التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الدهون الأساسية في غذاء الطفل

الدهون الأساسية كما هو واضح من اسمها: أساسية. تلك الدهون المتعددة غير المشبعة والأحادية غير المشبعة تلعب دوراً مهماً في كثير من أوجه الصحة وتكوين الأعضاء ووظائفها مثل إنتاج الهرمونات، وتركيب الغشاء الخلوي، ووظائف المخ والجهاز العصبي، والهضم والامتصاص وعمليات أخرى لا حصر لها. ومن الضروري أيضاً أن تحصلي على هذه الدهون من الغذاء، لأن أجسادنا لا تستطيع تصنيعها.

أوميجا 3 و 6 لعلك سمعت بالفعل في وسائل الإعلام ضمن تغطية إعلامية إيجابية عن الزيوت المحتوية على الأحماض الدهنية أوميجا 3 وأوميجا 6. توجد هذه الأحماض الدهنية الأساسية عديدة الروابط غير المشبعة في الزيوت المعصورة على البارد مثل زيوت زهرة دوار الشمس، والقرطم، وبذر الكتان، وزهرة الربيع المسائية. وكذلك تعتبر الأسماك (لاسيما السمك الزيتي مثل السردين والسلمون العضوي) وزيوت الأسماك مصادر جيدة للدهون الأساسية.

ملحوظة: من المهم جداً ألا تستخدمي هذه الزيوت في الطهو؛ ذلك لأنها شديدة الحساسية للحرارة. فالحرارة تغير تركيبها الكيميائي، مما يجعلها ضارة بالصحة. احفظي الزيوت بالثلاجة دائماً، ويفضل أن تكون داخل زجاجات داكنة اللون (لحمايتها من الضوء والحرارة).

وإذا لم يكن طفلك يعاني حساسية للمكسرات والبذور النيئة الطازجة، فإنها تعتبر بالنسبة له مصدراً ممتازاً للزيوت الأساسية الضرورية لنمو المخ، وتقوية الذاكرة، وزيادة مستوى الذكاء. وتشكل المكسرات والبذور النيئة اختياراً جيداً لوجبة خفيفة سريعة وسهلة، ويمكن أيضاً رشها على السلطات والأغذية النشوية وغير ذلك من مأكولات. جربي تشكيلة منها (مثل بذور اليقطين، واللوز، وبذور زهرة دوار الشمس، والجوز، وما إلى ذلك)، واحرصي على عدم تحميصها ولا تمليحها، واحفظيها دائماً في الفريزر لأنها سرعان ما تتزنخ وتفسد.

ملحوظة: لا تعطي الفول السوداني أو زبدة الفول السوداني لأي طفل قبل أن يصل إلى سن خمس سنوات على الأقل، فالفول السوداني مسبب للحساسية بدرجة عالية ويستطيع الأطفال تحمله بشكل أفضل حينما تصير أجهزتهم المناعية أكثر نضجاً.

أوميجا 9 يندرج زيت الزيتون ضمن قائمة مصادر الدهون الأحادية غير المشبعة، والتي تعرف أيضاً باسم أوميجا 9. ويحتوي زيت الزيتون على دهون تعتبر أساسية ولكنها تعمل أيضاً كدهون تكاد تكون مشبعة، مما يجعل تركيبها الكيميائي أكثر استقراراً، وبالتالي أكثر ملاءمة للطهو. ولدهون أوميجا 9 الكثير من الفوائد الصحية، ولكن إذا أفرط المرء في تناولها يمكن أن تكون لها نفس التأثيرات السلبية التي للدهون المشبعة. ويكون زيت الزيتون في أفضل حالاته إذا تم عصره على البارد وكان من الصنف البكر الممتاز وتم اختزانه وحفظه في زجاجات داكنة اللون. وتعد ثمار الأفوكادو والزيتون مصادر أخرى لدهون أوميجا 9.

