التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

متى وكيف يبدأ الطفل بتناول الأطعمة الصلبة

أطعمة صحية منذ البداية

عندما يبدأ وليدك في تناول الأطعمة الصلبة فإنه يمر بمرحلة مهمة تجاه الاستقلالية. وفي أثناء هذه المرحلة تتاح لك فرصة العمر التي لن تتكرر في أي وقت آخر لجعله يعتاد على عادات غذائية سوف تحسن من صحته العامة في السنوات اللاحقة. وعندما تكون الأطعمة الصحية هي المعتادة في نظامه اليومي فسوف يتبع الطفل هذا النمط الغذائي باستمرار ويجعله من عاداته.

تتشكل الأذواق المتعلقة بالطعام في مرحلة مبكرة من حياة كل منا، وتظل معنا على الأرجح دون تغيير. على سبيل المثال، يتحدد تفضيل المرء لقدر ملح المائدة المرغوب فيه منذ سن الرضاع ومرحلة الطفولة المبكرة. والمعروف أن استهلاك الملح بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بضغط الدم المرتفع؛ ولذا، عندما يضيف الآباء الملح إلى طعام أبنائهم (لأن الآباء يحبون الملح المضاف، وليس لأن الطفل يطلبه)، فإنهم يزيدون من مخاطر إصابة أبنائهم بضغط الدم المرتفع فيما بعد.

كما أن تفضيل الأطعمة المحلاة بإفراط يبدأ منذ الصغر بالمثل؛ وينتج عن ذلك مخاطر الإصابة بمجموعة من الاضطرابات لاحقا – مثل النوبات القلبية وضغط الدم المرتفع ومرض السكر وبعض السرطانات – لدى الأطفال الذين يحبون مذاق الأطعمة المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، ونسبة منخفضة من الألياف. لذا، عندما يبدأ الأطفال الاستمتاع بتناول الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات التي تنخفض فيها نسبة الدهون المشبعة، فإنهم يجنون ثمار ذلك في بقية سنوات عمرهم.

متى وكيف يبدأ الطفل؟

متى يبدأ الطفل تناول الطعام بالملعقة؟

الأطعمة الصلبة الأولى للطفل ليست صلبة بالفعل؛ بل إنها مهروسة وناعمة. وأهم شيء هو أن تصل إلى الطفل باستخدام الملعقة وليس في صورة رذاذ من حلمة زجاجة، كما أن مضغها وابتلاعها يتطلب حركات مختلفة يفعلها الطفل بفمه. ومنذ مائة عام، كانت الأطعمة الصلبة تقدم للطفل عندما يبلغ عاما واحدا، وفي حقب أخرى نصح الأطباء الأمهات بتقديمه للأطفال في مرحلة مبكرة عن ذلك عندما يبلغون شهرا أو شهرين. أما في الوقت الحالي، فالنصيحة النموذجية هي إطعام الأطفال بالملعقة لأول مرة في مرحلة ما بين الشهرين الرابع والسادس.

لم البدء في ذلك الوقت تحديدا؟

أولا: لأن الأطفال يتقبلون هذه الفكرة بسهولة أكبر في ذلك الوقت مقارنة بتقبلها عندما يكبرون قليلا ويتشبثون بآرائهم. وثانيا: لأن الأطعمة الصلبة تضيف عناصر غذائية مختلفة، خاصة الحديد، إلى جسم الطفل. واعلمي أنه لا توجد ميزة لبدء إطعام الطفل بالملعقة في مرحلة مبكرة عن ذلك بكثير، كما أن ثمة خبراء يقلقون من احتمالية زيادة وزن الأطفال في حالة التبكير عن هذا الوقت. وبصفة عامة، يقدم لبن الثدي أو الرضعة لمعظم الأطفال جميع السعرات الحرارية التي يحتاجونها في الستة أشهر الأولى.

أما إن كان يوجد في العائلة تاريخ مرضي للحساسية من الطعام، فسوف يقدم لك الطبيب النصيحة بشأن الانتظار لما بعد الستة أشهر أو حتى أكثر من ذلك قبل إدخال أطعمة صلبة بعينها. وكلما كان الطفل أكبر عندما يبدأ في تناول طعام جديد، قلت احتمالية إصابته بالحساسية منه.

