التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

مشكلات شائعة في الأطفال حديثي الولادة

الوحمات

من النادر ألا يولد طفل بدون وحمات، وربما -أو ربما لا- يتذكر الأطباء طمأنتك بشأن البقع التي يولد بها طفلك، ولا يوجد لها أية دلالة طبية، ومن المفترض أن تتلاشى مع الوقت. ولكن إن كان لديك أي سؤال بشأنها، فلا تتواني في سؤال طبيبك.

وحمتا عضة اللقلق وقبلات الملاك

يولد بعض الأطفال بمجموعة من البقع الحمراء، غير منتظمة الشكل، على مؤخرة العنق (عضة اللقلق)، وبعضهم على الجفون العليا (قبلات الملاك)، أو بين الحاجبين. وهذه الوحمات ما هي إلا تكتلات لأوعية دموية صغيرة نمت بسبب تعرض الطفل لهرمونات الأم بينما لا يزال في رحمها. ويتلاشى معظم الوحمات تدريجيّا (رغم أن عضة اللقلق قد تظل على مؤخرة العنق دون تلاش)، ولكن لا شيء يمكن أن يفعله الأطباء حيالها.

وحمة الصباغ الخمري

ربما يولد طفلك بمناطق في الجلد تتسم بالبدانة وبلونها الأحمر الأرجواني الداكن، وعلى الأرجح يكون ذلك على الصّدغ والوجنتين، أو في أجزاء أخرى في جسمه. وعلى الرغم من أنّ بعض هذه الوحمات يتلاشى -خاصة الوحمات الخفيفة- فإن هناك وحمات تدوم. وفي الوقت الحالي، يستخدم الليزر لعلاج بعض وحمات الصباغ الخمري الكبيرة. وفي بعض الأحيان، تكون هذه الوحمات مرتبطة بمشكلات صحية أخرى.

بقع فرط التصبغ

جرى العرف على تسمية هذه البقع الزرقاء التي تميل إلى الرمادي الداكن بالبقع المنغولية، إلا أنها توجد في الأطفال من جميع الجنسيات، خاصة أولئك من ذوي البشرة الداكنة. وعادة ما توجد هذه البقع حول الردفين، ويمكن أن تتواجد في أي مكان آخر. وهي ببساطة مناطق تزداد فيها صبغة الجلد، في أعلى طبقات البشرة، ودائما ما تتلاشى بالكامل في العامين الأولين.

الشامة

يمكن أن تظهر الشامات بجميع الأحجام، ومنها ما هو أملس ومنها ما يغطيه الشعر. وينبغي أن تتم استشارة الطبيب في حالة ظهور أي شامة، خاصة إن بدأت تنمو أو يتغير لونها. وعلى الرغم من أن معظمها يكون حميدا بالكامل، فإن القليل منها قد يتحول إلى سرطان لاحقا. ومن المجدي أنه يمكن استئصالها جراحيّا، إن ثبتت احتمالية خطورتها، أو كانت سيئة الشكل، أو كانت الملابس تهيجها وتلهبها.

علامة الفراولة والورم الوعائي الكهفي

تعد علامة الفراولة من الوحمات الشائعة إلى حد ما، على الرغم من أنها عادة ما تظهر لاحقا في العام الأول بعد الولادة. وتبدأ في صورة أجزاء شاحبة على الجلد، فإنها تتغير بمرور الوقت لتصبح علامات مرتفعة عن سطح الجلد، ذات لون قرمزي غامق، وتبدو كالفراولة اللامعة. وعادة ما تكبر هذه العلامات لمدة عام أو ما يقرب من ذلك، ثم تضمحل إلى أن تختفي. والقاعدة العامة هي أن نصف هذه العلامات يتلاشى بالكامل في سن خمسة أعوام، و70 في المائة في سن السابعة، و90 في المائة في التاسعة. وأحيانا، يكون التدخل الطبي بالليزر أو الجراحة ضروريّا، إلا أنه من الأفضل إفساح المجال للطبيعة لتأخذ مجراها.

