التصنيفات
الصحة العامة

نصائح صحية في الحياة

انجبْ أطفالاً

هذه القاعدة ليست للجميع، ولكن إليك سبب واحد لكون هذه الفكرة تستحق أن تُدرَس: سوف تعيش، على الأرجح، عمراً أطول من نظرائك الذين يفتقدون للأولاد. تبدو فكرة مناقضة للواقع لأن الكثير من الضغط الإضافي يأتي مع الأولاد. ولكن، لعل جزءاً من السبب الذي يجعل أولئك الذين يملكون أطفالاً يعيشون عمراً أطول ممن لا يملكونهم يعود إلى أنهم -بصورة عامة- أكثر اهتماماً بأنفسهم وأقل ميلاً للانحراط في أنشطة تزيد خطر موتهم المبكر. وهناك شيء آخر: إن مجرد تربية طفل يرغمك على البقاء نشطاً ومتحفزاً ذهنياً -وكلا الأمرين مفيدان للصحة.

للوهلة الأولى قد يبدو من المستبعد وجود رابط بين المعاشرة وطول العمر، ولكن فكِّر فيما يلي: عندما تعيش مع شخص آخر، فسيكون لديك سبب لإيلاء اهتمام أكبر بصحتك ونظافتك. سيكون لديك شخص آخر ليحاسبك على تصرفاتك وعاداتك. وستصبح أقل ميلاً للانخراط في تصرفات خطرة. وستكون أكثر ميلاً لامتلاك نظام داخلي للتأقلم مع التوتر، وذلط لوجود جسد بشري دافئ آخر في حياتك اليومية. إن جئت إلى المنـزل غاضباً، محبطاً، وعلى شفير الانهيار، فعلى الأقل سيكون لديك شخص لتشكو له همَّك. وهذا قد يفسِّر سبب تسجيل الأزواج المتعاشرين نتائج أفضل -باستمرار- في اختبارات ضغط الدم من نظرائهم العازبين.

اطلبْ المساعدة

يتطلب طلب المساعدة شجاعة كبيرة. نحن البشر مخلوقات مستقلة على نحو مذهل، والأميركيون بصورة خاصة بميلون للتصرف باستقلالية. إننا نفضِّل حلَّ مشاكلنا بأنفسنا ونثمِّن العناد كما لو أنه ميزة إيجابية. لكن تحدياتنا تكون في بعض الأحيان كبيرة جداً. اعرفْ حدود إمكانياتك جيداً، واحترمها. ليس هناك أي خطأ في طلب المساعدة عندما يحين الوقت، سواء أكان ذلك يتعلق بطلب المساندة لتعلُّم كيفية العيش مع السكري، أو الوصول إلى أعماق أَرَقك، أو تخطيط نظامك الغذائي والرياضي بطريقة تناسب احتياجاتك، أو إيجاد معالج نفسي للتعامل مع مشاكل نفسية تؤثر على نوعية حياتك. لا تفترض أنك قادر على الاهتمام بكل شيء طوال الوقت. لا أحد منا يقدر على فعل ذلك. ولا أحد منا قادر على أن يكون خبيراً في كل شيء، حتى مع وجود الإنترنت في متناول يديك. تنازلْ وتمتّع بمنافع حكمة وخبرة شخص آخر -من المهنيين المحترفين إلى الأصدقاء، الذين يستطيعون إزالة التوتر من شيء يقلقك عبر مشاركتك مشاكلهم الخاصة.

