التصنيفات
الكلى والمسالك البولية

علاج مضاعفات سرطان البروستات ج4

يسبب سرطان البروستات للمريض صدمتين. فهو يتلقى الصدمة الأولى عندما يكتشف بأنه مصاب بالسرطان، تتلوها الصدمة الثانية حين يعلم بأن علاج الداء قد يؤدي به إلى الإصابة بالعنانة (العجز الجنسي) أو سلس البول. وتقبل ذلك من شأنه أن يكون أصعب من تقبل السرطان.

ولكن لحسن الحظ فإن هذه الآثار الجانبية ليست دائمة في جميع الحالات. وحتى في هذه الحالة لا يجب أن تكون مدمرة بالنسبة إلى المريض. فوسائل العلاج الحديثة تساعده على التأقلم مع مضاعفات علاج المرض وتتيح له متابعة حياته بشكل طبيعي.

علاج سلس البول

إنّ سلس البول الناجم عن علاج سرطان البروستات ليس كثير الشيوع، إذ يصيب واحدا من كل عشرة رجال تقريبا. ولكن عند الإصابة به، فهو قد يسبب كثيرا من الإحباط والإحراج ولا بد له أن يؤثر سلبيا على حياة المريض. فيتوقف هذا الأخير مثلا عن ممارسة الرياضة أو الخروج من المنزل وقد يقاوم حتى الرغبة في الضحك خشية تسرب البول وتبليل الملابس.

وقد يشعر المريض بالإحراج من طلب المساعدة الطبية، شأنه في ذلك شأن كثير من الرجال، إذ تشير التقديرات إلى أنّ واحدا فقط من كل عشرة رجال مصابين بسلس البول يطلبون المشورة الطبية. وقد يظن أيضا بأن سلس البول هو من مضاعفات السرطان التي لا يمكن تفاديها وأن عليه بالتالي أن يتعلم التأقلم مع وضعه الجديد. والحقيقة أنّ هذا الاعتقاد خاطئ، فسلس البول هو من الحالات التي يمكن علاجها بنجاح.

أثناء التبول، ترتخي حلقة عضلية تحيط بالفتحة الواقعة في أسفل المثانة وتدعى المصرة البولية. بعد ذلك تتقلص المثانة وتطرد البول عبر المصرة والإحليل. وتعتمد قدرة المصرة على أداء وظيفتها على عضلات قاع الحوض الموجودة في أسفل التجويف الحوضي.

من شأن وسائل العلاج التي تستعمل لسرطان البروستات، من جراحة أو أشعة أو علاج تبريدي، أن تؤذي عضلات قاع الحوض والأعصاب التي تتحكم بها، مؤدية إلى الإصابة بسلس البول. وفي أغلب الحالات، ولكن ليس جميعها، تشفى الإصابة بعد عدة أسابيع أو شهور بعد أن تستعيد العضلات قوتها وقدرتها على التحكم بجريان البول.

تحديد المشكلة

يساعد أحد الفحوصات التالية على تشخيص نوع سلس البول والوسيلة الأفضل لعلاجه.

صورة شعاعية للمثانة
يتم إدخال صباغ في الإحليل بواسطة قسطر ليساعد على توضيح صور الأشعة لأسفل القناة البولية وتحديد الظواهر غير الطبيعية.

قياس الضغط المثاني
يستعمل جهاز موصول بقسطر لقياس الضغط داخل المثانة أثناء امتلائها بالماء وإفراغها له.

تنظير المثانة
يدخل الطبيب أنبوبا مزودا بضوء وبعدسة مكبرة في الإحليل ليتمكن من رؤية كيفية عمل عضلات المصرة البولية.

قياس سرعة جريان البول
يقيس السرعة التي يخرج فيها البول من القضيب.

أنواع السلس البولي

الضغط
وهو من أكثر أنواع السلس البولي شيوعا. وينجم عن زيادة النشاط الجسدي الذي يعرض المثانة للضغط، كرفع الأحمال الثقيلة أو السعال أو العطاس أو الضحك. فتصبح عضلة المصرة الضعيفة عاجزة عن الاحتفاظ بالبول في المثانة، فيتسرب بعض منه.

الحاجة الملحة إلى التبول
يشعر البعض بالحاجة إلى التبول ولكنهم يبللون أنفسهم قبل الوصول إلى الحمام. ويحدث ذلك حين تكون المثانة حساسة جدا تجاه عملية التمدد التي يسببها امتلاؤها بالبول. فتتقلص قبل الأوان محاولة طرد البول.

