التصنيفات
صحة المخ والجهاز العصبي

داء ألزهايمر

يُعرّف داء ألزهايمر بأنه اعتلال تنكّس عصبي دماغي غير معروف المنشأ، ويسبّب فقدان ذاكرة متقدّم أو فقدان وظائف عقلية أخرى، مثل صعوبة في إنجاز مهمات مألوفة، وفقدان الإحساس بالوقت والمكان، وحالات خلل حركية وبصرية، وصعوبة في إيجاد كلمات.

كانت معظم هذه المعايير لتحديد المرض قد طُوّرت في 1984 من قبل المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والتواصلية والسكتة الدماغية، وجمعية داء ألزهايمر واضطراباته. بعد سبع وعشرين سنة، حُدّثت المعايير لتعكس المعرفة التي اكتسبناها بشأن المرض منذ ذلك الوقت، وساعدت التغييرات في تشخيص وتحديد أشكال مختلفة للمرض، والتركيز على التأثير الذي يُحدثه العته وداء ألزهايمر على أفراد. يتضمّن التغيير الرئيس فهم أن أفرادٍ يستطيعون تقديم قضايا معرفية متنوّعة، ويتمتع بعض الأفراد المصابين بداء ألزهايمر بقدرة ذاكرة سليمة في حين يعانون مشكلات معرفية أخرى مثل قضية لغة (مثال: صعوبة في إيجاد كلمات)، وحالات خلل بصريمكاني (مثال: قدرة إيجاد طريق)، أو خلل في استنتاج أو حل مشكلات. لا تزال قضايا الذاكرة، طبعاً، الاهتمام الرئيس في عدّة حالات، لكن هذه الاهتمامات المعرفية الأخرى قد خضعت لفحص دقيق الآن. مهم أيضاً أن نلحظ أن حالات الخلل هذه تحدث تدريجياً، من دون أن تظهر فجأة.

إجمالاً، إن أشخاصاً مصابين بداء ألزهايمر مهتمون بما يخص أساساً هذا المرض، لكنهم قد يكونون مهتمين أيضاً بمدى انتشار المرض ضمن فئة سكانية محدّدة. هناك تقديرات متنوّعة عن نسبة حالات العته المحدّدة بأنها داء ألزهايمر، وقد حدّدت المنظمة العالمية لداء ألزهايمر بأن المرض يصيب 50 إلى 75 بالمئة من كل حالات العته المبلّغ عنها، ونتجت هذه النسبة العالية عن أفراد يظنّون أن العته وداء ألزهايمر متعاوضان، لكنهما ليسا كذلك. في سنوات حديثة، تحسّن تشخيص مرض العته المعروف بالعته الوعائي، ويعدُّ حالياً ثاني حالات العته شيوعاً. على كل حال، أظن أنه في السنوات القليلة القادمة ستُحدّد روابط مهمة مع أضرار وعائية في كل مرضى العته، من ثم ستُلحظ أعراض متداخلة على أنها أكثر شيوعاً وتُشخّص بمعدّل أعلى من كونها داء ألزهايمر وحده. مهم أن نتذكّر حين سماع كلمة عته أنها وصف عام، وقد يُصاب فرد بعدّة أمراض مرتبطة بالعته، مثل داء ألزهايمر، أو العته الوعائي، أو عته أجسام لوي، أو العته الصدغي الأمامي، أو حبسة متقدّمة رئيسة. هدف هذا الفصل، على كل حال، هو نقاش داء ألزهايمر بالتفصيل.

بالرغم من أن وصفاً لداء ألزهايمر قد قُدّم في بداية هذا الفصل، إلا أن أعراض المرض قد تختلف كثيراً من فرد إلى آخر. تاريخياً، يعدُّ فقدان الذاكرة في ما يتعلق بأحداث يومية أحد الميزات الرئيسة التي يبحث أطباء عنها حين يحاولون تحديد وجود العته، لكن هذا لا يكون بالضرورة صحيحاً. عملية التشخيص، طبعاً، أكثر تعقيداً، وما ينبغي إيضاحه هنا هو أن صعوبة الذاكرة قصيرة الأمد، خاصة، ملحوظة جداً لأفراد الأسرة (ربما بسبب الإحباط التي تسبّبها لهم). أفراد الأسرة على الخط الأمامي وينتبهون عادة حين يبدأ فردٌ التغيّرَ فجأة، لكن هذا التغير لا يُلحظ إلا بعد عدّة سنوات من بداية المرض.

السؤال الذي يرغب أفراد كُثر الحصول على إجابة عنه هو ما الذي يجري تحديداً في الدماغ ويسبّب داء ألزهايمر؟

العناصر الوراثية لداء ألزهايمر

هناك عمليتان وراثيتان رئيستان في داء ألزهايمر: تطوّر صفائح عصبية وتشابكات لييفية عصبية.