اتَّبعْ عادات نظافة جيدة في السرير وخارجه

تبدأ الصحة الجيدة مع النظافة الجيدة. من الصعب تصديق أن الانخفاض الكبير في الأمراض المُعْدية بين اكتشاف الجراثيم والأدوية التي تعالجها، مثل المضادات الحيوية واللقاحات، لم يكن في حقيقة الأمر ناجماً عن علاجات طبية عالية التقنية، وإنما عن تغييرات تتعلق بكيفية ممارستنا للنظافة الجيدة. رغم أنه من الناحية التقنية ليس اكتشافاً بمستوى اكتشاف البنسلين ولقاحيِّ الجدري أو شلل الأطفال، إلا أن الاعتراف بأهمية غسل اليدين في القرن التاسع عشر شكَّل خرقاً طبياً هائلاً أنقذ الكثير من الناس قبل مدة طويلة من توفر اللقاحات والمضادات الحيوية على نطاق واسع.

في 1847، أثناء عمله في عيادة توليد في فيينا، لاحظ الدكتور إغناز سيميلويس، المولود في هنغاريا، أن الحمى القاتلة التي كانت تصيب أمهات الأطفال حديثي الولادة كانت تحدث على نحو أكثر تكراراً في الولادات التي تجري بمساعدة طلاب الطب أكثر من تلك التي كانت تجري بمساعدة القابلات القانونيات. دفعه هذا الأمر إلى النظر عن كثب إلى الممارسات المتبعة في العيادة، وسرعان ما لاحظ أن طلاب الطب الذين كانوا يساعدون في التوليد كانوا يفعلون ذلك غالباً بعد إجراء عمليات تشريح لجثث أشخاص ماتوا من تسمم بكتيري -إنتان دموي في كامل الجسم يصبح فيه رد الفعل الالتهابـي على البكتيريا المتكاثرة قاتلاً. ومنذ ذلك الحين، فرض بصرامة سياسةَ غسل اليدين بمحلول معقِّم مُكَلْور، فانخفضت معدلات الوفيات من عشرة أضعاف إلى عشرين ضعفاً خلال ثلاثة أشهر فقط. كان ذلك دليلاً على أن نقل المرض يمكن تخفيضه إلى درجة كبيرة بهذه الممارسة الصحية البسيطة، رغم أن الأطباء في ذلك الحين لم يكونوا يعرفون الأسباب الدقيقة لهذه الأمراض في كثير من الحالات. لو أن الحضارة اكتشفت هذا الأمر في وقت أبكر، لكنا تمكَّنا ربما من تجنب الكثير من الوفيات المرتبطة بالأوبئة التي حصدت الملايين من الناس في قرون سابقة.

نحن نميل، حتى في هذه الأيام، إلى الاستخفاف بفعل بغسل اليدين البسيط، وسنفعل حسناً إن جعلناه في قمة أولوياتنا بشكل يومي. سوف يمنحك هذا الأمر ميزة تفادي الجراثيم التي يمكن أن تسبب لك المرض، إضافة إلى أنك ستساعد على منع انتقال الجراثيم إلى الآخرين. كل ما تحتاجه هو كمية صغيرة من الصابون وماء. لست بحاجة لصابونات مضادة للميكروبات، فالصابون العادي جيد بما يكفي. ولكن، إذا لم يكن باستطاعتك الحصول على الماء، فاستخدم حينئذ معقِّماً كحولياً لليدين. أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذي كانوا يغسلون أيديهم خمس مرات على الأقل في اليوم كانوا أقل عرضة لالتقاط الإنفلونـزا بنسبة 35 بالمائة من أولئك الذين كانوا يغسلون أيديهم عدداً أقل من المرات.

وإضافة إلى نظافة اليدين، إن الحفاظ على جسدك نظيفاً بصورة عامة سيحميك من الجوانب المزعجة والمقرفة -فكِّر في قمل الرأس، ورائحة النَفَس الكريهة، ورائحة الجسد، والدودة الخيطية، والقدم الرياضية. كل هذه الأشياء يمكن تحاشيها إلى حد كبير بالنظافة فقط. لا تنسَ الاهتمام بالجروح والخدوش على الفور بالمطهرات والضمادات، مهما بدت بسيطة لك. سيساعدك ذلك على تجنب التهابات جلدية خطرة مثل غزو مؤلم من بكتيريا المكورات العقدية التي يصعب قتلها والتي قد تتطلب مضادات حيوية فموية لاحقاً. وماذا عن نظافة السرير؟ إن النوم المريح يبدأ بغرفة نوم نظيفة ومرتبة. اغسل أغطية سريرك مرة في الأسبوع وابق الأشياء المشوِّشة والأجهزة الإلكترونية خارج غرفة النوم. ستساعدك هذه العادة على النوم بشكل صحي.

