التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

التبرز اللاإرادي والتبول الليلي في الفراش

أشكال انتكاس التحكم في عمليتي التبول والتبرز

توقع حدوث انتكاسات

النجاح في التحكم في التبول والتبرز يحدث من خلال خطوات صغيرة لدى معظم الأطفال، ويمكنك أن تتوقع ثبات المكاسب التي حققها الطفل لفترة من الوقت، أو وجود بعض الإخفاقات من حين لآخر. الشعور بالانزعاج والمرض وتغيير المكان بسبب السفر وولادة رضيع جديد كلها أسباب تتسبب في انتكاس الطفل الذي يبدو عليه أنه أصبح مدربا تماما على استخدام المرحاض. تجنب توبيخ الطفل أو معاقبته عندما يحدث ذلك. عندما يتعرض الطفل لإحدى هذه الحوادث طمئِنه بأنه سوف يستعيد السيطرة على الأمر سريعا، وأنك تعرف أنه لايزال يرغب في أن يتصرف في هذا الأمر مثل الكبار.

انتكاس الطفل بعد تعلمه التبرز في المرحاض

العديد من الأطفال يرفضون التبرز في النونية بعد أن يتمرنوا على التبول فيها، فربما يختبئون في أحد الأركان عندما يحتاجون للتبرز، أو يصرون على ارتداء الحفاضة، والبعض يبدو عليه الخوف من الجلوس على المرحاض. يعد الإمساك مشكلة شائعة بين الأطفال، ويكون -في الواقع- هو السبب الذي يدفعهم لرفض استخدام المرحاض في معظم الحالات؛ لذا يجب أن يأتي حل هذه المشكلة على رأس أولويات الأبوين.

وقد يصاب الأبوان بإحباط شديد لأنهما يعلمان أن طفلهما بإمكانه أن يستخدم النونية فقط إذا أراد، وعلى الأغلب ستفشل كل المحاولات لإقناعه بذلك من خلال مكافأته بالملصقات الملونة أو غيرها من المكافآت، وحتى استخدام التهديدات أو محاولات إغرائه أو التوسل إليه ستفشل أيضا. الطريقة الوحيدة التي ستنجح هي أن يكف الأبوان عن ممارسة أي نوع من أنواع الضغط على الطفل من أجل استخدام النونية ويعيدا إليه حفاضاته. ولتخبره بأنك واثق بأنه سيتمكن من استخدام النونية عندما يكون مستعدا لذلك، ولا تزد على ذلك. تنجح هذه الطريقة في تحقيق الهدف المرجو منها خلال أشهر قليلة مع الغالبية العظمى من الحالات، أما إذا استمر الطفل في رفض استخدام المرحاض بعد تخطيه الرابعة فأفضل شيء تفعله هو أن تستشير طبيب أطفال أو طبيبا نفسيا يكون له خبرة في مساعدة الأسر على حل المشكلات المتعلقة بالتدريب على استخدام المرحاض.

التبرز اللاإرادي

الحوادث العادية

من الطبيعي بالنسبة للأطفال الصغار أن يتعرضوا لحادث عرضي مثل هذا، فربما يكون الطفل قد نسي أن ينظف نفسه جيدا بعد التبرز، أو كان مشغولا للغاية باللعب لدرجة جعلته يتجاهل الإحساس بأن المستقيم قد امتلأ حتى فات الأوان، والحل في هذه الحالات واضح وبسيط؛ يمكنك أن تذكِّر طفلك –بلطف- أن عليه أن ينظف نفسه جيدا بعد التبرز، وتجعله يعتاد على أخذ فترة راحة يجلس فيها على المرحاض مرتين خلال النهار، وبالنسبة للطفل الملول يمكنك أن تضع رفا صغيرا بالحمام عليه مجلات ملونة أو كتب مصورة حتى يجد شيئا يفعله أثناء الدقائق القليلة التي يكون جالسا فيها على النونية أو المرحاض.

التبرز اللاإرادي لدى الأطفال الأكبر سنا

عندما يتخطى الطفل الرابعة يصبح التبرز اللاإرادي مشكلة أكثر أهمية، والوضع التقليدي في هذه الحالة هو أن الطفل بعد أن كان يستخدم المرحاض بشكل طبيعي لسنوات يبدأ يتبرز في سرواله الداخلي، والمحير في الأمر بالنسبة لأسرته هو أنه نادرا ما يلحظ حدوث ذلك، ويزعم أنه لا يشعر بالبراز وهو يخرج منه، وما لا يفهمونه هو أنه ينكر أنه يشم رائحة البراز.