صفائح عصبية

تنشأ الصفائح العصبية عموماً نتيجة تكدّس وتطوّر بروتينات شاذة، وتتكوّن من نواة كثيفة من بروتينات تُعرف باسم أميلويد بيتا. تتطوّر صفائح أميلويد بيتا بسبب انقسامات شاذة في سلف بروتين النشاء (APP)، ويُظنُّ أن هذا البروتين يوجد ابتداءً في عصبونات لمنافع صحية (مثال: نمو عصبي). على كل حال، البروتين موجود جزئياً داخل الخلية وخارجها، ونتيجة ذلك ينقسم إلى أجزاء بأنزيمات تدعى ألفا-، وبيتا-، وغاما-سكرتاز. تنشأ الصفائح بناءً على نوع البروتين الذي ينقسم ومكان حدوث الانقسام في البروتين، وفي تطوّر داء ألزهايمر، يقسم أنزيم بيتا-سكرتاز سلف بروتين النشاء من أحد طرفيه، في حين يقسم أنزيم غاما-سكرتاز القسم الباقي على الطرف الآخر، محرّراً هذا الجزء إلى المساحة خارج العصبون بدلاً من جعله يبقى ضمن الخلية. هذا مسار مفيد وطبيعي لهذه العملية، وببتيد أميلويد بيتا هذا، الذي قد حُرّر الآن خارج العصبون، هو جسم غير طبيعي طويل يتكوّن من اثنين وأربعين إلى ثلاثة وأربعين حمضاً أمينياً، بدلاً من أربعين أصلية، وتبدأ بروتينات الأميلويد بيتا هذه الطويلة الالتصاقَ مع بروتينات مشابهة أخرى. تجري في الدماغ عملية يستطيع فيها إخراج بعض هذه البروتينات الشاذة منه، لكن لا تخرج كلها من الدماغ، فتنشأ “صفائح” (أو لييفات أوّلية) لا تذوب. مع استمرار هذه العملية، تتطوّر هذه الكتل إلى صفائح تكون نموذجية في داء ألزهايمر. تُبطئ هذه الصفائح سرعة نقل الإشارات العصبية، ويراها الدماغ أجساماً تالفة، من ثمَّ تبدأ عملية تُغلّف فيها الخلايا التي تتأثر بالصفائح وتُخرج من الدماغ، وهذه عملية ارتكاسية حيث يبذل الدماغ أفضل جهده لحماية نفسه. على كل حال، التأثير الناجم عن ذلك هو خفض عدد العصبونات وانخفاض القدرة على نقل رسائل عبر الدماغ، وما يبقى هو مجموعة كثيفة من الصفائح ودماغ منكمش.

تشابكات لييفية عصبية

العملية الرئيسة الثانية التي ينبغي تحديدها في أفراد مصابين بداء ألزهايمر هي تطوّر تشابكات لييفية عصبية. يبدأ تكوّن الصفائح خارج غشاء الخلية العصبي، في حين إن التشابكات اللييفية العصبية عملية تبدأ داخل الخلية. يوجد داخل خلايانا نظام أنابيب دقيقة يبدو مثل خيط طويل من بوالين مرتبطة معاً، وتمتد هذه البينة الشبيهة بالخيوط في أرجاء الخلية، وتعمل على نقل المواد المغذّية فيها، في حين يساعد بروتين تاو في ربط الأنابيب الدقيقة معاً (مثل الخيط من بالون إلى آخر، محافظاً على بقائها معاً). ما يحدث في داء ألزهايمر هو أن البنية الجزيئية لتاو تبدأ بالتفكّك، ونتيجة ذلك تجري عملية تدعى “إشباع مفرط بالفوسفور”، وتحدث هذه العملية؛ لأن أيونات الفوسفات ترتبط بخيوط تاو، وهذا سيئ لأنه يؤدي إلى فقدان تاو قدرته على ربط الأنابيب الدقيقة معاً. من ثم، تفقد الأنابيب الدقيقة بنيتها وتتحلّل، وهذا يعني أن الخلية لن يكون بمقدورها تغذية نفسها. أخيراً، ينتج عن هذا موت الخلية، وما يبقى مكانها هو تشابكات لييفية عصبية.

كما يتضح، إنتاج الصفائح والتشابكات مؤذٍ جداً لصحة بنية المرء العصبية. ومن وجهة نظر جينية، داء ألزهايمر هجوم تحديداً على خلايا المرء الدماغية، من داخل الخلية وخارجها، والنتيجة خلل كبير أو صمت مُطبق (نتيجة موت الخلية) في النقل العصبي. على كل حال، مهم أن نلاحظ أن الدماغ مرن جداً، وفي حالات كثيرة قد يقع ضرر كبير في حين يبقى أداء المرء ثابتاً، ويحدث هذا؛ لأن أدمغتنا تجد طرقاً مختلفة لبعث رسائل واستقبالها. يختلف مدى قدرة المرء للتعويض عن هذه الهجمة المستمرة لعددٍ من الأسباب التي تُناقش بين دفّتي هذا الكتاب، وقد أمضى الباحثون سنوات عديدة في محاولة الكشف عن العمليتين اللتين وصفتهما، والهدف من فهم ما يجري ضمن دماغ مصاب بداء ألزهايمر هو إيجاد طرق لتغيير هذه العملية وإصلاحها. بالرغم من عدم وجود علاج حتى الآن لداء ألزهايمر، إلا أن هناك عدّة إنجازات في التخفيف من هاتين العمليتين، وفي نهاية هذا الفصل سأقدم إيجازاً عن عدّة علاجات قائمة يؤمل أن تغيّر هذا العملية أو توقفها تماماً.