كن إيجابياً

لدي إيمان راسخ بأن الأمل والتفاؤل قوتان مؤثرتان في حياتنا. كما هو الحال مع الكثير من الأشياء، تحدد طريقة تفكيرنا ما نختبره في حياتنا، سواء أكان جيداً أم سيئاً. وينطبق هذا الكلام بصورة خاصة على صحتنا. إن إيماننا أو عدم إيماننا بصحتنا وثيق الصلة بامتلاكنا أو عدم امتلاكنا جسداً صحياً. فإذا كنا نعتقد بأن باستطاعتنا أن نصبح أكثر صحةً، فإننا سنكون كذلك.

من أكثر التجارب دراماتيكيةً فيما يتعلق باختبار هذه الفكرة عملياً هي تلك التجارب التي تلقّى فيها بعض الأشخاص دون علمهم علاجات مزيفة (مواد غير فعالة) لمشاكل صحية حقيقية، ثم أبلغوا عن شعورهم بالتحسُّن بنفس مقدار تحسُّن أولئك الذين تلقوا علاجاً حقيقياً. وهذا التأثير للمادة غير الفعَّالة يتعلق بنظام اعتقاد إيجابي. وفي الطرف الآخر من المعادلة، ثمة قصص تُظهر تأثير نظام الاعتقاد السلبي، وقد وُثِّقت واحدة شهيرة منها في 1974 عندما وُجد بالتشخيص أن سام لوند كان مصاباً بسرطان المريء. في ذلك الزمن كان مثل هذا التشخيص أشبه بحكم بالإعدام، ولهذا السبب لم يندهش أحد عندما توفي بعد بضع أسابيع، رغم العلاج. لكن ما أذهل المجتمع الطبـي هو اكتشاف -عند تشريح الجثة- أن سام لم يكن مصاباً بسرطان المريء مطلقاً. فهل كان اعتقاده بإصابته بسرطان قاتل سبب موته المبكر؟

على أي حال، سواء أكانت هذه القصة الشهيرة صحيحة حقاً في كل تفصيل من تفاصيلها فهذا قابل للجدل، لكنها تشبه أدلة متداولة أخرى تشير إلى قوة الفكر. أنا نفسي ألاحظ اختلافاً كبيراً في تقدُّم المرضى بين أولئك الذين يؤمنون بذواتهم وأولئك الذين لا يؤمنون. بصورة عامة، إن الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بتفاؤل يُعطون نتائج عيادية أفضل. فإذا كنت تعتقد بأن حالتك تتدهور وبأنك ستعاني وستموت بعد فترة قصيرة، فثمة إمكانية كبيرة لأن تكون ضحية هذا التنبؤ ذاتي التحقق. وبالمقابل، إذا كنت تعتقد بأنك قادر على التغلب على المرض والاستمتاع بحياة طويلة، فربما ستحقق ذلك فعلاً.

ثمة طرق كثيرة لتعزيز نظرتك الإيجابية. بوسع الأديان السماوية المنظَّمة فعل ذلك، لكن هذا ينطبق على المنطومات العقائدية الدنيوية أيضاً. كل ما تحتاجه هو نظام يساعدك على وضع أي معاناة، حتى تلك التي يتعذَّر وصفها، في سياق أوسع والاستفادة من إدراك أعلى لذاتك. ويسهِّل مثل هذا النظام شعورك بالمجتمع والارتباط بأشخاص آخرين، وهو أمر يساعد على الشفاء بحد ذاته.