لا داعي للعجلة

من الأسباب التي تؤدي إلى إدخال أطعمة صلبة في وقت مبكر شغف الآباء وعدم رغبتهم في تأخر صغيرهم يوما واحدا عن أقرانه. ولكن فيما يتعلق بالطعام- كغيره من الجوانب التنموية الكثيرة – لا يعني البدء مبكرا إلى أفضلية الطفل. وإن انتبهت إلى العلامات التي تصدر عن صغيرك، فسوف تستخلصين دلالات تخبرك بالوقت الملائم من الناحية التنموية لبدء إطعامه بالملعقة؛ ولذا، عليك مراقبته لملاحظة أنه يستطيع رفع رأسه لأعلى باتزان؛ أو ربما يكون مهتما بتناول الطعام على الطاولة، أو انتزاع الطعام من يدك والإمساك به، كما ينبغي لك معرفة كيف يستجيب عندما تضعين له قدرا ضئيلا من الطعام على لسانه.

يصدر صغار الأطفال رد فعل لا إراديا يجعلهم يخرجون ألسنتهم كاستجابة لوضع الأطعمة الصلبة (المهروسة) في أفواههم. ومن المحبط – بالطبع – محاولة إطعام طفل ما زال يصدر رد فعل منعكسا بإخراج لسانه. ولكن إن كان طفلك يخرج لسانه ما إن يلمسه قدر ضئيل جدا من الطعام، فلا تجبريه على الطعام، وبدلا من ذلك انتظري لبضعة أيام ثم كرري المحاولة.

فمن الأهمية بمكان أن تعطي صغيرك الوقت الكافي ليتعلم أن يحب كل طعام جديد يقدم له؛ ولذلك، ينبغي البدء في إطعامه باستخدام ملعقة شاي ممتلئة بالطعام، أو أقل قليلا، مع زيادة الكمية تدريجيا إلى ملعقتين أو ثلاث إن رغب صغيرك في المزيد. فعليك أن تجعليه يتذوق الطعام فحسب لعدة أيام إلى أن يبدي أمارات الاستمتاع به.

الأطعمة الصلبة قبل أم بعد اللبن؟

إن معظم الصغار الذين لم يعتادوا على تناول الأطعمة الصلبة يريدون الحصول على اللبن في البداية في وقت تناول الطعام؛ ولذا يستاءون ويشعرون بالسخط إذا ما قدم إليهم ملء ملعقة من أي طعام مهروس بدلا من اللبن. ومن ثم، ينبغي إعطاء صغيرك الرضعة أو إرضاعه من ثديك قبل الطعام الصلب، وبعد شهر أو اثنين، عندما يتعلم صغيرك أن الأطعمة الصلبة تمنع الشعور بالجوع، مثلها مثل اللبن، يمكنك تجربة إطعامه الطعام الصلب في منتصف الوجبة أو في بدايتها. وعلى أية حال، يسعد كل الأطفال – تقريبا – بتناول الأطعمة الصلبة في البداية، ثم يختتمون باحتساء المشروبات، تماما كما يفعل الكثير من الكبار.

ما نوع الملعقة؟

تعد ملعقة الشاي كبيرة جدا على فم الطفل الصغير، وأغلب الملاعق لها تجويف شديد العمق لا يستطيع الصغار غرف كل المحتويات بها ووضعها في فمه، والأفضل من هذه وتلك؛ الملعقة المصنوعة خصيصا لصغار الأطفال، أو ملعقة فنجان القهوة الصغيرة ذات التجويف المسطح قليلا. ويفضل بعض الأمهات استخدام ملعقة فرد الزبد، ويفضل بعضهن الآخر إطعام أولادهن بخافض اللسان الخشبي الذي يستخدمه الأطباء، والذي يمكن شراؤه بالجملة من الصيدليات. كما أن ثمة ملاعق ذات تجاويف مغطاة بمادة المطاط، تعد ملائمة للأطفال في مرحلة التسنين؛ لتلبية رغبتهم في العض على الأشياء. وبالنسبة للصغار الذين يأكلون الطعام بأنفسهم، تعد الملاعق متسعة التجاويف، ذات المقبض القصير، ملائمة لهم.