لماذا يصاب أشخاص بداء ألزهايمر؟

الجواب عن هذا السؤال سهل جداً: لا نعرف، عموماً، كيف وماذا يسبّب إطلاق هذه العملية، وقد خفّفتُ هذه العبارة بالقول “عموماً”؛ لأننا غير واثقين مما يؤدي إلى بدء العملية في حالات متفرّقة. لكن في عددٍ قليل من الحالات، نعرف أن المرض قد يكون وراثياً، من ثم يُقسم داء ألزهايمر إلى نوعين رئيسين: أسري/وراثي ومتفرّق [فردي].

عبارة داء ألزهايمر متفرّق تعني أنه لا توجد صلة محدّدة بسبب المرض. وإذا أُصيب شخص بداء ألزهايمر متفرّق، يُفترض عدم وجود مكوّن وراثي، وأن المرض قد تطوّر من دون صلة أسرية. يعدُّ داء ألزهايمر المتفرّق النموذج الأكثر شيوعاً وتصل نسبته إلى 80-95 بالمئة من حالات المرض. هناك عدّة اقتراحات لما يسبّب إطلاق العملية المتفرّقة، فمثلاً، توجد نظريات مرتبطة بإصابة الرأس، وفرط ضغط الدم، ومرض القلب، والتدخين، والسكري، والبدانة، ومرض وعائي دماغي، ونقص فيتامينات (مثال: ب12، وسي، وإي). توجد أبحاث كثيرة في هذا المجال، تعمل على تحديد كيف ولماذا يصيب المرض بعض الأفراد لا آخرين. على كل حال، أحد أفضل محدّدات الإصابة بداء ألزهايمر هو ببساطة عمر المرء. عندما يتقدّم الشخص بالعمر، تزداد فرص إصابته بالمرض، وهناك تقارير أنه بين عمري الخامسة والستين والخامسة والثمانين يزداد احتمال تعرّض المرء لمرض مرتبط بالعته خمسة عشر ضعفاً.

جينياً، يرتبط داء ألزهايمر المتفرّق بمورّثة في الصبغي 19 الذي يدعى آبو إي (APO E). ترمز مورّثة آبو إي إلى بروتين يدعى آبوليبوبروتين إي، وإحدى الوظائف المثيرة للاهتمام لهذا البروتين هي نقل الكولسترول إلى داخل الخلايا البشرية وخارجها. هناك ثلاثة أنواع من مورّثة آبو إي قد حظيت باهتمام كبير: آبو إي2، وإي3، وإي4. أي3 شائع جداً، ويظهر في 40 إلى 90 بالمئة من السكان، في حين إن إي2 يوجد في 2 بالمئة وإي4 في 6 إلى 37 بالمئة من السكان. المثير للاهتمام أن البحث قد أظهر أن إصابة حاملي إي2 بداء ألزهايمر أقل من حاملي النوعين الآخرين، وإحدى الاقتراحات بهذا الشأن هي أن حاملي مورّثة إي2 يتمتعون بسماكة قشرية أكبر. من ثم، قشرة أسمك قد تعدُّ عامل وقاية عصبية ضد نشوء أو تطوّر داء ألزهايمر.

كما يتّضح، فيما يتعلق بداء ألزهايمر متفرّق، ليس هناك حالياً دليل حاسم يفسّر سبب إصابة فرد بداء ألزهايمر وسلامة آخر منه. الحقيقة المعروفة المرتبطة بداء ألزهايمر متفرّق هي أنه يظهر غالباً متأخراً، ما يعني أن أفراداً يتطوّر لديهم هذا النوع من داء ألزهايمر يُصابون به غالباً بعد عمر الخامسة والستين. قد تحدث الإصابة بالنوع الأسري من المرض قبل عمر الخامسة والستين.

لقد رُبطت تحوّلات جينية محدّدة بالنوع الأسري (يدعى أيضاً داء ألزهايمر باكر أو سائد وراثياً)، وفيها جينات سلف بروتين النشاء، وبسين1، وبسين2 (بسين ترمز إلى بريسنيلين). يمكن القول إن مساهمة كل من هذه الجينات في تطوّر داء ألزهايمر معقّدة، فسلف بروتين النشاء، كما وصفت سابقاً، مسؤول عن التقسيم الشاذ ل أميلويد بيتا، الذي يتمتع بمعدّلٍ عالٍ من التسبّب بتكوين الصفائح. لاحظ أيضاً أن سلف بروتين النشاء يكوّن من 10 إلى 15 بالمئة من الحالات الأسرية. يبلغ متوسط عمر إصابة أفراد يحملون بسين1 مشوّه بالمرض 41.7 سنة، ويظهر في 66 بالمئة من الحالات الأسرية. يرتبط تحوّل جين بسين2 بمتوسط عمر اثنين وستين عاماً ولم يثبت خارج نطاق الأبحاث الأسرية. الجانب الآخر من هذه الأبحاث أن الباحثين طوّروا فهماً جيداً لسبب إصابة هذه المجموعة، خاصة، بداء ألزهايمر، بخلاف أفراد مصابين بالنوع المتفرّق من المرض، وينبغي أن يُوضّح أيضاً أن أفراداً يحملون إي4 يُصابون بالنوع الأسري من داء ألزهايمر بمعدّل أعلى من النوع الآخر.

