التصنيفات
جهاز المناعة

تقوية جهاز المناعة | تعزيز الجهاز المناعي

لا يمكنك أن تعيش مستمتعاً بالشباب والحيوية لفترة أطول دون جهاز مناعي قوي؛ إنه جيشك الخاص الذي يصد غزوات الكائنات الغريبة التي يمكن أن تصيبك بالأمراض.
إليك الوسيلة التي يمكنك بها الحفاظ على كفاءة أداء جيشك والمساعدة على الحيلولة دون الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
جيوش من الجراثيم (البكتريا، والفيروسات، والطفيليات، والفطريات) تحاول أن تغزو جسدك كل يوم. فبالنسبة للجراثيم، أنت فرصة ممتازة؛ مسكن هادئ يكفل لها الدفء، والأمان، والغذاء.
ومن حسن الحظ أن الجسم يحتوي على نظام دفاعي عالي الكفاءة لصد هذه الجراثيم. يوجد بداخل جسدك جيش من كرات الدم البيضاء الكاسحة التي تجوب الجسم طوال الوقت بحثاً عن أي أجسام غريبة. وإذا عثرت إحدى كرات الدم على أي من هذه الأجسام المتطفلة، فإنها تنقلها على الفور إلى أقرب غدة من الغدد اللمفية (التي تقع في الرقبة، والإبط، وأصل الفخذ)، وتدمرها قبل أن تسنح لها حتى الفرصة لرفع الراية البيضاء (يمكنك أن تستشعر حدوث عملية التصفية القاسية تلك عندما تتضخم غددك اللمفاوية).

إن الجسم السليم الذي يمتلك جهازاً مناعياً على درجة عالية من الكفاءة يقضي يومياً على الكائنات الحية الخطرة ومسببات السرطان. بل إن هناك اعتقاداً بأن الخلايا السرطانية تنمو ويتم تدميرها بفعل الجهاز المناعي بشكل منتظم. وليس من العجيب أن دراسة حديثة أجريت على الأشخاص الذين تجاوز عمرهم المائة عام كشفت عن وجود قاسم مشترك بينهم جميعاً، ألا وهو الجهاز المناعي الصحي.
وينبع الخطر عندما يضعف الجهاز المناعي وتظل الأجسام الغريبة غير مكتشفة فتشرع في التكاثر. بعض الفيروسات مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة تتمتع بقوة هائلة لدرجة أنها تقهر دفاعات الجسم ببساطة. ولكن، في أغلب الأحيان نجد أن هناك ثلاثة عوامل أساسية تؤدي إلى ارتباطات ضعيفة في دفاعاتك الداخلية؛ نظام غذائي سيئ (فالجيش يعيش على ما يقتات عليه على كل حال)، والبيئة التي نعيش فيها (التي تمثل تحدياً عنيفاً وغير طبيعي لدفاعاتك بسبب التدخين، أو حمامات الشمس، أو استنشاق الأدخنة السامة)، والصحة النفسية؛ التعرض للضغوط بشكل منتظم.

أنت ما تأكله

يعمل جهازك المناعي بأفضل كفاءة ممكنة عندما تمده دائماً بتشكيلة عريضة من المواد الغذائية الدقيقة مثل الفيتامينات والمعادن. ولكن حتى الأشخاص الذين يتناولون وجبات متوازنة كثيراً ما يعانون من حالات نقص مناعة تعللها نظريتان. لقد صممت أجسادنا لعيش حياة مفعمة بالنشاط والحركة، والصيد، والهروب من الحيوانات المفترسة، واستهلاك 3000-4000 سعر حراري يومياً. أما الآن فنمط حياتنا ينأى بنا عن النشاط والحركة في المقام الأول، ونحتاج ما يقرب من 2000 سعر حراري يومياً فقط، وقد لا يمكننا تناول ما يكفي من الأطعمة التي تحتوي على التشكيلة الكاملة من المواد المغذية الدقيقة التي نحتاج إليها. والنظرية الثانية مفادها أن الطرق الزراعية المكثفة في العصر الحالي أهلكت تربتنا واستنفدت منها المعادن الأساسية (مثل السيلينيوم)، فيما استنفدت أساليب معالجة الأغذية التي نتبعها المواد الغذائية الدقيقة بقدر أكبر. ولقد أصبحنا نعرف الآن أن قطاعاً كبيراً من الناس لا يحصلون على ما يكفي من فيتامينات أ، د، ب12؛ وحمض الفوليك، والريبوفلافين، والحديد، والماغنسيوم، والزنك، والنحاس، وزيوت أوميجا 3. علاوة على ذلك، يعتقد علماء التغذية أننا أكثر عرضة لمعاناة النقص كلما كبرنا في السن لأن الجهاز الهضمي تقل فعاليته فيما يتعلق بامتصاص المواد الغذائية الدقيقة من الأطعمة التي نتناولها.
لذا، فإن تعزيز جهازك المناعي يبدأ بتناول مكملات الفيتامينات المتعددة والمعادن يومياً. بالمناسبة، إن شراء عبوة الحبوب فحسب والاحتفاظ بها في درج المطبخ لا يجدي! إنك في حاجة إلى زيادة ما تتعاطاه يومياً من المواد الغذائية الدقيقة (لذا فإن مدة صلاحية الزجاجة تمتد بحسب ما هو موضح على الملصق الخاص بها؛ 30، أو 60، أو 90 يوماً، وليس العام بطوله). هذه معلومة مفيدة حقاً: فقد أجريت دراسة أمريكية على مجموعة من كبار السن الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي. وبعد أن تناولوا مكملات غذائية يومية صارت لديهم أجهزة مناعية ذات كفاءة عالية في غضون عام واحد.

