التصنيفات
رشاقة ورياضة | برامج حمية | نظام غذائي

توازن الهرمونات بشكل طبيعي – التغذية ج20

بعض الكيميائيات الأكثر قوة في الجسد هي الهرمونات. إنها كيميائيات عضوية يتم إنتاجها في بعض الغدد، وعند وجودها في مجرى الدم، فإنها تعطي التعليمات إلى خلايا الجسد. أما الهرمون الدرقي، من الغدة الدرقية، فهو يسرّع عملية أيض الخلايا، مولدا الطاقة ومحرقا الدهون. ويتحكم الإستروجين والبروجسترون، من المبيضات، بتعاقب التغييرات التي تحافظ على الإخصاب والدورة الشهرية. إن اختلال الهرمونات قد يوقع أضراراً فادحة في الصحة.

وتكون الهرمونات إما شبيهة بالدهون، وتسمى هرمونات سيترويد، أو شبيهة بالبروتينات، كالأنسولين. وهي مصنوعة من مكونات الغذاء الذي يتناوله الفرد، وقد يلعب النظام الغذائي دوراً حاسماً في الحفاظ على توزان مستويات الهرمون. غالبية الهرمونات تعمل في حلقات مرتدة، مع الغدة النخامية التي تعمل كقائد أوركسترا. فالغدة النخامية مثلاً تطلق هرموناً محركاً للغدة الدرقية (TSH) فيأمرها بإطلاق الهرمون الدرقي الذي يسرع عملية أيض الخلايا في الجسم. عندما يبلغ مستوى الهرمون الدرقي بالدم درجة معينة، فإن النخامية تتوقف عن إنتاج الـ TSH.

الغدة الدرقية والأيض

إن هرمون الغدة الدرقية، الهرمون الدرقي، مصنوع من الحامض الأميني التيروسين. والأنزيم الذي يحول واحداً إلى آخر يعتمد على مادتي اليود والسلينيوم. ووجود نقص في التيروسين أو اليود يمكن أن يخفض مستويات الهرمون الدرقي، على الرغم من أن النقص في أي منهما نادراً ما يحصل. مع ذلك، فإن الغدة الدرقية المقصرة في النشاط، قد تسبب أعراضاً كزيادة الوزن، الخمول الفكري والبدني، الإمساك وسماكة البشرة، وهي أمر شائع جداً. إن العديد من الأشخاص الذين يعتقد أنهم يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية لديهم مستويات «طبيعية» على خط الحدود من الهرمون الدرقي خلال الفحص، لكنهم يعانون من تحولات صحية مدهشة بعد تناول جرعة قليلة من الهرمون الدرقي.

الغدد الصماء والهرمونات

المحافظة على توازن الكالسيوم

إن الغدة الدرقية تنتج أيضاً هرموناً مسؤولاً عن المحافظة على توازن الكالسيوم في الجسم، حيث يعمل الكالسيتونين من الغدة الدرقية بتوازن مع الباراثورمون (أو PTH) من الغدد جنبية الدرقية، وهي عبارة عن أربع غدد دقيقة ملتصقة بالغدة الدرقية. يقوم PTH بتحويل الفيتامين D إلى هرمون نشيط وفعال يساعد على زيادة الكالسيوم الموجود. في حين أن غالبية كالسيوم الجسم يتركز في العظام، فإن كمية صغيرة منه تتواجد في الدم والخلايا لأن كل عصب منفرد واستجابة عضلية تستعمل الكالسيوم. ويحرك PTH العظام من أجل إعطاء الكالسيوم. في حين أن الكالسيتونين يعيده إلى العظام.

الإجهاد والغدد الكظرية

تقع الغدد الكظرية في قمة الكلى وتقوم بإنتاج الهرمونات التي، من ضمن أشياء أخرى، تساعدنا على التكيف مع الإجهاد. إن الهرمونات الأدرينالين، الكورتيزول وDHEA تساعد الفرد على الاستجابة لحالة طوارئ من خلال توجيه طاقة الجسد نحو القدرة على «المقاومة أو الهروب»، وذلك بتحسين إمدادات الأوكسيجين والغلوكوز إلى العضلات، وتوليد طاقة فكرية وبدنية. إنه تصميم قد ساعد أسلافنا على تحمل الحالات التي تهدد الحياة فعلياً. خلال وجود استجابة للإجهاد يتكثف الدم من أجل مساعدة الجروح على الالتئام. في حياتنا العصرية فإن كل ذلك يحدث عندما تفتح حسابك المصرفي لتجد أنك سحبت أكثر من رصيدك، عندما تعلق في زحمة سير أو تتشاجر مع شريكك. تجدر الإشارة إلى أن الشاي، القهوة، الشوكولا والسجائر لها نفس الأثر بما أنها تحتوي على الكافيين، الثيوبرومين، الثيوفيلين أو النيكوتين، وكلها تنشط عملية إطلاق الأدرينالين.