كيفية البدء في تناول الأطعمة الصلبة

لا يهم كثيرا أي من الوجبات التي تبدئين فيها بإدخال الأطعمة الصلبة إلى النظام الغذائي لوليدك. فسوف تصبح العملية أكثر سهولة على أي حال عندما يكون طفلك جوعان، بشرط ألا يكون شديد الجوع أو كثير التعب. وغالبا ما يفلح الأمر على نحو ملائم إذا ما قدمت للطفل الأطعمة الصلبة بعد الرضعة الصناعية، أو إرضاعه من ثديك بساعة أو أكثر أو أقل. ففي هذا الوقت يكون الطفل مستيقظا وفي حالة مزاجية جيدة، بل ومستعدا للمغامرة – وكذلك أنت كما يفترض – ومن الإجراءات التي تساعد الطفل في أثناء ذلك أن يتم إجلاسه على مقعد مرتفع قوي، مع ارتدائه صدرية.

ابدئي إدخال الأطعمة الصلبة في النظام الغذائي لطفلك في وجبة واحدة فقط يوميا إلى أن تعتادا معا عليها. ومن الأفضل – على الأرجح – أن تقللي عدد الوجبات الصلبة إلى ما لا يزيد على وجبتين في اليوم، إلى أن يبلغ صغيرك ستة أشهر؛ لأن لبن الأم أو الرضعة الصناعية مهمان جدا في الشهور الأولى.

إن الصغيرة التي تحصل على الطعام الصلب لأول مرة بملء ملعقة شاي صغيرة تبدو مضحكة ومثيرة للشفقة، وإذ تتضح عليها أمارات الحيرة والتقزز والاشمئزاز، فإنها تجعد أنفها وجبهتها؛ ولا يمكن إلقاء اللوم عليها. فعلى أية حال، مذاق الطعام جديد عليها، وقوامه جديد، والملعقة أيضا جديدة. فعندما تمص الرضعة أو لبن الثدي من خلال الحلمة، يصل أيهما إلى المكان الصحيح بصورة تلقائية؛ ومن ثم، هي ليست مدربة على الاحتفاظ بكتلة من الطعام الصلب بمقدمة لسانها، ثم تحريكه لينتقل إلى حلقها. وما يحدث أثناء تناول الطعام الصلب هو تحريك لسانها لأعلى فيرتطم بسقف فمها، ثم تتكدس معظم الحبوب في الأمام مرة أخرى لتنزلق على ذقنها. وبدورك، تقومين بكشط الطعام من على ذقنها وتغترفينه مرة أخرى لترجعيه إلى فمها. ومن جديد، يتسرب قدر كبير من الطعام إلى خارج فمها، ولكن لا تجعلي ذلك يثبط عزيمتك؛ فهناك قدر من الطعام يدخل إلى فمها بالمثل. فقط تحلي بالصبر إلى أن تصبح صغيرتك أكثر خبرة بتناول الأطعمة الصلبة.

أي الأطعمة ينبغي البدء به؟

الترتيب الدقيق للأطعمة ليس مهما، فمن الغالب أن تبدأ الأمهات بإطعام الطفل الأرز. ويمكنك مزجه بمشروب مألوف بالنسبة لطفلك، سواء لبن الثدي أم الرضعة، أيهما اعتاد الطفل عليه. ويفضل بعض الصغار البدء بالخضراوات، وذلك ملائم بالمثل. كما أن الكثير من الأطفال يحبون الفاكهة، ولكنهم ينفرون بعدها من الأطعمة الأخرى التي لا تحتوي على نسبة السكريات الموجودة في الفاكهة؛ ولذا، فمن الأفضل أن تنتظري إلى أن يتقبل طفلك الأطعمة الأخرى ثم تبدئي في إدخال الفاكهة إلى نظامه الغذائي. ورغم أن ثمة فائدة من اعتياد الطفل على التنوع في الطعام، فإنه من الحكمة أن تبدئي في إدخال نوع واحد جديد من الطعام في كل مرة.

