التصنيفات
صحة المرأة

المرأة العاملة في فترة الحمل | نصائح لآمان وصحة الحامل في العمل

هل تتساءلين عن الموعد المناسب لإخبار مديرك بشأن حملك؟ ليس هناك موعد مثالي للقيام بذلك (بالرغم أنه من البديهي أن عليك إخباره قبل أن يكبر بطنك). يعتمد الكثير على مدى تقبل (أو عدم تقبل) بيئة عملك لمفهوم العائلة، ويعتمد الأمر كذلك على ما تشعرين به (جسديًّا وعاطفيًّا).

عوامل اختيار الموعد المناسب لإخبار مدير العمل بشأن الحمل

ما تشعرين به وما إذا كانت علامات الحمل تظهر عليكِ. إذا كان الغثيان الصباحي يبقيك في دورة المياه أكثر مما يبقيك على كرسي مكتبك، أو إذا كان الإرهاق الذي يصاحب الثلث الأول من الحمل يجعلك لا تستطيعين النهوض من الفراش في الصباح، أو إذا بدأ بطنك في التكور بدرجة ملحوظة، ففي الغالب لن تستطيعي إبقاء حملك سرًّا بعد الآن. في هذه الحالة، يصبح إخبار الآخرين بحملك في وقت قريب أكثر تعقلًا من انتظار أن يستنتج المدير (وباقي الموظفين) ذلك. أما إذا كنت تشعرين بأنك بخير ولا تبدو علامات الحمل عليك، فقد تتمكنين من تأجيل إعلان حملك لوقت لاحق.

نوع العمل الذي تقومين به. إذا كنت تعملين في ظروف – أو تستخدمين مواد – تضر بحملك أو بجنينك، فعليك إعلان حملك – واطلبي نقلك أو تبديل مهامك – في أقرب وقت ممكن.

وضع العمل خلال هذا الوقت. قد يتسبب إعلان المرأة لحملها في العمل في تخوف الكثيرين بصورة مؤسفة وظالمة: “هل ستظل لديها طاقة للإنتاج برغم حملها؟”، “هل ستفكر بشأن طفلها أم بشأن عملها؟”، “هل ستتركنا في مأزق؟”. قد تقللين كثيرًا من تلك المخاوف عن طريق إعلان حملك للآخرين بعد تسليم تقرير، أو عقد صفقة، أو تحطيم الأرقام القياسية في المبيعات، أو التوصل إلى فكرة جديدة، أو حتى بمجرد إخبارهم بأن حملك لن يؤثر على إنتاجيتك.

وجود تغذية راجعة من عدمه. إذا كنت تخشين أن يؤثر إعلان حملك على ترقية أو علاوة قادمة، فحاولي الانتظار حتى حدوث ذلك قبل إعلان الخبر. ضعي في اعتبارك أنك بإثبات استحقاقك للترقية أو العلاوة بسبب حقيقة حملك وحسب (وأنك ستكونين قريبًا امرأة حاملًا عاملة دون تحديد أولوياتك بشأن ذلك بالضرورة) قد يكون أمرًا صعبًا.

ما إذا كنتِ تعملين في بيئة مروجة للشائعات. إذا كانت بيئة عملك مروجة للشائعات، فتوخي الحذر. فإذا وصل خبر حملك إلى مسمع مديرك قبل إخباره بنفسك، فسيبدأ بالتشكك بشأنكِ، ما سيشكل عليك عبئًا إضافيًّا بخلاف عبء الحمل. تأكدي من إخبار مديرك أولًا، أو على الأقل من أن مَن ستخبرينهم في البداية لن يفشوا لك سرك.

مدى دعم مكان العمل للحوامل. حاولي معرفة موقف مديرك من مسألة الحمل وتكوين العائلة إذا لم تكوني على علم به. اسألي زميلاتك ممن حملن قبلك عن ذلك (ولكن حافظي على سرية هذه الحوارات). طالعي السياسات المتعلقة بإجازة رعاية الطفل المذكورة في كتيب الموظفين، أو أجري اجتماعًا سريًّا مع أحد العاملين بقسم الموارد البشرية أو مع المسئول عن الضمان الاجتماعي. إذا كانت الشركة لديها تاريخ داعم للأمهات والحوامل، قد يكون عليك إعلان حملك في وقت قريب. وفي كلتا الحالتين، ستتمكنين من معرفة ما ستواجهينه لاحقًا.

