التصنيفات
الكلى والمسالك البولية

سلس البول: وسائل طبيعية للسيطرة

تناول دواء، اخضع للجراحة، أو استعمل حفاضا للبالغين. تلك هي الخيارات الثلاثة التي يقدمها معظم الأطباء عندما يعالجون شخصا يعاني من سلس البول، أو تسرب البول اللاإرادي. ولكن بعض خبراء الطب البديل يرون أن هذه العلاجات لا يجب اللجوء إليها إلا بعد فشل الوسائل الأخرى، وليس كعلاجات معتمدة. ووفقا لتقديراتهم فإن ما يتراوح بين 80 و90 بالمئة من مرضى سلس البول، ومعظمهم من النساء، يجدون فائدة في علاجات آمنة وأقل إزعاجا.

فللدواء آثاره الجانبية المحتملة، بينما تشتمل الجراحة على مخاطر عدة. ولا تمثل الفوطة الممتصة حلا في الواقع.

إذا، وقبل اللجوء إلى هذه التدابير، على معظم الناس أن يجربوا الوسائل السلوكية والغذائية لحل المشكلة، كما تقول جينفياف م. ميسيك، دكتورة في الطب، طبيبة في كولومبوس، أوهايو، متخصصة في سلس البول وخلل وظيفة قاع الحوض. وفقط في حال فشل الوسائل الطبيعية، على المريض أن يبحث عن حلول أخرى.

دليل العناية الطبية

حوالى نصف الأشخاص الذين يعانون من سلس البول فقط يقصدون العناية الطبية، كما تشير جينفياف م. ميسيك، دكتورة في الطب، طبيبة في كولومبوس، أوهايو، متخصصة في سلس البول وخلل وظيفة قاع الحوض. ويلجأ كثير منهم إلى استعمال الحفاضات لأن الإعلانات التلفزيونية أقنعتهم بأن سلس البول هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة وأن استعمال الحفاضات هو وسيلة منطقية للسيطرة على المشكلة.

ولكن في كثير من الحالات، وباستعمال العلاج المناسب، يمكن السيطرة على سلس البول أو حتى حل المشكلة، مما ينفي الحاجة إلى الحفاضات، كما تؤكد د. ميسيك. وأفضل مكان لهذا العلاج هو برأيها مركز مخصص للعناية بحالات سلس البول.

وفي البداية يقوم الجراح أو الطبيب النسائي أو طبيب الجهاز البولي في المركز باستبعاد المشاكل التي تحتاج إلى الجراحة. بعد ذلك يقدم لك نصائح وإرشادات غذائية. كما يعطيك تعليمات بخصوص تقنيات سلوكية كتلك الموصوفة في هذا الفصل. وستحصل أيضا على مشورة لمساعدتك على التعامل مع التحديات النفسية والحياتية الناتجة عن سلس البول. والأهم من ذلك برأي د. ميسيك أن برنامج سلس البول يوضع للمريض بشكل فردي، وما من حل واحد يناسب جميع الحالات.

الكافيين: انقطع عنه لتخفيف التهيج

“الكافيين هو مهيج يجعل المثانة أكثر قابلية على التشنج “، كما تشرح د. ميسيك. أضف إلى أنه مدر للبول، ما يعني أنه يدفع الجسم على إنتاج مزيد من البول. “ويؤدي هذان العاملان إلى تفاقم سلس البول”، كما تقول.

وتضيف دايان كاشاك نيومان، ممرضة تعمل مع البالغين في فيلادلفيا، أن الكافيين لا يوجد في الكولا والشاي والقهوة فحسب، بل وفي الشوكولاته أيضا وفي بعض العقاقير غير الموصوفة، مثل إكسدرين Excedrin، أناسين Anacin، وميدول Midol.

وتنصح نيومان قائلة: “إن اشتبهت بأن استهلاك الكافيين يسبب لك مشاكل في المثانة، خفف مأخوذك منه تدريجيا وراقب أي تحسن في الأعراض”.

