التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد ترتيب الألعاب

عندما يرفض ابن الأربع سنوات أن يرتّب ألعابه فهو يريد بذلك أن يقول لأهله أن برنامجه لا يتلاءم وبرنامجهم. فهو يريد الإستمرار في اللعب وإثارة الفوضى، في حين أن أهله يريدون إعادة ترتيب المكان. وغالباً ما يحتاج الأولاد الذين يكونون في الثانيّة والثالثة من عمرهم إلى بعض المساعدة لكي يعلموا من أين يفترض بهم أن يبدأوا بأعمال الترتيب، في حين أن الأولاد الذين يكونون في الرابعة أو الخامسة من عمرهم يمكنهم إجمالاً أن يدركوا مفهوم الترتيب إدراكاً أفضل ويمكنهم بالتالي ترتيب ألعابهم ترتيباً جيداً – سيّما وإن كانوا دائماً يقومون بذلك.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يعلّموا ولدهم على الترتيب وأن يجعلوه يعتاد عليه من خلال وضعهم نظاماً في غايّة البساطة: يتعيّن عليك أن تعيد اللعبة التي كنت تلعب بها إلى مكانها قبل أن تُخرج من الصندوق لعبةً أخرى.

●    ينبغي على الأهل أن يسهّلوا على ولدهم عمليّة ترتيب ألعابه فيصبح أكثر ميلاً ونزعةً إلى اتّباع النظام، كأن يوضّبوا له ألعابه    مثلاً على رفوف منخفضة أو في صناديق كبيرة يضعونها على الأرض.

●    ينبغي على الأهل أن يحثّوا ولدهم على المشاركة في الترتيبات المنزليّة فيتعلّم النظافة والتنظيم والترتيب.

●    ينبغي على الأهل أن يحددوا عدد الألعاب التي في متناول ولدهم من خلال حصرهم تلك الألعاب وتقسيمها إلى أربع مجموعات ومن ثمّ توضيب كل المجموعات في ما خلا مجموعة واحدة فقط يتركونها له خارجاً. ويمكنهم في نهايّة كل أسبوع توضيب هذه المجموعة وإخراج مجموعة أخرى للأسبوع التالي.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“ما خطب ذلك الفتى الفوضوي؟ ولماذا لا يمكنه أن يكون مرتّباً كأخته؟”

يكون بعض الأولاد بطبيعتهم أكثر تنظيماً وترتيباً من سواهم. وقد لا يكون الترتيب أو التنظيم مهمّاً بالنسبة إلى بعض الأولاد، إنما يمكن لهؤلاء أن يدركوا قيمة الترتيب وأهميّته من خلال دعم أهلهم وتشجيعهم. لذا ينبغي على الأهل هنا ألا يقارنوا الولد الفوضوي بأخوته إذ لكل ولد طبيعته الخاصّة والمميزة، ويفترض بالأهل أن يعاملوا كل ولد بحسب طبيعته، وإلا فقد يثيرون الغيرة والمنافسة بين الأخوة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إن كان ولدي البكر مرتّباً فهذا لا يعني أنه ينبغي على ولدي الأصغر أن يكون مثله”.

عندما يدرك الأهل أنّ كلاًّ من أولادهم لديه طباعه الخاصّة والمميزة لن يعودوا ويتوقّعوا من أحدهم أن يتصرّف كأخيه أو أخته أو بالعكس.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“إن ولدي فوضويّ كأبيه”.

ينبغي على الأهل ألاّ يصنّفوا ولدهم بالفوضوي أو يلقوا اللوم في كونه فوضوياً على والده أو والدته، إذ إنهم بذلك قد يحكمون على حياته بأنها ستكون حياةً مليئة بالفوضى والجلبة والإضطراب، وقد يؤكّدون له أنهم عاجزون عن تعليمه أي سلوك آخر جديد وحميد كما وأنهم قد يشوّهون صورة والده أو والدته في نظره.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أعلم أني مضطرة لأن أتشاجر مع ولدي في كل مرّة لكي أجبره على ترتيب ألعابه، ولكني أشعر دائماً بارتياح عندما يكون كل شيء مرتَّب في مكانه”.

ينبغي على الأهل أن يركّزوا على النتيجة الإيجابيّة، بدل تركيزهم على فوضويّة ولدهم وافتقاره إلى حسّ التعاون.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لا يطيعني ولدي عندما أطلب منه أن يرتّب ألعابه”.

قد لا تكون المشكلة مشكلة طاعة أو عدم طاعة، إنما من المحتمل جداً ألا يعلم الولد من أين يبدأ بالترتيب أو أنه ربما يرى مهمّة الترتيب هذه مهمّة صعبة بالنسبة له. لذا ينبغي على الأهل هنا أن يمتحنوا قدرة ولدهم على الترتيب من خلال طلبهم منه مثلاً أن يريَهم كيف يرتّب لعبةً ما مكانها.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“صحيح أن هذا قد يتطلّب منه بعض الجهد الآن، إلا أنه بذلك قد يكتسب عادة يستفيد منها طيلة حياته”.

