التصنيفات
طب نفسي | علم النفس

فوائد النوم الكافي وأضرار الحرمان من النوم

سبب احتياجك إلى قسط وافر من النوم ليلًا

تشمل فوائد النوم الكافي والمنعش ما يلي:

• تحسين الأداء البدني في فترة النهار.

• تحسين الأداء العقلي في فترة النهار (تحسين القدرة على التعلم والتركيز، والذاكرة).

• الوقاية من التعرض للإصابات والحوادث.

• إبطاء عملية الشيخوخة وتحسين جودة الحياة، بسبب الراحة، وتجديد العافية، وخفض عمليات الأكسدة.

• تحسين كفاءة الجهاز المناعي.

• تحسين التمثيل الغذائي، وقد توصلت بعض الدراسات إلى أن الحرمان من النوم يزيد من الميل إلى البدانة.

• المساعدة على الحفاظ على الصحة، والسعادة، والعلاقات الجيدة.

• الحد من ” التمارض” وبالتالي المساهمة في تحسين الاقتصاد.

• توفير فترة راحة من مشكلاتك اليومية ومن عقلك الواعي.

الأداء العقلي والبدني

يقال إن العقل النائم هو عقل متعلم؛ لأن التعلم يتبلور في هذه الأثناء. فبعد إجراء اختبار تمييز بصري لم يلاحظ التحسن في الأداء إلا بعد النوم لمدة ست ساعات قبل إعادة الاختبار.

وأيًّا كانت الطريقة، فمن الواضح أن المخ النائم يقوم بإعادة التعلم م ن أجلك، ويبدو أن النوم المبكر نسبيًّا في المساء يؤدي إلى تحسين الذاكرة والقدرة على التعلم.

نحن نحتاج إلى الراحة البدنية من أجل إعادة تجديد الخلايا والسماح للجسم بالتخلص من السموم، فعلى السبيل المثال إذا كنت نشطًا باستمرار، فسوف تكوِّن حمض اللاكتيك الذي يسبب ألم العضلات والقلق.

كما تؤكد تجارب مختبر النوم البشري أن اختلاف مراحل النوم ترتبط باختلاف أنواع من تجارب الذاكرة، وأن أجزاءً مختلفة من المخ تشترك فيها. ومن المعروف أن النوم الكامل يحسن القدرة على تعلم اللغات، ويحسن الإدراك البصري والقدرة على حل مسائل الرياضيات، ويعزز المهارات الحركية، مثل العزف على الآلات الموسيقية والكتابة.

وقد مر معظمنا بتجربة ضعف الحافز والطاقة والنشاط البدني والذهني وقلة الصبر لدينا بعد ليلة من النوم السيئ. ربما تعتقد أنك على ما يرام بعد الحصول على الحد الأدنى من النوم، ولكنك في الواقع لست كذلك، فسوف تضعف على الأقل قدرتك على الحكم في الأمور والأداء الوظيفي. حين تسمع شخصًا يفتخر بأنه يعمل خلال الليل، فيجدر بك أن تتساءل إذا ما كان النوم الصحي سيجعله أسعد وأكثر إنجازًا.

الحوادث

الحرمان من النوم هو سبب محتمل لحوادث السيارات، علاوة على الكثير من أنواع الحوادث الأخرى، وهناك العديد من التفسيرات المختلفة الواضحة لذلك، وأحد الأسباب الأقل شيوعًا أن مجال الرؤية المعتاد لديك يتدهور نتيجة الحرمان من النوم؛ لذلك تقل القدرة على تحليل ما يحدث حولك، ويعني هذا الخلل أن الرؤية الجانبية تتقلص، ولكنك لا تدرك ذلك؛ نظرًا إلى أنه خلل جزئي. (ربما تكون قد جربت بنفسك أنك حين تخضع إلى اختبار العين، وأنت مرهق تكون نتائج الاختبار سيئة مقارنةً بالنتائج حينما تشعر بأنك على ما يرام).

