التصنيفات
طب نفسي | علم النفس

حفلات وأماكن أخرى مخيفة للخجول

إن ذكر كلمة ” حفلة ” يفزع قلوب الخجولين الذين هم في طريقهم للشفاء. ادعهم إلى حفلة لا يعرفون فيها أحداً، وسوف يصيبهم ذلك بالغثيان، الابتسام، التعرف على الناس، إجراء محادثات صغيرة، والمغازلة…

أيها الخجول… انتظر قليلاً، عد ولا تخف. قم بمضاد الخجل التالى، وأعدك بأنك قريباً سوف تتطلع إلى حضور الحفلات بجميع أشكالها.

الوصول إلى الحفلات الكبيرة

بالرغم من التطورات الاجتماعية التى أحرزتها مع المسافرين على متن الطائرة، إلا أن كلمة حفلة كانت لاتزال تمثل كابوساً حياً بالنسبة لى، وكمضيفة طيران كان لدىَّ دور مهم : أشياء علىّ أن أقوم بها، ومنها التواجد في بعض الحفلات، ومع ذلك فإن كل ما كان يربكنى، ويجعلنى أرتجف وأتصبب عرقاً في وقت واحد يمكن تلخيصه في كلمة واحدة حفلات.

لكن ما لا تعرفه هو أننى أكثر إنسانة خجولة نطقت بكلمات مثل : ” قم بتثبيت حزام مقعدك “. انتهى بى الحال في مبنى لحفلات لا تتوقف. كان المبنى قريباً من المطار تسكنه المئات من المضيفات وقد أطلق عليه حشود من راغبى الزواج اسم ” حظيرة المضيفات “.

ومثل أى مبنى يسكنه حشد من الجميلات، احتشد رجال طامحون حوله كالحشرات، وبشكل حزين انتهى حال العديد منهم كالحشرات التى حاولت لمس صاعق الحشرات.

وعلى الرغم من وجود رجال كثيرين من مختلف الأعمار، فقد كنت خجولة لدرجة منعتنى من التحدث إلى أكثرهم إحباطاً وإثارة للملل، كان لدىَّ رفيقتا سكن اسكندنافياتان رائعتا الجمال، تدعيان ” أولا ” و ” أنيكا “. كل ليلة لم يكن لديهما رحلات جوية، كانتا تستمعان لأصوات الموسيقى، الضحكات والأكواب المجلجلة في المبنى، فكانتا تتبختران في الردهة متعطرتين وواضعتين أحمر الشفاه ليجدا حفلة. لقد نفدت لدىَّ أعذار البقاء في البيت.

ذات مساء، كانت ” أنيكا ” تدرس جداول مواعيد الطيران فقالت : ” انظروا إلى هذا، سنكون جميعاً في المدينة الخميس بعد القادم. دعونا نقيم حفلة! “.

كنت أعرف أن ذلك سيحدث عاجلاً أم آجلاً، فقلت : ” فكرة رائعة “.

حانت الليلة المخيفة، وفى حوالى الساعة السادسة والنصف ساعدت ” أنيكا ” و ” أولا ” بعضهما البعض بحماس في ارتداء الملابس وإصلاح زينتهما، أما أنا فجلست ملتصقة بسريرى.

نظرت إلىَّ ” أنيكا ” قائلة لى : ” ألن ترتدى ملابسك؟ “.

فكذبت قائلة : ” حسناً، لى صديقة حميمة مصابة بنوبة برد “، وتمتمت بشىء ما عن إحضار حساء دجاج لها ثم فررت من الشقة.

فى تلك الليلة، جلست وحيدة بائسة في مطعم صينى وأقسمت أن أحاول حضور بعض من تلك الحفلات في المبنى.

