التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الخانوق والتهاب لسان المزمار لدى الأطفال

كيف يبدو الخانوق Croup؟

عندما تظهر على الطفل في عمره الثاني أعراض الإصابة بنزلة برد شائعة ويسيل أنفه وترتفع حرارته لتصل إلى 38 درجة مئوية، فإنه بعد يومين من الإصابة -وتحديدا في وقت المساء- يبدأ الطفل في السعال، ويصدر عنه صوت نباحي مزعج ومرتفع، فعندما يتنفس بين مرات السعال يظهر لديه صوت مختلف يشبه صوت الموسيقى، فيظهر على جلده الموجود أعلى الترقوة وبين الضلوع علامات تدل على سحب الهواء للداخل بصعوبة؛ فيظهر الطفل وهو يبذل مجهودا

شاقا عند التنفس، فيقلق عليه الوالدان ويصطحبانه في السيارة على الفور إلى المستشفى في مدة لا تتجاوز عشرين دقيقة، وفي هذه الأثناء يكون الطفل قد تحسن كثيرا.

هذه هي الصورة المعتادة لحالة الخانوق. ولبعض الأسباب، تتضاعف معدلات الإصابة بالخانوق لدى الأطفال الذكور عن الإناث في أغلب الأحوال. الجدير بالذكر أن هذا المرض يصيب الأطفال في مرحلتي الرضاعة وتعلم المشي -أي تقريبا من سن ستة أشهر حتى ثلاث سنوات– عادة في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، ويبدأ بالإصابة بنزلة برد. وعلى الرغم من ذلك، فإن عدوى الخانوق تنتقل من الأنف إلى الحنجرة بالقرب من الأحبال الصوتية، فتضيق القصبة الهوائية في هذه المنطقة، كما يؤدي التورم الذي يسببه الفيروس إلى إحداث المزيد من الضيق بها. ففي حالة الزفير، عندما يتنفس الطفل للخارج ليدفع بقوة هذا الانسداد، يصدر عن الأحبال الصوتية المتورمة صوت نباحي مزعج. أما في حالة الشهيق، عندما يتنفس الطفل للداخل، فيتقلص حجم جدران القصبة الهوائية مسببا المزيد من الانسداد لممر الهواء ومحدثا صوتا عاليا يسمى بالصرير. ودائما ما تزداد نوبات السعال والصرير سوءا ليلا، وتكون الإصابة بهما فجأة، ولكن يمكن التحسن منهما بسرعة؛ ويكون ذلك –غالبا- بعد تعرض الطفل لهواء الليل البارد.

سيكون الخانوق مرعبا بالنسبة لك عند التعرض له لأول مرة، ولكنه نادرا ما يكون خطيرا كما يبدو. غالبا ما يتم تحويل الأطفال المصابين بالخانوق إلى غرفة الطوارئ، ولكن نادرا ما يترتب على الإصابة به ضرر دائم. لسوء الحظ، يتعرض بعض الأطفال لعدة نوبات من الخانوق خلال مراحل عمرهم المبكرة، وقد تكون الحساسية سببا لحدوث هذه النوبات في هؤلاء الأطفال أكثر من الإصابة بالفيروس؛ ويطلق على هذه النوبات مصطلح الخانوق التشنجي. وقد توصلنا في السنوات القليلة مؤخرا إلى علاج فعال يجعل هذا المرض أقل خطرا.

المعالجة العاجلة

يتطلب الصرير – أي الضوضاء العالية التي يصدرها الطفل عند التنفس – الاتصال فورا بالطبيب، إن لم يتطلب الأمر الزيارة العاجلة. وحتى على الرغم من أن الخانوق من الأمراض التي نادرا ما تعد خطيرة، فإن هناك أسبابا أخرى للصرير يمكن أن تكون خطيرة بالمثل. على سبيل المثال، ربما يكون الطفل لديه شيء مستقر في الحلق، أو ربما يكون مصابا بالتهاب لسان المزمار أو بعدوى نادرة ولكنها خطيرة في القصبة الهوائية يطلق عليها التهاب الرغامى.