إن كان في العائلة تاريخ مرضي للإصابة بالحساسية من أنواع معينة من الطعام، فمن المفيد – على الأرجح – أن تبدئي في إدخال الحبوب المصنعة إلى النظام الغذائي لصغيرك في سن متأخرة عن السن المعتادة، مع البدء بالأرز أو الشوفان أو الذرة أو الشعير. وينبغي أن تتجنبي إدخال القمح إلى وجباته لعدة أشهر أخرى؛ لأن القمح يتسبب في الإصابة بالحساسية أكثر من الحبوب المصنعة الأخرى. كما يجب عليك أيضا تأخير إدخال الحبوب الكاملة غير المطحونة، المشتملة على أكثر من نوع من الحبوب، في وجباته إلى أن تتأكدي من أن صغيرك يمكنه تناول كل نوع على حدة دون أية مشكلة.

الحبوب المصنعة

تبدأ معظم الأمهات بإطعام أبنائهن واحدة من الحبوب المصنعة المطهوة مسبقا والمصنوعة خصيصا لصغار الأطفال، وتكون هذه الحبوب جاهزة

ما إن يتم مزجها، وهو أمر مريح جدا للأمهات، كما أن معظمها مدعم بالحديد، وهي خاصية في غاية الأهمية ينبغي توافرها في النظام الغذائي للأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك إطعام طفلك الحبوب المصنعة المطهوة نفسها التي تعدينها لأفراد الأسرة الآخرين، ولكن هذه الحبوب المصنعة المخصصة للكبار ينبغي ألا تكون هي المكون الأساسي للنظام الغذائي لطفلك؛ لأنها لا تحتوي على قدر كاف من الحديد يلبي احتياجات الطفل في أولى مراحل نموه.

ومن الأفكار المفيدة أيضا أن تقومي بمزج الحبوب في حالة البدء بها لتصبح أقل سمكا مما ورد في التعليمات الموجودة على العبوة. وبذلك، سيكون المزيج مألوفا بصورة أكبر إلى طفلك، وكذلك أسهل في البلع، كما أن الرضع وصغار الأطفال ينفرون من الأطعمة ذات القوام اللزج.

وفي غضون أيام قليلة من البدء في إدخال الحبوب إلى النظام الغذائي لطفلك سوف تعلمين الكيفية التي سيرغب في تناولها بها: فيبدو أن بعض الأطفال يقررون تناولها بعد التفكير على النحو التالي: «إنها غريبة، ولكن مغذية؛ ولذا سوف أتناولها». وبمرور الأيام، يزدادون حماسة ويبدءون في فتح أفواههم لها، كما تفتح صغار الطيور مناقيرها في العش.

على الجانب الآخر، ثمة أطفال آخرون يقررون منذ اليوم الثاني من تناول الحبوب أنهم لا يحبونها على الإطلاق، وفي اليوم الثالث، ينفرون منها أكثر من نفورهم في اليوم الثاني. إذا تصرف وليدك على هذا النحو، فلتكوني حذرة وهوني على نفسك، فإن حاولت دفع الحبوب إلى فمه ضد رغبته، فسوف يزداد تمردا عليها، وسوف تزدادين غضبا بالمثل. وفي خلال أسبوع أو اثنين، قد يصبح متشككا جدا تجاه كل ما يقدم إليه، لدرجة أنه يمكن أن ينفر من الزجاجة أيضا.

قدمي لصغيرك الحبوب مرة واحدة يوميا، وأطعميه قدرا ضئيلا جدا يغطي طرف ملعقة الشاي إلى أن يعتاد عليها، وأضيفي بعض الفاكهة إليها لتعرفي إن كان يحبها أكثر على هذا النحو. وإن ظل الطفل معترضا على الحبوب في خلال يومين أو ثلاثة أيام- بالرغم من كل هذه الاحتياطات- فعليك التوقف عن إطعامه إياها تماما لمدة أسبوعين. ولو استمر في النفور منها عند تكرار المحاولة بعد هذه الفترة، فعليك إبلاغ الطبيب بهذه المشكلة.