يواجه أفراد مصابين بداء ألزهايمر أسري سيناريو مزعج جداً لسببين. أولاً، سيُصابون عادة بداء ألزهايمر في وقت أبكر كثيراً من أفراد يُبتلون بالنوع المتفرّق. نموذجياً، يُصاب أفراد في الأربعينيات، والخمسينيات، والستينيات من أعمارهم، بالرغم من أن هناك تقارير عن إصابات في وقت أبكر. ثانياً، يتطوّر المرض لدى أفراد مصابين بداء ألزهايمر باكراً بسرعة أكبر من مرضى النوع المتأخر. لهذين السببين وحدهما، يمكن أن نلاحظ أن هذا النوع من المرض قد يكون مؤثراً جداً على حياة المرء، ومهم القول إنه حتى إذا أُصيب فرد بالنوع الأسري من داء ألزهايمر، لا يعني هذا تطوراً باكراً للمرض، بالرغم من الخطر المتزايد.

تشخيص داء ألزهايمر

كان تشخيص داء ألزهايمر تاريخياً صعباً؛ لأن إثبات إصابة فرد بصفائح عصبية وتشابكات لييفية عصبية لا يمكن أن يحدث إلا في أثناء فحص بعد الوفاة. في سنوات حديثة، طُوّرت طرق لتحديد وجود هذه العمليات البيو-كيميائية قبل الوفاة (سابق الموت). بالرغم من أن الباحثين قد حققوا بعض النجاح في هذه الآليات، إلا أنها لا تزال غير حاسمة تماماً، وسبب عدم قدرة تشخيص إصابة أفراد بداء ألزهايمر إلى ما بعد الوفاة هو وجود عدّة عوامل أخرى يمكن أن تنتج صفائح عصبية وتشابكات لييفية عصبية في الدماغ. نتيجة ذلك، يُشخّص داء ألزهايمر نتيجة عته بإحدى ثلاث طرق: داء ألزهايمر محتمل (مرجّح)، وداء ألزهايمر ممكن، وداء ألزهايمر محتمل أو ممكن (فيه دليل على عملية فيسيولوجية مَرَضية)، ويُستخدم هذا التشخيص الأخير لأغراض البحث فقط. لنلقِ نظرة عمّا تعنيه كل من هذه الصفات بشأن حالة المرء.

يُشخّص عته داء ألزهايمر محتمل حين يحقق أفراد “كل معايير العته”، وتُحدّد هذه بعدد من الفئات، ابتداءً بتعيين إن كان المرض يؤثر على قدرة الأداء في العمل أو إنجاز المرء نشاطاته. ينبغي أن يشهد هذا المستوى من الوظيفية تدهوراً ملحوظاً ولا يمكن تفسيره باضطراب نفسي، ويُحدّد تاريخ واضح عن هذا التدهور من مصدر موثوق، وإذا كان ممكناً عبر تقويم معرفي.

ينبغي أن تتضمن حالات الخلل المعرفي والسلوكي مجالين معرفيين من الآتي:

1. صعوبة تذكّر معلومات جديدة، وهذا شيء يلحظه غالباً مانحو الرعاية؛ لأن الفرد يكرّر أسئلته باستمرار، ويواجه مشكلات في تحديد أماكن معتادة، ولا يلتزم بمواعيد نظراً لقضايا ذاكرة.

2. مشكلات في استنتاج أو إنجاز مهمات متسلسلة متعاقبة (مثال: تحضير وتناول غداء)، وصعوبة في التخطيط لإنجاز مهمات معينة (مثال: رحلة إلى المخزن)، أو فهم قضايا أمان في أثناء الاشتراك بنشاطات معينة، وصعوبة في إدارة الأموال.

3. مشكلة في القدرة البصريحركية. مثلاً، قد يعاني أفراد مشكلات في استخدام أدوات منزلية (مثال: مقصّات) وتذكّر وجوه أو أماكن عامة.

4. مشكلات لغوية، قد تتضمن قضايا إيجاد كلمات، والتكلم ببطء (مثال: تأتأة)، ومشكلات قراءة وكتابة جديدة.

5. تبدّلات في شخصية المرء أو سلوك معتاد. مثلاً، الافتقار إلى الاهتمام بالتفاعل اجتماعياً، وعدم الاكتراث بأي نشاطات، والانزعاج بنحو ملحوظ.