إن عددًا من الأشخاص يعانون نقص النوم، الذي يتسبب في ” الغفوات الضئيلة” خلال اليوم، ولكنهم قد لا يدركون ذلك الفقد اللحظي للوعي. ويبدو أن نقص النوم يتزامن مع النقص العام في الوعي، إذ يمكن أن يؤدي نقص النوم بمقدار ١.٥ ساعة إلى تقليل الانتباه في أثناء النهار بنسبة ٣٣٪، وقد يسهم في نحو ثلث الحوادث المرورية. كما يفترض باحثون بريطانيون أن تأثير النعاس يتجاوز تأثير الكحول والمخدرات كأكبر سبب يمكن التعرف عليه والوقاية منه في حوادث كل وسائل النقل والمواصلات.

كما يرتبط العمل في ورديات بمشكلات النوم، ويتضح أن الحوادث الصناعية ترتبط بالعمل الليلي، والمثال الجلي هو حادث مفاعل تشيرنوبل، ومفاعل جزيرة ثري مايل، وكارثة مدينة بوبال.

العمر وجودة الحياة والأكسدة

يفترض أطباء أمراض النوم الخبراء أنه يبدو أن الوفاة تحدث مبكرًا لدى المرضى الذين يحصلون على أقل من خمس ساعات من النوم خلال الليل. وقد أظهر مسح أجري على أكثر من مليون رجل وامرأة ما بين عمر ٣٠ و ١٠٢ سنة أن الأكثر تعميرًا هم أولئك الذين ينامون سبع ساعات في الليلة، أما هؤلاء الذين ينامون أقل من ٣.٥ إلى ٤.٥ ساعة أو أكثر من ٨.٥ ساعة فترتفع بينهم معدلات الوفيات. وقد تعرضت هذه الدراسة للنقد؛ ومع ذلك فإن مسحًا أجري على مليون شخص ليس بالدراسة الهينة، وحتى لو كانت فترات النوم الطويلة أو القصيرة لا تزيد على نحو بالغ من معدلات الوفاة، فإن لها تأثيرات سلبية على الصحة والعافية الجسدية.

ويعاني مدمنو الكحول قلة موجات دلتا ( الموجات البطيئة)، التي تؤدي إلى فترات النوم المنشطة وزيادة فترات نوم حركة العين السريعة، وهم عرضة لخطر عدد من الأمراض والإصابة بالعدوى. ومن المعروف أن اضطرابات النوم عند مدمني الكحول تؤثر في الجهاز المناعي لتأثيرها في الخلايا الفاتكة الطبيعية التي تحمينا من الإصابة بالعدوى.

ويجب أن تنتبه إلى أن للكحول تأثيرات عكسية، من ضمنها الإدمان وتلف الكبد والمخ وكبر حجم الثدي عند الرجال ومشكلات الوزن والتهاب المعدة واضطرابات النوم والخرف.

وتحدث عمليات الأكسدة العالية نسبيًّا مصحوبةً بإنتاج الجذور الكيميائية الحرة الضارة خلال اليوم نتيجة لأنشطة التمثيل الغذائي الطبيعية لجسمك، علاوة على النشاط البدني والتعرض للملوثات. وحينما تهجع إلى الراحة ليلًا تقل عمليات الأكسدة، وبالتبعية تصبح القدرة على إضعاف تأثير الجذور الكيميائية الحرة أكثر سهولة.

وهذا سبب مقولة إن النوم هو أفضل إكسير مضاد للأكسدة والشيخوخة.

الأمراض والنوم

من المرجح أن النوم يقي من السرطان؛ وذلك لأن النوم الصحي يرتبط بالمستويات العالية لهرمون النوم الميلاتونين، الذي له تأثير مضاد للأكسدة.

وقد أشار مسح أجري على مريضات مصابات بسرطان الثدي إلى أن ٦٣٪ من النساء قد سجل أنهن قد عانين نوعًا أو أكثر من اضطرابات النوم، وأن ٣٧٪ منهن اعتدن تناول الحبوب المنومة. ووجد أن اللاتي انتشر سرطان الثدي عندهن ووصل إلى العظام كن أقل تعليمًا وأكثر اكتئابًا، ويتألمن ويفتقرن إلى الدعم الاجتماعي. وكما سترى تحت العنوان التالي، فإن النوم الجيد في الليل يحفز أيضًا على إفراز مستوى مناسب من هرمونات الغدة الكظرية المضادة للتوتر وإنتاج نوع خاص من الخلايا المناعية، ويرتبط كلاهما بالشفاء والتعافي من مرض السرطان.