فى الأسابيع التالية، حنثت بقسمى لمرات كثيرة إلى أن واتتنى فكرة. ابتكرت خطة لتقليل خوفى من الحفلات بشكل مدهش، وعندما أسترجع الأحداث الماضية، أظن أننى أطلقت عليها…

الاحتفال مثل الحمامة

هل أطعمت حماماً في حديقة عامة من قبل؟ أنت تلقى كسرات خبز على الممر فيطير الحمام فجأة بترقب ويهبط على بعد اثنى عشر قدماً وتندفع حمامة شجاعة نحو كسرة الخبز، تمسكها بمنقارها وتطير بعيداً. يرى الحمام الآخر أن الحمامة نجت من المواجهة. تلقى حفنة أخرى من كسرات الخبز فتتقدم طيور أكثر شجاعة بحذر، وكلما تزداد ثقتها، قلت المسافة بينك وبينها، وبعد قليل ستحاط بالحمام الخائف يرجو أن تطعمه من يدك؛ لأنك غير معروف بالنسبة له، فالحمام يمارس معك ” التعرض التدريجى ” وبعدها لن يكون خائفاً منك.

خذ الفكرة من الطيور وانضم لحفلة تدريجياً؛ فأنت لا يمكنك أن تغمر نفسك في الماء ولا تتوقع أن تغرق. لا تجفل وتقول : ” سأبتسم وأتحمل الأمر “، ذلك قد يكون مدمراً بكل معنى الكلمة، لأن الألم يمكن أن يزيدك خوفاً من الحفلات فهى كثيرة جداً وقريبة جداً، فبدلاً من ذلك قل : ” سوف أقضى عشر دقائق هناك. هذا كل ما في الأمر “.

كم هى مؤلمة الدقائق العشر؟ يمكنك أن تنجو من عشر دقائق مع طبيب أسنان

يثقب أسنانك، أليس ذلك صحيحاً؟ لكن إذا قال :”لا تقلق، سأظل أثقب أسنانك لمدة ثلاث ساعات فقط،”فإنك ستهرول في الشارع وصدرية طبيب الأسنان حول عنقك.

فى البداية، لا تجبر نفسك على البقاء في حفلة لمدة ساعة ثم تجرى مثل كلب مذعور وذيله بين رجليه. خطط لقضاء عشر دقائق فقط في أول حفلة. بعد أن تفعل ذلك، هنئ نفسك على هذا المجهود ثم غادر. سوف تشعر بالرضا عن نفسك إذا حققت هدفك.

وعندما تأتى الحفلة التالية، زد من بقائك لمدة عشرين دقيقة، ثم ثلاثين وهكذا.

أود أن أرتبط بعلاقة حب مع فتاة، وأعرف أن الحفلات هى المكان الرئيسى للتعارف بالفتيات، لكن فكرة التعرف على فتاة في حفلة بالنسبة لى مثل رواية خيالية لأن الحفلات تجعلنى عصبياً. دعانى أحد أصدقائى مؤخراً للذهاب إلى حفلة تقام أسبوعياً ولم أكن معتاداً على الاختلاط. حاولت أن أظل ملازماً له لكنه أصبح عصبياً من ملازمتى فأخبرته أننى سأغادر، ثم أخذنى إلى هناك في الأسبوع التالى ولم يكن الأمر سيئاً للغاية. الآن أحاول أن أذهب كل أسبوع وأمكث لمدة أطول كل مرة، وأعتقد أن ذلك يساعدنى لأننى لا أرتجف كلما اقترب يوم الحفلة.

جيرمى بى. آبلين. تكساي

قاعدة الحفلة 10-20-30

لا تقبل شيئاً على مضض وتقول : ” حسناً. سأذهب إلى الحفلة “، إنه شىء مروع جداً أن تبحث عن عذر واهٍ لكى لا تذهب. قسم التحدى إلى أجزاء صغيرة. عد نفسك بأنك ستبقى لمدة عشر دقائق فقط في الحفلة الأولى ثم عشرين دقيقة في الحفلة التى تليها ثم ثلاثين وهكذا. ” التعرض التدريجى ” هو علاج طبى للخوف من الحفلات أيضاً.