أما الورم الوعائي الكهفي، فهو عبارة عن علامات كبيرة إلى حد ما، تتسم بلونيها الأزرق والأحمر، وتسببها مجموعة من الأوردة المتضخمة تحت سطح الجلد. وقد تختفي العلامات بالكامل، أو لا تختفي، من تلقاء نفسها، ويمكن إزالتها إن لزم الأمر.

تآكلات المص

يولد بعض الأطفال بتآكلات على شفاهم أو أيديهم أو معاصمهم نتيجة مص هذه الأجزاء في الرحم. وهناك أطفال آخرون يتعرضون للتآكل الجاف الأبيض في الجزء الأوسط من شفاههم بسبب المص أيضا. وأحيانا تتقشر هذه التآكلات، وعادة ما تشفى دون أي علاج خاص.

الأصابع الزرقاء

تبدو أيادي وأقدام الكثير من حديثي الولادة زرقاء اللون، خاصة إن كانوا يشعرون بالبرد إلى حدّ ما. وهناك بعض الأطفال من ذوي البشرة الفاتحة من تظهر على أجسامهم بالكامل بقع زرقاء. تنتج هذه التغيرات في لون البشرة عن بطء الدورة الدموية في الجلد، ولا تعد أبدا علامة على الإصابة بأي مرض. كما أن الأطفال كثيرا ما تكون شفاههم زرقاء، ولكن ميل اللثة أو البشرة حول الفم إلى اللون الأزرق أحيانا يكون دليلا على نقص الأكسجين في الدم، خاصة إذا كان ذلك مصحوبا بصعوبة في التنفس أو تناول الطعام. إن رأيت ذلك في وليدك، فعليك الاتصال بالطبيب.

الصفراء

يصاب الكثير من الأطفال حديثي الولادة بالصفراء، وهي صبغة صفراء تعتلي البشرة والعينين. ويأتي اللون الأصفر هذا من مادة البيليروبين التي ينتجها الجسم عندما تتحلل خلايا الدم الحمراء. ومن المعروف أن الكبد تمتص هذه المادة لتخرج في البراز، مما يعطيه اللون المائل إلى البني. إلا أن كبد الأطفال حديثي الولادة ليست مكتملة النمو، وربما لا تكون أمعاؤهم شديدة النشاط في الأيام القليلة الأولى، ولذا يظل البيليروبين في الدم ليعطي البشرة اللون الأصفر.

تعد نسبة الصفراء القليلة طبيعية، وفي خلال الأيام القليلة الأولى تبدأ في الانخفاض، ولا تتسبب في حدوث أية اضطرابات من أي نوع. وفي حالات نادرة، عندما يكون إنتاج البيليروبين سريعا جدّا، أو استجابة الكبد بطيئة إلى حد كبير، يتصاعد مستوى البيليروبين في الدم إلى مستويات خطيرة. ومن السهولة بمكان قياس نسبة البيليروبين في نقطة دم واحدة، كما أن هناك نوعا من الإضاءة يعمل على تحلل البيليروبين، وإذا ما استخدم يمكن أن يعيد البيليروبين إلى النسبة الآمنة. فإن بدا وليدك أصفر اللون في أسبوعه الأول، فاستشيري الطبيب ليفحصه.

في بعض الأحيان، تستمر الإصابة بالصفراء لما بعد الأسبوع الأول أو الثاني من الولادة، وعادة ما يكون ذلك في الأطفال الذين يرضعون طبيعيّا. ولذا، ينصح بعض الأطباء الأمهات بالتوقف عن إرضاع أولادهم لمدة يوم أو اثنين؛ بينما ينصح آخرون باستمرار الرضاعة، بل وبزيادة الرضعات. وفي كلتا الحالتين، تكون حالة الطفل جيدة. إلا أنه في حالة عدم استجابة الصفراء بالطريقة المتوقعة، ربما يكشف التحليل المعملي عن سبب طبي نادر لاستمرار الإصابة.