تفرز الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ هرمون الميلاتونين، ويشارك هذا الهرمون في دورة النوم والاستيقاظ، ويصل مستواه في الدم إلى ذروته ما بين الواحدة صباحًا إلى الثانية صباحًا، وهناك دليل على أن تأثير هرمون الميلاتونين له دور في الوقاية من مرض السرطان. وقد يعاني مَن يشتغلون بنظام الورديات، مثل الممرضات والممرضين الذين يتعرضون إلى الضوء في الليل، مستويات منخفضة لهرمون الميلاتونين، وتوصلت دراسة كبيرة إلى أن النساء اللاتي يعملن في ورديات ليلية بصورة دورية يواجهن خطرًا متزايدًا للإصابة بسرطان القولون.

الجهاز المناعي والتمثيل الغذائي للجلوكوز والتوتر

ترتبط خلايا المخ المشاركة في عملية النوم بالجهاز المناعي، فعلى سبيل المثال غالبًا ما يقول المرضى المصابون بالأنفلونزا إنهم ينامون لفترات طويلة من الوقت؛ وذلك قد يعكس “حكمة الجسم”. فحين تواجه عدوى يفرز جهازك المناعي مواد كيميائية تسمى سيتوكينز، البعض منها يحفز النوم. وهذا سبب أن الأطباء يجب أن يصفوا الراحة كجزء من علاج العدوى؛ لأن الراحة كما هو واضح تتيح لجهازك المناعي أداء وظيفته بشكل أفضل.

قد يزيد الحرمان من النوم من بروتين ج التفاعلي، وهو علامة خطيرة على التعرض لالتهابات القلب والأوعية الدموية. وأشار مسح أُجري على ٧١٦١٧ ممرضة وممرضًا إلى أن هؤلاء الذين ينامون لأكثر من تسع ساعات وأقل من سبع ساعات كان لديهم زيادة طفيفة في خطر التعرض لأمراض القلب.

وقد تؤدي قلة النوم إلى خلل في التمثيل الغذائي للجلوكوز، وقد تكون عاملًا خطيرًا للإصابة بداء السكري. ويوصى بالتمارين وأنظمة الطعام المنتظمة والأغذية غير المصنعة للوقاية من كلٍّ من داء السكري والأرق، ويجب أن يستشير المرضى المصابون بداء السكري ويعانون مشكلات النوم أطباءهم؛ لأنهم قد يعانون تقلب مستوى الجلوكوز في الدم خلال الليل.

قضى بعض الأشخاص – الذين يعانون الاكتئاب المرتبط بالتعرض لفاجعة – ثلاث ليالٍ في مختبر للنوم، وتمت مراقبتهم في أثناء الليل. وقد تم رسم علاقة بين الأفكار الدخيلة المرتبطة بالتوتر وسلوكيات النفور من جهة بالاستيقاظ لفترات طويلة من جهة أخرى، وكان ذلك مرتبطًا بانخفاض أعداد الخلايا الفاتكة الطبيعية. ويشير الانخفاض في هذه الخلايا الليمفاوية الخاصة إلى انخفاض الوظيفة المناعية، جاعلة الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض. لا أحد مستثنى من التعرض لدرجات متفاوتة من الحزن والصدمات وما يصاحبهما من عدم النوم في أثناء الليل، لكنَّ هذه الدراسة تؤكد أنه يجب عليك أن تحصل على مساعدة للتغلب على التوتر الذي يزعج نومك باستمرار.

الرفاهية والسعادة

توصلت إحصائية أجرتها المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم إلى أن قلة النوم تتسبب في نفاد الصبر والعدوانية، علاوة على أنها تزيد من الشهية، وللحرمان من النوم أيضًا تأثير ضار في التمثيل الغذائي للنشويات، ويؤدي إلى خفض مستوى هرمون الثيروتروبين ؛ الهرمون الذي تفرزه الغدة النخامية والمحفز للغدة الدرقية. وقد تؤدي هذه التأثيرات إلى زيادة وزن الجسم وانخفاض مستوى الطاقة، وذلك سبب في أن التقارير الإعلامية تنصح بأن النوم الكافي يساعد على إنقاص الوزن، رغم أن النوم الزائد له تأثير عكسي بشكل ملحوظ.

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين ١٤ إلى ٨٤ سنة، ويعانون اضطرابات النوم لفترات طويلة عرضة للاكتئاب.