من الأخطاء الفادحة أن تدخلي في نزاع مع أبنائك حول أول أنواع الأطعمة الصلبة التي يتناولونها. وفي بعض الأحيان تنشأ مشكلات التغذية التي تستمر لوقت طويل إلى ما بعد مرحلة الطفولة بهذه الطريقة. وحتى لو لم تستمر، لم تدخلين معهم في صراع غير ضروري؟

فإذا رفض صغيرك الحبوب، يمكنك البدء بالخضراوات أو الفاكهة كبديل عنها. وفي البداية يشعر الأطفال بالحيرة تجاه هذه الأطعمة بالمثل. ولكن خلال يوم أو اثنين يقرر جميعهم عمليا أنهم يحبونها. وبنهاية الأسبوعين يكونون مستعدين لافتراض أن أي شيء يأتيهم عن طريق الملعقة هو رائع. وحينها يمكنك إدخال الحبوب إلى نظامه الغذائي.

الخضراوات

من الفوائد المحتملة لإضافة الخضراوات إلى النظام الغذائي لصغيرك قبل الفاكهة هو ألا يتوقع الطفل أن يكون مذاق كل الأطعمة حلوا. ولعله يكون من المفيد البدء باللوبيا والبازلاء، على أن يتبعهما القرع والجزر والبنجر والبطاطا الحلوة؛ حيث إن مذاقهما سكري ولكن ليس كمعظم الفاكهة. أما عن طريقة إطعام طفلك، فتتمثل في تقديم نوع واحد لبضعة أيام؛ للتأكد من أنه لا يصاب بالحساسية من كل نوع على حدة.

وهناك أيضا خضراوات أخرى – مثل البروكلي والقرنبيط والكرنب واللفت والبصل – يتم طهيها كالمعتاد، ولكن لها مذاق قوي لا يحبه بعض الأطفال. فإن كانت عائلتك تحب هذه الأطعمة، فحاولي عصرها وتصفيتها، ثم تقديمها إلى صغيرك بعد مزجها بالقليل من عصير التفاح من أجل التغلب على مذاقها القوي. واعلمي أن الذرة لا يتم تقديمها إلى الطفل في البداية؛ لأن القشرة المحيطة بالبذرة يمكن أن تسبب الاختناق.

يمكنك تقديم الخضراوات الطازجة أو المجمدة لوليدك، سواء أكانت مطهوة أم معصورة أم مهروسة باستخدام معالج الطعام أم الخلاط أم المطحنة. وبالنسبة للخضراوات المعدة خصيصا للأطفال والتي يتم شراؤها من المتاجر معبأة في برطمانات، فهي آمنة ومفيدة بالمثل، ولكن من الأفضل شراء الخضراوات الصحيحة وليست الممزوجة. ولا تطعمي وليدك من البرطمان مباشرة إلا إذا كنت تخططين لاستخدام البرطمان بأكمله؛ لأن اللعاب يفسد الأطعمة. وضعي في حسبانك أن تطعميه ملء عدة ملاعق سفرة كبيرة، أو نصف البرطمان، وفقا لرغبته، وما يتبقى من البرطمان عليك حفظه في الثلاجة ثم إطعام طفلك به في اليوم التالي، واعلمي أن الخضراوات المطهوة تفسد بسرعة كبيرة.

يميل الصغار إلى التدقيق في تناول الخضراوات أكثر من التدقيق في تناول الحبوب المصنعة أو الفاكهة؛ فمن المرجح ألا يحب طفلك نوعا أو اثنين من الخضراوات، وإن حدث ذلك، فلا تفرضي عليه تناول ما لا يحبه، ولكن كرري محاولة إطعامه هذه الأنواع مرة أخرى كل شهر مثلا. فليس ثمة فائدة من التشاجر مع طفلك بسبب القليل من الأطعمة في حال وجود نطاق واسع يمكنه الاختيار من بينها ما يحبه.