بالطبع يلحظ الأطفال الآخرون الرائحة، وربما يبدءون في مضايقة الطفل بلا رحمة، أو ربما يتحاشون رفقته؛ ولذا يعد التبرز بالملابس حالة نفسية واجتماعية طارئة لما يمكن أن تسببه للطفل من خزي وشعور بالإهانة. يتظاهر الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة بأنهم لا يهتمون بها، ولكنهم -في حقيقة الأمر- يحاولون أن يحموا أنفسهم من حقيقتها المزعجة، وتعرف هذه المشكلة طبيا باسم: سلس البراز اللاعضوي لدى الأطفال.

في معظم الحالات يكون السبب وراء هذه المشكلة هو الإمساك الحاد؛ فمع وجود البراز لفترة طويلة في القولون يتشكل في صورة قطع كبيرة جافة تشبه الصلصال، وتتراكم هذه القطع فتتمدد الأمعاء، ومع تمدد المستقيم والعضلات التي تغلق فتحة الشرج بشكل متكرر لا تنقبض هذه العضلات بفاعلية، فيفقد الطفل الشعور بامتلاء المستقيم والقدرة على الاحتفاظ بالبراز بداخله، ويعبر البراز السائل بين القطع الكبيرة الجافة من الفضلات ويتسرب من فتحة الشرج التي تكون مفتوحة جزئيا، وقد تخرج معه القطع الأصغر من الفضلات دون أن يلحظ الطفل، ومن الطبيعي ألا يشم الطفل رائحة البراز؛ فالأطفال والكبار لا يشمون الروائح الناتجة عن أجسامهم (مثل رائحة النفس الكريه مثلا).

أول وأهم خطوة في العلاج هي أن نحل مشكلة الإمساك، ومن المهم أيضا أن نشرح للطفل ما الذي يحدث، وأنه ليس مسئولا عنه. إن القيام بعمل تمارين لتقوية عضلات البطن حتى يستطيع الطفل أن يدفع البراز للخارج بشكل أفضل وتثبيت وقت محدد للجلوس على المرحاض سيساعد الطفل على إخراج البراز كل يوم، ويعطيه آلية للتحكم في الموقف بعض الشيء. ليس مسموحا لأي شخص بالمنزل بإهانة الطفل، أو إحراجه، أو انتقاده، فيجب أن يكون القانون العام الذي يحكم الأسرة هو أن يساند أفرادها بعضهم بعضا بلا إهانات أو تجريح، ويمكن الوصول إلى أفضل صورة من النتائج عندما يعمل الطفل والأبوان والطبيب كفريق واحد يشعر بأن المشكلة مشكلة كل فرد من أفراده.

نادرا ما يحدث سلس البراز دون أن يكون الطفل مصابا بالإمساك، وفي هذه الحالة يخرج الطفل برازا طبيعيا في ملابسه وليس آثارا للبراز أو قطعا كبيرة منه، وهذا النوع من سلس البراز اللاعضوي غالبا ما يعكس بوضوح وجود نوع من الاضطراب الشعوري لدى الطفل، أو يكون رد فعل لقدر كبير من الضغط. وطلب المساعدة من أخصائي في سلوك الأطفال يمكن أن يحدث فارقا كبيرا في هذه المشكلة.

التبول الليلي في الفراش

إن الجميع يتبولون أثناء النوم إلى أن يتعلموا كيف يحظون بفراش جاف، ومعظم البنات يتمكن من الحفاظ على أفرشتهن جافة بحلول الرابعة تقريبا، أما الأولاد فيكتسبون هذه المهارة في الخامسة، ولا أحد يعرف بالضبط لماذا تتطور البنات وينمون أسرع. في الثامنة من العمر يكون هناك %8 من الأطفال -أي واحد من بين كل اثني عشر طفلا- لا يزالون يتبولون في الفراش أثناء الليل؛ لذا إذا كان ابنك في الصف الثالث ولا يزال يتبول في فراشه ليلا فيمكنك أن تطمئنه أن هناك في الغالب طفلا واحدا على الأقل في فصله يعاني من نفس المشكلة.