مشكلات في التنفس

عادة ما يقلق الآباء الجدد قليلا فيما يتعلق بتنفس وليدهم؛ لأنه غير منتظم، وربما ضحل، لدرجة أنهم لا يسمعونه أو يرونه. وقد ينتابهم القلق أيضا في أول مرة يسمعون فيها شخير وليدهم بصوت ضعيف. ولكننا نطمئنهم بأن هذه الأمور طبيعية، وإن كان ثمة شيء يقلقك بخصوص تنفس وليدك، فمن الأفضل دائما استشارة طبيبك عنه.

الفتق السري

بعد أن يشفى جلد السرة، يمكن أن تظل هناك منطقة ضعيفة في الطبقة السفلى من البطن، حيث يوجد الحبل السري. وعندما يبكي الطفل، فإن جزءا صغيرا من الأمعاء يمكن أن يندفع خلال هذه المنطقة (حلقة السرة)، مما يتسبب في انتفاخ السرة. ويطلق على هذه الحالة الفتق السري. وعادة ما تكون الحلقة صغيرة وتنغلق بالكامل في غضون أسابيع أو شهور قليلة. ولكن عندما تكون المنطقة الضعيفة أكبر حجما، ربما تستغرق شهورا أو حتى سنوات حتى تنغلق، ويمكن أن يكون النتوء في هذه الحالة كبيرا.

وقد جرت العادة على الاعتقاد في أن إغلاق حلقة السرة يمكن إسراعه عن طريق وضع شريط لاصق بإحكام، وعملة معدنية، فوق السرة؛ ولكن في الواقع لا يؤثر ذلك في شيء. كما أن تجنبك لبكاء وليدك من المستحيلات، ولا يفيد في العلاج أيضا. فالفتق السري لا يسبب أبدا أية مضاعفات، وبمرور الوقت سيضحى كل شيء على ما يرام. ولكن إن ظل الفتق السري كبيرا حتى العام السادس أو الثامن، مع عدم ملاحظة أي انغلاق، ربما ينصح بإجراء عملية جراحية بسيطة. ومن النادر جدّا أن تحبس إحدى حلقات الأمعاء في الفتق. وإن حدث ذلك، تزداد كتلة السرة صلابة وألما، ويبدو الطفل في حالة إعياء شديدة، وتتحول الحالة إلى أزمة طبية.

انتفاخ الثدي

لأطفال كثيرة -ذكور وإناث- أثداء منتفخة، ويستمر هذا الأمر لفترة بعد الولادة. وفي بعض الحالات، يتسرب القليل من اللبن منها (وقد جرت العادة على تسمية هذا اللبن باسم «لبن الساحرات»، غير أنني لا أستطيع تصور السبب). وانتفاخ الثدي وتسرب الحليب يكونان نتيجة للهرمونات التي انتقلت من الأم إلى وليدها في الرحم. ولا يتوجب فعل أي شيء في هذه الحالة؛ حيث إن الانتفاخ سوف يختفي بصورة طبيعية مع الوقت. كما أنه لا يصح تدليك الثديين أو عصرهما؛ لأن ذلك من شأنه أن يسبب تهيجهما وقد يؤدي إلى حدوث العدوى.

الإفرازات المهبلية: كثيرا ما يكون لدى البنات إفرازات مهبلية عند الميلاد في صورة مخاط أبيض غليظ ولزج. وهذه الحالة أيضا تنتج عن هرمونات الأم (وهي الهرمونات نفسها التي يمكن أن تتسبب في انتفاخ ثديي المولود)، وبالمثل تختفي من تلقاء نفسها من دون أي علاج. بالإضافة إلى ذلك، هناك فتيات كثيرات في عمر أيام يتعرضن لإفرازات دموية قليلة؛ بسبب انخفاض هرمونات الأمومة بعد الميلاد. وفي العادة يستمر ذلك لقرابة اليوم، ولكن في حالة استمراره بعد الأسبوع الأولى، ينبغي استشارة الطبيب.

الخصية المعلقة

في عدد معين من الذكور حديثي الولادة، لا تكون إحدى الخصيتين أو كلتاهما في مكانهما المعتاد في الصّفن، بل أعلاه في الأربيّة، أو حتى بداخل البطن. وتنزل الكثير من حالات الخصية المعلقة في الصّفن سريعا بعد الولادة.