إعلان حملك للآخرين

بمجرد اتخاذك القرار بموعد إخبار الآخرين بحملك، يمكنك اتباع هذه الخطوات لضمان تقبله على نحو مُرض:

كوني جاهزة. قبل إعلان حملك قومي بعملية بحث. اعملي كل ما عليك معرفته عن سياسة الشركة المتعلقة بإجازة رعاية الطفل (إن وجدت). توفر بعض الشركات إجازة رعاية طفل مدفوعة الأجر بينما توفرها شركات أخرى غير مدفوعة الأجر، وتسمح شركات أخرى باستخدام أيام إجازاتك المرضية أو الصيفية باعتبارها ضمن إجازة رعاية الطفل.

اعرفي حقوقكِ. إن حقوق المرأة الحامل –والآباء عمومًا – في الولايات المتحدة تقل كثيرا عن تلك الموجودة في معظم دول العالم. ولكن هناك بعض الخطوات لضمان حق الحوامل. وهناك شركات أخرى مستنيرة وداعمة لحقوق الأسرة قد اتخذت خطوات تطوعية أكبر وأهم، بما في ذلك منح إجازة رعاية طفل للأب والأم.

ضعي خطة. دائمًا ما تقدر الكفاءة الوظيفية، وكونك دومًا جاهزة وحاضرة يؤثر إيجابيًّا على الجميع؛ لذا قبل أن تخبريهم بشأن حملك، ضعي خطة مفصلة تتضمن المدة التي تخططين للبقاء فيها في العمل، وطول فترة إجازة رعاية الطفل التي ستحصلين عليها، والكيفية التي ستنهين بها أعمالك قبل الرحيل، وأخيرًا كيف ستحيلين باقي الأعمال غير المنتهية إلى غيرك من الزملاء. إذا قررت بعد الولادة أن تعودي للعمل بنصف أجر، فأعلني ذلك من الآن. إن كتابة خطة تفصيلية ستضمن ألا تنسي التفاصيل، وقد يزيد من تقدير الآخرين لمدى كفاءتك.

حددي وقت الإعلان. لا تحاولي إخبار مديرك بشأن حملك وأنت على وشك المشاركة في اجتماع أو وهو خارج من مكتبه قبل عطلة نهاية الأسبوع. بل عليك تحديد موعد للقائه حتى لا يتعجل أو يتشتت أي منكما. وحاولي جعل ذلك الموعد في يوم ووقت يتسم بكونه أقل إجهادًا في العمل. أجلي الموعد إذا حدث وكان ذلك اليوم مجهدًا.

أبرزي الجوانب الإيجابية. لا تبدئي إعلان حملك للآخرين باعتذار أو بتحفظ وتشكك. عوضًا عن ذلك، أخبري مديرك بمدى سعادتك بحملك وبثقتك بقدراتك وكذلك بمدى التزامك بخطتك للتوفيق بين عائلتك وعملك.

كوني مرنة (دون مغالاة). استكملي وضع خطتك، واطرحيها للمناقشة، وكوني مستعدة لتقبل بعض الحلول الوسط (تأكدي من توفير مساحة للتفاوض في خطتك)؛ ولكن لا تتنازلي بالكامل. ضعي حدًّا أدنى واقعيًّا والتزمي به.

اكتبي ما ستقولينه للآخرين. بمجرد تحديدك لتفاصيل خطتك الخاصة بالحمل وإجازة رعاية الطفل، أكديها عبر كتابتها حتى لا يكون هناك أي نوع من الخلط أو سوء الفهم فيما بعد (كأن يقول أحدهم: “لم أقل ذلك قط…”).

لا تستهيني أبدًا بمدى قوة الوالدين. إذا لم تكن الشركة التي تعملين لديها متقبلة لمفهوم العائلة بالقدر الذي تريدين، فانضمي إلى جمعيات أو منظمات وقدموا عريضة لطلب الحصول على مزيد من المزايا الخاصة بالوالدين، وتأكدوا من حصول الموظفين الذين هم بحاجة إلى إجازة لرعاية زوج أو والد مريض على المزايا نفسها، ما يوحد قواكم معًا بدلا من جعل مطالبكم متفرقة أمام مثل هذه الشركات.

