التصنيفات
صحة المرأة

أعراض الحمل في الشهر الأول | نمو الجنين من الأسبوع 1 إلى 4

تهانينا، ومرحبًا بكِ في رحلة حملك! ورغم أنك بالتأكيد لا تبدين حاملًا في هذه المرحلة المبكرة، فربما تبدئين فعليّاً في الشعور بذلك. لعل ثدييكِ صارا أكثر حساسية، أو أنك تشعرين بقليل من الإرهاق، وربما تمرين بكل عرض من أعراض الحمل. ولكن حتى إذا لم يظهر أي عرض من أعراض الحمل في الشهر الأول (على الأقل بقدر ما لاحظتِ) فإن جسدك يستعد للشهور القادمة من الحمل.

ومع مرور الأسابيع والأشهر، ستلاحظين أكثر فأكثر التغيرات في أجزاء جسدك التي توقعتِ حدوثها (مثل بطنك)، بالإضافة إلى أجزاء لم تتوقعيها (مثل قدميك وعينيك). وستلاحظين أيضًا تغيرات في الطريقة التي تعيشين بها – وتنظرين بها – إلى حياتك، وربما تنطبق المعلومات التي ستجدينها في هذا الفصل عليك فعليًّا، أو ربما ستنطبق عليك بعد حين (أو ربما لن تنطبق عليك إطلاقًا، لأن كل امرأة وكل حمل يختلف عن غيره). فقط حاولي ألا تمضي بعيدًا جدًّا في تفكيرك أو قراءتك. أما الآن، فاجلسي، واسترخي، واستمتعي ببداية واحدة من أكثر المغامرات المذهلة في حياتك.

مراحل نمو الجنين في الشهر الأول من الحمل

الجنين في الشهر الأول

الأسبوع 1 العد التنازلي لميلاد الطفل يبدأ في هذا الأسبوع

الأمر المهم هو أنه لا يوجد طفل منتظَر – ولا بداخلك. إذن لماذا نسمي هذا الأسبوع، الأسبوع الأول من الحمل إذا لم تكوني حاملًا؟ إليك السبب: من الصعب جدًّا أن نحدد بدقة اللحظة التي يلتقي فيها الحيوان المنوي بالبويضة (يمكن للحيوان المنوي أن يبقى في جسدك لأيام عديدة دون أن يلتقي بالبويضة، كما يمكن للبويضة أن تنتظر حوالي 24 ساعة حتى ظهور الحيوان المنوي). الذي يسهل تحديده، رغم ذلك، هو اليوم الأول لدورتك الشهرية الأخيرة (لذا ضعي علامة على التقويم)، ما يسمح لطبيبك باستخدام ذلك كنقطة البدء الأساسية لحساب أسابيع حملك الأربعين. فما المحصلة النهائية من نظام التأريخ هذا (بجانب إمكانية الحيرة والشك)؟ أنك تُسجِّلين أسبوعين من أسابيع حملك الأربعين قبل حتى أن تحملي.

الأسبوع 2 لا، ليس هناك جنين بعد

لكن جسدك لن يأخذ استراحة هذا الأسبوع. في الحقيقة، إنه يعمل بجد استعدادا للحدث الكبير – التبويض. نسيج رحمك يصبح أكثر سُمكًا (مهيئًا نفسه لوصول البويضة المخصبة)، وتنضج جريبات مبيضك – بعضها أسرع من الأخرى – حتى يصبح أحدها مسيطرًا، ومعدًّا للتبويض. وتنتظر بداخل هذا الجريب بويضة تحمل اسم مولودك عليها (أو إذا كنت ستحملين بتوأم متماثل، فستكون هناك بويضتان منتظرتان بداخل جريبين) – مستعدة لأن تندفع وتبدأ رحلتها من مجرد خلية واحدة إلى ولد أو بنت مكتمل النمو وافر الصحة. لكن عليها أولًا أن تقوم برحلة بداخل قناة فالوب بحثًا عن الحيوان المنوي الذي سيتمم الأمر.

الأسبوع 3 تهانينا – لقد أصبحت حاملًا!