انتبه لبيئتك

يمتلك جسدك جيشاً نظامياً خلق لمحاربة ودرء الغزاة يومياً، وعلاوة على ذلك فهو يمتلك قوة خاصة تسمى الخلايا التائية T-cells يحتفظ بها كمخزون يوظف في الظروف الاستثنائية. ولكن، إذا سمحت للغزاة بالهجوم على جسمك بشكل منتظم، تضعف فعالية هذه القوات الخاصة لا محالة مما يسمح بتكاثر الجراثيم المسببة للأمراض. وبينما لا يسعك السيطرة على هذا العدد الكبير من البكتريا والفيروسات التي تهاجم جهازك المناعي يومياً، نجد أن لديك كل السيطرة على الغزاة السامين الإضافيين مثل أدخنة السجائر (سواء عبر التدخين المباشر أو غير المباشر)، وعلى التلوث البيئي بقدر أقل.
عامل العقل/الجسم

إن المعاناة من الضغوط بشكل منتظم أشبه بتقديم دعوة شخصية للغزاة الغرباء للتسلل عبر الثغرات التي تتسبب فيها هذه الضغوط في دفاعاتك. إن عدداً كبيراً من الهرمونات التي يتم إفرازها أثناء استجابة القتال أو الفرار لجسمك -كيفية استجابته للضغوط- هي في واقع الأمر مثبطات مناعية تقوم بإبطاء الآليات الطبيعية لمكافحة الأمراض. ألم تلحظ قط كيف أنك أكثر عرضة للإصابة بالبرد عندما تشعر بأنك واقع تحت الضغوط؟ الأمر ليس محض خيال. أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد إذا سبق لهم أن عانوا من حدث مؤسف في حياتهم خلال السنة الماضية. ولقد وجد أيضاً أن فعالية مصل مرض الالتهاب الرئوي تتقلص في حال كان من يتناوله واقعاً تحت الضغوط.

التدليك المنتظم لا يقلل الضغوط والتوترات فحسب، ولكنه أيضاً يعزز ويقوي الجهاز المناعي بواسطة زيادة مستويات الخلايا المقاومة للأمراض.

ألا تجد شخصاً يقوم بعملية تدليك لك؟ أو ليس لديك الوقت أو المال للاستعانة بخبير في هذا المجال؟ لا توجد مشكلة، أحضر كرة تنس، ومل بمحاذاة الحائط وضع الكرة بينك وبين الحائط واجعلها تتحرك على ظهرك وكتفيك.
جرب هذا؛ ستدمن القيام به.

إنني أذهب إلى عملي بالدراجة وأقطع طريقاً مزدحماً بعض الشيء؛ هل قيادة السيارة أفضل لجهازي المناعي من ركوب الدراجات؟

لا، العكس هو الصحيح في واقع الأمر. فأكثر المناطق تأثراً بالتلوث هي الطرق التي تمر بها السيارات. وتقل معدلات التلوث بشكل هائل على جانب الطريق حيث الجزء المخصص لراكبي الدراجات والمشاة. لذا، ينصح بمواصلة ركوب الدراجات.

ما أسهل وسيلة يمكنني بها أن أعرف ما إذا كان جهازي المناعي في حاجة إلى دفعة أم لا؟

من المؤشرات الجيدة على سلامة جهازك المناعي صمودك أمام الأمراض الطفيفة. هل تصاب بأكثر من نزلتي برد في العام الواحد؟ هل تلتئم جراحك ببطء؟ إن صح هذا، يجب عليك البدء في تعزيز وتقوية جهازك المناعي على الفور.

 

 

اسأل طبيب مجاناً