« أنا أكره الحفلات الكبيرة »

سبب تجنب العديد من الخجولين للحفلات هو أن العدد الكلى للناس يكون كبيراً جداً؛ وذلك لأن الخجولين يشعرون براحة أكبر مع عدد أقل من الناس. كتب إلىّ شخص خجول أنه قد وجد طريقة لجعل الحفلات الأكبر أقل تخويفاً.

شىء واحد ساعدنى على التغلب على حساسيتى تجاه الحفلات وهو الذهاب مبكراً، وبهذه الطريقة أجبرت على التحدث إلى الناس لأن العدد هناك كان قليلاً جداً.

آيان إى. بالتيمور، ماريلاند

فكرة عظيمة يا ” آيان ” ! الميزة الإضافية للوصول مبكراً هى أنه كلما استمرت الحفلة فإنك تعرف تدريجياً عدداً قليلاً من الناس، فإذا لم تعد قلقاً من معرفة شخص ما، يمكنك أن تنضم إليه لاحقاً، وربما يقدمك ذلك الشخص إلى مرتادى حفلات آخرين، وهذا أسهل من ” التطفل ” على غريب مجاور لك.

احضر مبكرًا بينما الحفلة لاتزال صغيرة

ألا تحب الحفلات الكبيرة؟ معظم الخجولين لا يحبونها في البداية ولا يرغبون بالوصول مبكراً؛ لأنهم يفضلون أن يختفوا في الزحام، رغم أن الزحام يشكل تهديداً كبيراً لهم! وهذا شىء غير منطقى.

الحل : احضر مبكراً عندما يكون هناك عدد قليل من الناس، فتلك هى الطريقة المثلى لجعل الحفلة الكبيرة صغيرة. ستقابل حينها كل من تريد مقابلتهم بدلاً من الاضطرار للتقرب إلى الناس لاحقاً، وسوف تتعرف على أشخاص بإمكانهم أن يقدموك للآخرين.

لا تتذمر أمام الضيوف

سواء كانت الحفلة صغيرة أو كبيرة، فإن وضع نفسك في منتصفها ليس كافياً، فلو أنك مثل العديد من الخجولين فقد تتراخى، تبدو مكتئباً، عاقداً ساعديك أمام صدرك في مواقف اجتماعية، وهذا الوضع ليس وضع ترحيب، وعندما لا يتقرب الناس منك فإنك تكره التجمعات الاجتماعية أكثر.

أيتها النساء، فكرن في الأمر بهذه الطريقة. إذا رأيتن قطة صغيرة في الشارع فإن الأمر يتطلب امرأة قاسية حقاً كى تستطيع أن تقاوم رغبتها في التربيت على ظهر القطة، فإذا لم تَبْدُ القطة خائفة فقد تُغرى المرأة أن ترفعها وتحضنها. ومع ذلك إذا حولت القطة الصغيرة نفسها إلى قطة شيطانية بأعين ضيقة وظهر مقوس فقد تغير المرأة رأيها وتبتعد سريعاً.

أيها الخجولون : إنكم لا تزعجون الضيوف الآخرين بوضوح، لكن عدم الابتسام أو التباعد سيصنعان العجائب لإبقاء الناس بعيداً عنكم، وكأن سلوككم يصرخ قائلاً : ” أفضل أن أكون في سيبريا “.

إذا لم تظل لغة جسدك ودودة وتأخذ المبادرة في الأحاديث فلا تسمح لنفسك بحضور الحفلات، وهناك مشكلة أخرى تتعلق بالبقاء طويلاً بما يكفى لجعلك بائساً، هى أنك قد تتكلم بسرعة، أو تقف متصلباً، أو تطبق على قبضتى يديك لتخفى الارتجاف.

