التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الخوف الشديد والأحلام المزعجة يؤرقان نوم الاطفال المعانين من التبول اللاارادي

 سوف نستعرض اليوم موضوعاً يهم ويزعج نسبة كبيرة من الآباء والأمهات الاوهو
التبول اللاارادي عند الأطفال..اولاً سوف نتعرف معاً على الجهاز البولي الذي هو أحد
أجهزة الجسم المهمة والمسؤولة عن اخراج الماء والاملاح الزائدة عن حاجة الجسم.
ويتكون هذا الجهاز من الكليتين – الحالبين والمثانة، والكليتان هما المسؤولان عن
تنقية الدم من الماء والأملاح وهما على شكل حبة الفاصوليا أو اللوبيا ويقعا على
جانبي العمود الفقري في الجزء الأسفل من البطن وترتبط الكلى بالمثانة عن طريق
الحالبين، والمثانة تقع في منطقة الحوض وهي على شكل بلوني يتكون من الجسم ومجرى
البول.

ويوجد بالمثانة عضلات متصلة بالجهاز العصبي وهو الذي يتحكم في عملية التبول.

اثبتت الدراسات أن الطفل الرضيع يتبول يومياً من 15 -20 مرة ويبدأ بالتدريب على
استعمال التواليت بعمر مابين 2 – 4 سنوات وللمحافظة على تدريب المثانة وجعلها ناضجة
(واعية) يجب أن تحدث تلك الخطوات:

1 – الشعور بامتلاء المثانة.

2 – النمو الطبيعي للمثانة.

3 – حماس الطفل ليبقى جافاً.

وعادة يتم ضبط البول عند الاناث قبل الذكور وضبط المعصرة الشرجية قبل المعصرة
البولية بعمر 5 سنوات وتكون النسبة أثناء النهار 90 – 95٪ وتكون النسبة من 80 – 85٪
أثناء الليل.

والسؤال الذي يطرح نفسه متى تكون المثانة قادرة على القيام بوظيفتها الطبيعية؟..

تكون المثانة قادرة على القيام بوظيفتها الطبيعية عندما يكون عمر الطفل بين 2 – 5
سنوات يجف معظم الأطفال أثناء النهار عند عمر عامين ونصف العام وفي الليل عند عمر
ثلاث سنوات ونصف السنة.

والتبول اللاارادي نوعان:

اولاً: التبول اللاارادي الليلي وهو الأكثر شيوعاً.

ثانياً: التبول اللاارادي النهاري، فالتبول اللاارادي الليلي هو عبارة عن التبول
اللاارادي أثناء النوم، وهذه الحالة تمثل حوالي 10 – 15٪ من الأطفال الذين قد
تجاوزوا الخمس سنوات وهذا هو العمر المتوقع لضبط التبول.

وهذه الظاهرة لها أسباب، فالاسباب نوعان: اسباب أولية، وأسباب ثانوية.

فمعنى سبب اولي: أي انه لم يحدث ضبط لعملية التبول أبداً عند الطفل ويمثل السبب
الاولي حوالي 75٪ من التبول اللاارادي.

أما ما يعرف بالسبب الثانوي.. فهو أن الطفل يبقى جافاً أثناء الليل لفترة تزيد عن 6
شهور ثم يعود مرة اخرى للتبول أثناء النوم (الليل) وهو يمثل 25٪ من هذه الظاهرة.

أما الاسباب فهي عديدة ومنها:

1 – العامل الوراثي: بمعنى انه إذا كان أحد الابوين كان يعاني في صغره من تلك
المشكلة فيكون احتمال خطر الاصابة لكل طفل حوالي 44٪ أما إذا كان كلا الابوين قد
عان من تلك المشكلة في الصغر فيكون خطر الاصابة لكل طفل حوالي 77٪.

وأيضاً وجود قصة ايجابية للتبول اللاارادي تصيب 20٪ من الأطفال عند عمر 5 سنوات وفي
كل سنة يختفي التبول اللاارادي عفوياً بمعنى انه لا يحتاج إلى علاج بنسبة 15٪.

2 – تأخر نمو آليات القشرة المسؤولة عن ضبط التبول اللاارادي.