أنواع التبول الليلي في الفراش

الطفل الذي لا يحافظ مطلقا على جفاف فراشه بصورة منتظمة يعاني مما يسميه الأطباء التبول الليلي الأساسي، وهذا هو أكثر الأنواع شيوعا بين الأطفال.

وهناك نوع آخر أقل شيوعا يعرف بالتبول الليلي الثانوي، وهو يحدث عندما يبقى الطفل جافا أثناء الليل لعدة أشهر ثم يبدأ في التبول ليلا مرة أخرى، وقد تقف وراء هذا النوع أسباب؛ مثل الأنواع المختلفة لعدوى المثانة، أو مرض السكر، وفي بعض الأحيان يبدأ الطفل يتبول في فراشه مرة أخرى كرد فعل تجاه مصدر طبيعي من مصادر القلق والتوتر؛ مثل ولادة أخ له رضيع، أو الانتقال إلى مسكن جديد، أو أي تغيير آخر يطرأ على حياته، وفي هذه الحالات يكمن الحل في الصبر وإعطاء الطفل شعورا بالطمأنينة، وخلال أسابيع قليلة يشعر الطفل بالتحسن، ويتمكن من السيطرة على الوضع والبقاء جافا بالليل. والتعرض للتوتر النفسي الشديد -مثل الاعتداء الجنسي- قد يدفع الطفل للتبول في فراشه مجددا، ومن المهم أن نضع ذلك في الاعتبار، ولكن علينا أن نفهم أنه قد تكون هناك أسباب للتبول الليلي أقل وطأة من ذلك الأمر.

وهناك نوع ثالث يتضمن التبول بالملابس خلال ساعات النهار، فالطفل الذي يكون سرواله الداخلي رطبا طوال الوقت قد يخرج بعض البول أثناء الضحك أو السعال، أو ربما يشرب الطفل كمية كبيرة من السوائل ويخرج كمية كبيرة من البول، أو ربما يرغب في التبول كثيرا ولكن لا يخرج كمية كبيرة من البول في أي مرة يتبول فيها، وكل هذه الحالات تحتاج إلى التقييم الطبي.

أسباب التبول بالفراش ليلاً

بالنسبة للطفل الذي لم يتعلم قط كيف يبقى جافا بالليل (أي الطفل الذي يعاني من التبول الليلي الأساسي) نادرا ما يكون هناك سبب طبي يحتاج للعلاج، ولكن مشكلته مع ذلك هي مشكلة طبية؛ بمعنى أن الجينات تلعب دورا في هذه المشكلة، فغالبا ما يكون هناك تاريخ مرضي يتضمن معاناة الأبوين من هذه المشكلة. وإذا كان الأبوان ظلا يتبولان بالفراش حتى المراحل المتأخرة من الطفولة أو أثناء المراهقة فمن المحتمل جدا أن يكون طفلهما يعاني من نفس هذه المشكلة. أكثر الآباء والأمهات يعتقدون أن الأطفال الذين يتبولون بالفراش يكون نومهم عميقا، ولكن الأطباء الذين يدرسون أشكال النوم لدى الأطفال لم يتوصلوا إلى أي دلائل تثبت صحة ذلك الأمر. ولا يبدو أن معظم الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة تكون مثاناتهم أصغر حجما، ولكن غالبا ما يكون لديهم ميل لإفراغ المثانة قبل أن تمتلئ تماما.

وليس من المستبعد -على الإطلاق- أن يكون الطفل الذي يتبول في الفراش يعاني من الإمساك؛ فالمثانة توجد بجانب المستقيم مباشرة داخل تجويف الحوض، وعندما يتكرر امتلاء المستقيم بالبراز الصلب يضغط على المثانة فيجعل خروج البول صعبا، وبالتالي تنضغط المثانة بقوة أكبر لتتماشى مع كمية البول الصغيرة بدلا من أن تتمدد لتحتفظ بكمية أكبر من البول، وغالبا ما يحل علاج الإمساك هذه المشكلة، وبنفس المنطق تفشل محاولات علاج مشكلة التبول الليلي التي نقوم بها من دون علاج الإمساك أولا.

