التصنيفات
الأسنان، الفم و اللثة

صرير الأسنان: الإجهاد النفسي هو المسؤول الأول

صرير الأسنان هو مشكلة صحية تنتج غالبا عن سبب نفسي، برأي وليام باين، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان في ماكفيرسون، كنساس. “فبعد خبرة 20 عاما في طب الأسنان، وجدت بأن الأشخاص الواعين لذواتهم نفسيا وروحيا يملكون سيطرة أكبر من غيرهم على صرير أسنانهم”، كما يؤكد د. باين.

صرير الأسنان

ويعني بالوعي الذاتي النفسي هو أن يفهم المريض بأنه يصر على أسنانه عوضا عن أن يتعامل مع الإجهاد النفسي الذي يمر به في حياته. وحين يدرك هذا الأمر، يتمكن من أخذ القرار في مواجهة مصدر الإجهاد عوضا عن تدمير أسنانه. ولكن يعتقد د. باين بأن تقليص التوتر ليس كافيا للتغلب على المشكلة.

“فمرضاي الأكثر قدرة على السيطرة على صرير الأسنان لا يكتفون بتخفيف الإجهاد النفسي في حياتهم”، كما يشير، “بل ينمون وعيا ذاتيا روحيا. فهم يدركون وجود كائن روحي داخلهم – صوت باطني، حدس، مرشد دائم – أعمق من حالاتهم النفسية العالية والهابطة. ولو بدأوا بالإنصات إلى أصواتهم الباطنية، لتمكنوا فعلا من التغلب على حالات القلق والتوتر والإحباط والألم النفسي، والتي تعتبر جميعها أسبابا لصرير الأسنان إذ سيكون لها تأثير عميق وثابت عليهم”.

ويطرأ صرير الأسنان عادة في الليل، حين يقوم العقل الباطن “بمضغ” المشاكل. ولكن أحدث ذلك تحت ضوء القمر أو في وضح النهار، فإن عواقبه وخيمة على الأسنان. فهو يؤدي إلى بلاء الأسنان أو تلفها في موضع اتصالها باللثة أو بعظم الفك بحيث ترتخي أو حتى تتكسر. وحتى إن لم يسبب الصرير تلفا في الأسنان فإنه يؤدي إلى أوجاع في الرأس والوجه والعنق.

فإن كان الإجهاد قد أطبق عليك بفكيه، للأطباء البديلين وسائل عديدة ومتنوعة لإيقاف صرير الأسنان.

دليل العناية الطبية

بالرغم من أن لصرير الأسنان أسبابا عدة، إلا أن الأعراض تبقى نفسها. فاستنادا إلى بفرلي يايتس، دكتورة في الطب الطبيعي، طبيبة أخصائية في العلاج الطبيعي ومديرة مركز Natural Health Care Group في سياتل، عليك أن تقصد طبيب الأسنان لحالات الصرير إن عانيت من صداع أو من ألم في الفك لا مبرر لهما، واجهت صعوبة في مضغ الطعام جيدا، أو لاحظت تغيرا في شكل النصف السفلي من وجهك. ومن العلامات التحذيرية الأخرى، سماع طقطقة أو فرقعة عند فتح الفم للتثاؤب أو الضحك ووجع في الفك وعضلات الوجه، خاصة قريبا من الصدغين وأمام الأذنين.

ولا ينتج صرير الأسنان دوما عن التوتر. ففي بعض الأحيان، من شأن سوء إطباق الأسنان أو عدم تراصف العضة أن يدفعاك إلى شد أسنانك وصرها. وقد تنتج الحالة أيضا عن الاضطراب الفكي الصدغي السفلي، وهو عبارة عن عدم تراصف مفصل الفك.

“وثمة علاج طبي بسيط واحد لصرير الأسنان الليلي الناتج عن التوتر”، على حد قول مايكل أولمستيد، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان مؤتلف أحيائي في ديل مار، كاليفورنيا. إنها قطعة لحماية الأسنان توضع في الفم، شبيهة بتلك التي يستعملها الرياضيون المحترفون.

وتعمل هذه القطعة المصنوعة من الأكريليك الصافي الصلب على منعك من الصرير على أسنانك أثناء النوم. فإن كنت تعاني من صرير الأسنان، اطلب من طبيب الأسنان أن يصنع لك واحدة. إذ يجب أن تكون ملائمة لعضة المريض لكي تكون فعالة. ويحذر د. أولمستيد بأن شراء القطع الجاهزة لن يؤدي سوى إلى مزيد من المشاكل.

ومن شأن صرير الأسنان أن يكون عارضا لمشاكل جسدية أخرى أيضا – وهي مشاكل قد لا تخطر على بال أطباء الأسنان التقليديين في بعض الحالات.

فقد تنتج بعض الحالات مثلا عن تيارات كهربائية تولدها مجموعة وافرة من المعادن في الفم، استنادا إلى وليام باين، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان في ماكفيرسون، كنساس. ويقول د. باين بأنها قد تكون ناتجة عن حالات تحسس، وأن صرير الأسنان قد يكون محاولة لاواعية لتدليك الجيوب المحتقنة والملتهبة.

وفي حال عدم نجاح تقنيات العناية الذاتية، ينصح د. باين كل من يعاني من مشكلة صرير الأسنان برؤية طبيب أسنان مؤتلف أحيائي أو طبيب أسنان أحيائي (أي يؤمن بأن كثيرا من المواد المستعملة في طب الأسنان التقليدي هي مواد مؤذية بالصحة ولا يستعمل سوى المواد السنية التي يعتقد بأنها آمنة)، يمكنه تقويم جميع الأسباب المحتملة وتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.