احتفظ بقائمة من الأشياء التي ينبغي عليك فعلها

اللوائح مفيدة في نواحٍ كثيرة تتخطى التسوُّق. إنها بطاقة نتائج شخصية أتوماتيكية [كما في لعبة الجولف]، طريقة لتتبُّع أنفسنا، ووسيلة لمحاسبة أنفسنا فيما يتعلق بما نريد تحقيقه. إلى جانب خططك السنوية والخمسية والعشرية والعشرينية، احتفظ بقائمة من الأشياء التي تريد فعلها، تحوي الخطوات والاستراتيجيات الصغيرة التي تنوي تنفيذها. يمكن إنشاء مثل هذه القوائم لكل أنواع الأهداف الكبرى، فلا تقيِّد نفسك بلائحة طويلة واحدة فقط. نظِّمْ لوائح يومية وأسبوعية وسنوية. يمكن أن تضم لوائحك اليومية أولوياتك العليا بالنسبة لليوم المعني، والدقائق التي تريد إنفاقها في الحركة، والوقت الذي اقتطعتَه للاستراحة من العمل، وموعد نومك. وقد تتضمن القوائم الأسبوعية الوجبات التي تريد طهوها بنفسك، والأصدقاء الذين تريد الالتقاء بهم، والهواية التي ترغب في تجربتها أو أفكارك الجديدة فيما يتعلق بنظام تمرينك الروتيني. وينبغي على اللوائح السنوية أن تتضمن تذكيرات بزيارتك للطبيب، وإجراء الفحوص، واللقاحات السنوية.

إذا شاركْتَ بعض أفراد عائلتك في لوائحك الخاصة بالأهداف الكبرى، فإنك قد تعتمد على عامل المحاسبة النافع لإبقاء الحافز لديك.

تحدَّث بقوة مع الجيل التالي

من الطبيعي تماماً أن تشعر بالمنعة عندما تكون شاباً وأن تبتعد عن أية توصيات تتعلق بطرق الحفاظ على صحتك. لكنك في مرحلة الشباب ترسي الأساس لسنواتك اللاحقة. لذا من المهم لنا كبالغين أن نبذل قصارى جهودنا لتثقيف وتعليم الجيل التالي. المهم في الأمر هو إيجاد الكلمات والصور المناسبة لهم. جدْ طريقة شرح مناسبة للصغار كي يتمكنوا من فهم مفرداتك ولغتك المهنية. عندما كنت أُعلِّم درساً حول مضادات الأكسدة لجمهور غير مختص، اقترح أحدهم عليّ أن أستخدم كرات بلورية صغيرة مختلفة الألوان لتمثيل أنواع الجذور الحرة في الجسد. اعتقدتُ أنها فكرة سخيفة في حينه، لكنها نجحت. إن الشرح البصري مؤثر ومقنع، وبخاصة بالنسبة للصغار منا.

ذات مرة وجدت صعوبة بالغة في إخبار أطفالي أن الحليب بالشوكولاته ليس الأفضل بالنسبة إليهم. ولم يتمكنوا من فهمي (وتقبُّل نصيحتي) إلا بعد أن أريتهم عرضاً قُدِّم ببراعة فائقة من قبل الشيف الشهير جيمي أوليفر. جسَّد جيمي استهلاك السكر على نحو دراماتيكي عندما ملأ باص مدرسة أصفر بكمية السكر المضافة إلى الحليب المنكَّه المستهلك في المنطقة المدرسية المتحدة في لوس أنجلوس في أسبوع واحد. كان مشهداً صادماً بصرياً حيث ارتفع السكر (في هذه الحالة، رمل أبيض) فوق النوافذ مالئاً الباص بأكمله.