ولكن السبب الأهم الذي يقف وراء مشكلة التبول الليلي هو أن الطفل –ببساطة- لم يتعلم بعد كيف يحافظ على فراشه جافا بالليل، فمع مرور الوقت هناك طفل من بين كل سبعة أطفال اعتادوا على التبول في الفراش يتوقف من تلقاء نفسه عن ذلك في أي سنة من السنوات، أما بالنسبة لأولئك الذين لم يتوقفوا عن التبول بالليل فهناك طرق فعالة لجعل تلك العملية تحدث أسرع.

كيف يتعلم الطفل أن يظل جافاً؟

إذا كان الطفل قد تعلم كيف يقود دراجة فيمكنه أن يستخدم هذه التجربة لتساعده على أن يفهم كيف يمكنه أن يبقى جافا؛ فبمجرد أن يتمرن المخ على الحفاظ على توازن الدراجة لا يكون عليه أن يفكر في الأمر بصورة واعية، كل ما عليه أن يفعله هو أن يركب على الدراجة ويقودها. الأمر نفسه يحدث عندما يحاول الطفل أن يظل جافا بالليل، فبمجرد أن يتمرن المخ على ذلك كل ما عليه أن يفعله أن يخلد للنوم والطيار الآلي الذي يقود وظائف الجسم سيقوم بباقي الخطوات.

يستفيد الطفل أيضا عندما يتعرف على الكيفية التي يعمل بها الجسم، فالاحتفاظ بالبول داخل المثانة يحدث نتيجة لعمل عضلتين منفصلتين

تعملان كصمامي أمان. إن العضلة الخارجية هي تلك العضلة التي يتحكم بها المخ بشكل إرادي، وهي تلك العضلة التي تجعلها أنت تنقبض عندما تمتلئ المثانة لتحتفظ بالبول حتى تصل إلى أقرب نقطة بها حمام، أما العضلة الداخلية فهي تخضع لتحكم لا إرادي من قبل المخ، وهي تلك العضلة التي تبقيك جافا من دون أن يكون عليك أن تفكر في هذا الأمر طوال الوقت. مع امتلاء المثانة بالبول تبدأ في إرسال إشارات عصبية للمخ، وحينها يقوم المخ إما بإرسال إشارات تبقي صمام الأمان الداخلي الموجود لديك مغلقا، أو يخلق شعورا بعدم راحة يجعلك تبحث عن حمام لتتبول، أو يوقظك (إذا كنت نائما). ما يحتاج الأطفال لتعلمه لكي يبقى فراشهم جافا أثناء الليل هو أن ينتبهوا حتى وهم نائمون إلى الإشارات التي ترسلها المثانة.

طرق علاج التبول الليلي

تتضمن طرق العلاج المنطقية أن تذكِّر طفلك ألا يشرب كثيرا في آخر ساعة أو ساعتين قبل النوم، وإبقاء ضوء خفيف في بهو المنزل حتى يكون من السهل على الطفل أن يصل إلى الحمام. بعض الآباء والأمهات يصرون على ألا يشرب طفلهم أي شيء بعد العشاء، ولكن ذلك الإجراء مبالغ فيه، وغالبا ما يزعج الطفل، كما أنه نادرا ما ينجح. ومن المفيد جدا أيضا تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ مثل مشروب الكولا أو الشاي؛ لأنها تزيد من إدرار البول.

يعتاد الأطفال الذين يتبولون ليلا في الفراش لسنوات على النوم فوق الملاءات الرطبة. إنهم يحتاجون إلى الاعتياد على الشعور بالفراش جافا حتى يكون لديهم دافع للحفاظ عليه هكذا. هناك طريقة جيدة للحصول على ذلك؛ هي أن تجعل من فراش طفلك شيئا يشبه الشطيرة: ضع غطاء بلاستيكيا فوق المرتبة، ثم ضع فوقه ملاءة من القماش، وفوقها غطاء بلاستيكيا آخر، ثم ملاءة من القماش، فإذا استيقظ الطفل وفراشه رطب فيمكنه ببساطة أن يزيل الملاءة الأولى والغطاء البلاستيكي الموضوع تحتها ويرتدي بيجامة جافة ثم يعود إلى فراشه الدافئ الجاف. وفي الصباح يمكن أن يساعد الطفل الأم في غسل الملاءة والملابس المتسخة، ويعيد وضع الغطاء البلاستيكي ومن فوقه ملاءة نظيفة مرة أخرى حتى ينام عليه في الليلة المقبلة. وتحمل الطفل للمسئولية بهذه الطريقة يجعله يدرك أن التبول في الفراش مشكلته هو وعليه أن يحلها، وليست فقط مجرد مصدر للإزعاج بالنسبة لأبويه.