من الشائع أن تجدي الخضراوات غير المهضومة في براز وليدك عندما يبدأ تناول هذا الطعام لأول مرة، ولا يعد ذلك من الدلالات السيئة، ما دام برازه ليس مفككا أو مخاطيا. ولكن من الضروري أن تزيدي كمية كل نوع من الخضراوات زيادة بطيئة، إلى أن يتعلم جهازه الهضمي التعامل مع الطعام الجديد. أما إذا تسبب نوع الخضار في تفكك البراز أو زيادة المخاط فيه، فعليك الاستغناء عن هذا الطعام في الوقت الحالي، مع تجربة إطعام الطفل كميات صغيرة منه بعد شهر آخر.

ربما يغير البنجر لون البول، أو يجعل البراز أحمر اللون. وإن حدث ذلك فلا داعي للقلق ما دمت تعلمين أنه بسبب البنجر وليس دما في البراز، كما أن الخضراوات الخضراء تعمل على إضفاء اللون الأخضر على البراز، ويمكن أن تتسبب السبانخ في تشقق الشفتين والإصابة بالتهاب حول فتحة الشرج في بعض الأطفال. وإن حدث ذلك، فتوقفي عن إطعامه السبانخ لعدة أشهر، ثم كرري محاولة تقديمها من جديد، واعلمي أن الأطفال الذين يأكلون كميات كبيرة من الخضراوات برتقالية اللون أو الصفراء، مثل الجزر أو القرع، غالبا ما يتلون جلدهم بلون برتقالي أو أصفر خفيف. وهذه الحالة ليست خطيرة؛ بل وتختفي ما إن يخفض الطفل استهلاكه من الخضراوات الصفراء أو برتقالية اللون.

الفاكهة

تعد الفاكهة ثاني أو ثالث الأطعمة الصلبة التي يتم إضافتها إلى النظام الغذائي، بعد بضعة أسابيع من إضافة الحبوب وربما الخضراوات. ومن المفيد أن يتم البدء عادة بالتفاح والخوخ والكمثرى والمشمش والخوخ المجفف. وفي الأشهر الستة أو الثمانية الأولى من عمر الطفل يجب أن تطهى الفاكهة بالغلي البطيء، فيما عدا الموز الناضج.

ويمكنك شراء برطمانات الفاكهة الجاهزة المعدة خصيصا للأطفال، ولكن من السهل أن تعدي لطفلك الفاكهة، ومن الأوفر أيضا. فما عليك شيء سوى تسوية الفاكهة في قدر من الماء المغلي ببطء إلى أن تصبح لينة، ثم تقومين بهرسها (أو باستخدام الخلاط). وينبغي التأكد من أنها ناعمة ولا تشتمل على أي تكتلات قد تتسبب في اختناق الطفل. أما الموز فهو ناضج بالفعل وليس في حاجة إلى الطهي؛ فقط اهرسيه وقدميه لطفلك. وفي حالة شراء الطعام الجاهز، انظري إلى الملصقات الملحقة به للتأكد من أنه يشتمل على فاكهة فقط (مع ذلك، فإن الفاكهة المعبأة في شربات يمكن أن تكون مفيدة في حالة صلابة براز الطفل).

يمكنك تقديم الفاكهة لطفلك في أي من الوجبات، حتى ولو مرتين في اليوم، بناء على شهية الطفل وقدرته على الهضم. ويجب أن تزيدي المقدار الذي تقدمينه للطفل من كل فاكهة تدريجيا إلى أن يتعلم الطفل أن يفضلها. ومعظم الأطفال يشعرون بالشبع بعد تناول نصف البرطمان المخصص للأطفال، أما النصف الآخر فيمكن تقديمه في اليوم التالي. واعلمي أن الفاكهة يمكن حفظها لمدة ثلاثة أيام، إن كانت موجودة في الثلاجة. ولكن لا تطعمي صغيرك من البرطمان مباشرة إلا إذا كنت تخططين لاستخدام البرطمان بأكمله في وجبة واحدة، فلعاب الطفل الذي يصل إلى العبوة في حالة الأكل منها مباشرة كفيل بإفساد الطعام سريعا.