لا تشعري بالذعر؛ ولكن عليك التصرف سريعا، وإن لم يكن بمقدورك الوصول إلى الطبيب المعالج على الفور، فحاولي التواصل مع طبيب آخر، وإذا لم تستطيعي التواصل مع أي طبيب، فلتأخذي طفلك إلى المستشفى؛ فالأدوية متاحة هناك وبوسعها فتح المسلك الهوائي في حالة الإصابة بالخانوق، ولكن لا يمكن إعطاء الطفل هذه الأدوية إلا في المستشفى أو غرفة الطوارئ. وبصفة عامة، ينبغي أن يكون بالقرب من أي طفل يعاني أثناء التنفس أطباء أو ممرضون؛ تحسبا لأي تطور في الحالة.

المعالجة المنزلية

إن لم يكن الصرير حادا جدا، ورأيت طفلك يشعر بالراحة وقادرا على الشرب بطريقة طبيعية، ربما ينصحك الطبيب بالبقاء في المنزل. وبصورة تقليدية، اعتدنا على حث الآباء على ملء الحمام برذاذ ماء دافئ من الدش، ثم الجلوس مع ابنهم المصاب بالخناق فيه. وتبين الأبحاث الحديثة أن الهواء الرطب ربما يكون أقل فاعلية من حيث تقليل أعراض الخناق من الهواء البارد، فإن كان الهواء في منزلك شديد الجفاف؛ إذا من المنطقي أن تبحثي عن مصدر للرطوبة. وربما يكون الأهم من ذلك هو محاولة تهدئة طفلك؛ فالطفل المنزعج المذعور يتنفس بصعوبة وسرعة أكبر من الطفل العادي؛ مما يجعل إصابته بالخناق أسوأ. وعلى الأرجح، تعد أفضل طريقة لتهدئة طفلك هي الحفاظ على هدوئك أنت نفسك، ويمكن فعل ذلك عن طريق قراءة قصة من كتاب، أو اختلاق قصة من تأليفك؛ لأن ذلك يعمل على مرور الوقت ببهجة أكبر.

إن هدأ طفلك على الفور، يمكن أن يعود إلى سريره أو مهده. ولكن ينبغي أن تظلي أنت أو أي شخص بالغ آخر مستيقظا، ما دام الطفل تظهر عليه أي أعراض الخناق، مع الاستيقاظ كل ساعتين أو ثلاث ساعات بعد انتهاء التعرض للخناق؛ للتأكد من أن الطفل يتنفس بطريقة مريحة. وكثيرا ما تختفي أعراض الخناق في الصباح، لتعود من جديد في الليلة اللاحقة، وأحيانا لمدة ليلتين أو ثلاث ليال بعد ذلك.

التهاب لسان المزمار Epiglottitis

تعد هذه الإصابة الآن نادرة بحق؛ ويرجع ذلك إلى تطعيم Hib (لقاح المستديمة النزلية– النوع (ب)). وتشبه الإصابة بالتهاب لسان المزمار الخناق الحاد، ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة. ولسان المزمار عبارة عن جزء صغير من نسيج كون ما يشبه الباب المسحور أعلى القصبة الهوائية؛ لعدم إدخال الطعام. وإن حدث التهاب فيه وتورم، يمكن أن يسبب انسدادا في القصبة الهوائية بالكامل.

ولذا فإن الطفل المصاب بالتهاب لسان المزمار يصاب بالإعياء الشديد بسرعة، فيتكئ للأمام ويسيل لعابه، ويرفض تناول أي طعام أو سوائل، وفي العادة لن يصدر أي أصوات على الإطلاق؛ فقط لن تكون لديه القدرة على تحريك رأسه في أي اتجاه؛ لأنه يحافظ على رقبته في الوضع الذي يسمح له بأكبر مساحة لمرور الهواء بين لسان المزمار المتورم والقصبة الهوائية. ويعد التهاب لسان المزمار من الحالات الطبية الطارئة التي لا بد أن يبذل فيها أي نفيس للوصول بالطفل المصاب إلى الطبيب أو المستشفى على الفور، مع الحفاظ على هدوئه قدر الإمكان.

اسأل طبيب مجاناً