البقاء مستريحة في العمل

ما بين الغثيان والإرهاق وتورم كاحليك ومثانتك الراشحة، يصعب عليك كثيرًا كامرأة حامل التمتع بيوم مريح بالكامل. والجلوس على مكتب أو الوقوف على قدميك وهما متورمتان أو العمل في وظيفة تتطلب منك الوقوف سيضاعف من هذا الشعور بعدم الراحة. وللبقاء مستريحة بقدر الإمكان في العمل خلال فترة الحمل، اتبعي هذه النصائح:

• ارتدي الملابس المريحة التي تعبر عن نجاحك، وتجنبي ارتداء الملابس أو الجوارب الضيقة أو المقيدة، أو الأحذية طويلة الرقبة التي تعوق تدفق الدورة الدموية، وكذلك الأحذية ذات الكعوب العالية أو المدببة للغاية (الأحذية الأفضل هي الأحذية ذات الكعوب العريضة التي لا تزيد على 5 سم، أو تلك الخالية من الكعوب والتي تدعم قوس القدم). إن ارتداء السراويل الطويلة الداعمة خلال فترة الحمل سيجنبك – أو سيخفف عنك – العديد من أعراض الحمل كالتورم وتوسع الأوردة، وقد يكون مهمًّا بصفة خاصة إذا كنت تقضين ساعات طويلة واقفة على قدميك. وكلما ازداد حجم بطنك واشتد ألمك، وجدتِ أن أفضل قطعة ترتدينها في العمل هي حزام البطن المخصص للحوامل.

• انتبهي لحالة الطقس بداخلك. بصرف النظر عن المناخ في المدينة التي تعيشين فيها (أو بداخل مكتبك)، فإن حالة الطقس بالنسبة للحوامل دائمًا ما تكون متقلبة بشدة. ستجدين نفسك تتعرقين في لحظة ثم ترتعشين من البرد في اللحظة التي تليها؛ ولذا فقد يتعين عليك ارتداء طبقات من الملابس، وحمل قطعة إضافية معك تناسب كل حالة ممكنة. هل تفكرين في ارتداء بلوفر ذي رقبة عالية في يوم بارد؟ لا تفعلي ذلك إلا إذا كنت ترتدين قطعة ملابس أخف وزنًا تحته حتى يمكنك خلعه عندما تتسبب الهرمونات في رفع درجة حرارة جسدك. وحتى إذا كنت تشعرين دومًا بالحر وتكتفين بارتداء الملابس الخفيفة، فضعي دائمًا في خزانتك أو درج مكتبك سترة إضافية تحسبًا؛ فخلال فترة الحمل سترتفع درجة حرارة جسدك وتنخفض في طرفة عين.

• تجنبي الوقوف، على الأقل قدر الإمكان. إذا كان عملك يتطلب الوقوف لفترات طويلة فخذي استراحات للجلوس أو المشي. وإذا أمكن، فضعي إحدى قدميك فوق مقعد قصير، مع ثني ركبتك بينما تقفين لتخفيف الضغط عن ظهرك. وبدِّلي الوضع بين القدمين بانتظام. واثنيهما على فترات كذلك.

• ارفعي قدميكِ للأعلى. جدي صندوقًا أو مقعدًا قصيرًا أو أي غرض آخر مرتفع عن الأرض قليلًا كي تريحي فوقه قدميك المتعبتين تحت مكتبك ودون أن يراك أحد.

• خذي استراحة. افعلي ذلك كث يرا. قفي وتمشي في أرجاء الغرفة إذا كنت تجلسين، أو اجلسي رافعة قدميك إذا كنت تقفين. إذا كانت لديك أريكة إضافية ووقت فراغ في جدول مواعيدك، فجربي الاستلقاء لبضع دقائق. مارسي بعض تمارين التمدد، خصوصًا لأجل ظهرك وساقيك ورقبتك. قومي كل ساعة لمرة واحدة على الأقل بهذا التمرين الذي لا تزيد مدته على 30 ثانية: قفي مستقيمة، وارفعي ذراعيك فوق رأسك وشبكي أصابعك بينما تتجه راحة كفك للأعلى وافردي جسدك للأعلى، ثم ضعي يديك فوق مكتب أو طاولة وتراجعي للخلف قليلًا ثم مددي ظهرك. بعد ذلك اجلسي وأديري قدميك في كلا الاتجاهين. إذا استطعت الانحناء ولمس أصابع قدميك –حتى ولو في وضع الجلوس- فقومي بذلك لتخفيف الضغط عن رقبتك وكتفيك

• عدّلي مقعدكِ. هل يؤلمكِ ظهرك؟ ضعي وسادة وراء ظهرك. هل يؤلمك ردفاك؟ ضعي وسادة ناعمة فوق مقعدك. هل تؤلمك وركاك؟ تأكدي من الوقوف والمشي في أرجاء الغرفة كل ساعة على الأقل. إذا كان مقعدك يتجه للأمام، فاضبطيه بحيث ترجعينه إلى الخلف لترك مسافة أكبر (وأكبر!) بين بطنك المتكور وبين مكتبك. وإذا كنت بحاجة إلى دعم بطنك على نحو أكبر فارتدي حزام البطن المخصص للحوامل.