تتضمّن المعلومات السابقة المعيار الجديد الذي أوجزه مكخان وزملاؤه، وينبغي تحقيقه قبل المضي قدماً إلى الفئات الثلاث لداء ألزهايمر.

داء ألزهايمر محتمل

يُشخّص داء ألزهايمر محتمل حين تظهر الأعراض وتتحقّق المعايير المذكورة آنفاً. إضافة إلى هذا، ستظهر على أفراد مصابين بداء ألزهايمر محتمل بداية أعراض بمرور الوقت (مثال: بضع شهور أو سنوات). أيضاً، ينبغي أن يكون هناك سجل عن تدهور معرفي كبير كما يُلحظ في أعراض فقدان ذاكرة (مخاوف مرتبطة بالذاكرة) أو عدم فقدانها (ذاكرة لا تتأثر). لاحظ أنه في العقود القليلة الماضية قد أصبح واضحاً لأطباء سريريين وباحثين أن أفراداً قد يعانون عتهاً ويحتفظون بالرغم من ذلك بقدرة ذاكرتهم الأساسية، ويُشار إلى هؤلاء الأفراد على أنهم “جيدو الذاكرة” ويعانون، مثلاً، مشكلات مرتبطة بالأداء مثل إيجاد الكلمة الملائمة، وانخفاض القدرة المكانية، أو صعوبة في حل مشكلة، قد تتضمن نشاطات مثل استنتاج وحكم. يعدُّ أفراد يعانون فقدان ذاكرة بالتأكيد الفئة الأوسع انتشاراً، ويعانون حالات خلل “كلاسيكية” ترتبط بالتعلّم وتذكّر معلومات جديدة، ولا ينبغي تشخيص داء ألزهايمر محتمل حين يكون لدى أطباء سريريين دليل على جلطة، التي قد تُنتج بعض الأعراض آنفاً. إضافة إلى هذا، يُقترح ألا يُشخّص داء ألزهايمر محتمل في أفراد قد عانوا تاريخاً من جلطات صغيرة، وتظهر عليهم روابط مرضية مع نماذج أخرى من العته، أو يعانون مرضاً عصبياً فاعلاً.

داء ألزهايمر ممكن

يمكن تشخيص إصابة بداء ألزهايمر ممكن حين يحقق فرد المعيار الرئيس كما أوجزت، لكن الأعراض المرتبطة بالخلل المعرفي تكون مفاجئة أو يصعب تحديد وقت بدايتها. أيضاً، قد يحدث تشخيص بداء ألزهايمر ممكن في حالات لا يتوافر فيها مقياس موضوعي لصعوبات معرفية، أو في حالات من دون علامة واضحة على ارتباط حالات خلل بداء ألزهايمر. هذا يعني أنه إذا تعرّض فرد لجلطة أو أُصيب بمرض آخر يجعل تحديد سبب ظهور حالات الخلل صعباً، قد يكون التشخيص داء ألزهايمر ممكن. بتفعيل هذه الإرشادات الجديدة، قد لا يحقق أفراد انطبق عليهم سابقاً معيار داء ألزهايمر ممكن الشروط نفسها، ولهذا لن يحققوا هذا التشخيص.

مهم أن نتذكر أنه عند تقويم أو تشخيص داء ألزهايمر ممكن أو محتمل، يستخدم أطباء سريريون عدداً كبيراً من الاختبارات، ويُعزى هذا إلى عدم وجود اختبار واحد حالياً يمكن أن يشخّص داء ألزهايمر بنحو حاسم. من ثم، قد يخضع فرد لعدد من الاختبارات المخبرية، مثل تحليل بول، أو تعداد دم للتحقّق من وجود فقر دم أو تلوّث. قد تُفحص مستويات انحلال المصل للتوثّق من مرض أيض ممكن وفيه اختبارات وظيفة الكبد، وربما يُستخدم اختبار الدرق لتحديد وجود قصور في الغدّة الدرقية. يُفحص مصل فيتامين ب12 أيضاً لتحديد وجود نقص ما (يكون مرتبطاً غالباً بفقدان الذاكرة، لكن لاحظ، على كل حال، أن اختبارات المصل قد لا تكون دقيقة كفاية لهذا النوع من التقويم وهناك حاجة إلى إجراء اختبارات إضافية). تفحص اختبارات أخرى مصول الزَهري العصبي، وسمّية البول، وسمّية المصل.