لكن في هذه اللحظة تبدأ الطاقة بالانحطاط. فيبطئ الجسم من عملية الهضم، الترميم والمحافظة من أجل توجيه الطاقة إلى التعامل مع الإجهاد. ومن جراء ذلك فإن الإجهاد المطول يرتبط بتسريع عملية التقدم بالسن، وعدد من أمراض الهضم وتوازن الهرمون.

إذا كان الشخص يعيش على المنبهات كالقهوة والسجائر، أو أنظمة غذائية غنية بالسكر أو يعيش على الإجهاد نفسه فإنه يزيد من خطر الإخلال بتوازن الغدة الدرقية (مما يعني إبطاء عملية الأيض واكتساب الوزن)، أو توازن الكالسيوم (مما يسبب التهاب المفاصل)، أو الإصابة بمشاكل مرتبطة بعدم توازن الهرمون الجنسي. هذه هي الآثار الجانبية البعيدة الأمد للإجهاد المتواصل، إذ أن أي جهاز في الجسم تتم إثارته فوق الحد مصيره أن يعمل دون القدر المطلوب.

إن هرمونات الإجهاد تعتمد على بعض المغذيات من أجل إنتاجها. لإنتاج الأدرينالين أنت تحتاج لما فيه الكفاية من الفيتامينات B3 (حامض النيكوتين أو نياسين)، B12 وC. أما الكورتيزول، الذي يعتبر أيضاً مادة طبيعية مضادة للالتهاب، فلا يمكن إنتاجه من دون كمية كافية من الفيتامين B5. إن حاجة الفرد إلى كل هذه المغذيات، بالإضافة إلى تلك الضرورية لإنتاج الطاقة كالفيتامينات B وC، تزداد مع الإجهاد المتواصل.

وتهبط مستويات DHEA، وهو هرمون كظري حيوية، كنتيجة للإجهاد المطول. إن هذا الهرمون، الذي يمكن شراؤه سراً في الولايات المتحدة، يمكن إضافته بكميات صغيرة من أجل إصلاح وترميم مقاومة الإجهاد. هناك نوع جديد من الاختبارات يستطيع إخبارك أين أنت من دائرة الإجهاد. إن اللعاب الذي يؤخذ في خمس فترات محددة من النهار يتم تحليله لتحديد مستوياته من الكورتيزول والـ DHEA.

كما يمكن أيضاً استعمال هذا الأخير لصناعة هرمونات الجنس تستوستيرون (لدى الرجال)، بروجسترون واستروجين (لدى النساء)، وهو يعتبر «مضاد للشيخوخة». مع ذلك، فإن الكثير منه قد يثير أيضاً الغدد الكظرية فوق الحد، ويؤدي إلى الأرق كمثال على ذلك. إذن من الأفضل عدم تناوله إلا عند الحاجة، وحسبما يظهر من خلال اختبار إجهاد الكظرية.

الهرمونات الجنسية

يعتبر التوازن بين البروجسترون والإستروجين لدى النساء مهماً جداً. إن وجود زيادة نسبية في الإستروجين، والمسمى بسيطرة الإستروجين، يرتبط بزيادة خطر سرطان الثدي. السرطان الليفي، الحويصلة المبيضية، غشاء مخاطي في غير الرحم وأعراض ما قبل الطمث. إن أعراض الإنذار المبكرة المتعلقة بسيطرة الإستروجين تشمل أعراض ما قبل الطمث، الانحطاط، فقدان الرغبة الجنسية، الرغبة بالحلوى، غزارة الدورة، اكتساب وزن، تضخم الصدر واحتباس الماء.

الهرمونات في الدورة الشهرية

إن سيطرة الإستروجين قد يكون سببها التعرض المفرط للمواد الإستروجينية، أو نقص في البروجسترون، أو مزيج من الاثنين معاً. تتواجد المركبات الإستروجينية في اللحوم، التي تتغذى غالبيتها من الهرمون، في منتجات اللبن، والعديد من المبيدات والبلاسيتك اللون، وبعضها يصوّل في الأطعمة عند استعمالها للتغليف. الإستروجين هو أيضاً موجود في معظم حبوب تحديد النسل وHRT.