• أكثري من المرور على مبرد المياه. ليس فقط للنميمة مع زميلاتك، بل لإعادة ملء كوبك باستمرار. أو ضعي بالقرب منك زجاجة مياه يمكن إعادة ملئها؛ فتناول كمية وفيرة من المياه يحد من أعراض الحمل المتعبة، بما في ذلك انتفاخ أعضائك المبالغ فيه، وقد يساعد على منع حدوث التهاب بالمسالك البولية.

• لا تحبسي البول أبدًا. أفرغي مثانتك كلما احتجت إلى ذلك (ولكن قومي بذلك كل ساعتين على الأقل)؛ ما يساعد كذلك على منع حدوث التهاب بالمسالك البولية. وإليك خطة جيدة: قومي بالتبول كل ساعة تقريبًا إذا ما شعرت بالحاجة لفعل ذلك. وبذلك ستشعرين بتحسن عام إذا تجنبت الانتظار حتى آخر لحظة.

• خصصي وقتًا كافيًا لتناول طعامك. من واجبات المرأة الحامل الأساسية تغذية جنينها بانتظام، بصرف النظر عن بقية المهام التي تنتظرها خلال اليوم؛ لذا خططي وفقًا لتلك المعلومة: وأفسحي المجال حتى خلال أكثر أيامك انشغالًا لثلاث وجبات بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين على الأقل (أو 6 وجبات صغيرة). إن وضع مواعيد محددة لتلك الوجبات كمواعيد الاجتماعات قد يساعدك على ذلك. وكذلك سيساعدك الاحتفاظ بكمية من الوجبات الخفيفة المغذية في درج مكتبك، وفي ثلاجة الشركة في حالة تواجدها. استخدمي الأكياس الورقية أو ضعي غداءك أو وجباتك الصغيرة في صناديق حفظ الطعام سهلة الحمل، فبهذه الطريقة ستتمكنين من الاستمرار في تغذية جنينك حتى إن لم يكن الوقت حليفك.

• راقبي وزنك باستمرار. واحرصي على ألا يعوقك ضغط العمل أو الأكل غير المنتظم عن اكتساب الوزن المطلوب، أو اكتساب وزن يزيد على المطلوب (كما قد يحدث مع من يتناولون الطعام عند تعرضهم للضغوط خصوصًا إذا كانوا يعملون بالقرب من ماكينات البيع الذاتي).

• اجلبي معكِ فرشاة أسنان. إذا كنت تعانين الغثيان الصباحي، فإن غسل أسنانك يحميها من بقايا القيء، ويحافظ على انتعاش نفَسك في وقت يكون بحاجة ماسة إلى ذلك). كما يمكنك جلب غسول للفم معك كذلك للحفاظ على نفس منتعش، وتقليل لعاب الفم (فاللعاب الزائد والقيء عارضان شائعان خلال الثلث الأول من الحمل) وقد يصيبك بالإحراج الشديد في بيئة العمل.

• ارفعي الأشياء بحرص. قومي برفع الأغراض في حالة وجود ضرورة لذلك ولكن بانتباه وحرص، لتجنب تعريض ظهرك لضغط إضافي.

• انتبهي للهواء الذي تتنفسينه. ابتعدي عن الأماكن المخصصة للتدخين أو حتى الأماكن الخارجية التي يحظى فيها المدخنون باستراحة تدخين؛ فهذا يعد تدخينًا سلبيًّا ويضر بك وبطفلك، كما يزيد من شعورك بالإجهاد.

• هدئي من روعكِ. إن التعرض لضغوط شديدة لن يفيدك أنت أو طفلك؛ لذا خذي استراحات للاسترخاء التام بقدر الإمكان: استمعي لمادة صوتية أو للتطبيقات التي تحاكي أصوات الطبيعة، أو قومي ببعض تمارين التمدد للاسترخاء، أو تجولي حول المبنى لخمس دقائق.

• استمعي إلى جسدكِ. حاولي إبطاء وتيرة عملك إذا ما شعرت بالإرهاق.

