Dr Hatem sayed
أخصائي طب الأسرة والجراحة العامة
الجسدنة هي متلازمة من الأعراض الجسدية المؤلمة بالإضافة إلى الأفكار والمشاعر والسلوكيات غير الطبيعية (استجابة لهذه الأعراض). قد تتسبب أعراض الجسدنة أو تتفاقم بسبب القلق والاكتئاب والصراعات الشخصية ومن الشائع أن تحدث الجسدنة والاكتئاب والقلق معًا.
الأعراض الجسدية للجسدنة ليست مقصودة، أي ليست تحت السيطرة الطوعية. الجسدنة مرتبطة بضعف نفسي اجتماعي كبير.
الانتشار
- اضطراب الجسدنة شائع للغاية. أكثر من 50٪ من المرضى الذين يتقدمون إلى العيادات الطبية الخارجية ولديهم شكوى جسدية لا يعانون من حالة طبية.
- 70٪ من المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية يقدمون شكوى جسدية كسبب لزيارة مكتب الرعاية
العوامل المنذرة للاصابة
تشمل الجنس الأنثوي وسنوات أقل من التعليم، والوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، والبطالة . يرتبط الاعتداء الجنسي أو الجسدي باستمرار مع الجسدنة عند النساء البالغات.
الشكوى المتمثله في : الدوخة، والحرقان في الرأس، و"ارتفاع درجات الحرارة في الجسم" هي أمثلة على الأعراض الشائعة في بعض الثقافات ولكنها نادرة في البعض الآخر.
التشخيص
الجسدنة هي عملية معقدة ومتعددة العوامل.
يجب استكشاف المسببات الطبية والنفسية و الاجتماعية لأعراض المريض في وقت واحد بحيث يكون لدى المريض ثقة في أن احتياجاته الطبية تتم معالجتها.
قد يكون المرضى الذين يعانون من نوبة مرض جديدة أكثر استعدادًا لمناقشة المخاوف النفسية والاجتماعية في بداية تقييمها، بدلاً من مناقشتها بعد فشل جميع الفحوصات الطبية في تحديد سبب أعراضهم.
تاريخ المريض:
يجب الانتباه إلى كيفية ارتباط الأعراض الجسدية بمشاعر المريض والوضع الاجتماعي.. السؤال عن:
- أحداث شخصية قاسيه مثل الخسائرفي الاموال او الاقارب
- الأدوية المستخدمه بدون وصفة طبية والأدوية التكميلية.. تعاطي المواد المخدره بما في ذلك الكحول.
- الإساءة الجسدية أو الجنسية.
- ما إذا كان يشعر بالأمان في علاقاته الحالية، أو ما إذا كان يشعر بالتهديد أو الخوف سواء في المنزل أو في أماكن أخرى أو وجود نمط من الانشغال باعراض مرضية معينة والتي لم يتم تأكيدها طبيا
- وجود تاريخ من العمليات الجراحية المتعددة دون تشخيص طبي للمرض يزيد من احتمالية وجود الجسدنة.
- تاريخ في تغيير الأطباء بشكل متكرر أو مغادرة المستشفى ضد المشورة الطبية..
الأعراض والعلامات
الميزة الأساسية للجسدنه هي وجود تاريخ مزمن لأعراض غير مبررة و ينكر المريض أي مبرر نفسي لها
- أعراض الألم : الألم هو الشكوى الفردية الأكثر شيوعاً، ويظهر في أكثر من 80 ٪ من المرضى الذين يعانون من الجسدنة.
- أعراض الجهاز الهضمي (مثل الغثيان وآلام البطن والإسهال)
- الأعراض القلبية الرئوية (ألم الصدر وضيق التنفس، خفقان القلب)
- أعراض عصبية كاذبة (مثل الإغماء وضعف العضلات وتشوش الرؤية وصعوبة المشي وفقدان الذاكرة)
- أعراض الجهاز التناسلي (مثل عسر الطمث وحرقان في الأعضاء التناسلية)
- الانشغال العام بالأعراض
- عدم وجود طرق لتخفيف الأعراض أو وجود عوامل واضحة تؤدي إلى تفاقم الأعراض
- عدم وجود نتائج إيجابية من خلال الفحص البدني
غالباً ما يسبب المرضى ردود فعل سلبية من الأطباء وغالبًا ما يُنظر إليهم / يتم تصنيفهم على أنهم "مرضى صعبين"
*يشير وجود العديد من هذه الخصائص بقوة إلى الجسدنة، على الرغم من احتمال وجود دليل على وجود مرض عضوي أيضًا. يمكن أن يساعد التعرف على هذه الأعراض، خاصة عندما تتجمع معًا، في التشخيص التفريقي.
من المهم أيضاً إدراك أن وجود اضطراب التجسد لا يمنع وجود اضطراب عقلي او حالة طبية حقيقيه.