يجد بعض الآباء سهولة أكبر في التحدث حول أمور معينة من مناقشة مواضيع حول الطعام تتعلق بمسألة الوزن أو بأمراض متعلقة بالوزن مثل رهاب البدانة. ولكن، كلما أبكرتَ في إرساء نموذج تواصل مفتوح وصريح، كلما سارع أولادك للرجوع إليك كي يطرحوا المزيد من الأسئلة، وصدِّق أو لا تصدق، كي يطلبوا نصيحتك. تذكَّرْ أنهم لن يقبلوا أي كلمات حكيمة من شخص كبير في السن مالم يكونوا قادرين على فهم المضمون وكيفية تأثيره عليهم. وسوف يريدون معرفة الأمر التالي: لماذا هو مهم بالنسبة إلي الآن؟ عندما أدرك أولادي كمية السكر التي كانوا يستهلكونها، بفضل المثال البصري للسيد أوليفر، أرادوا، مع ذلك، أن يعرفوا سبب أهمية هذا الأمر بالنسبة إليهم في ذلك الحين. وعندئذ، اضطررت لشرح الدور الذي تلعبه عادات أكلهم في نوعية أدائهم -في الدراسة وفي الرياضة. إذا كانوا يريدون أن يكونوا قادرين على التفكير بوضوح، والحصول على علامات كاملة في الامتحانات، والفوز بمباريات هامة لفرقهم الرياضية، فإنهم بحاجة للانتباه لطريقة تغذيتهم لأذهانهم وأجسادهم. ليس من السهل دوماً شرح شدة أهمية بعض الحقائق بالنسبة للأطفال، ولكن عندما تربط الأشياء بأهدافهم وطموحاتهم الحالية، فإن فرصتك ستصبح أفضل لجعلهم يصغون إليك.

أَتْمِتْ حياتك

إن جسدك يعشق النظام. هل استيقظت اليوم في الوقت نفسه الذي استيقظت فيه البارحة؟ هل ستأكل وجبتك التالية تقريباً في نفس الوقت الذي أكلت فيه نفس الوجبة البارحة؟ من أفضل طرق تخفيف الضغط على جسدك والحفاظ على حالته المتوازنة المفضَّلة (homeostasis) تتمثل في الحفاظ قدر الإمكان على روتين منتظم ومستمر بشكل يومي طوال العام. أجل، بصرف النظر عن عطل نهاية الأسبوع، والعطل الرسمية، والمتطلبات الاجتماعية، والسهر لوقت متأخر في المكتب، وغيرها من الأحداث المرهقة للجسد والمعرقلة للبرنامج.

إن الجوانب الأربعة الرئيسية التي يمكنك فيها تحقيق خطوات كبيرة فيما يتعلق باحترام توازن جسدك هي دورات نومك واستيقاظك، ومواعيد تناولك للطعام، وفترات نشاطك البدني، وبرنامج تناول أدويتك الموصوفة. فكما أن جسدك يتوق لبرنامج نوم منتظم، فإنه يتوق أيضاً لروتين تناول طعام منتظم. إذا أمكن لك الدخول إلى جسد حُرم من تناول طعام غدائه في منتصف الظهيرة، فإنك ستشهد حدوث أنشطة بيولوجية ستدهشك على الأرجح. لن يُظهر جسدك إشارات الجوع وحسب، وإنما سيختبر أيضاً زيادة كبيرة في الكورتيسول، هورمون التوتر الذي يطلب من جسدك الاحتفاظ بالدهن وصون الطاقة. بكلمات أخرى، إذا لم تأكل عندما يتوقّع جسدك الطعام، فإنه سيدمِّر جهودك لإنقاص وزنك أو الحفاظ على وزن مثالي.

