناقلين ومستوردين للعلم فقط!! بعد أن كنا نحن صُناعه ومطوريه ومصدريه على أيام الرازي وابن سينا والزهراوي وابن النفيس وغيرهم من علماء العرب والمسلمين الذين استفادوا من المنجزات الطبية السابقة وطوروها وأضافوا عليها الكثير والكثير ثم قدموها للعالم ليستفيد منها ويحدث نهضته الطبية الحديثة.
وما يشغلني بالفعل هو كيف يمكننا كأطباء أن نطور أداءنا بحيث لا نكتفي بالتعامل مع المريض على أنه "حالة –ase"، ونتصور أن دورنا يقتصر على وصف روشتة طبية تحوي مجموعة من العقاقير الكيميائية؟ وكيف يمكننا أن نواكب ونساير ركب التنمية والتقدم؟ وما الذي نملكه بالفعل، ويمكننا أن نقدمه للعالم من حولنا؟ وكيف يمكننا أن ندفع بالطبيب ليمارس دوره الريادي الذي يقود هذه الأمة في مسيرتها الحضارية؟ وكيف يستعيد الطبيب في مجتمعاتنا دوره كحكيم لهذه الأمة؟....
منقول بتصرف
بيانات الاستشارة