التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الطفل الذكي والموهوب في الشهر السابع

استشارة طبية: ” إنني لا أرغب في أن أكون أما متسلطة. ولكني لا أريد أن أهدر مواهب ابنتي إذا كانت موهوبة. كيف يمكنك تمييز طفل ذي ذكاء عادي عن طفل موهوب؟”.

من المهم في البداية أن نضع في الاعتبار أن كل طفل موهوب بطريقة ما قد تتمثل هذه الموهبة في أذن موسيقية، نزعة فنية، براعة اجتماعية فائقة، قدرة رياضية عبقرية ميكانيكية. وقد تكون مجموعة من عدة مواهب. ودائماً ما تكون هناك فوارق حتى بين الأطفال الذين تتمثل موهبتهم في امتلاك قدرة عقلية استثنائية. فالبعض منهم بارع في الأرقام، وآخرون بارعون في العلاقات المكانية، وآخرون تتجه موهبتهم نحو الكلمات، البعض منهم مبدع، والآخرون متفوقون في التنظيم.

وأياً كانت المواهب التي تظهر لدي طفلك، فسوف تتطور بشكل أكثر اكتمالا إذا قمت بتنميتها وتشجيعها منذ مرحلة مبكرة. وهو ما يبدو أنك متلهفة للقيام به. ولكن التنمية والتشجيع، كما لاحظت، يختلفان كثيرا عن الإجبار والإلحاح. فتقديرك لطفلتك لشخصها، بدلاً من السعي لوضعها في قالب الشخصية التي ترغبين في أن تكون عليها، هو أفضل الطرق لمساعدتها على استغلال المواهب التي رزقت بها.

وعلى الرغم من أن اختبارات الذكاء يمكنها قياس القدرات العقلية في مرحلة الطفولة فيما بعد، فإن تحديد ما إذا كان الطفل يملك مواهب عقلية أمر صعب وغير ضروري إجمالا. فجميع الأطفال في النهاية. بغض النظر عما يحمله لهم مستقبلهم من الناحية الأكاديمية – لابد أن يتلقوا التحفيز الذي يحتاجون إليه للنمو والتطور. وهذا التحفيز لا يحتاج لأن يأتي (ولا يجب أن يأتي) في شكل فصول. دراسية وبرامج كمبيوتر تعليمية خاصة. فالتحدث إلى طفلتك (والإنصات إليها حين تحاول الرد عليك)، والقراءة لها، واللعب معها، والاستماع للموسيقى معها، وتزويدها بمجموعة متنوعة من الخبرات الشيقة، وتعريفها أنها محبوبة (بغض النظر عن أدائها) سوف يمنحها الأساس الذي ستحتاجه للنمو الآن، وللنجاح فيما بعد.

مفاتيح الذكاء في العام الأول للطفل

التطور المتقدم المتناسق

إن الطفل الذي يفعل كل شىء مبكراً – أي يبتسم ويجلس ويمشي ويتحدث ويلتقط الأشياء بقبضة تشبه الكماشة وهكذا. ربما سوف يستمر في التطور والنمو بخطى سريعة متقدمة، وقد يتضح أنه موهوب بشكل رائع، وعلى الرغم من أن القدرات اللغوية المبكرة، خاصة استخدام كلمات غير مألوفة قبل نهاية العام الأول، هي السمة التي يلاحظها الآباء والأمهات لدى أطفالهم الموهوبين في أغلب الأحوال، وقد تشير إلى ارتفاع مستوى الذكاء، فإن بعض الأطفال الموهوبين لا يجيدون الكلام حتى مرحلة متأخرة إلى حد ما.

الذاكرة الجيدة وقوة الملاحظة

عادة ما يذهل الأطفال الموهوبون أبويهم بالأشياء التي يتذكرونها، وهو ما يحدث عادة قبل إظهار معظم الأطفال قدرة كبيرة على التذكر بفترة طويلة. وحين تختلف الأشياء عما يتذكرونه (كأن تقوم الأم بقص شعرها، أو يرتدي الأب معطفا جديدا، أو يرتدي الجد رقعة على عينه عقب إجراء جراحة)، يلاحظون ذلك على الفور.

