التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد ارتداء النظارة

مَن منّا يحبّ أن يضع على وجهه شيئاً لا ينفكّ ينزلق على أنفه ويخرّب له شعره ويصبح ملطّخاً في حال لمسه؟ ليس بالطبع الولد الذي في الخامسة من عمره! فمن المحتمل أن تكون النظارات مظهراً من مظاهر الموضة بالنسبة إلى الكبار، ولكن بالنسبة إلى الأولاد، ولا سيّما الصغار منهم، فليست النظارات سوى مصدر قلق وإزعاج. لذا ينبغي على الأهل في هذه الحالة أن يحافظوا على موقفهم الإيجابي حيال هذه المسألة وأن يغدقوا على ولدهم بالمديح والإطراء وذلك بهدف حثّه على اعتباره نظاراته بمثابة نافذته على العالم الخارجي.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يضعوا لولدهم أنظمة محددة وصارمة بشأن الأوقات التي يتعيّن عليه فيها وضع نظاراته.

●    ينبغي على الأهل أن يتفادوا قدر الإمكان التذمّر أمام ولدهم من مسألة وضعهم النظارات أو من ثمنها الباهظ، إذ إن موقفهم هذا معدٍ.

●    ينبغي على الأهل أن يظهروا لولدهم دهشتهم بالنظارات التي يضعها الناس، وذلك لكي يثبتوا له مدى إعجابهم بها.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“إنه دائم التذمّر، حتى بشأن أبسط الأمور وأتفهها كالنظارات مثلاً”.

عندما يعظّم الأهل إحتجاجات ولدهم باستخدامهم في ذلك كلمات كـ “دائماً” فإنه يؤزمون بذلك المشكلة ويجعلونها أكثر تعقيداً. فولدهم يتذمّر في الواقع من النظارات فقط، لا من أيّ شيء آخر.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“أنا أتفهّم عدم رغبته في وضع النظارات. فأنا أيضاً إضطررت إلى التعلّم على حبّها عندما كنت في سنّه”.

إن تعاطف الأهل مع ولدهم وتفهّمهم حالته هما أمران ضروريان في تعليمه كيفيّة تقبّل فكرة وضع النظارات. في الواقع، إنهم وبمساعدته على التغلّب على الأمور الصغيرة التي تزعجه فقد يزيدون من قدرته على احتمال المشاكل العظمى التي قد تعترضه في المستقبل.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“لم أعد آبه سواء وضع نظاراته أو لم يضعها. فقد سئمت الشجار معه حول هذا الموضوع”.

ينبغي على الأهل ألا يستسلموا، سيّما وإن كان للأمر علاقة بصحّة ولدهم وسلامته. إنه من المفترض بهم في الواقع أن يضعوا سلامة ولدهم في أعلى لائحة أولوياتهم.

إنما من المفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“إنها من مسؤوليتي التربوية أن أساعد ولدي لكي يعتاد على فكرة وضعه النظارات”.

ينبغي على الأهل ألا تغيب عن بالهم حاجات ولدهم حتى في أثناء حثّه على وضع نظاراته. فيتعيّن عليهم هنا أن يذكّروا ولدهم بضرورة وضعه نظاراته لكي يتمكن من النظر إلى العالم من حوله بوضوح وأمان.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يلجأوا مع ولدهم إلى أسلوب التذنيب بقولهم:

“لقد دفعت الكثير من المال لكي أشتري لك هذه النظارات؛ لذا ستضعها شئت أم أبيت”.

ينبغي على الأهل ألا يتوقّعوا من ولدهم فعل ما يطلبونه منه بهدف إرضائهم.

إنما يفترض بهم أن يُدعوه إلى التغذية الإسترجاعية بقولهم:

“قل لي ما الذي لا تحبّه في نظاراتك”.

إن الأهل وبطلب رأي ولدهم في الموضوع قد يتمكنون من التبصّر في طريقة تفكيره، الأمر الذي قد يخوّلهم وضع برنامج خاصّ بهدف حثّه على التعاون معهم؛ حتى في حال قال لهم مثلاً “إنها تؤلمني على أنفي” فيعمدون إلى توسيع جسر النظارات عند الأنف.

ينبغي على الأهل ألا يُخيفوا ولدهم بقولهم:

“إن لم تضع نظاراتك فستتدحرج على السلالم وتؤذي نفسك”.

إن الأهل وباستباقهم للأمور وتوقّعاتهم المؤذية تلك قد يعلمون ولدهم أن يضع نظاراته خوفاً من أن يحصل له أي مكروه، لا لأنها ستساعده على رؤية العالم من حوله بوضوح وأمان.

إنما يفترض بهم أن يأخذوا الأمور معه باللعب بقولهم:

“لنرى طول المدة التي يمكنك أن تحتفظ فيها بنظاراتك على وجهك. أنا سأعيّر لك الساعة وأنت يتعيّن عليك أن تحتفظ بنظاراتك على وجهك إلى أن ترنّ هذه الأخيرة”.

إن الأهل وبوضعهم الأهداف لولدهم سيجعلونه يعتاد على فكرة وضعه نظاراته. ويتعيّن على الأهل هنا أن يزيدوا مدّة وضعه تلك النظارات تدريجيّاً يوماً بعد يوم، إلى أن يعتاد في النهاية على وضعها طوال اليوم.

ينبغي على الأهل ألا يتجاهلوا مشاعر ولدهم بقولهم:

“لا آبه إن كان الأولاد يسخرون منك. فأنا لا أريد أن أسمع عن هذا الموضوع بعد الآن”.

إن الأهل وبعدم تعاطفهم مع ولدهم فقد يقضون على رغبة هذا الأخير في التعاون معهم، كما وأنهم قد يلمّحون له بذلك أيضاً أنه من المفترض به أن يتخبّط وحده مع المشاكل التي قد يواجهها في الحياة. ويا لهول هذا العالم من دون دعم أهلنا لنا!

إنما يفترض بهم أن يحافظوا على موقفهم الإيجابي معه بقولهم:

“أنا أعلم أنك لا تحبّ أن تضع نظاراتك، ولكن يمكنك أن ترى الأمور بوضوح أكثر بواسطتها”.

إن الأهل وبإشارتهم إلى فوائد قيام ولدهم بما يطلبونه منه يساعدونه على النظر إلى ما وراء انزعاجه المؤقّت من النظارات. في الواقع، يتعيّن على الأهل أن يظهروا لولدهم أنهم إلى جانبه.

ينبغي على الأهل ألا يتوسّلوا إلى ولدهم بقولهم:

” من فضلك ضع نظاراتك. ضعها من أجل ماما!”

إن الأهل وبتوسّلهم إلى ولدهم لكي يتعاون معهم يجعلونه يشعر بالذنب في حال لم يطعهم ولم يفعل بحسب مشيئتهم. وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم وبأسلوبهم هذا قد يعلمونه على التوسّل إلى الآخرين بهدف حثّهم على التعاون معه.

إنما يفترض بهم أن يعودوا ويذكّروه بالنظام بقولهم:

“يقول النظام إنه من المفترض بك أن تضع نظاراتك خلال النهار”.

إن الأهل وبأسلوبهم هذا قد يجعلون ولدهم يدرك أنهم إلى جانبه وأنهم يشاركونه الهدف نفسه، ألا وهو اتّباع النظام.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل

اسأل طبيب مجاناً