إضافة إلى هذا، سيتوثّق أطباء سريريون غالباً من حالات خلل عبر استخدام عدد من أدوات الطب الشعاعي، مثل أشعة إكس، وسي تي CT (التصوير الطبقي المؤتمت، أو المحوسب)، وسبيكت SPECT (التصوير الطبقي المؤتمت لانبعاث الفوتون)، وبي إي تي PET (التصوير الطبقي بانبعاث البوزترون)، وإم آر آي MRI (التصوير بالرنين المغناطيسي). تُستخدم هذه الأدوات للبحث عن أعراض ممكنة واستثناء أمراض أخرى قد تؤثر على الدماغ والأنسجة الدماغية. حالياً، يستطيع التصوير بالرنين المغناطيسي اكتشاف أنماط فقدان أنسجة دماغية معتادة في مرحلة متأخرة من داء ألزهايمر، ويمكن أن تساعد هذه الأداة في تفريق حالات داء ألزهايمر عن أنواع أخرى من العته. لقد أظهرت أبحاث أن التصوير عالي الدقة مثل الرنين المغناطيسي، والرنين المغناطيسي الوظيفي، خاصة التصوير الطبقي بالبوزترون يمكن أن تكتشف تغييرات في أنسخة الدماغ وكيميائيته. أظهرت أبحاث سابقة أنه يمكن ملاحظة حالات خلل بدقة تبلغ 94 بالمئة حين تحديد انخفاض فلورودوكسي غلوكوز في مرضى داء ألزهايمر في مدة من الوقت، ما يدل على أن الفرد يعاني تنكّساً عصبياً.

تطوّر داء ألزهايمر

لا يمكن توقّع مدّة محدّدة من الوقت لحياة فرد مصاب بداء ألزهايمر، وفي أفضل الحالات يستطيع المرء تقديم رقم تقريبي، ويُعزى هذا إلى أن تطوّر المرض في فرد قد يختلف كثيراً عن آخر. يستطيع المرء أن يقرأ كثيراً عن متوسط المعدّلات إلكترونياً أو في نصوص، لكن مهم أن نلاحظ أن هذه مجرد معدّلات وربما تفشل بأن تأخذ بالحسبان عدّة عوامل، مثل وقت تشخيص إصابة الفرد، ووجود أمراض أخرى، والجنس، والعمر حين ظهور المرض، وهذا غيضٌ من فيض. يمكن ذكر ملحوظات عامة لكن تطوّر مرض أفراد في مراحل باكرة لا يُعرف إلا بإجراء قياسات معرفية، وإحدى الاقتراحات هي أن تطوراً سريعاً، كما يظهر في انخفاض الإنجاز المعرفي، قد يدل على أن المرض في مراحل متأخرة. لقد اقترح الباحثون أيضاً أن قياسات مؤشرات بيولوجية، مثل مستويات عالية من تاو في سائل المرء الدماغي الشوكي، تكون مرتبطة بمعدّل أسرع من التدهور المعرفي في مراحل لاحقة من المرض. ربطت أدلّة أخرى علم الوراثة وتدهوراً أسرع بحالات ظهور باكر للمرض، ومعروف أن أفراداً يُصابون بالنموذج الأسري من داء ألزهايمر يعانون معدلات تدهور أسرع من آخرين، والمثير للاهتمام أن هذه المعدّلات قد تتأثر أيضاً بمستوى صحة المرء الجسدية والمعرفية. من ثم، بالرغم من أن المرء يستطيع النظر إلى إرشادات مرتبطة بمراحل المرض ومعدّلات تدهوره، إلا أن هذه القيم قد لا تكون مفيدة، وربما لا يحظى أفراد لهذا السبب بفهم كامل للاختلافات في تطوّر داء ألزهايمر كل شخص. في الواقع، لقد اقترحت بعض الأبحاث أن متغيّرة التطوّر الفردي كبيرة مثل القيم المتوسطة لمرحلة محدّدة (كما تُقاس عبر نقاط معرفية). لهذا، يمكن زيادة معدّل تطوّر المرض لدى شخص أو إنقاصه عدّة سنوات بناءً على عوامل متعدّدة.

يمكن أن أقدّم بعض المعلومات العامة المرتبطة بفكرة أنه إذا كان المرء في مرحلة معينة من المرض، فالوقت المتبقي أمامه محدّد. على كل حال، سأخاطر بجعل المرض لا شخصياً والإضرار ربما بجهود فرد لمكافحة تطوّر المرض. إضافة إلى هذا، مهم توضيح أن بعضاً من البيانات الحالية التي لدينا عن الأوقات المحدّدة للمرض تستند إلى معلومات مرضية أقدم، ما يعني أنها لا تكوّن عاملاً في تدخلات جديدة، وفيها أدوية، وتمارين معرفية، وتغييرات في أنماط الحياة؛ التي تتميز بقدرة تغيير مهمة لتقدّم المرض، كما أوضح بين دفّتي هذا الكتاب. بسبب الطبيعة البشرية، مفهومٌ أن أفراداً مصابين بداء ألزهايمر سيرغبون بأن يعرفوا الوقت المتبقي لهم، والإجابة ب”ذلك يعتمد” ليس مقبولاً لكثير منهم، لكن إذا كان هذا هو الجواب الذي تتلقاه أو أحد أحبائك من أطباء، لن يكون نبأ سيئاً، فالأمر يعتمد حقاً على الآليات التي تستطيع تطبيقها. قد يؤثر اعتماد بعضهم خطةَ هجوم كثيراً على تطوّر مرضهم، من ثم فإن وضع إطار زمني لهذه العملية قد يحبطهم بدلاً من أن يشجعهم على العمل.