ثلاث مجموعات من الأعراض توحي بأن الجسدنة ما هي إلا نتيجه ثانوية للاكتئاب أو القلق أو اضطراب الهلع:
- ألم غير نمطي في الصدر، أو خفقان القلب، أو عدم انتظام دقات القلب، أو صعوبة في التقاط الأنفاس (التنهد، وليس ضيق التنفس الحقيقي)، أو كل هذه الأمور
- عسر الهضم، حرقة الصدر، انتفاخ البطن، أو غيرها من أعراض الجهاز الهضمي
- الصداع، والدوخة، والدوار، وتوقع الإغماء، أو الإحساس بالتنمل والوخز
اختبارات المعمل
- فقط لاستبعاد الأمراض العضوية، على الرغم من أن الدليل على وجود مرض كائن لا يستبعد تشخيص الجسدنة.
- يمكن ان يكون اكتشاف بعض التشوهات الجسدية التي لا علاقة لها بأعراض المريض (باستخدام تقنية متطورة) ليس مفيدا، وقد يغذي اعتقاد المريض أنه إذا تم طلب المزيد من الاختبارات أو استشارة المزيد من المتخصصين، فسيظهر السبب "الحقيقي" لأعراضه . على سبيل المثال، لا يمكن لوجود الحد الأدنى من درجة تدلي الصمام المترالي في تخطيط القلب أن يفسر مجموعة من الأعراض الجسدية المؤلمه.
- تجنب الاختبارات قليلة الفائده والتي قد تخلق مشاكل جديدة للمريض، مثل زيادة القلق أو الآثار الجانبية من الإجراء نفسه.
تشخيصات متباينة
اضطرابات نفسية:
يختفي بعضها تحت غطاء مجموعة من الشكاوى الجسدية. تشمل هذه الاضطرابات.. الاكتئاب الكبير و تعاطي الكحول والمواد المخدرات والقلق العام وحالات الهلع.
يحدث اضطراب التجسد.. كثيرا في الاكتئاب، وينبغي أن ينظر الأطباء في خلفية الاكتئاب الكبيرMDD والاكتئاب الجزئيdythemia كلماكانت الجسدنه ظاهره.
دراسة دولية متعددة المراكز افادت ان 50٪ أولئك الذين لديهم اضطرابات الاكتئاب كان لهم أعراض متعددة غير مفسرة.
الحالات الطبية غير النفسية:
ذات الشكاوى الغامضة والعرضية وتفسر عرضا بانها جسدنة، خاصة في وقت مبكر من مسارها. وتشمل هذه الحالات قصور الغدة الدرقية، والتصلب المتعدد والذئبة الحمراء.
الاضطرابات التي تتضمن ظاهرة التجسد
1- اضطراب التحويل conversion
(اضطراب الأعراض العصبية الوظيفية)
• تقدم النتائج السريرية أدلة عدم توافق بين الأعراض والحالات العصبية أو الطبية المعترف بها.و لا يمكن تفسير العَرَض باضطراب طبي أو عقلي آخر.
• يسبب العَرَض ضعفًا في المجالات الاجتماعية أو المهنية واستنزاف وسائل التقييم الطبي.
• نوعيه الأعراض محدده: ضعف أو شلل، مع حركة غير طبيعية (على سبيل المثال، رعشة، واضطراب في المشي)، واضطراب البلع، وأضطراب الكلام (على سبيل المثال، بحة الصوت، وتداخل الكلام)، مع نوبات تخدير أو فقدان حسي واعراض حسية خاصة (اضطراب البصر أوفي حاسة الشم أو السمع) .
2- اضطراب القلق من المرض illness anxiety disorder
• الانشغال المفرط أو الغير متناسب بالإصابة بمرض خطير . الأعراض الجسدية غير موجودة و يكون هناك مستوى عال من القلق بشأن الصحة، ويسهل انزعاج الفرد بشأن الحالة الصحية الشخصية.
• يقوم الفرد بسلوكيات صحية مفرطة ( فحص جسده بشكل متكرر بحثًا عن علامات المرض)
• يكون الانشغال بالمرض موجودًا لمدة 6 أشهر على الأقل وتشكل هذا الاضطراب 10% من الحالات في الرعاية الاولية.
3- اضطراب مفتعل factitious
افتعال العلامات أو الأعراض الجسدية أو النفسية، أو احداث إصابة بغرض الخداع . • يعرض الفرد نفسه للآخرين على أنه مريض أو معاق أو مصاب
4- اضطراب الأعراض الجسدية somatic symptom disorder
تنتشر بنسبة 5 ٪ إلى 7 ٪ في عموم السكان، مع انتشار أعلى لدى النساء. يؤكد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM على ضرورة وجود أعراض وعلامات إيجابية (أعراض جسدية مؤلمة بالإضافة إلى أفكار ومشاعر وسلوكيات غير طبيعية استجابة لهذه الأعراض) بدلاً من عدم وجود تفسير طبي لها .
• أفكار غير متناسبة ومستمرة حول خطورة الأعراض.
• ارتفاع مستوى القلق بشأن الصحة أو الأعراض.