البقاء آمنة في مكان العمل

تتوافق معظم المهن مع الحوامل، ما يعد خبرًا سعيدًا لملايين الأمهات المستقبليات اللاتي عليهن العمل بدوام كامل في أثناء الحمل. ولكن هناك مهنًا أكثر أمانًا وأكثر مناسبة للمرأة الحامل من مهن أخرى. يمكن تجنب معظم المشكلات التي تنشأ عن نوعية العمل باتخاذ الاحتياطات اللازمة أو بتعديل المهام الوظيفية (استشيري طبيبك لنصائح أخرى حول بيئة عملك):

العمل المكتبي. إن جميع من يعملون أعمالًا مكتبية يعانون آلام الرقبة والظهر بالإضافة إلى نوبات الصداع، وهي كلها أعراض تجعل الحامل أكثر تألما مما هي عليه بالفعل. ذلك لا يؤذي الطفل، ولكنه يؤذي جسدك المتألم بسبب الحمل وحده. إذا كنت تقضين وقتًا طويلًا في الجلوس، فتأكدي من الوقوف والتمدد والابتعاد عن مكتبك بصورة دورية. مدي ذراعيك ورقبتك وكتفيك بينما تجلسين في مقعدك، وأريحي قدميك فوق صندوق أو مقعد قصير تحت مكتبك دون أن يراك أحد لتخفيف التورم. وكذا أسندي ظهرك إلى وسادة تضعينها وراءك على المقعد.

ماذا عن إجراءات الأمان أمام الحاسوب؟ لحسن الحظ لا تشكل شاشة الحاسوب مخاطر بالنسبة إلى الأم الحامل. ما يقلق في الواقع هو الآلام البدنية التي تصاحب الجلوس أمام الحاسوب، والتي تتضمن آلام الرسغين والذراعين، والدوار، ونوبات الصداع الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب. لتخفيف هذه الآلام استخدمي مقعدًا يمكن تعديل ارتفاعه وبظهر يدعم منطقة أسفل الظهر لديك. عدلي ارتفاع الشاشة إلى ارتفاع مريح، بحيث تكون عيناكِ في مستوى أعلى الشاشة وعلى بعد ذراع منك. استخدمي لوحة مفاتيح ذات تصميم مريح يحمي الرسغين لتقليل الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي (انظري المربع السابق، إذا أمكن مع/أو مسند للرسغين. عندما تضعين يديك فوق لوحة المفاتيح عليهما أن تكونا أقل ارتفاعًا من كوعيك؛ وعلى أن يتوازى ساعداك مع الأرض أسفلك.

قطاع الرعاية الصحية. إن البقاء بصحة جيدة هو الأولوية الأولى لجميع العاملين بقطاع الرعاية الصحية، ولكن تزيد أولويتها عن ذلك عندما يتعلق الأمر بصحة شخصين لا شخص واحد. ومن المخاطر المحتملة هو تعرُّضك للمواد الكيميائية، والتي عليك حماية نفسك وطفلك منها (مثل أكسيد الإيثانول والفورمالديهايد) التي تستخدم في تعقيم الأدوات الطبية، وبعض أدوية السرطان، ومن العدوى (كالتهاب الكبد ب و فيروس نقص المناعة البشرية)، ومن التعرض للإشعاع الأيوني. إن معظم التقنيين الذين يتعرضون لجرعات منخفضة من الأشعة السينية عند التشخيص لا يتعرضون لمستوى من الإشعاع يمكن اعتباره خطيرًا. ولكن يوصى بأن ترتدي النساء في سن الحمل ممن يتعرضن في عملهن لجرعات عالية من الإشعاع أجهزة تسجل مقدار التعرض اليومي له لضمان أن مجمل هذا التعرض لا يتعدى الحدود الآمنة (يرتدي معظم العاملين بقطاع الرعاية الصحية هذه الأجهزة على أية حال).

واعتمادًا على مقدار المخاطرة التي تتعرضين لها، قد يكون عليك اتخاذ احتياطات للوقاية التي أوصى بها المركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية أو استبدلي بمهامك الوظيفية الحالية أخرى أكثر أمانًا إذا كان ذلك ممكنا.