الكولسترول وداء ألزهايمر

كما ذُكر سابقاً، المورّثة آبو إي4 مرتبطة بزيادة خطر داء ألزهايمر، ويُشاهد إي4 غالباً في النموذج الأسري من داء ألزهايمر، وإذا كان والداك حاملين له، فستكون معرّضاً كثيراً لخطر الإصابة بالمرض. ينتج عن هذا غالباً ظهور المرض في وقت أبكر كثيراً من داء ألزهايمر متفرّق، وقد أظهرت أبحاث حديثة أن هناك علاقة أيض تجري بين مورّثة تدعى إيه-بي-سي-إيه-1 ABCA1 وآبو إي، ويُظنُّ أن هذه المورّثة تنظّم وظيفة آبو إي عبر “عملها” على أنها ناقل كولسترول خلية. خارج النظام العصبي المركزي، يحفّز إيه-بي-سي-إيه-1 نقل الكولسترول عبر إيه-بي-أو-إيه-1 (APOA-1)، لكن ضمن النظام العصبي المركزي يُنقل الكولسترول من قبل آبو إي؛ ويُعدُّ مهماً لأنه يؤثر على ببتيدات [دهون] إيه-ب (AB)، الذي يسهّل تكوين صفائح أميلويد. من ثم، النظرية الحالية هي أنه إذا تضاعف إيه-بي-سي-إيه-1 ست مرات أو أكثر، ينشأ عنه آبو إي غني بالليبيد، ما ينتج انخفاضاً في تخلّق النشاء (تصنيع نشاء). ما يعنيه هذا أنه عند مستوى أساسي قد يتأثر إنتاج الصفائح في الدماغ بنظام كولسترول المرء، وهذا البحث مثير للاهتمام؛ لأنه يشير إلى إمكانية تصميم عملية لخفض تكوين صفائح النشاء على الدماغ عبر تلاعب بالمورّثات. طبعاً، الباحثون في المراحل الأولى فقط من فهم كل سمات هذه العلاقة، وفيها الآليات التي تنطوي عليها، لكن في ضوء هذه المعلومات، سيكون الهدف الآن تطوير هذا على أنه علاج لأسباب معينة من داء ألزهايمر.

منع داء ألزهايمر

هل يمكننا منع داء ألزهايمر؟ هذا على الأرجح أول وأهم سؤال ستطرحه خاصة إذا كنت أو صديقاً لك أو أحد أفراد أسرتك مصاباً بالمرض أو عُرضة له. لهذا السبب، سأقول بصراحة إن عنوان هذا القسم مضلل نوعاً ما، وليس هناك دليل صحيح قائم منذ أمدٍ طويل (بعد) يشير إلى طريقة حاسمة لمنع الإصابة بداء ألزهايمر. على كل حال، ما يمكنني قوله حالياً أن هناك باحثين ومراكز أبحاث كثيرة مهتمة بتطوير برامج مكافحة مخصصة لأفراد مصابين أو قد يصابون بداء ألزهايمر، وسأوجز بعضاً من هذه المبادرات لعرض المضامين المهمة لهذا البحث.

علاج مناعي

تشير أدلّة حديثة من نورمان ريلكين وزملائه في كلية طب ويل كورنيل في نيويورك أنه قد يكون ممكناً معالجة داء ألزهايمر باستخدام برنامج علاج مناعي. كان أساس هذا البرنامج استقرار أعراض داء ألزهايمر مدة ثلاث سنوات، التي تتضمن قياسات أداء معرفي وجودة حياة، وهذا أول برنامج علاجي يُظهر استقراراً معرفياً ثابتاً طويل الأمد. يتلقى أفراد في برنامج المعالجة الذي يمتد ثلاث سنوات كاملة غلوبين مناعي وريدي (IVIG) بمعدّل 0.4غ/كغ كل أسبوعين. الغلوبين المناعي الوريدي “كوكتيل دموي” يتضمن مستويات مركّزة من أجساد مضادة مأخوذة من مصل دم ألف فرد أو أكثر. تاريخياً، يُستخدم هذا النوع من المعالجة مع أفراد يعانون خللاً مناعياً أو مشكلات إنتاج أجساد مضادة، وهذا مفيد أيضاً في حالات قد عانى فيها أفراد المرضَ فجأة. تحمّل أفراد هذا العلاج جيداً، وكان كل المشاركين في المراحل المتوسطة المعتدلة من المرض، وإذا كانت هناك مشكلة في هذا الدراسة، فهي وجود ستة عشر مريضاً فقط أنهوا البرنامج كله، وبالرغم من انخفاض الأرقام، وهذه حقيقة أقرّها الباحثون، أظهرت النتائج بوضوح أن هذه المجموعة تفوقت في معايير الإنجاز. إضافة إلى هذا، أظهر أفراد تحوّلوا من مجموعة المهدّئات إلى مجموعة المعالجة تحسّناً في حالات خلل أداء لوحظت سابقاً، وتبدو هذه النتائج واعدة تماماً، لكن لا يزال الوقت باكراً للحكم على برنامج الأبحاث هذا. إلى أن تُقوّم مجموعة أكبر، في مدة أطول من الوقت، لن يتمكّن الباحثون من فهم الفوائد الدقيقة لهذا العلاج، وإذا وضعنا هذه المخاوف جانباً، فسيكون هذا نبأ ممتازاً، وقد يكون هذا النوع من العلاج مهماً جداً في السنوات القادمة.