حصر البول
قد لا تتقلص المثانة كما يجب ولا تفرغ بالتالي تماما عند التبول. كذلك، من شأن النسيج الندبي الذي يتكون أحيانا في أسفل المثانة أو تضيّق الإحليل أن يعيق جريان البول وقدرة المصاب على إفراغ مثانته. ويؤدي ذلك إلى تجمع البول في المثانة ليضغط على عضلاتها. فيخرج البول مرارا على شكل قطرات، كما يحتاج المصاب لوقت طويل حتى يتبول. وحتى بعد الانتهاء من التبول فهو يشعر وكأن مثانته لا تزال ممتلئة. أما في الحالات الحادة فهو يعجز عن التبول حتى عندما يشعر بالحاجة إلى ذلك.

سلسل البول المختلط
وهو مزيج من نوعين أو أكثر من أنواع سلس البول، كسلس البول الناجم عن الضغط وعن الحاجة الملحة للتبول.

ما هو التضيّق الإحليلي؟

يطرأ التضيق الإحليلي لدى 5 إلى 8 بالمئة من الأشخاص الذين خضعوا لاستئصال البروستات الجذري. فبعد استئصال هذه الغدة يتم وصل الجزء الأعلى من الإحليل بالجزء الأسفل من المثانة. فهذه الطريقة تساعد على دعم القناة البولية المحاطة عادة بالبروستات. غير أنه في بعض الأحيان يتكون نسيج ندبي حول منطقة اتصال الإحليل بالمثانة، مؤديا إلى تضيق الإحليل.

وتقوم الخطوة الأولى من العلاج عادة على شد الإحليل وذلك عبر تمديده بواسطة أداة دقيقة يتم إدخالها فيه. وهذه هي المقاربة الأبسط والأكثر أمانا لحل المشكلة.

وفي بعض الحالات، يضطر الطبيب إلى فتح التضيق جراحيا بتمرير أنبوب صغير وأداة قطع في الإحليل. غير أنه يتم تكرار العملية لدى البعض أكثر من مرة بسبب عودة الإحليل إلى التضيق من جديد.

وفي حال كان التضيق قويا فقد يلجأ الطبيب إلى العلاج بالليزر لتبخير النسيج الندبي. أما الجراحة التقليدية فنادرا ما يتم اعتمادها لإزالة النسيج الندبي، ولا يوصى بها عموما إلا عند فشل وسائل العلاج الأخرى.

وسائل علاج سلس البول

بعد الخضوع لجراحة لسرطان البروستات يستعمل المريض قسطرا بوليا لعدة أيام إلى حين شفاء الأنسجة المتورمة. وبعد نزع القسطر، عليه ارتداء ملابس داخلية تمتص البول في حال تسربه. وبعض هذه الملابس سميك جدا ومخصص للاستعمال المنزلي أو الليلي، ولكن تتوفر أنواع أقل سماكة يمكن ارتداؤها كملابس داخلية نهارا. كما أنه ثمة فوط واقية بسماكة متنوعة توضع داخل الملابس الداخلية العادية.

وإلى جانب استعمال الملابس الداخلية الواقية، قد يقترح الطبيب اللجوء إلى أحد العلاجات التالية، اعتمادا على نوع السلس البولي وحدته وفرص شفائه من تلقاء نفسه مع الوقت. والواقع أنّ كثيرا من الرجال يلاحظون تقلصا في كمية تسرب البول بعد العلاج. غير أنّ الأمان الذي توفره الملابس الواقية يظل ضروريا في بعض الأوقات، أثناء التمارين الرياضية المجهدة مثلا.

تغيير السلوك
ويتضمن ذلك التبول بانتظام، أي وفقا لأوقات معينة عوضا عن الانتظار حتى الشعور بالحاجة إلى ذلك. فيبدأ المصاب بالتبول كل ساعة تقريبا، ثم يزيد هذه المدة تدريجيا. إضافة إلى ذلك يجب تجنب الكحول والكافيين المدران للبول، وتقليل كمية المشروبات التي يتناولها مساء. وفي حالات سلس البول الضغطي، فإن ضم الساقين فوق بعضهما يساعد أحيانا، قبل العطاس مثلا، على منع البول من التسرب.

تمارين رياضية لعضلات قاع الحوض
وهي تدعى تمارين كيغل، وتقوم على تقليص عضلات القاع الحوضي وإرخائها للمساعدة على تحسين حالة العضلات وتناغمها.