إن عمل الأهل مع ولدهم وثناءهم على جهوده وسرورهم بالنتائج الإيجابيّة كلها عوامل من شأنها أن تلفت انتباه الولد الإيجابي إلى العمل الجماعي والتعاون. لذا يتعيّن على الأهل أن يغضّوا النظر عن الصعوبات القصيرة الأمد لكي يتمكنوا من التركيز على الهدف البعيد الأمد من تعليم ولدهم على الترتيب، والتنظيم، والنظافة.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألاّ يتذمّروا من ولدهم بقولهم:

“كم مرّةً يفترض بي أن أقول لك أن تلتقط ثيابك عن الأرض؟”

لا أحد يحب أن يكون موضع تذمّر الآخرين. في الواقع، إن التذمر لا يعلّم الولد سوى إغضاب أهله واستخدامه التذمّر بهدف حثّ الآخرين على فعل ما يطلبه منهم. فالتذمر لن يجعل الولد يدرك قيمة الترتيب والتنظيم.

إنما يفترض بهم أن يعودوا ويذكّروه بالنظام بقولهم:

“تذكّر أن النظام يقول إنه لا يمكنك أن تخرج من الصندوق لعبة أخرى إلا بعد أن تكون قد أعدت اللعبة الأولى إلى مكانها”.

إن الأهل وبإعادة تذكير ولدهم وبلطف بالنظام يعلّمونه أموراً كثيرة غير التعاون: إنهم في الواقع يعلمونه بأسلوبهم هذا أن الترتيب والتنظيم أمران مهمّان في الحياة، كما إنهم وبوضع أنظمة وقوانين صارمة لولدهم بهدف حثّه على التعاون معهم يدرّبونه على كيفيّة سير الأمور في هذا العالم. في الواقع، نحن جميعاً نتّبع الأنظمة والقوانين في حياتنا اليوميّة العاديّة عندما نلتزم بإشارات السير وندفع المال لقاء أي شيء نشتريه وهلمّا جرّاً. وبالتالي فكلّما مرّنا ولدنا على اتّباع الأنظمة في سنّ مبكّرة كلّما كان هذا أفضل له في المستقبل.

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“إن لم ترتّب ألعابك مكانها فسأرميها في القمامة”.

عندما يقول الأهل لولدهم إنهم سيرمون ألعابه كلها في القمامة في حال لم يطعهم فقد يضطرون إلى تنفيذ تهديدهم له هذا سيّما إن حاول تحدّيهم – وهذه في الواقع نتيجة غاليّة بالنسبة لكليهما. وعلاوةً على ذلك كله، فإن هذا الأسلوب لن يعلّم الولد ضرورة ترتيب ألعابه بعد انتهائه من اللعب بها.

إنما يُفترض بهم أن يأخذوا المسائل معه باللعب بقولهم:

“لنعيّر الساعة لنرى إن كان بإمكانك أن تنتهي من ترتيب الألعاب قبل أن ترنّ الساعة”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى هذا الأسلوب يجعلون من الساعة الحسيب والرقيب عوضاً عنهم. إن عمل الأهل مع أولادهم يعزز قيمة العمل الجماعي في نظر الولد ويتيح للأهل فرصة الثناء على جهود ولدهم.

ينبغي على الأهل ألا يصنّفوا ولدهم بقولهم:

“لا عجب أنكِ لا تستطيعين ترتيب الأشياء التي تخلّفينها وراءك. فأنت قذرة تماماً كأمّك”.

ينبغي على الأهل أن يتفادوا قدر الإمكان توجيه أي كلام جارح ومؤذٍ لأولادهم، إذ إن هذا الكلام كله لا يفيد، لا بل هو على العكس يولّد المزيد من الخلافات والنزاعات بين الأهل وأولادهم. وبالإضافة إلى هذا كلّه، يمكن لهكذا نعوت أن تتحوّل إلى توقّعات ذاتيّة التحقيق.

إنما يفترض بهم أن يتفهّموه ويتعاطفوا معه بقولهم:

أعلم أنه من الصعب عليك أن ترتّب ألعابك فيما لا تزال راغباً بالإستمرار في اللعب. فأنا أتفهّم جيداً شعورك هذا”.

في حال كان الأهل أنفسهم لا يحبّون القيام بأعمال الترتيب والتوضيب، فقد يكون من اللطافة من قبلهم أن يظهروا لولدهم أنهم يتفهّمون وضعه ويتعاطفون معه؛ الأمر الذي قد يساعدهم على العمل معاً بغيّة معالجة هذه المسألة.

ينبغي على الأهل عدم رشوة ولدهم بقولهم:

“إن قمت بترتيب غرفتك، سأشتري لك المزيد من الألعاب”.

إن الأهل وبرشوة ولدهم لا يعلّمونه المهارة التي يريدونه أن يتعلّمها، ولا يساعدونه على اتّخاذ موقف إيجابي وسليم حيال الترتيب والتنظيم؛ إنما يعلّمونه أن تعاونه هو كأي سلعة معروضة للبيع، وأنه يمكنه الإنتظار إلى أن يحصل على السعر الأعلى.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقيّة بقولهم:

“عندما تلتقط كل ألعابك عن الأرض وترتّبها في أماكنها يصبح بإمكاننا عندئذٍ أن نلعب معاً”.

ينبغي على الأهل أن يلجأوا إلى قاعدة الجدة لكي يعلّموا ولدهم أن اتّباعه برنامجهم قد يخوّله تنفيذ برامجه وأهدافه الخاصة.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل

اسأل طبيب مجاناً