استشارة طبية رقم 75682
زائر
يتمتع التمر بمكانة كبيرة وكريمة في الشريعة الإسلامية، ذلك أن الله سبحانه وتعالى، وضع فيه من الفوائد والمواد الغذائية الضرورية لحياة الإنسان وصحته الشيء الكثير. وقد جاء ذكر التمر، بلحاً ونواة ونخلاً وفتيلاً وقطميراً، نحو 30 مرّة
في 30 آية كريمة، منها قوله تعالى {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} حيث الشجرة الطيبة هي شجرة النخل. وقوله تبارك وتعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ}، وقوله تبارك وتعالى {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً، فكلي واشربي وقرّي عيناً}.
كما أشارت السنة النبوية الشريفة، إلى أهمية التمر لحياة الإنسان وصحته وقوته، حيث كان المسلمون خلال الغزو يقتاتون على التمر في تقويه أصلابهم، وكان البعض منهم يأكل التمرة والتمرتان في اليوم الواحد. وعن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تصبّح بسبع عجوات، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر". وقوله صلى الله عليه وسلم "إذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر، فإن لم يجد، فليفطر على ماء، فإنه طهور".
تاريخ التمر علاجياً:
ورغم أن الإسلام أكد على القيمة الغذائية العالية للتمر، إلا أن مزايا التمر العلاجية والاستطبابية، كانت موجودة منذ القديم، حيث كتب الفيلسوف الروماني "بليني الأكبر" في القرن الأول الميلادي، عن فوائد التمر، ووصفه بأنه يستخدم كمقوي وكعلاج لعدد من الأمراض، وأن ثمار التمر تعطي القوة للأشخاص الضعفاء والمرضى، والمداواة بالتمر فعالة في معالجة آلام الصدر والسعال.
وفي مصر القديمة، دلّت الحفريات التي أجريت في مقابر الفراعنة، على شدّة تقديرهم له، حتى نقشوه على جدران معابدهم، وأشادوا بفوائده غضاً وجافاً ومسكراً وعلى شكل "عجوة" وفي كثير من الأماكن الأثرية كتابات ومذكرات تدل على مدى ما كان للتمر من قيمة غذائية بالنسبة للناس.
وفي تاريخ العرب وقصص حياتهم قبل وبعد الإسلام، الكثير عن دور التمر كغذاء رئيسي في طعامهم بصورة تفسر لنا كيف استطاعوا أن يجدوا الدرة على فتح البلاد والأمصار، ويقاتلون الدول والجيوش، وليس في جوف البعض منهم سوى بضع حبات من التمر.
مكونات التمر الغذائية:
يتألف التمر من غالبية المكونات الرئيسية للغذاء الأساسي لجسم الإنسان، فهو يتألف من مجموعة الفيتامينات (أ، ب1، ب2، ج، هـ، ب ب، د، ك) ومجموعة المعادن (حديد، نحاس، زنك، كوبالت، صوديوم، كبريت، فوسفور، كالسيوم، بوتاسيوم، كلورين، ماغنسيوم، منجنيز، فلورين)، ومجموعة الأحماض (الفوسفوريك، الماليك، الطرطريك، الاكساليك، الفوليك، الفورميك، الستريك، الخليك، النيكوتينيك)، بالإضافة إلى مجموعة المواد الغذائية الأخرى، منها: (الجلوكوز، فركتوز، سكروز، سيليليوز، هيميسيليلوز، ليبيدات، ماء، بكتين، بروتين، بروتبكتين، نشا، فلافون، فلافونول، انثوسيانين، كاروتينات، ليكوبين، مضادات حيوية).
ومع تقدم العلم، وتطور العلوم الطبية، تم إثبات المكونات التي يتألف منها التمر، والتي جعلت الكثير من الأطباء يصفون التمر بأنه "منجم" للمعادن والمواد الغذائية والفيتامينات.
وفي القسم الثاني من المادة، سوف نتوقف عن الكثير من فوائد التمر العلاجية، والغذائية، للنساء والرجال والأطفال.
يتبع
بيانات الاستشارة