في حال عدم إباضة المرأة، وهذا أمر عجيب قد يحدث بسبب نقص طفيف في الإستروجين، فإن إنتاج البروجسترون لا يحصل. هذا لأن البروجسترون ينتج في الحويصلة التي تحتوي على البيضة، متى ما تم إطلاقها. في حال عدم إنتاج البروجسترون، تحدث سيطرة إستروجين نسبية. إن الإجهاد يؤدي إلى رفع مستويات الهرمون الكظري الكورتيزول، والذي يتنافس مع البروجسترون ويخفض مستويات DHEA، الممهد للبروجسترون. كما أنه أيضاً ممهد للتستوستيرون، وهناك دليل متزايد على أن الرجال أيضاً قد يعانون من سيطرة الإستروجين ونقص التستوستيرون. وعلى الرغم من أن الرجال ينتجون القليل جداً من الإستروجين، إلا أنهم معرضون لهذا الهرمون في نظامهم الغذائي. إن بعض هذه الهرمونات، كالمنتجات التحليلية للمبيد DDT، والـ Vincloxaline، المستعمل لرش الخس، معروف عنها أنها تتداخل مع تستوستيرون الجسم، مؤدية إلى نقص. وهذا ما قد يفسر وجود ارتفاع في تفشي العيوب التناسلية والخصيات المعلقة لدى الأطفال الذكور، وزيادة العقم، بالإضافة إلى سرطان البروستات والخصية. إن بعض الرجال قد يصابون بما يسمى بـ «إسلاف الذكور» في أواخر حياتهم. وتشمل أعراض هذا الإسلاف، وفقاً للدكتور مالكوم كاروترز خبير الهرمون الذكوري، الإنهاك، الانحطاط، إنخفاض الأداء الجنسي، إعادة توزيع واكتساب وزن، متضمنة نسيجاً زائداً في الصدر.

إن الـ Prostaglandins، المكونة من الأحماض الدهنية الأساسية، تجعل الخلايا حساسة إزاء الهرمونات. وهناك تفاعل مهم بين الـ Prostaglandins والهرمونات، وخصوصاً الهرمونات الجنسية. إن النقص في الدهون الأساسية، الذي يستوطن في العالم الغربي، أو النقص في المغذيات الضرورية لتحويل الدهون الأساسية إلى Prostaglandins (وهي تشمل الفيتامينات B6, B3 وC، فيتامين هـ أو بيوتين، مغنيزيوم وزنك). يمكنها أيضاً أن تحدث ما يشبه الاختلالات الهرمونية.

لقد ثبت أن هذه المغذيات، مع الدهون الأساسية، تساعد جداً في التخفيف من أعراض ما قبل الطمث وأعراض الإسلاف. أيضاً الفيتامين E يساعد في هذه الأعراض. وهناك تعليل محتمل وهو أن الفيتامين E يحمي الدهون الأساسية والـ Prostaglandins من التأكسد.

إن الإرشادات التالية تساعدك على المحافظة على توازن الهرمونات. مع ذلك، فإذا كنت تعاني من خلل هرموني خطير كسيطرة الإستروجين مثلاً، قد يكون من الضروري أيضاً أخذ كميات صغيرة من البروجسترون الطبيعي. وهذا يختلف كثيراً عن البروجسترون الصناعي، الذي يدخل في بعض حبوب تحديد النسل وHRT. إن البروجسترون الطبيعي، والتستوستيرون للرجال، يتوفر في وصفات طبية من قبل الأطباء فقط.

من أجل المحافظة على توازن الهرمونات:

●    اجعل الدهون الحيوانية قليلة جداً في نظامك الغذائي.

●    اختر الخضار العضوية واللحوم حيثما أمكن من أجل التخفيض من التعرض للمبيدات والهرمونات.

●    افعل ما بوسعك من أجل تخفيض تعرض الأطعمة الخفيفة، الحمضية أو الدهنية للبلاستيك الملون. مثلاً، لا تغط الجبنة بأوراق لاصقة رقيقة. واشتر المشروبات المعبأة في زجاجات بدل علب الكرتون المصفوفة في بلاستك لون.

●    خفف من استهلاك المنبهات قدر الإمكان كالقهوة، الشاي، الشكوكولا، السكر والسجائر. إذا كنت مدمناً على أي واحد منها، ما عليك إلا كسر العادة.

●    لا تدع الإجهاد يصبح عادة في حياتك. تعرف على مصادر الإجهاد وحددها، وقم ببعض التغييرات الإيجابية لظروفك وللأسلوب الذي تنتهجه للتفاعل معها.

●    تأكد من أنك تتناول الكمية الكافية من الدهون الأساسية من البذور، زيوتها أو مضافات من زهرة الربيع المسائية أو زيت نبات لسان الثور (أوميغا 6) أو زيت الكتان (أوميغا 3).

●    تأكد من أن خطة المضاف تشمل مستويات مثلى من الفيتامينات B3 وB6، الفيتامين هـ أو بيوتين، المغنيزيوم والزنك.

اسأل طبيب مجاناً