ويطلق متخصصو الصحة العقلية على العادات العصبية لمحاولة إخفاء الخجل ( مثل التحول ببصرك، التكلم بسرعة أو الإطباق على يديك لإخفاء الارتجاف ) مسمى ” سلوكيات الأمان “. نُشرت دراسة في مجلة العلاج السلوكى الدورية بعنوان ” الإبقاء على القلق والمعتقدات السلبية ” تخبرنا الدراسة أنه كلما استسلمنا لهذه الأساليب الدفاعية، زاد الخجل لدينا.

يعتقد بعض الخجولين أن الظهور في حفلة أمر كاف للتغلب على الخجل، لكن مجرد حشر جسدك في وسط حفلة لا يعنى ” الذهاب إلى حفلة “. إذا بدوت متوتراً مثل ديك رومى قبل الذبح، فإن ذلك لن يغير شيئاً في علاج خجلك.

ضع لنفسك أهدافًا محددة للحفلة

عندما تذهب إلى حفلة، ضع لنفسك بعض الأهداف مثل ” انظر لكل شخص في عينيه مباشرة “، ” ارسم تعبيراً ساراً ومسترخياً على وجهك “، ” ابتسم ابتسامة عريضة أمام قليل من الناس : صاحب الحفلة، شخص تعرفه وشخص آخر جذاب “. ضع أهدافاً تتناسب مع الوقت الذى ستقضيه، لتقدم نفسك لشخص في عشر دقائق ولشخصين في ثلاثين دقيقة…، وهكذا، فعشر دقائق في حفلة تمارس فيها مهاراتك الاجتماعية أكثر فاعلية من البقاء ساعة والتصرف بشكل متوتر.

الشخصية معدية

الحرباء يجب أن تختار ألوانها بحرص

إنه لمن الخيال أن تلك الديناصورات الصغيرة الفاتنة المسماة حرباوات تتغير لتلائم بيئتها، لكنه من الواقع أن الناس يتغيرون ليلائموا بيئاتهم. فلو أن لديك صديقاً واثق النفس ذا شخصية انبساطية، فستكون أنت أكثر اجتماعية أيضاً بمجرد ملازمته، فإذا تحدث رفيقك إلى غرباء، فستبدأ في التحدث مع أناس جدد أيضاً، وإذا ذهب صديقك رابط الجأش إلى حفلات، فستجد نفسك مرافقاً له. إنها حالة بسيطة مشابهة لنظرية تعلم القرود عن طريق المشاهدة والتقليد ( لا أقصد الإهانة! ).

كانت صديقتى ” دافى ” انبساطية فوق العادة، وكنت خجولة لكن أشبه بقردة صغيرة تحاول أن تقلد صديقتها وتكون انبساطية مثلها. أعرف أنها لعبت دوراً مهماً في تبديد خجلى؛ فإذا لم يكن لديك حالياً صديق انبساطى من نفس النوع فاجعل العثور عليه هدفاً لك.

هناك فتاة انبساطية جداً، تدعى ” راشيل “، وتعمل معى في نفس المكتب. أصبحنا صديقتين، وذات ليلة اصطحبتنى إلى نادٍ تستمر الحفلات به حتى الساعة الثانية صباحاً. أردت أن أغادر لكنها كان من المفترض أن تقلنى إلى المنزل. لحسن الحظ، كانت الأركان مظلمة، لذا اختبأت هناك وشاهدت كل شخص آخر موجود في القاعة.

كانت ” راشيل ” بالفعل تتوجه إلى الحضور وتتحدث معهم، بعد ذلك أردت دائماً أن أتصرف مثلها لكنى كنت خجولة جداً.

وجدتنى جالسة في ركن فوبختنى. شرحت لها للمرة الألف أننى خجولة.

