التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد أن يأكل هذا الطعام

يمكن لمواعيد الطعام أن تكون أوقات توتّر وضغط، سيّما وإن كان برنامج الولد الصغير يتعارض وبرنامج أهله. لذا ينبغي على الأهل في هكذا حالة ألاّ يدعوا عادات ولدهم في الأكل تتسبّب لهم بصراعات عنيفة على السلطة. ويجدر بالذكر هنا أنّ الأولاد الذين يتمتعون بصحة جيّدة إجمالاً يأكلون عندما يشعرون بالجوع ويتوقّفون عندما يشعرون بالشبع. أما في حال كان الأهل قلقين بشأن كمّيّة أو نوعيّة الطعام الذي يتناوله ولدهم، فينبغي عليهم عندئذٍ أن يسجّلوا الأوقات التي يأكل فيها ولدهم وما الذي يأكله وأين، تساعدهم هذه المعلومات كما تساعد طبيب ولدهم أيضاً على تقييم الوضع تقييماً إيجابيّاً وفعّالاً.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل ألاّ يجبروا ولدهم على تناول وجبة كبيرة في حال لم يكن هذا الأخير جائعاً أو في حال كان قد تناول لتوّه شراباً أو وجبة خفيفة ما.

●    من الطبيعي أن يصبح الأولاد إجمالاً أقلّ تعاوناً أو تجاوباً مع أهلهم في حال كانوا جائعين أو متعبين. وتجدر الإشارة هنا إلى احتمال ألاّ يكون الولد على ما يُرام في حال رفض تناول الطعام المقَدَّم له.

●    ينبغي على الأهل الانتباه للإرشادات الغذائيّة التي يُنصح بها للأطفال والأولاد.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“إن لم يأكل فسيموت”.

ينبغي على الأهل ألاّ يضخّموا العواقب التي قد تنجم عن رفض ولدهم العرضي تناول الطعام الذي يقدّمونه له، إذ إن ردّ فعلهم هذا لن يؤدي سوى إلى زيادة غضبهم وشعورهم بالإستياء. ولكن في حال توقّف الولد فجأة عن تناول أي طعام يُقدّم له أو في حال تغيّرت عاداته في الأكل تغييراً جذرياً فينبغي على الأهل عندئذٍ استشارة طبيبهم في هذا الصدد.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“لن يموت ولدي جوعاً إن تخطّى وجبةً من وجباته من حينٍ لآخر أو في حال لم يكن دائماً يأكل حصّته من الخضار”.

ينبغي على الأهل أن يدركوا أن امتناع ولدهم عن الأكل من حين لآخر لن يؤثّر سلباً على صحّته عموماً. وبالتالي وما أن يبدأ الأهل بالتعاطي مع عادات ولدهم في الأكل برويّة وهدوء حتى يصبح بإمكانهم التفكير بطرق وأساليب مبدِعة لحثّه على تناول حصته من الخضار.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أتوقّع من ولدي أن يأكل صحنه كله، تماماً كما كنت أفعل عندما كنت صغيرة”.

إن الأهل، وبضغطهم على ولدهم لكي يكمل صحنه كله حتى بعد أن يكون قد شبع، قد يتسببون له بالبدانة أو حتى بمشاكل غذائيّة خطيرة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

” ليس من المهم سواء أكل ولدي صحنه كلّه أم لم يفعل. ولكنّ المهمّ هو أن يشعر بارتياح عارم عند مواعيد الطعام”.

عندما يكون الجوّ هادئاً عند مواعيد الطعام، يصبح الأكل عندئذٍ تجربة ممتعة ومغذّيّة بالنسبة إلى كل مَن يتناوله.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“أشعر وكأن ولدي يرفضني وينبذني عندما لا يأكل ما أعددت له من طعام”.

ينبغي على الأهل أن يتخلّصوا نهائياً من طريقة تفكيرهم القديمة والتقليديّة هذه، كما وينبغي عليهم أيضاً ألاّ ينظروا إلى سلوك ولدهم على أنه موجَّه ضدهم، إذ إن هذا كله لن يساعدهم على حلّ المشكلة.