ما يعني أن مولودك المنتظر قد بدأ تحوله الإعجازي من خلية مفردة إلى ولد أو بنت مكتمل التكوين. وخلال ساعات من التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، الخلية المخصبة (أي الزيجوت) ينقسم، ثم يستمر في الانقسام (والانقسام). وفي خلال أيام، سيتحول مولودك المنتظر إلى كرة من الخلايا لا ترى بالعين المجردة، حوالي خُمس حجم النقطة الموجودة في نهاية هذه الجملة. الكيسة الأريمية – كما تُعرف الآن – تبدأ رحلتها من قناة فالوب حتى رحمك المنتظِر. فقط ثمانية أشهر ونصف إضافية – أقل أو أكثر – لتخرج للحياة!

الأسبوع 4 إنه وقت الغرس!

هذه الكرة من الخلايا التي ستسمينها قريبًا طفلا – رغم أنها تسمى الآن جنينًا – وصلت إلى الرحم وتستكين الآن بداخل نسيج الرحم، حيث ستبقى مرتبطة بك حتى الميلاد. ومتى ثبتت في مكانها، ستمر كرة الخلايا بالانقسام الكبير – منقسمة إلى مجموعتين. نصفها سيصبح ابنك أو ابنتك، والنصف الآخر سيصبح المشيمة، وهي خط حياة جنينك في أثناء إقامته/ إقامتها بالرحم. وحتى إذا كانت مجرد كرة من الخلايا الآن (ليست أكبر من بذرة خشخاش فعليًّا)، فلا تقللي من شأن جنينك الصغير – لقد مر هو/هي برحلة طويلة حتى يصل لهذه المرحلة. الكيس السلوِي – والذي يعرف باسم كيس المياه – يتشكل، مثلما يتشكل كيس المحي، والذي سيتم دمجه لاحقًا بداخل الجهاز الهضمي النامي لجنينك. وكل طبقة من الجنين – لديه الآن ثلاث – تبدأ في التطور إلى أجزاء متخصصة في الجسم. الطبقة الداخلية، المعروفة باسم الأديم الباطن، ستتطور لتصبح الجهاز الهضمي لطفلك، وكبده، ورئتيه. الطبقة الوسطى، المسماة الأديم المتوسط، ستصبح قريبًا قلب طفلك، وأعضاءه التناسلية، والعظام، والكليتين، والعضلات. والطبقة الخارجية، أو الأديم الظاهر، ستشكل في النهاية الجهاز العصبي لطفلك، وشعره، وجلده، وعينيه.

أعراض الحمل في الشهر الأول

في حين أن الحمل بحق له نصيبه من اللحظات الرائعة، والخبرات التي تستحق الاعتزاز بها، فإن له كذلك مجموعة من الأعراض الأقل روعة بكثير. بعضها تتوقعين في الغالب أن تصابي به (مثل ذلك الشعور بالغثيان الذي يخالجك). وبعضها ربما لم تتوقعيه قط (مثل سيلان اللعاب – من يدري؟). وكثير منها ربما لا تناقشينه على الملأ (وستبذلين قصارى جهدك لكي لا تفعليه في العلن، مثل إطلاق الغازات)، وكثير منها ستحاولين على الأرجح أن تنسيه (والذي ربما تنسينه فعلا، لأن النسيان من أعراض الحمل هو الآخر).

إليك عددًا من الأشياء لتضعيها في ذهنك عن هذه الأعراض وأعراض الحمل الأخرى. أولًا، كل امرأة وكل حمل يختلف عن غيره، ما يعني أن النساء على اختلافهن يشعرن بأعراض مختلفة للحمل . ثانيًا، الأعراض التي ستلي تباعًا هي عينة جيدة لما يمكنك أن تتوقعي المرور به (رغم أنك، حمدًا لله، لن تمري بها جميعًا – على الأقل ليس كلها في آن واحد)، لكن هناك المزيد عن أسباب حدوث هذه الأعراض. والاحتمالات هي أن كل إحساس غريب ومزعج تشعرين به في أثناء الأشهر التسعة التالية (كل من الأحاسيس الحسية والنفسية) ستكون طبيعية خلال الحمل. لكن إذا خلَّف العرَض لديك إحساسًا مزعجًا بالشك (هل يمكن لهذا أن يكون طبيعيًّا؟) تحري الأمر دومًا مع طبيبك، فقط لتتأكدي. ورغم أنك لن تتلقي تأكيدًا بأنك حامل، على الأرجح حتى تقتربي من نهاية الشهر، ربما تبدئين ملاحظة أن هناك شيئًا ما يحدث – حتى في هذه المرحلة المبكرة، أو ربما لا تلاحظين. إليك ما قد تمرين به خلال هذا الشهر:

الأعراض الجسدية للحامل

• قد تظهر بقع حينما تنغرس البويضة المخصبة في الرحم، حوالي 6 إلى 12 يومًا بعد الحمل.
• تغيرات الثدي، مثل الامتلاء، والثقل، والطراوة، والتنميل، وازدياد قتامة هالتي حلمتي الثدي.
• الانتفاخ، والغازات.
• الإرهاق، ونقصان الطاقة، والنعاس.
• تبول متكرر زائد عن المعتاد.
• بدايات الغثيان، مع أو بدون تقيؤ (رغم أن هذا الأمر لا يبدأ حتى الأسبوع السادس أو حتى بعد ذلك).
• زيادة اللعاب .
• حساسية زائدة للروائح.

الأعراض النفسية للحامل

• تقلبات عاطفية بين السعادة والحزن (مثل الأعراض التي تسبق الدورة الشهرية) والتي ربما تتضمن تقلبات مزاجية، وحدة الطبع، واللاعقلانية، والانتحاب غير المبرر.

• القلق/الترقب في أثناء انتظار الوقت المناسب للقيام باختبار حمل منزلي.

اقرأي أيضاً: جسم الحامل في الشهر الأول

زيارة الطبيب والفحوصات الطبية في الشهر الأول من الحمل

ما الذي يمكن أن تتوقعيه في زيارتك الأولى قبل الولادة

ستكون زيارتك الأولى قبل الولادة على الأرجح هي الأطول في أثناء حملك – وبالتأكيد ستكون الأكثر تفصيلًا. لن تكون هناك المزيد من الاختبارات فحسب، والإجراءات (متضمنة الكثير مما ستفعلينه في هذه الزيارة فقط)، وجمع معلومات (في شكل تاريخ طبي كامل)، وإنما أيضًا سيكون هناك وقت أطول مخصص للأسئلة (أسئلة توجهينها لطبيبك، وأسئلة يوجهها لكِ) والأجوبة. ستكون هناك الكثير من النصائح التي ستتلقينها – عن كل شيء؛ بدءا بما عليك تناوله (أو عدم تناوله) مرورًا بأي المكملات الغذائية التي عليك تناولها (أو عدم تناولها)، وصولًا إلى ما إذا كان عليك ممارسة الرياضة (وكيفية ذلك)؛ لذا تأكدي من أن تكوني مزودة بقائمة من الأسئلة والشواغل التي باتت مطروحة بالفعل، بالإضافة إلى مفكرة، وهاتفك الذكي، أو تطبيق لتدوين هذه الأسئلة.

ضعي في ذهنك أن زيارتك الرسمية الأولى قبل الولادة ستكون مُجدولة في الغالب في شهرك الثاني، وليس في الشهر الأول – رغم أن بعض العيادات تقدم زيارات مبكرة قبل لقاء الطبيب المختص.

وربما يختلف نظام كل طبيب قليلًا عن الآخر. عموما سيتضمن الاختبار:

تأكيد الحمل

حتى إذا قمت فعليًّا باختبار حملك في المنزل، سيعيد طبيبك في الغالب القيام بعمل فحص بول ودم. كما سيتم فحص الأمور التالية: أعراض الحمل التي تتعرضين لها، بيانات دورتك الشهرية الأخيرة لتحديد موعد ولادتك المُقدر، وعنق الرحم والرحم للكشف عن العلامات والعمر التقريبي لحملك. كذلك يقوم معظم الأطباء بعمل جلسة موجات فوق صوتية مبكرة، وهي أكثر الطرق دقة لتحديد تاريخ بدء الحمل.