وعلى المريض أن يمرن مجموعتين من العضلات، العضلات التي يشدها عندما يرغب بمقاومة التبرز أو خروج الريح، والعضلات الواقعة في أسفل القضيب والتي يستعملها لقذف المني أو طرد القطرات الأخيرة من البول.

ومع تحسن عمل العضلات وقوتها، يصبح المريض أكثر قدرة على السيطرة على مثانته. وتعتبر تمارين كيغل أكثر فاعلية في حالات سلس البول الطفيف إلى المعتدل، وتظهر نتائجها في غضون 12 أسبوعا تقريبا.

تقوية عضلات القاع الحوضي

من المستحسن عموما ممارسة تمارين كيغل مرة أو مرتين يوميا فقط، ذلك أنّ ممارستها بشكل مكثف قد يتعب العضلات ويسبب مزيدا من التسرب. اتبع الخطوات التالية:

1.  شد العضلات التي تستعملها لمقاومة خروج البراز.
2.  في الوقت نفسه قم بشد عضلات أسفل القضيب. (قد تشعر بأن القضيب ينسحب قليلا باتجاه الجسم.)
3.  أبق مجموعتي العضلات مشدودتين قدر الإمكان وأنت تعد من 1 إلى 5.
4.  أرخ عضلاتك واسترح لدقيقة واحدة.
5.  كرر هذا التمرين ست مرات.

عندما تصبح قادرا على ممارسة التمارين بسهولة، كررها عشر مرات وقلص الوقت الفاصل بين كل مرة إلى 10 ثوانٍ. وحاول أيضا القيام بالتمارين بوضعيات مختلفة، واقفا أو جالسا أو متمددا، علما أنّ بعض الرجال يفضلون القيام بها وهم جالسون على المرحاض. ويمكنك ممارسة التمارين قبل الخلود إلى الفراش مما يسمح للعضلات بالاستراحة أثناء النوم.

وإن واجهت مشاكل في ممارسة تمارين كيجل، من شأن الخبير الفيزيائي أن يساعدك باستخدام التلقيم الراجع أو الحفز الكهربائي. في العملية الأولى توضع أقطاب كهربائية تتحكم بالتقلصات العضلية على البشرة قرب العضلات الحوضية. وتقوم هذه الأقطاب بتسجيل قوة التقلصات وتسمح لك بأن ترى إن كنت تستعمل العضلات الصحيحة. أما الحفز الكهربائي فيستعمل ذبذبات كهربائية خفيفة لحفز عضلات القاع الحوضي على التقلص.

الأدوية
ثمة أدوية تساعد على السيطرة على المثانة عبر إرخاء عضلات البطن وتقليل تقلصات المثانة ومنها هايوسيامين (Cystospaz, Urised) وأوكسيبوتاينين (Ditropan) وتولتيروداين (Detrol). ويؤخذ الدواء عادة من مرتين إلى أربع مرات يوميا اعتمادا على مدى قدرة المريض على تحمله.

أما الآثار الجانبية فتشتمل على جفاف الفم وضبابية الرؤية والإمساك.

ويوصى في بعض الأحيان باستعمال مزيل الاحتقان بسودوإفدرين لسلس البول الضغطي، وهو عقار يدخل في تركيب كثير من أدوية التحسس والزكام غير الموصوفة. ويعمل الدواء على شد المصرة البولية قليلا مما يقلص كمية التسرب في حالات الضغط. إلا أنّه يسبب لدى البعض تسارعا في نبضات القلب. بالتالي لا يجب استعمال الدواء من دون استشارة الطبيب حتى ولو كان متوفرا مع الأدوية الغير موصوفة.

القسطرة البولية
إن عجزت المثانة عن التقلص بما يكفي لطرد البول، على المريض اللجوء إلى القسطرة البولية الذاتية. فيعلمه الطبيب أو الممرض كيفية إدخال أنبوب (قسطر) لين وضيق في القضيب وتمريره إلى المثانة، وذلك كل أربع إلى ست ساعات. وبالرغم من كون هذه العملية صعبة ومؤلمة، إلا أنّها تصبح أكثر سهولة مع الوقت. وبوسع المريض حمل القسطر معه في تنقلاته، وكل ما يحتاجه هو غرفة يمكنه الاختلاء فيها بنفسه.

وثمة نوع آخر من القساطر على شكل الواقي الذكري، يوضع فوق القضيب، وهو يحتوي على أنبوب يصرف البول من القسطر في كيس مثبت على الساق. غير أنه لا ينصح باستعمال هذه الأجهزة عموما لأنها قد تسبب الإنتان.