الكحول: يساعد الإقلاع عنه على مكافحة سلس البول

تسيطر عضلات قاع الحوض على عملية انفتاح وانغلاق الإحليل، وهو الأنبوب الذي يغادر عبره البول المثانة. ويعتبر ضعف عضلات قاع الحوض واحدا من أبرز أسباب سلس البول لدى النساء. ويساعد الكحول على إضعاف هذه العضلات بشكل أكبر، وبما أنه يملك هو أيضا مفعولا مدرا للبول، تضطر العضلات الضعيفة إلى حمل كمية زائدة من البول.

الأسبارتام ASPARTAME: حلوه مرّ على المثانة

وتقول نيومان: “من شأن المحليات الاصطناعية المحتوية على الأسبارتام أن تهيج المثانة. وقد لاحظت من خلال تجربتي بأنها سبب شائع لخلل وظيفة المثانة وإلحاحية التبول أو تكراره وسلس البول”

وتضيف: “كانت لدي مريضة أجرت جراحة واستعملت أدوية، من دون فائدة. ولكن عندما توقفت عن استعمال الأسبارتام، توقف سلس البول لديها”.

الماء: كلما أكثرت منه كان أفضل

يحاول مرضى سلس البول السيطرة على مشكلتهم بالتخفيف من شرب الماء. فبنظرهم، كلما قل استهلاك الماء، قل التبول، وخف بالتالي خطر وقوع حادث محرج. ولكن لنيومان رأي مخالف. فالتخفيف من شرب الماء ينتج بولا أكثر تركزا، مما يهيج المثانة. وهذا ما يزيد بدوره من مرات التبول ومن خطر التعرض للإحراج.

لذا، فهي توصي بتناول 8 أكواب سعة الكوب 227 سم3 من الماء في اليوم. ولكن اشربها بشكل متقطع خلال النهار عوضا عن تناول كمية كبيرة دفعة واحدة. فهذا يساعد على منع الشعور الملح بالرغبة في التبول، كما تقول نيومان.

وتضيف بأن الوقت الوحيد الذي ينصح بعدم الإكثار فيه من شرب الماء هو مساء. وتقترح بالتالي عدم شرب أية سوائل لمدة 3 ساعات على الأقل قبل النوم. بهذه الطريقة، يقل احتمال استيقاظك ليلا للتبول.

تمارين كيجيل: قم بها بطريقة صحيحة

عضلات قاع الحوض هي أشبه بحمالة ترفع المثانة والإحليل. وتقوية تلك العضلات تتيح للنساء اللواتي يعانين من سلس البول (أو الرجال الذين بدأوا يعانون منه عقب جراحة للبروستات) بإبقاء البول في المثانة إلى أن يقرروا إخراجه.

“سيقول لك بعض المختصين بالصحة بأن التمارين المستعملة لتقوية عضلات قاع الحوض (المعروفة باسم تمارين كيغيل، وهو الطبيب النسائي الذي اكتشفها في الأربعينيات من القرن الماضي) غير نافعة”، كما تشير كاثرين بورجيو، دكتورة في الفلسفة، مديرة برنامج السيطرة على سلس البول في جامعة ألاباما في برمينغهام. ولكنها ترجع السبب إلى كون التمارين لا تعلّم أحيانا بطريقة صحيحة. ولكن لو نفذت هذه التمارين كما يجب، فإنها تنجح مع معظم من يستعملونها.

والواقع أنك قد تلاحظ تقدما ملحوظا بعد 8 أسابيع، كما تؤكد د. بورجيو. وإليك طريقة القيام بها بطريقة صحيحة.

عليك أن تعرف أولا أين تقع تلك العضلات. يمكنك تحديد موقعها عبر إيقاف جريان البول أو إبطائه في المرة القادمة التي تدخل فيها الحمام، كما تقول د. بورجيو. فالعضلات التي تستعملها لذلك هي عضلات قاع الحوض. والطريقة الثانية لتحديد مكانها هي بشد نفس العضلات التي تستعملها لمنع الريح من الخروج حين تكون في مكان عام. ويمكن للنساء إيجادها أيضا عبر شد عضلاتهن المهبلية.