لا أعرف ما إذا كانت ثملة أو ماذا، لكنها أخبرتنى في جدية بأنها لن تقلنى إلى المنزل إذا لم أتوجه إلى الحضور وأتحدث مع أحدهم. لم أستطع فعل ذلك، لكننى نجحت في الذهاب إلى أحدهم والتحدث معه، بعدها شعرت بأننى أفضل قليلاً وتحدثت إلى العديدين الذين بدوا سعداء لأننى توجهت إليهم.

دانييل بى. جرينتش. كونكتيكت

يمكننى القول بأن المرة القادمة عندما تذهب ” دانييل ” إلى نادٍ مع ” راشيل “، لن تختبئ في ركن مظلم. إن استلهام التصرفات الصحيحة من صديق مساند وواثق من نفسه يزيد من سرعة تخلصك من الخجل، فلو أن ” راشيل ” كانت امرأة خجولة أيضاً فإن كلتا المرأتين كانت ستقضى السهرة في ركن مظلم تندب حظها.

اعثر على صديق اجتماعى من نفس الجنس

ربما لا يكون ذلك تقليداً واعياً، لكن، كما تشتهر الحرباوات، فإننا نتلون بنفس لون الذين نصادقهم. ربما يكون الأمر صعباً لكن العثور على صديق انبساطى من نفس الجنس هو هدف يستحق أن نبذل من أجله الوقت والجهد. أخبره أو أخبرها بأنك ترحب بدفعة معنوية بسيطة في المواقف الاجتماعية الجديدة، لكن عندما تكونان في الحفلة، لا ترافقه طوال المساء، بل اجعله نقطة لمقابلة أشخاص جدد.

استخدام ” نظام الرفيق “

إذا لم تكن عميلاً سرياً متدرباً على مستوى عال، فمن الصعب أن تخفى عدم الأمان، فخبراء لغة الجسد لدى المحاكم يتحدثون عن ” التسرب العاطفى “، أى أن العواطف تنساب بالرغم من أنك تعتقد أنك تخفيها.

هل تتذكر الخطاب الذى أرسله إلىّ ” ستيفن ” وذكرته في الفصل رقم 20؟ كان ” ستيفن ” يعتقد أنه يبتسم عندما كان في النادى في ” كاليفورنيا ” ؟ ثم اندهش كثيراً عندما أخبرته امرأة أنه بدا كئيباً، وصلنى خطاب آخر من فتاة تدعى ” دينا “، من شيكاغو، وتعاني من مشكلة مشابهة، لكنها توصلت إلى تقنية ممتعة في معالجتها. كان لديها صديقة تراقبها في أى وقت تتراخى فيه.

أنا طويلة جداً بالنسبة لفتاة. طولي مائة وتسعون سم ولأنني خجولة فأنا أكره طولي. لازمتني عادة التراخى، وعلى الرغم من أنني أجبر نفسي على الذهاب إلى الحفلات إلا أن أحداً لم يطلب منى الخروج بصحبته. ذات مرة أخبرتنى صديقتى ألا أنحنى للإمام كثيراً. نظرت إلى انعكاس صورتى في المرآة ووجدت أنها محقة. أحسست أنني أفضل وأقل خجلاً عندما وقفت مستقيمة، ومنذ ذلك الوقت طلبت منها أن تساعدنى في ضبط وضعية جسدى وتذكرنى في كل مرة أتراخى فيها. أعتقد أنها تستمتع بذلك.

دينا اف. شيكاغو. الينوى

يمكنك أن تطلب مساعدة صديق. اطلب منه أن يعطيك فحصاً مرئياً متكرراً ليس فقط عن التراخى، لكن عن كل عاداتك العصبية الأخرى. إذا لاحظ صديقك أنك تبدو غير ودود أو تتجنب النظر إلى الأعين، اطلب منه أن يخبرك بذلك أو يوبخك.