تاريخ كامل

ليمنحك أفضل رعاية ممكنة، سيود طبيبك أن يعرف المزيد عنك. اذهبي للقائه وأنت مستعدة، بفحص سجلاتك المرضية في المنزل، أو الاتصال بطبيب رعايتك الأساسي لينعش ذاكرتك فيما يخص التالي:

تاريخك الطبي الشخصي (التطعيمات التي حصلت عليها، الأمراض المزمنة، الأمراض أو الجراحات الكبرى السابقة، الحساسيات المعروفة، متضمنة حساسية تجاه العقاقير)، والمكملات الغذائية (الفيتامينات، والمعادن الغذائية، العشبية، والمعالجات المثلية) أو الأدوية (المأخوذة بدون وصفة طبيب أو بوصفة طبيب) التي تتعاطينها، أو تعاطيتها منذ بدء الحمل

تاريخ صحتك النفسية (تاريخ أي حالات اكتئاب، اضطرابات قلق، أو أية أمراض نفسية أخرى)، تاريخك مع الأمراض النسائية (العمر عند أول دورة شهرية، معلومات عن دورتك، هل لديك مشكلات مع متلازمة ما قبل الحيض، أو اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، أو جراحات نسائية سابقة، أو تاريخ أية مسحة غير طبيعية لعنق الرحم أو للأمراض المنقولة جنسيًّا)، وتاريخك الولادي إن وجد (متضمنًا أية مضاعفات حمل أو خسارات، وتفاصيل عن حالات ولادتك السابقة).

سيسألك طبيبك أيضًا أسئلة عن عادات أسلوب حياتك (ما الذي تأكلينه عادة، ما إذا كنت تمارسين الرياضة، تتناولين مشروبات معينة، تدخنين، أو تستخدمين عقاقير ترويحية) وعوامل أخرى ربما تؤثر على حملك (معلومات عن والد طفلك، ومعلومات عن أصولك العرقية).

اختبار بدني كامل

وربما يتضمن هذا اختبار صحة عامة (فحص قلبك، ورئتيك، وثدييك، وبطنك)، وقياس ضغط دمك ليعمل كقراءة أساسية تعتمد عليها زياراتك في المستقبل، وتسجيل طولك ووزنك، والكشف على ذراعيك وقدميك للكشف عن وجود دوالٍ وريدية، والتورم لتعمل كقراءة أولية تعتمد عليها زياراتك في المستقبل، واختبار لأعضائك التناسلية الخارجية وفحص داخلي لمهبلك وعنق رحمك (مع وضع منظار، مثلًا عندما تجرين مسحة للرحم)، واختبار لأعضائك الحوضية باستخدام كلتا اليدين (وضع يد في المهبل، والأخرى على البطن وممكن أيضًا عبر المستقيم والمهبل)، وقياس لحجم رحمك وحجم وشكل الحوض (الذي من خلاله سيحاول الطفل في ختام المطاف أن يخرج إلى الدنيا). مجموعة من الاختبارات. بعض الاختبارات تكون روتينية لأية امرأة حامل، وبعضها الآخر روتيني في بعض مناطق من البلاد (أو في بعض الممارسات)، وبعضها يُجرى فقط عند الضرورة.

الفحوصات الطبية الشائعة التي تُجرى في الشهر الأول من الحمل

• اختبار بول للكشف عن الجلوكوز (السكر)، والبروتين، وخلايا الدم البيضاء، والدم، والبكتيريا.

• اختبار دم لتحديد نوع فصيلة الدم وحالة عامل الريسوس، للكشف عن الأنيميا، وقياس مستويات موجهة الغدد التناسلية المشيمائية. وسيتم فحص دمك للكشف عن عيار الأجسام المضادة (مستويات) والمناعة تجاه أمراض محددة (مثل الحصبة الألمانية والجدري)، وربما للكشف عن نقص فيتامين د.

• اختبارات للكشف عن الزهري، والسيلان، والتهاب الكبد ب، والكلاميديا، وفيروس نقص المناعة البشرية.

• مسحة عنق الرحم (مثل الذي تجريه في فحوصاتك السنوية) للكشف عن خلايا عنق الرحم المشوهة.

• واعتمادًا على وضعك الخاص، وإذا كان ذلك مطلوبًا، ربما تقومين أيضًا بما يلي:

• اختبارات جينية للكشف عن التليف الكيسي (كل الحوامل يعرض عليهن القيام بهذا الاختبار)، وفقر الدم المنجلي، والثلاسيما، وداء التاي ساكس، أو أية أمراض وراثية أخرى إذا لم تكوني قد قمت بفحص للكشف عنها.

• وربما، قياس سكر الدم إذا كنت سمينة، أو عانيت سكرًا حمليًّا (و/ أو طفلًا ضخم الحجم جدًّا) في حمل سابق، أو لديك تاريخ عائلي مع السكري، أو لديك عناصر خطورة أخرى للتعرض لسكري الحمل.

اسأل طبيب مجاناً