التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

النوبات التشنجية لدى الأطفال

قد ينتابنا الذعر عند مشاهدة طفل يعاني من تشنج أو نوبة تشنجية، من المهم في تلك الحالة أن نحافظ على هدوئنا، وأن ندرك أن الطفل -في معظم الأحوال- لا يعاني من ضرر حقيقي. ضع الطفل في موضع يساعده على ألا يؤذي نفسه، كأن تضعه مثلا فوق سجادة، بعيدا عن أي قطعة أثاث، ويجب أن تضعه على جانبه حتى يخرج اللعاب من فمه ولا يبتلع لسانه فينغلق مجرى الهواء، ولا يتحسس حلقه.

نوبات تشنجية واضحة وغير واضحة

في بعض الأحيان نلاحظ أن الطفل يمر بنوبة تشنجية. في هذا الوقت يفقد الطفل وعيه، ويغمى عليه، وتبرق عيناه لأعلى، ويتيبس جسده بالكامل، ثم ينتفض بعنف. بالإضافة إلى ذلك، فقد يزبد فمه ويتمتم بأصوات مزعجة، وقد يتبول لا إراديا، أو يعض على لسانه. وبعد مرور عدة دقائق يسترخي جسده إلا أنه يظل ناعسا أو مشوشا لعدة دقائق -أو حتى ساعات- قبل العودة إلى حالته الطبيعية. وتوصف هذه النوبات الشديدة بأنها «معممة»،

حيث ترتبط مناطق كبيرة بالمخ بهذه النوبة، وبأنها نوبات «توترية-رمعية»؛ لأن الجسم يتيبس في البداية ثم ينتفض. والجدير بالذكر أن المصطلح القديم «نوبات الصرع الأكبر» ما زال مستخدما.

وهناك أنواع أخرى من النوبات أقل وضوحا، فقد يحملق الطفل فجأة إلى جانب واحد، أو يقوم بمط شفتيه، أو بحركات أخرى أثناء ركوبه الدراجة. وفي كثير من الأحيان يأتي هذا النوع من النوبات التشنجية عقب إصابة بالمخ؛ فمثلا، استيقظ ولد، يتراوح عمره ما بين الخامسة والثامنة، من نومه فشعر بانتفاض بأحد جانبي وجهه أو جسده، وبعد مرور دقيقتين أصبح على ما يرام. ويختفي هذا النوع من النوبات التشنجية قبل أن يبدأ الطفل المرحلة الثامنة، ولا تتكرر مرة أخرى.

وهناك نوع آخر من النوبات، فعلى سبيل المثال؛ حملقت طفلة، تبلغ العامين من عمرها، فجأة إلى الأمام دون إبداء أي تعبير، ولم تستجب لاسمها أو لمسها، وبعد مرور من خمس إلى عشر ثوان، واصلت ما كانت تفعله مرة أخرى دون حتى ملاحظة هذا التوقف. وهذا النوع من النوبات التشنجية قد يحدث بشكل متكرر على مدار اليوم، حيث تتداخل بما يقوم به الطفل، ربما لأن الطفل يبدو كما لو كان غائبا للحظة، وتسمى هذه النوبات ب«نوبات الغياب»، ويستجيب هذا النوع من النوبات إلى العلاج تماما، ومع ذلك يقوم طفل آخر بتنفيذ مجموعة من الحركات -كالتجول أو حركة اليدين بطريقة معينة- غير مدرك لهذه الحركات. وهذا شكل آخر من أشكال النوبات.

وبشكل عام فإن تغييرا مفاجئا يطرأ على سلوك الطفل أو وعيه «يمكن» أن يكون نوبة تشنجية، وفي حالة شكك بهذا الأمر، عليك باستشارة الطبيب.

متى تصبح النوبة التشنجية صرعا؟

يطلق مصطلح «الصرع» على النوبات التشنجية المتكررة في حالة غياب الحمى (ارتفاع درجة الحرارة) أو أي سبب واضح.

وبناء على نوع النوبة التشنجية وعمر الطفل ونتائج الفحص البدني والعصبي والتحاليل المتنوعة، يتمكن طبيب الأعصاب من تشخيص متلازمة الصرع؛ وبالتالي يتحدد العلاج بناء على هذا التشخيص، ويحصل على بعض المعلومات في هذا الشأن.

في الواقع، يعتبر الصرع مشكلة مزعجة بالنسبة للأطفال والآباء أكثر من أي مرض مزمن آخر؛ فالجهل والخوف يشكلان عقبة كبيرة، ومن خلال المعرفة يتسنى للأطفال والآباء معا السيطرة على الأمر والحصول على قدر من الراحة، فالأشخاص الذين يعانون من الصرع يمكنهم العيش؛ بل ويعيشون فعلا، حياة غنية ومليئة بالأحداث.

أسباب النوبات التشنجية

تفرغ الخلايا العصبية باستمرار هزات كهربية متناهية الصغر، وعندما تنطلق آلاف -بل ملايين- الهزات مرة واحدة، تتدفق موجة كهربية هائلة عبر المخ؛ مما يؤدي إلى حدوث تغيرات في السلوك والوعي؛ الأمر الذي يؤدي إلى حدوث نوبة تشنجية. وما يحدث أثناء إصابة المريض بنوبة مرضية يتوقف على المنطقة التي تأثرت بهذا التفريغ الكهربي غير العادي. وفي بعض الأحيان، قد نكتشف السبب الكامن وراء هذا النشاط الكهربي -مثل: وجود منطقة مصابة بالمخ، أو جين معين- ومع ذلك قد لا نستطيع تحديد الألم في كثير من الأحيان.

النوبات التشنجية المصاحبة لارتفاع درجة الحرارة

إن السبب الشائع وراء حدوث النوبات التشنجية لدى الأطفال الصغار هي الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة. فطفل واحد من بين خمسة وعشرين طفلا ينتمي للفئة العمرية بين ثلاثة أشهر حتى خمس سنوات قد يصاب بنوبة توترية- رمعية صغيرة أثناء إصابته بالحمى. والجدير بالذكر أن هؤلاء الأطفال طبيعيون ولا يعانون من أي مرض (فيما عدا العدوى التي سببت لهم الحمى)، ويبدو أن هذه النوبات ليس لها تأثير طويل المدى.

علاوة على ذلك، فإن ثلث الأطفال –تقريبا- قد يصابون بنوبة تشنجية ثانية مصحوبة بالحمى، إلا أنهم يتعافون منها تماما على المدى البعيد. وبجانب ذلك فإن واحدا من كل عشرين طفلا ممن أصيبوا بنوبة تشنجية مصاحبة لارتفاع درجة الحرارة قد عانى من الصرع فيما بعد.

وفي كثير من الأحيان يعاني الطفل من نوبة حموية في بداية إصابته بمرض ما مثل: البرد، أو التهاب الحلق، أو الإنفلونزا. وعلى ما يبدو فإن الارتفاع المفاجئ بدرجة متى يتعين عليك الشعور بالقلق؟ إن أي ألم بالمفصل المصاحب للحمى قد يكون نتيجة عدوى بالمفصل، وهي حالة طارئة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العرج مجهول السبب يحتاج أيضا إلى تشخيص الطبيب على الفور؛ لأنه قد يكون أحد أعراض مرض خطير. والجدير بالذكر أن الحكة المستمرة بأحد المفاصل أو تورمه قد تكون نتيجة الإصابة بالتهاب المفاصل الذي له عدة صور مختلفة بعضها خطير وبعضها غير خطير، إلا أنها جميعا تتطلب علاجا طبيا.

اسأل طبيب مجاناً