إنما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“لا علاقة لي بامتناع ولدي عن تناول طعامه”.

في الواقع، إن الولد في هذه الحالة يرفض الطعام، لا أهله. لذا فقد يكون من الضروري على الأهل الفصل ما بين هاتين المسألتين فصلاً تامّاً لكي يتمكنوا من مساعدة ولدهم على اتّخاذ موقف سليم حيال الأكل.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألا يأمروا ولدهم بقولهم:

“ستظلّ جالساً هنا إلى أن تأكل صحنك كله”.

إن إجبار الولد على الأكل حتى بعد شعور هذا الأخير بالشبع من شأنه أن يتسبّب له بالمغالاة في الأكل إلى حدّ التخمة وبالتالي إلى البدانة. لذا فقد يكون من العبث وحتى من المضرّ أن يحاول الأهل السيطرة على عادات ولدهم في الأكل أو حتى على أي مظهر آخر من مظاهر سلوكه.

إنما يفترض بهم أن يقدّموا له خيارات عدّة كأن يقولوا مثلاً:

“أرى أنك قد شبعت. لذا يمكنك أن تختار إما النزول واللعب وإما البقاء معنا هنا إلى المائدة والتحدث إلينا إلى أن ننتهي من الأكل”.

عندما يشرع الولد باللعب بطعامه فهذا يعني أنه قد شبع. لذا ينبغي على الأهل هنا أن يأخذوا منه صحنه أو أن يسمحوا له بمغادرة المائدة، وذلك تفادياً لتأزّم الوضع وتدهوره وتحوّله إلى معركة أكل حاسمة.

ينبغي على الأهل ألا يجعلوا ولدهم يشعر بالذنب بقولهم:

“أنت تعلم يا عزيزي أن ماما قد تعبت كثيراً لكي تعدّ لك هذا الطعام. فكله من فضلك”.

إن ربط مسألة الأكل بالحب من شأنه أن يتسبّب بمشاكل غذائية خطيرة. لذا يتعيّن على الأهل في هكذا حالة ألاّ يحثّوا ولدهم على التفكير بأنه إن لم يأكل الطعام الذي أعدّته له أمه فستظنّ بأنه لا يحبها.

إنما يفترض بهم أن يشجعوه على التواصل معهم بقولهم مثلاً:

“قل لي عندما تنتهي من الأكل فأساعدَك على النزول عن المائدة”.

إن الأهل وبتشجيع ولدهم لكي يقول لهم إنه انتهى من الأكل يسمحون له بأن يكون لديه سلطة على عالمه.

ينبغي على الأهل ألاّ يحشروا ولدهم في الزاويّة بقولهم:

“من السيّء أنك لم تحبّ الطعام الذي نتناوله. على أي حال، يمكنك أن تختار إما أكله وإما مغادرة المائدة. ولكنك إن غادرت المائدة فأنا لا أريدك أن تأتي إليّ في ما بعد وتقول لي إنك جائع لأني لن أقدّم لك شيئاً آخر تأكله”.

إن الأهل وبعدم تعاطفهم مع ولدهم يظهرون له أنهم لا يهتمّون لمشاعره، الأمر الذي قد يزيد من غضبه وروح التحدي والمعارضة لديه.

إنما يفترض بهم عوضاً عن ذلك أن يتعاطفوا معه بقولهم:

“أشعر بالأسف حيال رفضك أكل الطعام الذي نتناوله. ولكنّ أذواقنا تتغيّر أحياناً، لذا أريدك أن تتذوّق هذا لترى إن أصبحت تحبّه الآن”.

إن الأهل وبتعاطفهم مع ولدهم يشجّعونه على تذوّق أصناف من الطعام لطالما كان يأبى تناولها في الماضي، كما وأنهم قد يساعدونه أيضاً بأسلوبهم هذا على تذوّق أصناف وألوان جديدة من الطعام، حتى ولو كان مظهرها غير شهيٍّ بالنسبة له.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل

اسأل طبيب مجاناً