وفي الأصل، تتكون الخصيتان داخل البطن، ثم تنزل في الصفن قبل الولادة بفترة قصيرة. وهناك عضلات متصلة بالخصيتين تعمل على تحريكهما لأعلى في الأربية أو إلى داخل البطن. وهذا الفعل اللاإرادي يحمي الخصيتين، وهناك كثير من الصبية يتعرضون لانسحاب خصيّهم من الصّفن بأقل قدر من الاستفزاز أو الإثارة. حتى إنّ قشعريرة الجلد في حالة العري كفيلة بإخفائهما داخل البطن. كما أن الإمساك كثيرا بالصّفن أثناء الفحص يعمل على اختفائهما. بناء على ذلك، يجب ألا يقرر الآباء أن الخصيتين معلقتان ببساطة؛ لأنه ليس من المعتاد أن تكونا في مكانهما. ومن الأوقات المناسبة لفحصهما عندما يكون الصبي في حمام دافئ. والخصيتان اللذان تمت رؤيتهما من قبل في أي وقت داخل الصفن، حتى ولو نادرا، ليستا في حاجة إلى أي تدخل طبي؛ ولسوف تستقران في مكانهما بكل تأكيد خلال مرحلة البلوغ.

في حالة عدم رؤية إحدى الخصيتين أو كلتيهما في الصّفن بعد بلوغ الصبي من تسعة أشهر إلى اثني عشر شهرا، فلا بد من عرضه على دكتور جراحة أطفال. وإن ثبت أن إحداهما أو كلتيهما معلقتان، ربما ينصح الجراح بالمتابعة والانتظار، وهي تجربة علاجية لإنزال الخصيتين، أو يوصي بعملية جراحية. والهدف في النهاية هو تجنب أي أضرار محتملة للخصية المعلقة.

الفزع والحركات العصبية

يفزع الأطفال حديثو الولادة كثيرا لدى سماع ضوضاء عالية أو عند تغيير وضعهم على نحو مفاجئ. وبعض الأطفال أكثر حساسية من غيرهم. فعندما تضعين أطفالا على سطح مسطح وصلب، وتجدينهم يهزون أذرعتهم وسيقانهم، فمن المحتمل أن يعمل ذلك على اهتزاز الجسم كله اهتزازا طفيفا. ولكن هذه الحركة غير المتوقعة كفيلة بإفزاع الأطفال الحساسين، ودفعهم إلى البكاء بخوف. وقد يكرهون الاستحمام؛ لأن القائم على تحميمهم ربما لا يمسكهم بإحكام. ولذا، يفضل تحميم وليدك على رجليك، ثم شطف الصابون من جسمه في حوض الاستحمام، مع حمله بيديك الاثنتين. وتدريجيّا، سوف يتغلب طفلك على هذا الشعور كلما كبر في السن.

الرعشة

تنتاب بعض الأطفال رعشة أو حركات عصبية في الشهور الأولى؛ فيرتجف الذقن أو ترتعش الأذرع والسيقان، خاصة إذا كان الطفل في حالة إثارة أو بعد تعريته من الملابس مباشرة. وهذه الرعشة ليست في العادة بأمر يستوجب القلق حياله؛ فهي فقط واحدة من العلامات الدّالّة على أن الجهاز العصبي للطفل لا يزال صغيرا. وسرعان ما تتلاشى الرعشة مع الوقت.

النفضان

ينتفض بعض الأطفال بين الحين والآخر خلال نومهم، ونادرا ما يكون هناك أطفال ينتفضون بصفة مستمرة. وهذا العرض أيضا عادة ما يتلاشى عندما يكبر الطفل. أما النفضان الذي يستمر حتى أثناء حملك لطفلك، فهو حالة تستدعي القلق، إذ يمكن أن يكون علامة على تعرضه لإحدى النوبات؛ ومن ثم تأكدي من إبلاغ الطبيب.

اسأل طبيب مجاناً