الزيوت المركبة توجد ماركات جيدة جداً وعديدة من الزيوت المركبة، مثل زيت يودو Udo’s oil، وتشمل زيوتاً من أنواع أوميجا 3، 6، 9 ممتزجة معاً بنسب مثالية. ويجب إعطاء ملعقة أو ملعقتين صغيرتين من هذه الزيوت إلى الأطفال من جميع الأعمار بصفة يومية لتحسين جميع أوجه صحتهم. وهذا الزيت المركب يمكن تناوله إما مباشرة بملعقة (وقد يبدو طعمه غريباً في بادئ الأمر، ولكن الصغار سرعان ما يتعودون عليه) وإما ممزوجاً بالعصائر أو الأطعمة. ولكن احرصي على ألا تضيفي هذه الزيوت للمأكولات أو المشروبات الساخنة، وألا تستخدميها في الطهو، منعاً للضرر الناتج عن الحرارة كما أوضحنا سابقاً.

خمس طرق مرحة لإدخال دهون أوميجا ضمن غذاء طفلك

•    اخلطي بذور زهرة دوار الشمس بحبوب الإفطار، أو العصيدة، أو الموزلي لإضافة جرعة صحية من الزيوت الأساسية (أوميجا 6) أو أضيفي هذه البذور إلى الحمص في الخلاط كلما أردت صنع طحينة الحمص. أو قدمي وجبة خفيفة من بذور زهرة دوار الشمس والزبيب، أو أضيفيها إلى السلطات.
•    جربي الأفوكادو (أوميجا 9) إذ يمكن أن تعدي منها صلصة قشدية القوام، أو حساءً، أو حشواً للشطائر، أو معجوناً يبسط على الخبز (بدلاً من المايونيز). ومن الأفكار المرحة بالنسبة للأطفال أن تعدي ثلاثة أنواع من الغموس: نوعاً أحمر (مثل الفلفل الأحمر الحلو)، وآخر برتقالياً (مثل اليقطين)، وثالثاً أخضر (مثل الأفوكادو شديد الأهمية)؛ رتبيها بحيث تشابه إشارة المرور؛ ويجب أن تغمسي كل أصبع من الخضر أو الخبز في كل من الألوان الثلاثة قبل أن تكمل رحلتها إلى داخل الفم!
•    اجعلي الجوز (أوميجا 3) جزءاً من الروتين الغذائي لطفلك بإضافته لكل من الأطباق الحلوة ذات النكهة المميزة. إنه لذيذ مع خلائط الكعك أو أرغفة الخبز، أو كحشو للتفاح المطهو بالفرن. كما يكون الجوز رائعاً عند خلطه مع الأرزية أو مع البطاطس المهروسة. وهو يضفي القرمشة على حبوب الإفطار أو سلطات الفاكهة.
•    أضيفي حلقات الزيتون منزوع النوى (أوميجا 9) إلى أسياخ الدجاج المشوي مع الفلفل وعش الغراب لتحصلي على وجبة سريعة من المشويات بالزيتون. أو اجمعي بعضاً منها بخلة أسنان مع الفاصوليا البيضاء لتحصلي على وجبة خفيفة رائعة. استخدمي معجون الزيتون المغري (التابينادة) كحشو للشطائر، أو غموس للخضراوات، أو أصابع البقسماط. صبي زيت الزيتون البكر الممتاز على بعض الأطباق مثل طحينة الحمص، أو الخضراوات المطهوة بالبخار، أو حتى الأرز.
•    ولا تنسي بذر الكتان (أوميجا 3). فهذه البذور متعددة الاستعمالات يمكن خلطها مع حبوب الإفطار أو الموزلي؛ كما يمكن طحنها وإضافتها إلى عجائن الفطائر؛ أو يمكن مزجها مع الفواكه المضروبة بالخلاط أو الزبادي الحيوي. كما يحب الأطفال مضغ بذور الكتان النيئة بعد التقاطها بأصابعهم اللزجة

اسأل طبيب مجاناً