تتضمن المواد الدوائية المستخدمة في علاج التبول الليلي: الإميبرامين، والديزموبريسيين (واسمه التجاري DDAVP)، ويمكن أن يحقق هذان الدواءان نتائج فعالة في تقليل التبول الليلي بشكل مؤقت، ولكن هناك مضار تنتج عنهما، فكلتا المادتين يمكن أن تنتج عنها آثار خطيرة عند تناول الطفل جرعات زائدة، بالإضافة إلى أن الديزموبريسيين عالي التكلفة إلى حد كبير، ولا يحل أي منهما المشكلة فعليا؛ فبمجرد أن يتوقف الطفل عن تناول الدواء تكون هناك احتمالية قوية لعودة التبول الليلي مرة أخرى.

والحل الأفضل هو الاعتماد على قدرة المخ على تعلم مهارة عدم التبول في الفراش. فإذا اتبعنا الخطوات التي ذكرناها في فقرة «كيف يتعلم الطفل أن يظل جافا؟» يمكن أن نمرن الطفل على تخيل مثانته وهي تمتلئ بالبول، ثم وهي تبعث برسالة إلى المخ (في هذا العصر يمكننا أن نترجم فكرة الرسالة للطفل على أنها تغريدة أو رسالة إلكترونية فورية)، وبعض الأطفال تعجبهم فكرة تخيل وجود شخص صغير داخل مخهم يجلس أمام شاشة إلكترونية، وعندما تصله الرسالة بأن المثانة امتلأت يقفز ذلك الشخص الصغير ويقرع جرسا ليوقظ الطفل. الأطفال الذين يتخيلون هذا المشهد لعدة مرات قبل أن يخلدوا إلى النوم غالبا ما يجدون أنهم يستيقظون قبل أن يبتل فراشهم (فما يحدث أثناء النوم يعتمد على ما نفكر به أثناء النهار، فكل الآباء والأمهات عندما يضعون صغيرهم المريض بفراشه ويغرق في النوم يستيقظون هم من نومهم مع أقل عطسة أو سعلة تنتج عن الطفل. غالبا ما يلجأ الأطباء النفسيون أو أطباء الأطفال المتخصصون في العلاج السلوكي والمدربون على المعالجة بالتنويم إلى مساعدة الأطفال على التحكم في التبول الليلي من خلال الأسلوب التخيلي.

وهناك طريقة أخرى لتعليم المخ التحكم في التبول الليلي تعتمد على استخدام جهاز تنبيه لمنع التبول في الفراش، وهذا الجهاز هو عبارة عن جهاز استشعار إلكتروني يكشف عن وجود البول، ثم يصدر أزيزا أو رنينا أو اهتزازات لإيقاظ الطفل. في البداية يتعلم الطفل أن يستيقظ مع خروج أولى قطرات البول، ثم بعد ذلك يبدأ في الاستيقاظ قبل أن يخرج البول مباشرة. يمكن أن تؤدي أجهزة التنبيه إلى إيقاف التبول الليلي عند ثلاثة أرباع الأطفال الذين يستخدمونها تقريبا بعد شهر أو اثنين من الاستخدام، وفي معظم الحالات تكون تلك النتيجة نهائية دون انتكاس. وتكلفة أجهزة التنبيه تلك حوالي 75 دولارا، وهي –تقريبا- نفس تكلفة دواء الديزموبريسيين في شهر واحد. وفي بعض الأحيان يستخدم أسلوب التخيل أو المواد الدوائية بجانب أجهزة التنبيه، ويمكنك شراء تلك الأجهزة عبر الإنترنت.

تعد إحدى المميزات الكبرى للطرق المعتمدة على التعلم وليس على المواد الدوائية أن تعطي الطفل إحساسا بالثقة لأنه تمكن من حل مشكلته، وفي المرة القادمة التي يواجه فيها الطفل تحديا صعبا يمكنك أن تذكره بنجاحه في حل مشكلته من قبل، وبهذه الطريقة يصبح التبول الليلي فرصة للنمو والتطور.