معالجة مضادة-النشاء

كما ذُكر سابقاً، إحدى العمليات الرئيسة في داء ألزهايمر هي تزايد صفائح النشاء في الدماغ، وقد اقترح الباحثون أنه إذا كان ممكناً إبطاء هذا التزايد أو إيقافه، فستتحّسن حال مرضى داء ألزهايمر كثيراً. كانت مجموعة تقودها ريزا سبرلينغ من كلية طب هارفرد ومستشفى النساء في بوسطن تعمل على تطوير معالجة مضادة النشاء. ستستخدم هذه المعالجة على الأغلب أجساماً مضادة وحيدة النسيلة (ما يعني أنه يمكن تحفيز النظام المناعي لاستهداف خلايا أو بروتينات معينة وتدميرها، مثل نشاء بيتا). الهدف من هذه المجموعة البحثية هو استهداف أفراد لديهم استعداد سلفاً (النموذج الوراثي إي4) لداء ألزهايمر، من ثمَّ البدء بمعالجتهم قبل إصابتهم بالمرض، والأمل أن يمنع هذا النوع من المعالجة تطوّر النشاء أو، إن تكوّن فعلاً، إبطاء ذلك. طبعاً، سيكون المنع التام مهماً؛ لأن الضرر الناجم عن نشاء بيتا هو أحد المخاوف الرئيسة المرتبطة بداء ألزهايمر. إذا كان ممكناً تحقيق هذا، فستكون حال المصابين ممتازة، وحتى إبطاء هذا التقدّم كثيراً سيكون ذا فائدة كبيرة؛ لأن النموذج الأسري من داء ألزهايمر يبدأ غالباً باكراً ويتطوّر بسرعة أكبر. من ثم، سيكون تطوير طريقة للتأثير على هذا التقدّم في هؤلاء الأفراد ذا أهمية كبيرة، وحالياً يخضع هذا النوع من العلاج للتطوير، لكن النجاح غير معروف. إضافة إلى هذا، مهم أن نلاحظ أن هذا العلاج مصمم للتأثير على النشاء، ولهذا سيبقى الخوف المستمر من تاو موجوداً، ولا توجد ضمانة بألا يستمر المرض بالتقدّم في نموذج تاو.

مبادرة منع ألزهايمر

تطوّر مجموعة من الباحثين بقيادة إريك رايمان، من معهد بانر لداء ألزهايمر في فونيكس، أريزونا، برنامج مكافحة لأفراد مُعرّضين جينياً لخطر الإصابة بداء ألزهايمر. أشارت أبحاث إلى أن تغييرات في أدمغة أفراد يمكن أن يُصابوا بداء ألزهايمر تجري قبل سنوات طويلة من ظهور المرض، والاقتراح من هذه المجموعة، في الواقع، هو أنه يمكن اكتشاف تغييرات الدماغ قبل ما يصل إلى خمس عشرة سنة من بداية ظهور الأعراض السلوكية. يُحدّد أفراد يتعرّضون لهذه التغييرات الباكرة في أدمغتهم بأنهم مصابون بأعراض تمهيدية لداء ألزهايمر، ويظن الباحثون أن أفضل طريقة لمكافحة داء ألزهايمر هي معالجته قبل أن يبدأ، والهدف هو استخدام التصوير العصبي ووسائل أخرى (مثال: السائل الشوكي الدماغي، وقياسات معرفية) لتحديد ومتابعة تغييرات في أفراد حين تطبيق علاجات مثل تعديل وراثي وخفض النشاء. ستقدّم متابعة التغييرات عبر مؤشرات بيولوجية محدّدة مستوى من التفاصيل عن تقدّم وتطوّر المرض بنحو لم يكن ممكناً من قبل. وسنحظى بمعرفة أفضل عن طريقة تطوّر المرض وتحديد وسائل ممكنة لتغيير مساره.

بالرغم من أنني تكلمت عن ثلاثة مشروعات رئيسة فقط قيد التطوير، لا يعد هذا بأي وسيلة قائمة شاملة لتلك القائمة حالياً. التقدّم، على كل حال، مشجّع جداً، ويبدو أن هدف القضاء على هذا المرض أو تقديم طريقة لإدارته لم يعد بعيد المنال، وتعدُّ الأدلّة والأبحاث الحالية عن داء ألزهايمر بعضاً من الأكثر وعداً في السنوات الأخيرة. قد يكون التهديد الأكبر لإيجاد علاج خفض التمويل لدعم مثل تلك البرامج، من ثم مهم لنا جميعاً أن نتوثق من أن تمويل الأمة الصحي يلبي حاجات هذه البرامج.

أدوية أساسية تُستخدم لمعالجة داء ألزهايمر

للتعرف على الأدوية اضغط هنا

اسأل طبيب مجاناً