التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

لا أريد ايقاف لعبة الفيديو: كيف تتصرف مع الطفل

في حال كان الأهل يحبّون اللعب على الكومبيوتر، فمن المحتمل أن يحبّ ولدهم ذلك أيضاً. وقد يكون الكومبيوتر من الوسائل الترفيهيّة المفضّلة لدى الأهل أو قد يكون من الضروري بالنسبة لهم أن يمضوا بموجب عملهم ساعات طويلة أمامه، فقد يكون من واجب الولد البالغ من العمر خمس سنوات اللعب مع سواه من الأولاد وتمرين قواه الجسديّة الناميّة وتنميّة قواه الفكريّة وتعزيزها من خلال كل ما يقدّمه له العالم الخارجي من متعة للعين والأذن. وقد لا يدرك الولد على الفور قيمة العادات السليمة والصحيّة التي يحاول أهله تعليمه إياها، غير أنّ الأهل وبضبط وتحديد الوقت الذي يمضيه ولدهم في لعب الألعاب الإلكترونيّة أو بالقيام بسواها من النشاطات التي تتطلّب الكثير من الجلوس يحولون دون تعرّض هذا الأخير للبدانة ومفاعيلها الجانبيّة السلبيّة المتعددة كارتفاع ضغط الدم وداء، السكر من نوع الثاني، وأمراض القلب.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يحددوا لولدهم الوقت الذي يتعيّن عليه فيه إطفاء لعبة الفيديو أو الكومبيوتر.

●    ينبغي على الأهل أن يقدموا لولدهم تشكيلة واسعة ومتنوعة من الوسائل الترفيهيّة (كالكتب المصوَّرة، والثياب التنكّريّة، والأوراق، والطباشير، وأقلام الشمع الملوّنة، ودفاتر التلوين، والأدوات الفنيّة والحرفيّة وما إلى هنالك من وسائل ترفيهيّة) وذلك بهدف تعزيز مخيّلته وقدرته على الإبداع.

●    ينبغي على الأهل أن يمحّصوا ويغربلوا ألعاب الفيديو والكومبيوتر قبل أن يسمحوا لولدهم باللعب فيها ليتحققوا من محتواها السليم ومن أنها لا تعلّم الولد على السلوك العنيف ومن أنها توجّه له أخيراً رسائل إيجابيّة مفيدة.

●    ينبغي على الأهل ألا يلعبوا كثيراً على الكومبيوتر أو الفيديو في حال كان ولدهم بجانبهم.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“لماذا لا يطيعني ويفعل ما أقول له؟”

ينبغي على الأهل ألا ينظروا إلى رفض ولدهم التوقّف عن اللعب بألعاب الفيديو وكأنه موجَّه ضدّهم. فهو في الواقع لا يرفضهم؛ إنما يريد وبكل بساطة متابعة اللعب.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“يمكنني أن أحافظ على هدوء وبرودة أعصابي حتى عندما يرفض ولدي أن ينفّذ طلبي”.

إن الأهل وبتمكّنهم من السيطرة على مشاعرهم والتحكّم بها يعلّمون ولدهم السلوك الذي يريدونه أن يسلك كما ويعلّمونه أيضاً كيف يمكنه التغلب على كل ما يحبطه ويثبّط عزيمته. وعلاوة على هذا كلّه، فإن لم ينظر الأهل إلى الوضع على أنه موجّه ضدّهم فقد يتمكّنون من التعاطي مع سلوك ولدهم الرافض بصبر ورويّة ودعم.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“يا له من ولد عنيد. لا أعلم ما الذي يجب فعله معه”.

إن الأهل وبتصنيف ولدهم ونعته بالعنيد قد يجعلون من تصنيفهم هذا توقّعاً ذاتيّ التحقيق؛ الأمر الذي قد يحثّ الولد على العيش وفقاً لتوقّعات أهله السلبيّة تلك.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“من واجبي فهم إهتمامات ولدي وتوجيهها على نحوٍ إيجابي وفعّال”.

يجدر بنا هنا تذكير الأهل بأبرز واهم واجباتهم، ألا وهي تعليم ولدهم كيفيّة ضبط الذات. لذا يفترض بهم في هكذا حالة أن يعيدوا توجيه انتباه ولدهم في حال امضى الكثير من الوقت على نشاط واحد فقط.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لا آبه إن كان ولدي يمضي وقته كله في اللعب على الكومبيوتر. فهو على الأقلّ أمام عينيّ ولا يزعجني”.

من واجب الأهل هنا إرشاد ولدهم نحو النشاطات الإيجابيّة والبنّاءة التي تعزّز نموّه وتطوّره. لذا يفترض بهم ألا يشعروا باليأس أو الإحباط عندما يرفض ولدهم أن يتّبع توجيهاتهم وتعليماتهم.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أحبّ أن أتفاعل مع ولدي ولا أريده أن ينظر إلى الكومبيوتر على أنه صديقه الوحيد في الحياة”.