ملاقط القضيب
يثبت الملقط على القضيب من الخارج فيسد الإحليل ويمنع التسرب. ولكن لا ينصح باستعمال هذه الملاقط نظرا للتندب أو الأذى اللذين تلحقهما بالقضيب.

الجراحة

في حال استمر السلس البولي لسنة على الأقل من دون علامات تحسن مرتقب بفضل الأدوية أو التمارين الرياضية، قد يقترح الطبيب إجراء جراحة. وتتوفر هنا عدة عمليات جراحية:

العوامل المضخّمة
هي العملية الأقل اتساعا، وتقوم على حقن مادة مضخّمة في بطانة الإحليل عند قاعدة المثانة لتقليص التسرب. ويعتبر الكولاجين من المواد المضخمة الأكثر استعمالا، وهو عبارة عن بروتين طبيعي موجود في الجسم. أما الكولاجين المستعمل في الجراحة فهو مستخرج من البقر.

وأثناء هذه الجراحة، يتم إدخال أنبوب مجهز بضوء وعدسة (وهو منظار المثانة) في القضيب ويمرر إلى أسفل المثانة. ثم تمرر إبرة تحتوي على المادة المضخمة عبر الأنبوب. وعندما تبلغ الإبرة قاعدة المثانة، يحقن الطبيب المادة في الأنسجة الإحليلية المجاورة، فتنتفخ وتضيّق فتحة المثانة.

ويحتاج المريض إلى ثلاث أو أربع حقن حتى يلحظ تحسنا في قدرته على التحكم بمثانته. وبما أنّ الجسد يمتص الكولاجين، سيضطر على الأرجح إلى تكرار هذه العملية التي تؤدي إلى تحسن تام في القدرة على التحكم بالمثانة لدى 30 بالمئة من المرضى، وإلى تحسن جزئي لدى 50 بالمئة منهم.

أما المرضى الذين يعانون من سلس بولي ناجم عن العلاج بالأشعة فهم غير مؤهلين كثيرا لهذا النوع من الجراحات لأن الأنسجة الندبية القاسية التي تسببها الأشعة قد تمنع العامل المضخم من أداء وظيفته كما يجب.

المصرة الاصطناعية
وهي الوسيلة الأكثر فاعلية لعلاج سلس البول الحاد والطويل الأمد. وتقوم على زرع جهاز يسمى مصرة اصطناعية يؤدي مهمة المصرة الطبيعية. والجهاز هو عبارة عن حلقة من السيليكون قابلة للانتفاخ توضع حول الإحليل أو قاعدة المثانة.

وتعمل الحلقة بصورة شبيهة بعمل جهاز قياس الضغط من الذراع، باستثناء أنها أصغر حجما منها بكثير. وعوضا عن نفخه بالهواء فهو ينفخ بمحلول ملحي موجود في خزان صغير يوضع في أسفل البطن. وتنفخ الحلقة بالضغط على المضخة المزروعة في الصفن، فتنتفخ الحلقة وتسد مجرى البول. وعند الحاجة إلى التبول، تفرّغ الحلقة مما يسمح للبول بالخروج من المثانة.

يلازم معظم الخاضعين لهذه الجراحة المستشفى ليوم أو يومين بعد إجرائها. ولا يمكنهم استعمال المصرة الاصطناعية قبل ستة أسابيع وذلك حتى يشفى الإحليل والمثانة تماما. وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن إيذاء المصرة عند ركوب الدراجة مثلا أو الحصان ما لم تستعمل مقعدا خاصا.

التنبيه الكهربائي
يتم زرع منبه في العمود الفقري يرسل نبضات كهربائية إلى الأعصاب التي تتحكم بالمثانة. ومن شأن هذه النبضات أن تساعد على تخفيف تقلصات المثانة غير الإرادية والتي تسبب سلس البول الناجم عن الحاجة الملحة إلى التبول.

عمليات أخرى
من الضروري أحيانا إجراء جراحة لاستئصال ما يسد القناة البولية أو تصحيح وضعية عنق المثانة أو تقوية عضلات قاع الحوض.