العمل في المصانع. إذا كنت تعملين في مصنع أو في مجال يتطلب منك تشغيل آلات خطيرة أو ثقيلة فتحدثي مع مديرك بشأن تغيير مهمتك خلال حملك إذا كان ذلك ممكنًا. ويمكنك كذلك التواصل مع الشركة المصنِّعة للآلة (اسألي عن المدير الطبي للشركة) لمعرفة المزيد من المعلومات عن مدى سلامة منتجهم. إن مدى سلامة الظروف البيئية في المصنع يعتمد على ما يتم تصنيعه بداخله، وبقدر ما على مدى مسئولية وسرعة استجابة من يقوم بتشغيل الآلة. وقد وضعت إدارة السلامة والصحة المهنية (أوشا) عددًا من المواد التي على المرأة الحامل تجنبها في العمل. عند تطبيق إجراءات السلامة سيتم تجنب التعرض لهذه المواد السامة. قد تستطيع النقابة التي تنتمين إليها أو أية منظمة عمل أخرى مساعدتك على تحديد إذا ما كنت محمية بالدرجة الكافية أم لا، ويمكنك الحصول على المزيد من المعلومات من إدارة السلامة والصحة المهنية أو المركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية.

الأعمال التي تتطلب جهدًا بدنيًّا شاقًّا. إن العمل الذي يتطلب رفع حمولات ثقيلة أو جهدًا بدنيًّا أو ساعات طويلة أو تناوب الورديات أو الوقوف المستمر قد يزيد من مخاطرة الأم الحامل بولادة مبكرة. إذا كنت تعملين في وظيفة تتطلب أيًّا مما سبق فجربي الانتقال إلى قسم أو منصب أقل إجهادًا بحلول الأسبوع ال 20 – 28 إلى ما بعد الولادة والتعافي منها (واصلي القراءة للاطلاع على توصيات بشأن المدة التي يمكنك فيها البقاء في الوظائف المجهدة المتنوعة خلال فترة حملك بحيث تبقين آمنة).

الأعمال التي تتطلب جهد ًا نفسيًّا شاقًّا. يبدو أن الضغط المفرط الذي تفرضه بعض بيئات العمل تؤثر تأثيرًا سلبيًّا على العاملين بها عمومًا وعلى الحوامل خصوصًا؛ لذا فإنه من المنطقي تخفيف هذه الضغوط بقدر الإمكان. وهناك طريقة جلية (وإن لم تكن دومًا) لفعل ذلك وهو استبدال وظيفة أقل توترًا بوظيفتك، أو الحصول على إجازة رعاية طفل مبكرة. ومن المفهوم أنه إذا كنت بحاجة إلى الوظيفة ماديًّا أو مهنيًّا فإنك ستشعرين بمزيد من التوتر إذا تركتها.

وقد يتعين عليك عوضًا عن ذلك التفكير في طرق لتقليل التوتر كالتأمل والتنفس العميق وممارسة التمارين بانتظام (لإفراز الإندورفين أو هرمون السعادة) وكذلك بأخذ استراحات كلما أمكن. إذا كنت تعملين عملًا حرًّا فقد يصعب عليك تخفيف عبء العمل (فأنت مديرة نفسك المتطلبة في هذه الحالة) ولكن من الأصوب التفكير بشأن ذلك.

أعمال أخرى. إن المعلمات والإخصائيات الاجتماعيات اللاتي يتعاملن مع أطفال صغار قد يتعرضن لعدوى قد تؤثر على الحمل كالجدري أو المرض الخامس أو الفيروس المضخم للخلايا. أما الحوامل ممن يتعاملن مع الحيوانات أو يشتغلن بتقطيع اللحوم أو المفتشات على اللحوم قد يكنَّ عرضة للإصابة بداء المقوسات (أما إذا كانت لديهن مناعة ضد المرض فلن يكون الجنين في خطر). إذا كنت تعملين في مهنة تعرضك للعدوى فتأكدي من أنك محصنة عند الحاجة وخذي الاحتياطات اللازمة، كغسل الأيدي جيدًا وبكثرة وارتداء قفازات وأقنعة للحماية … إلخ.

قد تتعرض المضيفات أو الطيارات لمخاطر الإجهاض أو الولادة المبكرة (رغم أن النتائج التي توصلت إليها الدراسات غير حاسمة) بسبب تعرضهن للإشعاع من الشمس خلال رحلات الطيران، وقد يكون عليهن اختيار رحلات أقصر (والتي تكون عادة على ارتفاعات منخفضة) أو العمل الأرضي خلال فترة الحمل.