من المعروف أن الفاكهة تعد من الملينات، إلا أن معظم الأطفال لا يحدث لهم تفكك في البراز إلى حد ما أو وجود تكتلات فيه بسبب تناول معظم الفاكهة فيما عدا الخوخ المجفف؛ ويرجع ذلك إلى أن الخوخ المجفف، والعصير المستخلص منه، وأحيانا المشمش، من الفاكهة الملينة قليلا التي تؤثر في جميع الأطفال تقريبا. ويجعلها هذا ذات نفع مزدوج، إن كان وليدك يميل برازه إلى الصلابة. ويمكنك تقديم الخوخ المجفف المهروس، أو العصير المستخلص منه، في إحدى الوجبات، وغيره من الفاكهة الأخرى في وجبة أخرى خلال اليوم.

وإن أصبح براز وليدك مفككا، ربما تكونين في حاجة إلى التوقف عن إطعامه الخوخ المجفف والمشمش لشهرين، مع تقديم الفاكهة الأخرى له مرة واحدة فقط يوميا.

وبعد ستة أشهر تقريبا، يمكنك البدء بإضافة فاكهة صحيحة أخرى، أو استبدال الأنواع التي تطعمينها لطفلك بأخرى، إلى جانب الموز: مثل التفاح المقشر والكمثرى والأفوكادو. وحيث إن خطورة التعرض للاختناق هي من دواعي القلق الأساسية، فإن أأمن شيء هو تأجيل إطعام الطفل التوت والعنب الخالي من البذر حتى يبلغ عامين. وبعد ذلك، ينبغي تقطيع الثمار أو هرسها حتى يتم طفلك الثلاث سنوات.

الأطعمة المشتملة على نسب عالية من البروتين

بمجرد أن يعتاد طفلك على الحبوب المصنعة والخضراوات والفاكهة، يمكنك تقديم أطعمة أخرى له. جربي الفاصوليا والبقوليات الناضجة مثل العدس واللوبيا الحمراء والحمص، وابدئي بإطعامه كميات صغيرة من الفاصوليا المطبوخة. وإن لاحظت أنه بدأ يتعرض لالتهاب في منطقة المؤخرة، ورأيت أجزاء من الفاصوليا غير المهضومة في برازه، فانتظري لعدة أسابيع قبل أن تعيدي إطعامه هذا النوع، وتأكدي أيضا أنك قمت بطهيه جيدا. بالإضافة إلى ذلك، يعد التوفو (وهو طعام مصنوع من فول الصويا) من الخيارات الرائعة؛ إذ يسعد بتناوله الكثير من الأطفال في صورة مكعبات صغيرة أو في مزيج مع التفاح المهروس وغيره من الفاكهة المهروسة الأخرى، أو الخضراوات.

وبالنسبة للفاصوليا والبقوليات، من السهل – وكذلك من الأوفر – شراؤهما مجففين. ولإعدادهما ينبغي نقع مقدار طبق من أيهما من الليل، ثم غليه إلى أن يطيب وفقا لما تفضلينه (ويتطلب ذلك بعض التخطيط، إلا أنه سهل بصفة عامة)، أما في حالة استخدام الفاصوليا المعلبة فيجب أن يتم وضعها في مصفاة مع غسلها جيدا للتخلص من بعض الصوديوم الذي تشتمل عليه؛ ومع ذلك، لن تستطيعي أبدا التخلص من مقدار الصوديوم كله لتصبح خالية تماما منه مثل الفاصوليا التي تعدينها بنفسك.