قم عدة مرات في اليوم بشد تلك العضلات وأمسك الانقباض لعشر ثوان، كما تقول د. بورجيو. في البداية قد لا تتمكن من إمساك عضلاتك كل هذه الفترة، ولكن لا تقلق. ابدأ أولا لثلاث ثوان، ثم أرخ العضلات. ومع الوقت، أطل المدة تدريجيا إلى عشر ثوان.

وتشير د. بورجيو إلى أن بعض الأشخاص يميلون إلى تقليص عضلات بطونهم خطأ. ولكن التنفس بشكل طبيعي ومنتظم أثناء ممارسة تمارين كيغيل يساعد على إبقاء عضلات البطن مسترخية. ويمكنك أيضا وضع يدك على بطنك للتأكد من أنك لا تقلص عضلاتك في هذه المنطقة، كما تضيف.

وتقول نيومان أنه عند ممارسة تمارين كيغيل بشكل صحيح ستشعر المرأة بشيء يرتفع في منطقة المهبل أو ينسحب في المستقيم.

ولتقوية العضلات، عليك القيام بتمارين كيغيل 45 مرة في اليوم. ويستحسن القيام بها 15 مرة متوالية ثلاث مرات في اليوم.

غير أن الناس “كثيرا ما ينسون ممارستها”، استنادا إلى د. بورجيو. والطريقة الأفضل لتذكرها هي باختيار عدد من الأعمال التي تقوم بها يوميا، كالاستحمام أو تنظيف الأسنان أو تناول وجبة، وممارسة التمارين أثناءها.

وحتى ولو شعرت بأن التمارين تلهيك عن عملك، استمر بممارستها. “سيكون عليك التركيز قليلا في البداية، ولكنها ستتحول إلى عادة مع الوقت وستبدأ بالقيام بها آليا”. كما تشير د. بورجيو.

استراتيجية إلحاحية التبول: لاستعادة السيطرة

تخيل بأنك تشعر بحاجة ملحة جدا للتبول. إنه شعور لا يمكنك تجاهله. وحين تحس به، تهرع إلى الحمام خوفا من حدوث سلس في البول، ما يعني خروجه قبل وصولك إلى الحمام.

وغالبا ما يجد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بأن حالات إلحاحية التبول تطرأ بتواتر متزايد، وسرعان ما يشعرون بأن مثانتهم تسيطر على حياتهم. والأسوأ أن الإسراع يهز المثانة ويزيد من ضغط البطن، مما قد يدفع البول إلى الخارج.

ولكن، حان الوقت لاسترجاعك السيطرة على حياتك، وذلك مع “استراتيجية إلحاحية التبول”. وإليك ما ينصح به د. بورجيو.

1.  عندما تشعر بالاضطرار إلى التبول، توقف عما تقوم به وابق ساكنا. اجلس إن أمكنك أو قف بهدوء.

2.  ابق ساكنا. فحين تتجنب الحركة يسهل عليك السيطرة على مثانتك.

3.  شد عضلات قاع الحوض بسرعة عدة مرات، ولكن لا ترخها بالكامل بين الانقباضات.

4.  أرخ بقية جسدك. خذ بضعة أنفاس عميقة ودع توترك يتلاشى. وركز على كبت حاجتك الملحة.

5.  انتظر زوال تلك الحاجة.

6.  توجه عندئذ إلى الحمام بمشية عادية، ولا تسرع. وتابع شد عضلات قاع الحوض بسرعة أثناء المشي.

إن اتبعت هذه الطريقة في كل مرة تشعر فيها بالحاجة الملحة للتبول، “سيكون حظك أكبر في منع تسرب البول أثناء ذهابك إلى الحمام”.