علاج العنانة (العجز الجنسي)

تنتج العنانة إما عن سرطان البروستات أو عن العلاج. فمع نمو الورم، يمكن للخلايا السرطانية أن تغزو الأعصاب المرتبطة بالغدة والتي تتحكم بالانتصاب وتتلفها. كما من شأن وسائل علاج المرض، كالجراحة والأشعة والمداواة التبريدية أن تتلف هذه الأعصاب هي أيضا. وبالرغم من أنّ العلاج الهرموني لا يؤذي الأعصاب، إلا أنه يوقف إنتاج التستوستيرون تماما ويقضي بالتالي على الشهوة الجنسية. فتبقى الأعصاب سليمة ولكن لا يوجد ما يحرضها.

والواقع أنه ثمة ثلاث وسائل لعلاج العنانة:

الأدوية

يلجأ معظم الأطباء في البداية إلى أحد الأدوية التالية:

سيلدينافيل
في بعض الحالات يعطي السيلدينافيل (Viagra) نتائج ملحوظة. ولكن لسوء الحظ، تشير الدراسات الأولية إلى أنّ الدواء غير فعال في حالات العنانة الناجمة عن تلف عصبي بقدر فاعليته في الحالات الأخرى.

وخلافا لأنواع العلاج الأخرى للعنانة فإن السيلدينافيل يؤدي إلى انتصاب طبيعي غير اصطناعي. غير أنّ المصاب يظل بحاجة إلى إثارة جنسية أو نفسية لحدوث الانتصاب. ويساعد الدواء على الاستجابة للإثارة عبر دفع خلايا العضلة الملساء على الاسترخاء، مما يزيد بدوره جريان الدم ويسهل حدوث الانتصاب.

يؤخذ القرص الأزرق الماسي الشكل قبل ساعة من الجماع. وتستمر فاعليته لأربع ساعات ولا يتوجب أخذه أكثر من مرة واحدة في اليوم. والواقع أنّ كثيرا من الرجال يتمكنون من ممارسة الجنس بعد تناول الدواء عدة مرات متتالية.

ولكن لا يجب على المريض تعاطي السيلدينافيل في حال كان يتناول النترات، كالنـتروغليسيرين. فمن شأن هذين العقارين، إن أخذا معا، أن يؤديا إلى هبوط مفاجئ في ضغط الدم، مما قد يسبب نوبة قلبية حادة. ويسبب السيلدينافيل آثارا جانبية أخرى أكثرها شيوعا توهج الوجه الذي لا يستمر عموما لأكثر من 5 إلى 10 دقائق. كما ينجم عنه أحيانا صداع خفيف أو انزعاج في المعدة لفترة مؤقتة. أما الجرعات المفرطة فقد تسبب مشاكل قصيرة الأمد في النظر، منها ازرقاق الأشياء قليلا، رؤية ضبابية وزيادة الحساسية تجاه الضوء.

ألبروستاديل
وهو عبارة عن نوع صناعي من هرمون البروستاغلندين E. ويحفز، على غرار السيلدينافيل، أنسجة العضلة الملساء في القضيب على الاسترخاء، مما يحسن من جريان الدم ويؤدي إلى الانتصاب. وفي بعض الأحيان، يمزج ألبروستاديل مع أدوية أخرى موسعة للشرايين تضاعف من فاعليته.
ولكن عوضا عن أخذه على شكل أقراص، يعطى الدواء بطريقتين:

العلاج الذاتي عبر الإحليل
تستعمل أداة خاصة لوضع تحميلة دقيقة، بنصف حجم حبة الأرز، في رأس القضيب. أما الاسم التجاري لهذه التحميلة فهو MUSE.

يقوم العلاج الذاتي عبر الإحليل على إدخال تحميلة دقيقة في رأس القضيب للمساعدة على استرخاء العضلة الملساء وزيادة جريان الدم في القضيب.

ويتم إدخال التحميلة لمسافة 5 سنتم في الإحليل، بحيث تمتصها أنسجة القضيب الانتصابية مما يزيد من تدفق الدم ويؤدي إلى الانتصاب. وتوضع حلقة مطاطية حول قاعدة القضيب قبل إدخال التحميلة تساعد على حبس الدم والحفاظ على الانتصاب.

ومن الآثار الجانبية لهذه العملية شعور ببعض الألم إضافة إلى الدوار وإلى تكوّن أنسجة ليفية صلبة. ويتدرب المريض عادة على القيام بها في عيادة الطبيب.

الحقن الذاتي
يستعمل المريض إبرة دقيقة لحقن ألبروستاديل في قاعدة القضيب أو جانبه. إذ يجب على الدواء أن يدخل في إحدى التركيبتين الأسطوانيتين الإسفنجيتي الشكل اللتين تمتدان على جانبي القضيب. حيث يعمل على زيادة تدفق الدم في التركيبتين مؤديا إلى الانتصاب.