3 – سعة المثانة: هناك بعض الدراسات والتي أثبتت أن الطفل الذي يعاني من التبول
اللاارادي تكون سعة المثانة بالنسبة لكمية البول عنده قليلة وقد أثبتت أيضاً
الدراسات نجاح بعض العقاقير والتي تؤدي إلى زيادة سعة المثانة.

4 – اضطرابات النوم: الأطفال المصابون بالتبول اللاارادي لديهم اضطرابات في مرحلة
النوم العميق.

عموماً كل الأطفال يصعب ايقاظهم في الثلث الاول من الليل بينما يسهل ايقاظهم في
الثلث الأخير من الليل لكن الأطفال المصابين بالتبول اللاارادي يكون ايقاظهم أصعب
من الأطفال الطبيعيين ومعظم آباء هؤلاء الأطفال يشتكون من أن الطفل ينام بعمق شديد
ولا يشعر حتى عندما يتبول وأثبتت احدى الدراسات أن هؤلاء الأطفال الذين يعانون من
التبول اللاارادي انه لا ينامون بعمق بل أيضاً أن الخوف الشديد أثناء النوم
والأحلام المزعجة لا توقظهم من النوم.

5 – نقص الهرمون المضاد لإدرار البول (ء.أعراض التبول اللاارادي

1 – ابتلال السرير (الفراش) أثناء النوم.

2 – وجود كميات صغيرة من البول في الفراش وفي هذه الحالة غالباً ما يكون السبب
ثانوياً.

أما الاعراض في الأطفال الأكبر سناً فترجع إلى الحالة النفسية السيئة للطفل والنجاح
في العلاج يؤدي إلى زيادة السعادة والثقة بالنفس والترابط العميق بين الطفل
ووالديه.

طرق التشخيص

1 – القصة المرضية: وهي مهمة جداً حيث انها تفيد بنسبة كبيرة في التشخيص والعلاج.

2 – عمل الفحوصات المخبرية مثل تحليل البول والمزرعة البولية وصورة الدم وأملاح
الدم والتي توضح نوع الجرثومة التي أدت إلى التهاب مجرى البول والذي ترتب عليه
عملية التبول اللاارادي.

3 – الأشعة التلفزيونية الصوتية للبطن والمثانة لمعرفة ما إذا كان هناك بعض العيوب
الخلقية أو الالتهابات المزمنة بالمثانة.

العلاج

اولاً: التأكيد على أهل الطفل أن الحالة محددة لذا يجب تجنب أسلوب العقاب والتوبيخ
والذي قد ينتج عنه تدهور الحالة المرضية وعدم استجابة الطفل للعلاج.

2 – شرح الحالة المرضية للآباء والأمهات من قبل الطبيب والتأكيد على أن الطفل دون
سن الخامسة من العمر لا يحتاج إلى أشياء خاصة وعقاقير طبية.

3 – الاقلال من تناول كميات من السوائل قبل النوم وخصوصاً المشروبات المدرة للبول.

4 – يجب على الطفل الذهاب إلى دورة المياه قبل النوم مباشرة.

5 – محاولة ايقاظ الطفل بعد حوالي 4 ساعات من النوم للذهاب إلى دورة المياه للتبول.

6 – اتباع نظام التحفيز للطفل عن طريق اعطائه هدية أو بوضع نجمة له في جدول
المعالجة وهذه الطريقة أيضاً لها أسلوب فعال من حيث رفع الحالة النفسية والمعنوية
للطفل.

7 – العلاج باستخدام جهاز الانذار السمعي والجهاز يعطي انذاراً صوتياً عندما يبدأ
الطفل في التبول ونسبة نجاح هذه الطريقة من 30 – 60٪ وينصح باستعمال هذا الجهاز
لعدة أشهر.

8 – العلاج باستخدام العقاقير الطبية مثل (ومن الاسباب أيضاً التي أدت إلى انخفاض
الاصابة بالتبول اللاارادي هو انتشار المراكز الخاصة بعلاج أمراض الكلى وأمراض
الجهاز البولي ووجود المختبرات الحديثة وتوفر العقاقير الطبية المناسبة مع تمنياتي
بدوام الصحة والعافية.

د. عماد الدين فؤاد

اخصائي كلى الأطفال –

مجمع الرياض الطبي

اسأل طبيب مجاناً