الاسترخاء: تخلص من الإجهاد النفسي

للمساعدة على تجنب صرير الأسنان أثناء النوم – وهو أكثر أوقات الصرير اللاواعي والمتلف للأسنان شيوعا – لا تقم بشيء يسبب لك التوتر قبل 30 دقيقة من النوم، كما تنصح بفرلي يايتس، دكتور في الطب الطبيعي، طبيبة أخصائية في العلاج الطبيعي ومديرة مركز Natural Health Care Group في سياتل. اشغل هذا الوقت عوضا عن ذلك بالاستماع شريط تسجيل خاص بالاسترخاء، أو خذ حماما دافئا.

الأعشاب: لتهدئة الأعصاب

يعتقد بأن كلاّ من البابونج وحشيشة الدينار والناردين والدرقة تزيل القلق وتساعد على النوم بعمق أكبر، بحسب مايكل أولمستيد، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان مؤتلف أحيائي في ديل مار، كاليفورنيا. جرب شاي كل منها لترى أيا منها يعطي مفعولا أفضل. وإن رغبت بنتائج أفضل استعمل صباغ أي من هذه الأعشاب قبل النوم، وذلك بتذويب الجرعة الموصى بها على الوصفة في 30 إلى 60 سم3 من الماء الساخن.

وهو يرى أن “للصباغ مفعولا أقوى من الشاي”. ويرجع ذلك إلى كونه أكثر تركزا ويمتصه الجسم بسرعة أكبر.

العلاج المثلي: لاسترخاء الوجه

يعتقد بأن العلاج المثلي Magphos يساعد على استرخاء عضلات الوجه. وعلى الأشخاص الذين يصرون على أسنانهم بانتظام أن يستعملوا مستحضرا بقوة 12X ثلاث مرات في اليوم لمدة أسبوع ليروا إن كان سيفيدهم، كما ينصح جايمس كينيدي، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان في ليتلتون، كولورادو. فإن استعملته ووجدت بأنك تصر على أسنانك على نحو أقل، اخفض الجرعة إلى مرة في اليوم قبل النوم. وفي حال لم يعط العلاج مفعولا أو توقفت الأعراض فأوقف استعماله. أما إن تواصلت الأعراض لأكثر من 6 أسابيع، فاقصد طبيب الأسنان.

وإن كنت تصر على أسنانك في حالات التوتر الشديد وحسب، جرب استعمال هذا العلاج عند شعورك بالتوتر، وتناوله ثلاث مرات في اليوم. فمن شأنه أن يساعد على منع صرير الأسنان الناتج عن الإجهاد النفسي، كما يعتقد د. كينيدي.

الاسترخاء: يساعد على الراحة

انطق أحرف العلة اللاتينية – A, E, I, O, U – بصوت عال وبالغ في صوت كلّ منها. فهذه الأصوات تمدد عضلات الوجه وترخيها، مما يخفف الألم ويساعد على منع صرير الأسنان، برأي د. باين. مارس هذا التمرين أربع مرات في اليوم أمام المرآة لتتأكد من أنك تمدد فعلا عضلات وجهك مع كل حرف. مارس هذا التمرين يوميا إلى أن تسيطر على صرير أسنانك، ثم واصل تأديته كعلاج تعزيزي.

التغذية الاسترجاعية البيولوجية: استعن بلسانك

إن مجرد وعيك بأنك تصر على أسنانك هو خطوة أولى باتجاه الإقلاع عن هذه العادة اللاواعية، برأي د. باين الذي يؤكد قائلا: “إن خمسا وسبعين بالمئة من مرضاي الذين يصبحون واعين بأنهم يصرون على أسنانهم يتوقفون عن هذه العادة”.

ولصرير الأسنان نهارا ينصح بوضع اللسان بين الأسنان العلوية والسفلية، مثلا، لكي تنتبه فورا حين تبدأ بشد أسنانك على بعضها بعضا (سيؤلمك ذلك بعض الشيء). وحين تشعر بقرصة الألم، قل لنفسك: “أنا لست بحاجة لفعل ذلك”.

ويقول د. باين: “هذه التقنية فعالة جدا”.

الأكل: لا تأكل قبل النوم

للحؤول دون صرير الأسنان، ينبغي أن يكون الجسم مرتاحا قدر الإمكان أثناء النوم، برأي د. أولمستيد. والأكل قبل ساعة أو أقل من النوم ينشط عملية الهضم والأيض، مما يضاعف احتمال الصرير على الأسنان ليلا. لذا ينصحك قائلا: “لا تتأخر في تناول عشائك”.

الكربوهيدرات والكافيين: لا تستهلكهما ليلا

ربما كنت من محبي التسلية بالأكل أثناء مشاهدة برنامجك الليلي المتأخر. ولكن إن كنت ستأكل ليلا، تجنب السكر والعسل والعصير أو غيرها من مصادر الكربوهيدرات في وجبتك المتأخرة، كما يوصي د. أولمستيد. ولا تتناول أي نوع من الشاي المحتوي على الكافيين أو تشرب القهوة، وتجنب الكحول بتاتا من دون شك، لأنها تسبب جميعها اضطرابا في دورة النوم. ويعتقد د. أولمستيد بأن هذه الأطعمة تبقي الجسد نشيطا جدا أثناء النوم ولا تناسب إطلاقا الأشخاص الذين يرغبون بالتوقف عن صرير الأسنان.

اسأل طبيب مجاناً استشارات طبية مجانية