كما أن النعاس في أثناء النهار هو مقياس للأرق، ويشمل ذلك احتمالية الغفوة في أثناء القراءة، والمحادثات، ومشاهدة التليفزيون، وفي أثناء ركوب السيارة، وفي أثناء فترات التوقف المرورية لدقائق قليلة وأنت تقود السيارة. قد يحدث هذا أحيانًا لنا جميعًا لأسباب متنوعة، مثل الملل

أو وردية العمل، ولكن المعدل العالي للنعاس في أثناء النهار يشير إلى مشكلات النوم، أو كبر السن بشكل بالغ.

وعند مقارنتهم بمن يحصلون على كفايتهم من النوم، نجد أن من لا ينامون جيدًا يعانون ارتفاع معدلات نبضات القلب وانخفاض معدلات التركيز والاسترخاء والمهارات الحركية، وقلة أنشطة موجات المخ المطلوبة.

ويؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول المسائية في الدم وزيادة نشاط الجزء البدائي من الجهاز العصبي، وهذا يعني أن الجسم مبرمج على “الكر والفر” بدلًا من الراحة والاسترخاء، ورغم ذلك فقد لا تشعر بأنك مستثار، وهذا هو سبب أن المصابين بالأرق يقولون غالبًا إنهم يشعرون بالإنهاك ولكن لا يستطيعون النوم.

الاقتصاد

يكلف الحرمان من النوم ملايين الدولارات كل عام في شكل إجازات مرضية وحوادث.

الخلاصة

ما سبق هو أمثلة قليلة لتأثيرات مشكلات النوم على الصحة، ولدى بعض الأشخاص آراء غير منطقية بأنهم ينبغي أن يحصلوا على القليل من النوم قدر المستطاع، ولكن رغم أن عددًا قليلًا جدًّا يختار بوعي أن يحصل على أقل قدر ممكن من العناصر الغذائية، فإن النوم مهم بالأهمية نفسها لنظام غذائي صحي من أجل العافية.

وقد تأخذ بعين الاعتبار الكم الهائل من تأثير الاضطرابات المتعددة.

الخلاصة

• إذا كنت تعاني الحرمان من النوم، فأنت تتعامل مع التوتر بشكل سيئ، هل تشتكي دائمًا من التوتر في حياتك؟ هل التوتر عندك أسوأ من التوتر عند الآخرين؟ هل يرغب أصدقاؤك وزملاؤك في سماع شكواك المستمرة؟ هل تتضاءل حياتك الاجتماعية وتشعر بالاكتئاب؟ هل من المحتمل أن تكون المشكلة الحقيقية هي أن الحرمان من النوم قد أثر في جهازك العصبي لدرجة أنك لم تعد تستطيع مجاراة المتاعب اليومية الشائعة بفاعلية؟ هذا القصور في مجاراة المتاعب قد يضعف مقاومتك للعدوى، ومن ثَمَّ تعاني نقصًا في طاقتك وفي أداء عملك، علاوة على المعاناة في حياتك الاجتماعية.

• يمكنك الاكتفاء بالقليل من النوم، ولكن قد يتسبب ذلك في الالتهاب الذي يؤدي إلى مشكلات المعدة، التي قد تؤثر بدورها في نوعية ما تأكله، ويعني الالتهاب أيضًا أنك لن تكون قادرًا على امتصاص العناصر الغذائية بفاعلية، ويعتقد أن حوالي ٥٠٪ من الأمراض تنتج عن نقص العناصر الغذائية الأساسية.

يجب أن تحقيق التوازن بين العمل أو الدراسة وبعض الأمور المعتادة وتعلم الأشياء الجديدة والتمارين والتفاعل الاجتماعي والاسترخاء، والنوم أفضل وسيلة، إذ يجب ببساطة أن تنظم حياتك وبذلك تمتلك تجارب متنوعة، من ضمنها نوم كافٍ منعش. وينبغي أن يشتمل هذا التنظيم على وضع الأولويات، حتى لا تجعل يومك مكتظًّا جدًّا، وبالتالي تفقد قدرتك على فهم احتياجاتك واحتياجات الآخرين الحقيقية. لا تنتظر، حتى تصاب بالإنهاك التام فلا تستطيع حتى أن تنام!

اسأل طبيب مجاناً