وأفضل من ذلك ضع برنامجاً للمكافآت، وكما تفعل خطوط الطيران الجوية، امنح صديقك عدداً معيناً من النقاط في كل مرة يلاحظك فيها، وعندما تكون النقاط كافية اشتر له عشاء أو دعه يقرر المكافأة، ويعد ذلك حافزاً كبيراً لتشجع صديقك على أن يعطيك الجائزة الأكبر وهى نظرة ثقة.

اجعل الرفيق يراقب لغة جسدك

هل يمكن أن يساء فهم ابتسامتك على أنها ابتسامة متكلفة؟ هل اتصالك بالعين أسرع من اللازم؟ وماذا عن لغة جسدك؟ هل تشير إلى ” ملكية خاصة ” أو علامة ” ابتعد ” ؟

اطلب من صديق أن يتفحصك دورياً كي تظل اجتماعياً وواثقاً. أعط صديقك أو صديقتك قائمة فحص : ذراعان معقودتان أمام الصدر، تعبير غير ودود، وضع سيئ، تجنب النظر إلى الناس، عدم الابتسام وهكذا…. ومهما تكن عاداتك العصبية الخاصة أو سلوكيات الأمان لديك، فبإمكانك أن تعرض حافزاً نقدياً بسيطاً أو أى طريقة أخرى لتتأكد من أن صديقك يستمر في متابعة حالتك.

الخجولون والكحوليات لا يجتمعان

عندما نشعر بألم فإننا نتناول الدواء. بعض الخجولين الذين يعانون من ألم حاد يلجأون إلى الطب النفسى للعلاج؛ ولأننا نعتمد على أنفسنا فإننا نقهر الخجل من خلال تقنيات تثبت صحتها ودون دواء. ولسوء الحظ، فإن الاعتماد على النفس بالنسبة لبعض الخجولين يعنى معالجة أنفسهم بواسطة المشروبات الكحولية أو المخدرات. إليك إحصائية محبطة :

الأفراد الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعى معرضون للخطر بإدمان الكحوليات أو إدمان مواد أخرى بنسبة تصل إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف الأفراد العاديين، فهم يستخدمون المشروبات الكحولية ليقللوا الخوف من ارتكاب أخطاء وليتجنبوا مواقف اجتماعية يخافون منها.

المجلة الدورية لأبحاث الطب النفسي

قد تجعل المخدرات والكحوليات الخجول يشعر بأنه أكثر ثقة لكن لفترة قصيرة جداً. ربما تعتقد أن الناس يحبونك لأنهم يبتسمون ويصفقون لك، وقد تعتقدون، أيها الرجال، أنهم يضحكون لأن نكاتكم مضحكة جداً، لكنهم في الحقيقة يضحكون عليكم. تشعرن أيتها النساء أنكن جذابات؛ لأن الرجال يتجمعن حولكن، لكن ستتأذين في اليوم التالى عندما تعرفن لماذا كان الرجال يتهافتون عليكن؛ لأنكن كنتن مستهترات أو سكيرات.

رأيت مثالاً على ذلك منذ سنوات قليلة مضت عندما كنت أزور صديقة في مسقط رأسي فبينما كنت أسترخى تحت شرفة منزل ” رينيه ” فإذا بامرأة حمراء الشعر، رائعة الجمال، تخرج من باب المنزل المواجه عبر الشارع.

نظرت ” رينيه ” إليها قالت : ” هذه جارتى الجديدة سامنتا يا لها من متكبرة! عندما أحييها فإنها تلتفت إلى الناحية الأخرى “.

فقلت : ” لدىَّ فكرة. لم لا ندعوها لتنضم إلينا يوم السبت لحفل الشواء؟ فإننا سنحتفل بالرابع من يوليو في فنائك الخلفى. على أية حال فهى جارتك “.

وتركنا رسالة في صندوق البريد الخاص ب ” سامنتا ” مع عدم توقعنا أن نراها في الحفل.

في ظهيرة يوم السبت بدأنا الشواء ووضعنا المشروبات في وعاء الثلج، ثم سمعنا من خلفنا صوتاً يقول : ” مرحباً، إنه أنا. سامنتا “.