وللأسباب نفسها، لا تفسد نظام جسدك الدقيق عبر التهام وجبات خفيفة بشكل عشوائي أو تناول الطعام عندما لا تكون جائعاً لمجرد مواجهة حالة شعورية كالسأم أو الوحدة أو الاكتئاب. إن كنت لا تتناول في العادة وجبة خفيفة في الساعة الثالثة من بعد الظهر في كل يوم، فلا تمدَّ يدك إلى فطيرة التفاح من أجل كسر رتابة فترة بعد الظهر. ولكن، إن كنت بحاجة لوجبة خفيفة في فترة بعد الظهر، فافعل ذلك بشكل منتظم. واخترْ حفنة من الجوز، أو قطعة فاكهة كاملة، أو خضروات مغمّسة بالحمُّص، أو بعض الجبن والبسكويت غير المحلَّى بدلاً من فطيرة مقلية معالَجة كيميائياً.

خفِّف الضغط في المكتب

لا يتطلب الأمر الإشارة إلى دراسة معينة من أجل تسليط الضوء على التأثير السلبـي الذي يمكن أن يخلِّفه التوتر المرتبط بالعمل علينا جسدياً، ولكن بوسعنا الآن الإشارة إلى عدة دراسات، أُجريت إحداها مؤخراً في فنلندا وبيَّنت درجة السوء التي يمكن يبلغها توتر العمل. في العام 2012، فحص باحثون فنلنديون ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص وأظهروا وجود علاقة متلازمة بين ضغط العمل وتسارع عملية الشيخوخة البيولوجية. كيف تمكنّوا بالضبط من حساب ذلك؟ لقد قاسوا تيلوميراتهم (telomeres) -سلاسل الحمض الوراثي التي توجد في نهاية كروموسوم الإنسان والتي يمكن أن يرتبط طولها بالتقدُّم في العمر، وخطر الإصابة بالأمراض، وربما الموت. ويمكن شرح النظرية ببساطة كما يلي: كلما قصرت تيلوميراتك، قصرت حياتك. ويبدو أنه كلما ازداد شعورك بالضغط في العمل، كلما زاد الاحتمال بأن تقصر تيلوميراتك. وإضافة إلى هذه العلاقة المتلازمة لتيلوميراتك، هنالك خطر الإصابة بمشاكل قلبية عندما تحمل على كاهلك قدراً كبيراً جداً من الضغط. لابد أنك سئمت من كثرة ما سمعت أن التوتر يسبِّب مرض القلب، لكن هذا صحيح. قد يكون القلب من بين أقوى الأعضاء في جسدنا، فهو يضخ نحو 2,000 جالون من الدم يومياً ويدق وسطياً 100,000 مرة يومياً، لكن هذا لا يعني أنه محصن ضد أشياء دقيقة مثل الضغط النفسي. ليس من المستغرب أبداً أن يكون احتمال إصابتنا بنوبة قلبية في يوم الإثنين، اليوم الأول من أسبوع العمل، أعلى من بقية الأيام.

بيد أن ضغط العمل جزء من الحياة، فماذا يمكننا أن نفعل لتخفيف هذا الضغط؟ اتَّبعْ عادات روتينية بسيطة في العمل ترفع مستوى مزاجك وتعيد الأمور إلى سياقها. إليك بعض الأفكار: اذهب في نـزهة مشي في الشمس المشرقة خلال فترة الغداء؛ تجوَّل في المكتب قدر الإمكان وتلقَّ مكالماتك الهاتفية وقوفاً أو بينما أنت تتحرّك في المكان؛ خذ نَفَساً عميقاً قبل الرد على الهاتف؛ استمع لموسيقا مهدِّئة أثناء العمل؛ تغيَّب عن الساعة السعيدة، واذهب بدلاً من ذلك إلى النادي الرياضي لتحرق بعض الحريرات؛ خذ استراحات منتظمة لبضع دقائق خلال النهار لزيارة موقعك المفضل على الإنترنت؛ وقرِّرْ متى تتفقَّد بريدك الإلكتروني وتردّ على الرسائل. ينفق المهني المحترف 23 بالمائة تقريباً من عمل اليوم على البريد الإلكتروني وينظر إلى صندوق بريده نحو ستة وثلاثين مرة في الساعة. ويحتاج معظمنا إلى أكثر من دقيقة لاستئناف العمل بعد التوقف لقراءة إيميل جديد، وهذا يمكن أن يزيد من الضغط.