ويستغرق مفعول الدواء من 5 إلى 20 دقيقة عموما حتى يظهر ويدوم الانتصاب لساعة تقريبا. ونظرا لدقة الإبرة، الشبيهة بالإبر المستعملة لحقن السكري والتحسس، فإن الألم الناجم عنها يكون خفيفا جدا.

ويجب الحرص هنا على حقن الدواء في جانبي القضيب وليس في أعلاه أو أسفله. ففي الأعلى تمتد الشرايين والأوعية والأعصاب، أما الطرف السفلي فيحتوي على الإحليل. وفي حال أصابت الحقنة أحد هذه الأعضاء فلن يحصل الانتصاب وسيكون عليك الانتظار لأربع وعشرين ساعة على الأقل قبل استعمال الدواء ثانية. وإن تكرر ذلك أكثر من مرة عليك مراجعة الطبيب للحصول على معلومات إضافية حول كيفية حقن الدواء.

أما الآثار الجانبية فتشتمل على نزف ناجم عن الحقنة وعلى انتصاب مطوّل ومؤلم في حالات نادرة. بالتالي، ولتقليص خطر الإصابة بالانتصاب المطوّل، من الأهمية بمكان اختبار الدواء لتحديد الجرعة الملائمة. والواقع أنه في حال استمرار لأكثر من أربع ساعات، يصبح الدم المحبوس في القضيب كثيفا بسبب نقص الأكسيجين. ومن شأن ذلك أنّ يتلف أنسجة القضيب. بالتالي، إن عانيت من انتصاب مطول، ضع على القضيب كيسا من الثلج ملفوفا بفوطة، فهذه الطريقة توقف الانتصاب عادة. كما يمكن أخذ مزيل للاحتقان غير موصوف يؤدي إلى انكماش الأوعية الدموية وانتهاء الانتصاب.

يقوم العلاج بالحقن الذاتي على حقن الدواء مباشرة في مكان معين من القضيب لزيادة تدفق الدم فيه وحدوث الانتصاب.

وفي حال لم تنفع هذه الوسائل وتواصل الانتصاب لأكثر من أربع ساعات اتصل بالطبيب أو اقصد غرفة الطوارئ. وعليك في المرة القادمة أن تقلل جرعة الدواء لتقصير مدة الانتصاب.

ومن الآثار الجانبية الأخرى للدواء، وهي نادرة جدا، ظهور كتلة ليفية في موضع حقن العقار، ولكنها تزول عادة عند التوقف عن أخذ الحقن. ويمكن تجنب ظهور التليف بحقن الدواء في مناطق مختلفة وعدم استعمالها أكثر من مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا. كما أنه قد تظهر رضة على الجلد في حال إصابة الإبرة لوعاء دموي صغير. ولتفادي هذه الإصابات استمر بالضغط على موضع دخول الحقنة من ثلاث إلى خمس دقائق.

أجهزة التفريغ

تستعين هذه الطريقة بضغط التفريغ لسحب الدم إلى القضيب. إذ يوضع أنبوب بلاستيكي فوق القضيب ويستعمل المريض مضخة يدوية لسحب الهواء من الأنبوب. بنتيجة ذلك يندفع الدم إلى أنسجة القضيب مسببا انتصابا قويا. ثم يمرر المريض الحلقة المطاطية المحيطة بقاعدة الأنبوب إلى قاعدة القضيب لحبس الدم فيه والسماح بتواصل الانتصاب بعد نزع الأنبوب. وعلى المريض نزع الحلقة بعد ثلاثين دقيقة لإعادة جريان الدم إلى طبيعته، وإلا أدى احتباس الدم لفترة أطول إلى إتلاف أنسجة القضيب.

ينزعج بعض الرجال من الحلقة البلاستيكية ويجدون مظهرها غير طبيعي، ناهيك عن أنّ احتباس الدم قد يؤدي إلى برودة القضيب. بالرغم من ذلك فإن مضخة التفريغ تنجح مع أكثر من 90 بالمئة من الحالات ولا تستلزم تناول الأدوية أو الخضوع للجراحة.