يمكن للولد وبفضل علاقته اليوميّة مع أهله أو سواهم أن يكتسب مهارات إجتماعيّة جيّدة. لذا ينبغي على الأهل هنا أن ينتبهوا إلى هذه النقطة عندما يأتي ولدهم متوسّلاً لكي يسمحوا له بالمزيد من الوقت على الكومبيوتر.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يلجأوا إلى التهديدات الغامضة بقولهم مثلاً:

“لقد طلبت منك أن تطفئ لعبة الفيديو تلك، وقد كنت فعلاً أعني ما أقول. فلا تضطرّني إذن إلى العودة وتكرار مطلبي هذا لأنك قد تندم على ذلك”.

لا تؤدي التهديدات الغامضة سوى إلى حثّ الولد على المضيّ قدماً في تحدّيه لأهله عوض أن يتبع تعليماتهم، الأمر الذي قد يضطرّ الأهل في هكذا حالة إلى تنفيذ تهديداتهم تلك بشكل من أشكال العقاب، وإلا فقد يكونوا عرضةً لأن يخسروا مصداقيّتهم. لذا يفترض على الأهل هنا ألاّ يحشروا أنفسهم في زاويّة استراتيجية فاشلة.

إنما يفترض بهم أن يلجأوا إلى استخدام الساعة أو المنبّه بقولهم:

“يفترض بك عندما يرنّ المنبّه أن تضع لعبة الفيديو جانباً وتبحث عن شيء آخر تفعله”.

يتعيّن على الأهل أن يحددوا وقتاً معيّناً للعب ولدهم على الفيديو، وقد يتحوّل احترامه للحدود إلى عادة حميدة يمكنه استخدامها في حالات أخرى من حياته.

ينبغي على الأهل ألاّ يدعوا ولدهم يشعر بالخجل من نفسه بقولهم:

“أتريد أن تصبح صبيّاً بديناً وكسولاً؟ ستصبح في الواقع كذلك إن لم تتوقّف عن لعبة الفيديو هذه ولم تمارس بعض التمارين الرياضيّة”.

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لولدهم إنه سيصبح بديناً وكسولاً في المستقبل، لأن هذا في الواقع مفهوم لن يتمكّن من إدراكه الآن، وقد يكون غير مجدٍ وفعّال في مسألة حثّه على اتباع النظام، إنما يمكن لهذا المفهوم أن يصبح على العكس توقّعاً ذاتيّ التحقيق، سيّما وإن ظلّ الأهل يكرّرونه باستمرار.

إنما يفترض بهم أن يثنوا على سلوكه التعاوني بقولهم مثلاً:

“شكراً لأنك أطعتني وأطفأت لعبة الفيديو”.

إن الأهل وبثنائهم على تعاون ولدهم يمدّونه بأكثر ما يسعى إليه في الحياة: إنتباههم ومديحهم.

ينبغي على الأهل ألا يقارنوا ولدهم بسواه من الأشخاص بقولهم:

“لماذا لا يمكنك أن تطيعني عندما أطلب منك شيئاً؟ أنتَ تماماً كوالدك. فهو أيضاً لا يصغي أبداً إليّ”.

إن الأهل وبقولهم لولدهم إنه يتصرّف تماماً كفرد آخر من أفراد الأسرة يضعون الولد والفرد هذا في موضع سلبي؛ وهذا لن يعلّم الولد التعاون مع الآخرين.

إنما يفترض بهم أن يعقدوا معه إتفاقيّة بقولهم:

“إن توقّفت عن اللعب عندما يرنّ المنبّه فقد أعود وأسمح لك عندئذٍ باللعب لاحقاً”.

إن الأهل وبلجوئهم إلى قاعدة الجدة يعلّمون ولدهم أنه عندما يقوم بكل ما ينبغي عليه القيام به يصبح بإمكانه عندئذٍ فعل ما يشاء. الأمر الذي قد يخوّل الأهل وولدهم أيضاً تحقيق أهدافهم.

ينبغي على الأهل ألا يهددوا ولدهم بقولهم:

“إن لم تتوقّف الآن عن اللعب فسأضطرّ إلى ضربك”.

صحيح أن الأهل وبتهديد ولدهم بتعنيفه جسدياً قد يتمكّنون من تحقيق أهدافهم القصيرة الأمد، غير أنّهم بذلك، وعوض أن يطلعوه على فوائد التعاون البعيدة الأمد، قد يتسبّبون على العكس بتدهور سلوكه من سيىّء إلى أسوأ. في الواقع، سيستمرّ الولد في لعبه طالما أنه يظنّ أنه بإمكانه أن يفلت من قبضة والديه، وهو لن يكتسب الإنضباطيّة اللازمة التي تخوّله التوقّف عن اللعب من تلقاء نفسه.

إنما يفترض بهم أن يلجأوا معه إلى العقاب بقولهم:

“أنا آسفة لكونك لم تتوقّف عن اللعب عندما كان من المفترض بك أن تفعل، لذا فأنت معاقب وممنوع عن اللعب بقيّة اليوم كلّه”.

إن الأهل وبقولهم للولد إنهم آسفون لاضطرارهم إلى معاقبته يظهرون له أنهم يتعاطفون معه ويشفقون عليه؛ غير أنهم بأسلوبهم هذا وبمنعه من اللعب لفترة معيّنة يعلّمونه أن عدم تعاونه معهم من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل

اسأل طبيب مجاناً