قد يكون الفنانون، والمصورون، ومصففو الشعر، وخبراء التجميل، والعاملون في مجال التنظيف الجاف، والعاملون في مجال صناعة الجلود، والعاملون في مجالي الزراعة والبستنة، وغيرهم معرضين لعدد متنوع من مخاطر استخدام المواد الكيماوية المحتملة، لذلك يجب الحرص على ارتداء قفازات واتخاذ كافة التدابير الوقائية الأخرى. إن كنت تستخدمين أية مواد قد تسبب مشكلات، فاتخذي التدابير اللازمة، التي قد تعني في بعض الأحيان تجنب جزء العمل الذي يتضمن استخدام الكيماويات.

البقاء في عملك

هل تخططين للعمل حتى بدء آلام المخاض؟ تستطيع نساء كثيرات التوفيق بنجاح بين العمل ومتطلبات حملها حتى شهرها التاسع، دون إخلال بأي من المهمتين. ولكن هناك مهنًا تناسب المرأة الحامل خلال أشهر حملها الطويلة أكثر من غيرها. والاحتمال الأكبر هو أن قرارك بشأن ما إذا كنت ستستمرين في العمل حتى الولادة يعتمد كثيرا على نوعية العمل الذي تقومين به. فإذا كان عملك مكتبيًّا، فستتمكنين غالبًا من البقاء في مكتبك حتى موعد الولادة. بل إن الوظيفة المستقرة التي لا تتعرضين فيها لإجهاد بالغ قد تخفف الضغط عنك وعن طفلك مقارنة بالبقاء في المنزل. ولن يضيرك التمشي لمدة ساعة أو اثنتين يوميًّا – سواء كنت تعملين أم لا – بل سيفيدك في الواقع (مع افتراض أنك لا تحملين حملًا ثقيلًا في أثناء المشي).

ولكن الأعمال الشاقة أو المليئة بالضغوط أو التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة على قدميك تعد مثيرة للجدل إلى حد ما؛ فقد كشفت بعض الأبحاث أن النساء اللاتي يقفن على أقدامهن لمدة تصل إلى 65 ساعة أسبوعيًّا لا يتعرضن لمضاعفات تزيد على النساء اللاتي يعملن لفترات أقصر وفي مهن أخف ضغوطًا. ولكن هناك بحثًا آخر يجد أن أي نشاط شاق أو مسبب للضغوط أو يتطلب الوقوف لفترات طويلة فإنه بعد الأسبوع ال 28 من الحمل – خاصة إذا كانت الأم الحامل لديها أطفال آخرون ترعاهم – قد يزيد من خطر التعرض لمضاعفات معينة، ومنها الولادة المبكرة وارتفاع ضغط الدم وولادة أطفال دون الوزن الطبيعي.

إذن هل على الأم الحامل العمل في مهنة تتطلب الوقوف بعد الأسبوع ال 28 من الحمل؟ يسمح معظم الأطباء بذلك إذا ما كانت الأم بخير وحملها يسير على نحو طبيعي. ولكن العمل في مهنة تتطلب الوقوف حتى موعد الولادة ليس بالفكرة السديدة ليس بسبب الخطر المحتمل على الجنين أكثر منه بسبب المخاطر الحقيقية؛ وهي تفاقم آلام الحمل كألم الظهر وتوسع الأوردة والبواسير.

كما يستحسن أخذ إجازة مبكرة من العمل الذي يتطلب تغيير مناوبات العمل بشكل دوري (والذي قد يضر بنظام الحامل الغذائي ونظام نومها كذلك)، والذي يفاقم أعراض الحمل كالصداع وألم الظهر والإجهاد، أو الذي يزيد من مخاطر التعرض للسقوط أو أية إصابات عمل عرضية أخرى. ولكن بيت القصيد هو: هناك اختلاف بين كل حمل وآخر، وبين كل امرأة وأخرى، وبين كل مهنة وأخرى. وبمعاونة طبيبك ستتمكنين من اتخاذ القرار الصائب بحسب طبيعة عملك.