• تخصيص الكثير من الوقت والطاقة لهذه الأعراض
العلاج
من غير المحتمل أن يكون العلاج فعالاً ما لم تتم معالجة العوامل المؤدية للاضطراب. من المهم تشجيع المرضى على تطوير علاقة ثقة مستقرة مع مقدم رعاية واحد يشرف على رعايتهم.
• لا تقل أبدًا، "كل شيء في رأسك" أو "لا حرج فيك". تجنب الجدل حول ما إذا كانت الأعراض نفسية أو غير نفسية في المقام الأول. الطعن المباشر في اعتقاد المريض قد يؤدي عن غير قصد إلى تقويض العلاقة معه. من المنطقي أكثر للطبيب أن يشرح أنه لا يوجد دليل على وجود مرض يهدد الحياة.
• يجب أن يقر الطبيب بالمعاناة الجسدية والعاطفية للمريض، والتأكيد على أنه يعتبر الأعراض حقيقية، ويجب أن يؤكد للمريض أن وجود اضطراب نفسي لا ينفي حقيقة معاناته.
• تقييم ومعالجة الأمراض الطبية و/أو الاضطرابات العقلية التي قد تم تشخيصها.
• البدء في برنامج علاج محدد .. بالمواعيد المنتظمة والمختصرة بدلاً من المواعيد "حسب الحاجة". قد يتكون العلاج من مجموعة من الشرح والطمأنينة والملاحظة وقياس شدة الأعراض والغرض هو تحسين القدرات الوظيفية وتطوير التكيف والمهارات في التعامل مع الاعراض.
• الطلب من المريض عدم "التنقل بين الأطباء" أو طلب رعاية متخصصة دون استشارة طبيب الرعاية الأولية وتثبيط السلوكيات الإعتمادية بشكل صريح، مثل المكالمات الهاتفية غير المجدولة أو الزيارات المتكررة. قد تسمح المكالمات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني التي تم ترتيبها مسبقًا للمتابعة بتقليل وتيرة زيارات المكتب.
• إدارة الأزمات بحزم بحيث لا تؤدي الأعراض المزمنة أو المتكررة إلى إحالات أو اختبارات غير ضرورية قد تكون مكلفة وغالبًا ما تؤدي إلى تعزيزرغبة المريض للحصول على دعم / علاج إضافي... مع طمأنة ألمريض أنه قد تم استبعاد الأمراض الطبية الخطيرة
• تشجيع المريض على الاحتفاظ بسجل بالعوامل التي تؤثر على الأعراض مثل العاطفة والضغوط اليومية مما يجعل المشكلة تبدو أقل صعوبة للتنبؤ بها وتحت السيطرة و تثقيف المرضى حول التعامل مع الأعراض الجسدية التي قد لا يتم تخفيفها أو القضاء عليهابشكل كامل.
• تحديد أهداف محددة وواقعية وتدريجية وقابلة للانجاز تتضمن نشاطا يمكن ملاحظته.. تشجع المرضى على أن يكونوا مشاركين نشطين وتمكنهم من مشاهدة التقدم بطريقة ملموسة مثل برنامج تمارين لتعزيز "قوة العضلات" أو اتباع نظام غذائي لخفض الوزن، فالنجاح،سوف يعزز بشكل عام إحساس المريض بالسيطرة على الذات.
العلاج الدوائي
• مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات تخفف الأعراض المستعصية المحددة مثل الصداع، والألم العضلي، والألم المزمن.
• العلاج بالبنزوديازيبين يخفف الأعراض الجسدية، على الرغم عدم استيفاء معايير DSM V لاضطرابات الهلع أو القلق العام على مريض التجسد.
استشارة طبيب نفسي
لقد ثبت أن الاستشارة أو الإحالة إلى برامج الطب السلوكي أو العلاج السلوكي المعرفي فعالة في تقليل حالات دخول المستشفى بسبب الاضطراب وتقليل التكاليف الطبية الإجمالية للمرضى الذين يعانون من اضطراب الجسدنة. ترتبط دورة العلاج السلوكي المعرفي بتحسينات في أداء المرضى وتقليل التردد على الرعاية الصحية لمدة تصل إلى 18 شهراً.
كثير من المرضى الذين يعانون من الجسدنة يتشككون في الإحالة إلى أخصائيي الصحة النفسيه والعقلية. لذلك، يجب توخي الحذر لتوضيح أن معاناتهم "حقيقية" وأن هذا "جزء" من خطة العلاج الخاصة بهم، وليس فقط "استبدال الطبيب" أو طريقه لرفض علاجهم.
قد تكون الجسدنة علامة على الخلل الوظيفي الأسري حيث قد تخدم أعراض المريض المحددة في استقرار الحالة الغير سوية للعائلة. قد يكون من الضروري تجنيد أفراد الأسرة في استراتيجيات سلوكية "لفطم" المريض من المكاسب الثانوية (على سبيل المثال، استخدام الجسدنة لتجنب المهام المنزلية، أو طلب وجبات خاصة، أو تبرير التهيج ونوبات الغضب).
المصدر
From.family medicine..(Ambulatory care and prevention)
By Mindi.A.Smith