ابتسمْ

(ملاحظة: الابتسام سيعزز مزاجك مهما كان الظرف. إن الفعل بحد ذاته سيسبّب إفراز الإندروفينات والسيروتونين المسكِّنتين للألم والمحفزتين للسعادة. وإضافة إلى ذلك، من الأسهل على الإنسان أن يبتسم، فهو يحتاج إلى تحريك سبع عشرة عضلة كي يبتسم في حين أن العبوس يتطلب تحريك ثلاثاً وأربعين عضلة.)

واضحكْ قليلاً، أيضاً.

أقدمْ على الحوار الأصعب

عذراً لإحباطك، لكن هذه القاعدة تُوضَع عادة تحت الحصيرة إلى ما بعد حدوث الواقعة. صحيح أن الحوارات المتعلقة بقرارات العلاج الطبـي المحافظ على الحياة ليست ممتعة، لكنها تسهِّل علينا كثيراً تلك اللحظات التي نضطر فيها لمواجهة أزمة عائلية. ليس من السهل أبداً مقابلة أطباء للمرة الأولى والتكيُّف مع مسائل طبية معقدة لم تصادفها في حياتك من قبل (أو يواجهها أشخاص أعزاء عليك عندما تكون عاجزاً). إن أصبحتَ عاجزاً ولجأ الأطباء إلى أفراد عائلتك للحصول على أجوبة، فإن عليهم الاستعداد لأسئلة من قبيل، هل تريد القيام بأي شيء ممكن للحفاظ على حياتك؟ لا شيء؟ إذا اضطررت للاعتماد على معالجة تحافظ على الحياة، فهل هذا يناسبك؟ أين تريد أن تضع الخط النهائي؟ من المسؤول عن اتخاذ القرارات نيابة عنك؟ رغم أننا نأمل بأن يتفق أفراد العائلة على اتخاذ قرارات تستند إلى رغباتنا، مالم تكن موضَّحة بطريقة أخرى (في وثيقة قانونية كوصية أو عبر وكيل صحي)، إلا أن الجدل والخلاف يمكن أن يظهرا بسرعة. فلتمنعْ حدوث ذلك عبر وضع إرشادات غير قابلة للتفاوض لا تترك أي مجال للشك أو الخلاف.

امتلك حيواناً أليفاً

من المعلوم منذ وقت طويل -استناداً إلى التجارب والملاحظة الشخصية- أن مالكي الحيوانات الأليفة غالباً ما يكونون أسعد الناس وأشدهم تفاؤلاً. لكن ذلك لا يتعلق فقط بوجود حيوان تحبه وتعتني به، وإنما لأن امتلاك حيوان يتطلب منك الحفاظ على جدول مواعيد مستمر ومنتظم نسبياً من خلال الاهتمام بوجباته ونـزهاته وغفواته. بكلمات أخرى، لهذا الأمر نفس التأثير الإجمالي لتطبيق نماذج سلوكية مفيدة الصحة -وبالتحديد، الالتزام ببرنامج عمل منتظم. كما أن القيام بتنزيه الحيوان ترغمك على التحرُّك، والانخراط في تمرين جسدي من نوع ما، حتى لو لم يكن حيوانك نشيطاً متحفزاً للجري. إن وجودك في الطبيعة مع الحيوان يقدم الفوائد التي يمنحها وقت الراحة من العمل، لأن تنزيه الحيوان يطلب منك ترك المكتب والتوقف عن ممارسة عدة مهام في وقت واحد -بعيداً عن التقاط البراز والتحدث على هاتفك الخلوي في الوقت نفسه.

اسأل طبيب مجاناً