تغيير العمل

مع كل التغيرات التي تحدث في حياتك (كبروز بطنك والمسئوليات المتزايدة التي تصاحب ذلك) فإنه ليس من المنطقي أن تضيفي إلى قائمة أعبائك الحالية أعباءً جديدة. ولكن هناك العشرات من الأسباب المنطقية التي تستدعي من الحامل التفكير في تغيير وظيفتها؛ فقد لا يكون مديرك داعمًا لمفهوم العائلة، وقد تشعرين بالقلق بشأن الموازنة بين الوظيفة والأمومة عند عودتك من إجازة رعاية الطفل. قد تكون رحلتك اليومية إلى العمل طويلة أو ساعات العمل نفسها غير مرنة أو حجم العمل يتطلب منك الاستغراق الكامل. وقد يكون السبب هو شعورك بالملل أو عدم الرضا (وهناك تغيير يأخذ مجراه في حياتك الآن؛ فلماذا لا تستفيدين من هذا الوضع بدرجة أكبر؟). وقد تشعرين بالقلق بسبب أن بيئة عملك الحالي تعرضك أنت وجنينك للخطر. وبصرف النظر عن السبب، إليك بعض الأمور التي عليك وضعها في اعتبارك عند تقرير تغيير وظيفتك:

• البحث عن عمل يستغرق وقتًا وطاقة وتركيزًا أقل. إنها ثلاثة أمور قد تفتقرين إليها هذه الأيام مع تركيزك على ولادة طفل بأفضل حال وصحة. هل ستتمكنين من خوض المقابلات الشخصية الكثيرة التي سيتعين عليك القيام بها (خصوصًا إذا كان غثيان الصباح يبقيك مهرولة باتجاه دورة المياه طوال الوقت أو إذا كان النسيان المصاحب للحمل يؤثر على تفكيرك ويشوشه)؟ حتى إن كنت واثقة من نجاحك في المقابلات الشخصية، فضعي في اعتبارك أن بدء وظيفة جديدة يتطلب منك قدرًا هائلًا من التركيز (فجميع العيون مسلطة عليك؛ ولذا عليك أن تحرصي حرصًا بالغًا على عدم اقتراف أي خطأ).

• قبل ترك العمل، ستحتاجين إلى التأكد من أن وظيفتك الجديدة التي تسعين إليها هي الوظيفة المناسبة (في رأيك على الأقل). هل ستوفر لك الشركة التي تحلمين بالعمل فيها مدة أطول لإجازة المصيف أم ستستقطع منك ضعف ما كنت تدفعين مقابل التأمين الصحي؟ هل تسمح للموظفين بالعمل من المنزل أم تتوقع منهم أن يكونوا تحت الطلب ليلًا ونهارًا؟ هل تدفع رواتب أعلى ونفقات أعلى للسفر؟ ضعي في اعتبارك أن ما تبدو الآن وظيفة رائعة لن تبقى رائعة مع واجباتك المنتظرة في رعاية طفلك الوليد (ستصبح حياتك في المنزل أكثر تعقيدًا؛ ولذا لا تحتاجين لبيئة عمل معقدة كذلك). ضعي في اعتبارك كذلك أن الشركات غالبًا ما توفر فترات قليلة من إجازات العجز المرضي القصيرة أو تدفع مرتبًا أقل إذا كنت تعملين لديها لأقل من عام واحد فقط.

• بموجب القانون، لا يحق لرئيسك المحتمل سؤالك عما إذا كنت حاملًا أم لا (إن لم يكن حملك واضحا)، ولا يمكنه حرمانك من الوظيفة بسبب هذا الحمل، على الرغم من أن هذا النوع من التمييز يصعب إثبات وقوعه. ضعي في اعتبارك أن بعض الشركات سيصعب عليها كثيرا تبرير (بقدر التبرير الذي يسمح به القانون) إحضارك وتدريبك ثم تركك تأخذين إجازة رعاية الطفل بهذه السرعة. ولا يقدر جميع المديرين ما يعتبرونه إستراتيجية للتحايل (أن تقبلي وظيفة ثم تطلبي إجارة رعاية طفل)؛ ولذا وبالرغم من أن إبقاء حملك سرا قد يبدو خطة ذكية على المدى القصير، فإنها قد تدمر علاقتك مع الشركة التي تعملين بها في نهاية المطاف. وعلى الجانب الآخر من الأفضل أحيانًا أن تؤمني العرض الذي قُدِّم لك أولًا ثم النقاش بشأن المستقبل بمجرد معرفتك أن الشركة المرادة تريد توظيفك، ولكن قبل قبولك للمنصب.

• ماذا إذا بدأت الوظيفة الجديدة قبل اكتشافك أنك حامل؟ كوني واضحة بشأن وضعك ثم ابدئي العمل على بذل ما بوسعك لأداء وظيفتك كأفضل ما يكون بحسب المتوقع منك. فقط تأكدي من معرفتك لحقوقك فيما يخص ضمان وظيفتك فيما إذا اتخذ الوضع منعطفًا خاطئًا.

اسأل طبيب مجاناً