يعتمد بعض الناس على اللحوم الحمراء والدواجن ومنتجات الألبان كمصادر للبروتين، ومع ذلك، ينظر الكثير من خبراء التغذية إلى هذه المنتجات من منظور أقل تفضيلا عما سبق، فالأطفال الذين يعتادون على تناول هذه الأطعمة خلال سنوات حياتهم الأولى قد يدفعون ثمن ذلك في مرحلة البلوغ، حيث إنها تحتوي على دهون مشبعة وبروتين حيواني. أما السمك، مثل القد أو الحدوق، فيعد مصدرا صحيا للحوم بصورة أكبر من المنتجات السابقة. ولكن تأكدي من طهي الأسماك جيدا، مع إزالة الأشواك. وتجنبي إطعام طفلك المحار في العام الأول وكذلك الثاني. وما إن كنت قد قررت بالفعل أن تربي صغيرك على اتباع النظام الغذائي النباتي بالكامل، أم لا، فمن المفيد أن تجعليه يكتشف الأطعمة النباتية في مرحلة مبكرة؛ حتى يتسنى له الاستمتاع بفوائدها.

وهناك دواعي قلق من إطعام صغار الأطفال لحوما في مراحل مبكرة، حيث إن الدواجن والبيف وغيرهما من اللحوم الأخرى تحتوي في الغالب على بكتيريا لا ترى بالعين المجردة، رغم أنها قد تسبب الإصابة بأنواع خطيرة من العدوى. وقد أصبحت هذه الإصابات شائعة على نحو مخيف في السنوات الأخيرة، ومن الطبيعي أن يكون الصغار أكثر حساسية بكثير من الكبار تجاهها؛ ولذا لا بد من طهي اللحوم جيدا بالكامل بصورة دائمة، بحيث لا يكون فيها أي نسبة من اللون الأحمر، مع ضرورة تنظيف أي أسطح أو أوعية تلمس اللحم النيء تنظيفا جيدا بالماء والصابون.

البيض

يمكن أن يعد البيض مكونا صحيا من مكونات النظام الغذائي لصغار الأطفال، إلا أنه من الأفضل أن تنتظري أن يبلغ وليدك سنة تقريبا حتى تطعميه البيض. ورغم أن الصفار يوفر للجسم دهونا صحية، وسعرات حرارية، وفيتامينات وحديدا، فإن الجسم يمتص الحديد من صفار البيض على أفضل نحو ممكن، إن تم تناوله مع مصدر من مصادر فيتامين (ج)، مثل البرتقال أو غيره من الفواكه الحمضية، والطماطم، والبطاطس، والكنتالوب؛ ولذا فمن الحكمة أن تنتظري إلى أن يبدأ طفلك يتقبل هذه الأطعمة قبل أن تدخلي صفار البيض في نظامه الغذائي. وعلى الرغم من أن صفار البيض يحتوي على قدر كبير من الكوليسترول، فإنه ليس من الواضح أنه أمر سيئ. ولكن بياض البيض يمكن أن يسبب الإصابة بالحساسية لبعض الصغار، خاصة أولئك الذين لديهم تاريخ من الإصابة بالحساسية في عائلاتهم؛ ولذا – تارة أخرى – من المنطقي أن تنتظري قليلا قبل إدخاله في النظام الغذائي (اعلمي أن التوفو يحتوي على نسبة عالية من الحديد، ولا يحتوي البتة على الكوليسترول، كما أن فرصة الإصابة بالحساسية بسببه أقل من غيره على الأرجح).

الوجبات الرئيسية الجاهزة

ثمة مجموعة متنوعة من «الوجبات الرئيسية» التي يمكن شراؤها في برطمانات مخصصة لطعام الأطفال. وفي العادة، تحتوي هذه الوجبات على كميات قليلة من اللحوم والخضراوات، وكميات أكبر من البطاطس والأرز والشعير. أما إذا اشتريت خضراوات وحبوبا غذائية وفاصوليا وفاكهة في برطمانات منفصلة، فإنه من الأسهل عليك معرفة القدر الذي يحصل عليه وليدك من كل منها. وإذا ما كان لدى صغيرك ميل إلى الإصابة بالحساسية، فإن هذه الوجبات الجاهزة متعددة الأنواع يمكن أن تسبب مشكلة، إلا إذا كان طفلك قد تناول بالفعل كل نوع منها بمفرده دون الإصابة بأي رد فعل.

اسأل طبيب مجاناً