التفت أنا و ” رينيه ” مندهشتين لرؤيتها، واستمرت ” سامنتا ” تقول في لهجة عابثة : ” يا إلهى، تلك الشطائر تبدو لذيذة الرائحة. إنها ملائمة للمشروبات، هل لى بواحدة؟ ” وكانت تقصد زجاجة الشراب وليس الشطائر.

انحنت ” رينيه ” نحوى وهمست : ” أعتقد أنها ثملة ولم يحن وقت الظهيرة بعد “.

بعد مضى عدة ساعات، وقبل انتهاء الحفل، بدأنا في التحدث عن الصديقات.

دندنت ” رينيه ” قائلة : ” أين الصديقات الصالحات؟ ” فرددت في مرح وأنا أجفف دموعاً ساخرة : ” أعتقد أنهن جميعاً صديقات سامنتا “.

صدمتنا ” سامنتا ” عندما قالت : ” نعم لكنهن دائماً يهجرننى “.

فرددت أنا و ” رينيه ” في نفس الوقت : ” ماذا؟ “.

نظرت ” سامنتا ” إلى أسفل قائلة : ” إنهن يتهمننى بأننى مدمنة كحوليات “.

غامرت ” رينيه ” قائلة بلا قصد : ” حسناً، هل تشربين الكثير؟ “.

” حسناً، أنا لا أمرح؛ فبدون القليل من الشراب سيرانى أصدقائى في العمل مملة وخجولة “.

( نظرت أنا و ” رينيه ” إلى بعضنا البعض ).

فاستمرت ” سامنتا ” تقول : ” حتى منذ أن كنت طفلة، كنت وحيدة ولم يكن السبب لأنني أردت ذلك، لكن لم أستطع النظر إلى أى شخص في عينيه. في المدرسة الثانوية لم أصادق أحداً حتى بدأت أتحرر بتناول القليل من الشراب ثم أقضي وقتاً رائعاً، وعندما أبدأ في الشعور بعدم الارتياح، أتناول شراباً آخر “.

تعاطفنا مع ” سامنتا “.

الثقة تذوب في الكحوليات

إن تناول الكحوليات لكى تشعر بالثقة لا يفيد على المدى البعيد، في الواقع إنه يجعل الموقف أسوأ؛ فأنت لا تخاطر فقط بالاعتماد على الشراب أو المخدرات كدواء، لكنك تحرم نفسك من متعة معالجة موقف اجتماعى بطريقتك الخاصة، فأنت، في المرة القادمة لن تشعر بالأمان؛ فالشراب يقلل من مستوى ثقتك بنفسك. هذا فضلاً عن اكتسابك سمعة سيئة وآثاراً بغيضة تتبع الشراب.

لا تلجأ إلى الكحوليات

يختلف الأفراد في مستويات تناولهم للشراب، والأفضل هو أن تمتنع عن الشراب نهائياً لما له من أضرار صحية واجتماعية متعددة. تناول مشروباً غازياً أو مياهاً فوارة، فتلك علامة تدل على الثقة، كما أن الناس يحترمونك عندما لا تحتاج إلى الشراب كمعين لك.

أخبرتني » رينيه » أن » سامنتا » تبدو الآن أكبر بكثير عما بدت عليه عندما رأيتها منذ عامين، فلم تعد تلك الفتاة الجميلة ذات الشعر الأحمر، وصارت لا تغادر المنزل لغير العمل إلا نادراً.

إليك إحصائية أخرى مثيرة للحزن : نشرت المجلة الدورية لاضطرابات القلق دراسة توضح أن الخجولين جداً الذين يشربون ليخففوا من ألم خجلهم أقل فرصة للزواج من الخجولين غير مدمنى الكحوليات، وهذا ما يبدو عليه مصير « سامنتا » للأسف.