الإبداع والابتكارية

على الرغم من أن معظم الأطفال دون سن عام لا يملكون كفاءة في حل المشكلات، فإن الطفل الموهوب قد يفاجئ والديه بقدرته على إيجاد وسيلة للوصول إلى لعبة خلف أحد المقاعد، أو الوصول إلى رف مرتفع في خزانة الكتب (ربما بتكديس كتب من الأرفف المنخفضة للصعود عليها)، أو استخدام لغة إشارية للتعبير عن كلمة خارج نطاق قدراتهم اللغوية (كالإشارة إلى أنفه للإشارة إلى أن الحيوان الذي بالكتاب هو الفيل، أو إلى أذنه إذا كان أرنبا) كذلك قد يكون الطفل الذي في طريقه نحو اكتساب موهبة مبدعا في اللعب، إذا يستخدم اللعب بطرق غير مألوفة، ويستخدم أشياء عادية كلعب، ويستمتع بممارسة لعبة ” التظاهر”.

حس الدعابة

حتى في العام الأول سوف يلاحظ الطفل الذكي التناقضات والغرائب الموجودة في الحياة ويسخر منها، كارتداء الجدة لنظارتها على رأسها، أو تعثر الأب في الكلب وسكب كوب العصير الخاص به مثلا.

حب الاستطلاع والتركيز

بينما يتمتع جميع الأطفال بفضول حاد، فإن الأطفال الموهوبين للغاية ليسوا فضوليين فحسب، بل يملكون المثابرة والتركيز لاستكشاف الشيء الذي يشعرون برغبة في استطلاعه.

القدرة على إقامة روابط

إن الطفل الموهوب سوف يرى علاقات بين الأشياء ويستطيع تطبيق معارف قديمة على مواقف جديدة أكثر من الأطفال الآخرين وقبلهم. فقد يتمكن طفل في الشهر الثامن أو التاسع من رؤية كتاب في المكتبة كان والده يقرؤه في المنزل ويقول:” با. با “. أو أن ترى طفلة مصعدا في متجر وتبحث عن زر التشغيل لاعتيادها الضغط على زر المصعد في البناية التي تسكن بها.

الخيال الخصب

قبل بلوغ عام، قد يكون الطفل الموهوب قادرا على التظاهر بأي شيء (كالتظاهر بشرب كوب من القهوة أو هزهزة طفل) وبعد ذلك بفترة قصيرة قد يصبح منهمكا بشكل شديد في تأليف القصص والألعاب وهكذا.

صعوبة النوم

قد يندمج الطفل الموهوب في الملاحظة والتعلم لدرجة تجعله يواجه مشكلة في الانفصال عن العالم، ومن ثم لا ينامون كثيرا. وهي سمة يمكن أن تثير سخط الأبوين.

المنظورية والحساسية

قد يستطيع الطفل الموهوب في سن مبكرة جدا الملاحظة حين تكون الأم حزينة أو غاضبة، وقد يلاحظ أن الأب لديه جرح (لأنه يرتدي لاصقا طبيا على إصبعه)، وقد يحاول الترويح عن أخيه الذي يبكي.

حتى إذا كانت طفلتك تظهر العديد من هذه السمات أو جميعها، فلا يزال الوقت مبكرا جدا لوصف طفلتك بأنها ” موهوبة “، كما لايزال الوقت مبكرا جدا على الجزم بأن طفلتك ليست ” موهوبة ” بالشكل التقليدي المعروف (فجميع الأطفال ” موهوبون ” بطريقة ما) فبعض الأطفال شديدو الذكاء يبدأون بداية أكثر بطئا عن أقرانهم حين يتعلق الأمر بجانب أو أكثر من جوانب النمو والتطور، ولكن سرعان ما ينجحون في تحقيق انطلاقة سريعة غير مألوفة فيما بعد.

ولإخراج أفضل ما في طفلتك، أجيبيها ولا تطلقي عليها وصفا بعينه. وفري لها البيئة التي تسمح لمواهبها بالنمو، ولكن لا تنسى أن تعززيها (ودعيها تعلم أنك تعززينها) بدون شروط لشخصها – لا لما تستطيع أن تفعله فحسب.