زراعة القضيب

إن لم تنجح وسائل العلاج المذكورة، يمكن اللجوء إلى خيار آخر وهو زراعة القضيب الجراحية، وهي على أربعة أنواع:

القضيب المتوسط الصلابة القابل للانثناء
وهي الزراعة الأسهل استعمالا والتي تقل فيها نسبة الفشل. إذا يوضع في القضيب قضيبان صلبان ولكنهما مرنين مصنوعان من الأسلاك ومغطيان بالسيليكون أو بالبوليوريثان. وهما يؤمنان انتصابا دائما، إذ يتم ثني القضيب إلى الأسفل لإخفاء الانتصاب ويرفع إلى الأعلى عند الجماع.

وبالرغم من المظهر غير الطبيعي للقضيب ومن الوقت الذي يستغرقه المريض للاعتياد عليه، إلا أنّ هذه الزراعة تستغرق وقتا أقصر من عمليات الزراعة الأخرى، كما أنها لا تشتمل على أجزاء قابلة للكسر ونسبة نجاحها مرتفعة.

زراعة قضيب قابل للنفخ مع مضخة
وتعمل هذه الزراعة بطريقة طبيعية أكثر من الزراعة السابقة. فعوضا عن حدوث انتصاب دائم، يستطيع المريض إحداث انتصاب فقط عند الرغبة بذلك.

وتقوم هذه الزراعة على وضع أنبوبين في القضيب يتم ربطهما بمضخة دقيقة موضوعة في الصفن وبخزان موضوع إما في الصفن أو في أسفل البطن. وعند الضغط على المضخة يمتلئ الأنبوبان بالسائل القادم من الخزان وينتصب القضيب.

وتؤمن هذه الزراعة انتصابا أقرب ما يكون إلى الطبيعي، كما أنها الطريقة الوحيدة التي تعطي الشعور بانتصاب طبيعي تماما. أضف إلى أنّه من السهولة بمكان إخفاء الجهاز. غير أنّ هذه الزراعة هي من الزراعات الأكثر عرضة للإصابة بأعطال آلية في ما بعد.

زراعة القضيب القابل للنفخ من دون مضخة
يتم زرع جهاز عند رأس القضيب يتحكم بجريان الدم داخل الأنبوبين. ولإحداث الانتصاب، يتم الضغط على رأس القضيب فيتدفق السائل في الأنبوبين. ولإعادة السائل إلى مكانه وإنهاء الانتصاب على المريض ثني القضيب الصناعي والضغط على صمام تحرير السائل.

القوالب المتشابكة
وهي شبيهة بزراعة القضيب المتوسطة الصلابة باستثناء انه يتم زرع سلسلة من القوالب الصغيرة المتشابكة بسلك فولاذي. ولا ينتصب القضيب إلا بعد وصل الأسلاك. وهي طريقة سهلة الاستعمال ويسهل إخفاؤها كما أنها تسمح بإحداث الانتصاب عند الحاجة فقط.

علاج الاضطرابات المعوية

يعاني حوالى 10 إلى 20 بالمئة من الرجال الذين يخضعون لعلاج سرطان البروستات من اضطرابات معوية تشمل ظهور دم في البراز والإصابة بالإمساك والتشنجات والإفرازات المستقيمية، إضافة إلى الإسهال أو الحاجة إلى دخول الحمام على الفور.

وبالرغم من دقة العلاج بالأشعة الخارجية في استهداف السرطان، من المستحيل في أغلب الحالات حجب الأشعة عن أسفل الأمعاء أو المستقيم نظرا لشدة قربهما من موضع الورم. ومن شأن العمليات الجراحية أيضا أن تؤذي المستقيم. غير أنها حالات نادرة تقل نسبتها عن واحد في المئة. وفي حال إيذاء المستقيم يتم إصلاح الضرر عادة أثناء الجراحة من دون أن يؤدي ذلك إلى ضرر دائم.

ويمكن للاضطرابات المعوية أن تتواصل لعدة شهور بعد العلاج، ويزول معظمها من تلقاء نفسه.

خروج دم مع البراز

من شأن العلاج بالأشعة أن يؤذي بطانة المستقيم ويؤدي بنتيجة ذلك إلى نمو أوعية دموية دقيقة غير طبيعية قرب السطح تنزف بسهولة. وفي بعض الأحيان يستمر النزف لسنوات.

أما العلاج فيتوقف على حدة النزف. وغالبا ما تقوم الخطوة الأولى على مراقبة النزف لمعرفة ما إذا كان خفيفا. أما إذا كان متوسطا إلى شديد، فقد يصف الطبيب مليّنات للبراز أو حقنا شرجية طبية لتخفيف الضغط على بطانة المستقيم أثناء خروج البراز. أما في الحالات الحادة فيتم تدمير الأوعية المسببة للنزف بواسطة الليزر.

الإسهال

قد ينجم الإسهال عن العلاج بالأشعة أو الأدوية، ويكون مؤقتا عموما. ويمكن تخفيف حدة الأعراض باستعمال أدوية غير موصوفة مثل، Imodium، Pepto-Bismol أو Kaopectate.

وتجنبا للإصابة بالتجفاف في فترات الإسهال، تناول ثمانية أكواب من السوائل غير الكحولية في اليوم بما في ذلك الماء أو الصودا غير الغازية. وتجنب مشتقات الألبان والكافيين والأطعمة الدهنية أو المحتوية على التوابل والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإسهال. وتشتمل أعراض التجفاف على فرط العطش وجفاف الفم والضعف إضافة إلى تحول البول إلى اللون الداكن وقلة أو عدم التبول.

الإمساك

من شأن الأدوية أو الأشعة أن تقلص النشاط الطبيعي للأمعاء. عندئذ تتكتل المحتويات البرازية وتزداد صلابة مؤدية إلى التشنجات والإمساك. ومن الممكن في بعض الأحيان تخفيف الإمساك باتباع برنامج غذائي منتظم وتضمينه أطعمة غنية بالألياف، كالحبوب الكاملة والخبز والخضار والفواكه الطازجة. غير أنه يجب إضافة هذه الأطعمة إلى النظام الغذائي تدريجيا تجنبا للانزعاج الذي تسببه الغازات. أضف إلى أنّ التمارين الرياضية اليومية والإكثار من السوائل تساعد على علاج الإمساك.

ومن المفيد أحيانا استعمال ملحق ليفي طبيعي مثل، Metamucil، Fiberall أو Citrucel. وتظهر فاعلية هذه الأودية في غضون يوم إلى ثلاثة أيام. وتعتبر الملحقات الليفية مأمونة عموما، ولكن نظرا إلى شدة امتصاصها يجب الإكثار من شرب الماء أثناء فترة العلاج بها، وإلا سببت الإمساك.

وفي حال لم تنفع هذه التدابير، اطلب من الطبيب أن يصف لك ملينا أو مسهلا. وثمة عدة أنواع منها:

الملينات
وهي من أخف أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج الإمساك، وتباع بأشكال غير موصوفة وتحت أسماء متعددة منها، Colace، Correctol Stool Softener وSurfak. ولا يجب استعمال الزيت المعدني لتليين البراز إذ من شأنه أن يمنع امتصاص الفيتامينات الأساسية.

الملينات الملحيّة
وهي تشمل المستحضر غير الموصوف Phillips’ Milk of Magnesia، الذي يعمل على زيادة الماء في البراز.

المسهلات المحرضة
وهي الأقوى مفعولا ولا يجب اللجوء إليها إلا بعد فشل وسائل العلاج الأخرى في دفع البراز على الخروج. وهي تتوفر في مستحضرات غير موصوفة تحت عدة أسماء منها، DulcolaxK، Ex-Lax وSenokot.

إجابات على تساؤلاتك

كم من الوقت سيكون عليّ ارتداء الملابس الداخلية الممتصة بعد العلاج؟

تختلف المدة من حالة إلى أخرى، وهي تتراوح بين شهر إلى أربعة شهور لدى كثيرين.

ما الفرق بين العنانة والخلل الوظيفي الانتصابي؟

غالبا ما يستعمل التعبيران لوصف حالة واحدة، إلا أنهما ليسا متشابهين تماما. فالعنانة أو العجز الجنسي تعني بأن القضيب عاجز عن الانتصاب أو البقاء منتصبا إلى حين انتهاء الجماع. أما الخلل الوظيفي الانتصابي فيشتمل على ظواهر أخرى شاذة في عملية الانتصاب كتواصل الانتصاب أو تقوسه بشكل غير طبيعي.

إذا كان انتصاب القضيب جيدا قبل العلاج، هل يزيد ذلك من احتمال تمكني من إحداث انتصابات طبيعية في ما بعد؟

نعم، فالرجال الأكثر شبابا وعافية والذين كان الانتصاب يتم لديهم بشكل قوي قبل العلاج مرشحون لأن تستمر عمليات الانتصاب لديهم على طبيعتها بعد العلاج أكثر من الرجال الأكبر سنا أو الذين يعانون مسبقا من مشاكل انتصابية.

اسأل طبيب مجاناً استشارات طبية مجانية