التصنيفات
طب نفسي | علم النفس

تخلص من التوتر الذي يسرع الشيخوخة ويغرق الجسم بالشوارد الحرة

قدر معقول من الضغوط يفيد، ولكن التوتر هو أيضاً أحد أكبر الأسباب المؤدية إلى الشيخوخة السريعة لأنه يغرق الجسم بالشوارد الحرة. لقد حان الوقت للتخلص من التوتر إلى الأبد.

التوتر يعطيك دفقة من الأدرينالين، وهذه الدفقة يمكن أن تكون هي الدفعة التي تحتاجها لكي تقدم أداءً عبقرياً في اجتماع لك في العمل، أو لكي تنجو من الخطر المحدق بك وأنت تقود سيارتك على الطريق السريع. ولكن غمر جسدك بالأدرينالين -والكورتيزون المصاحب له- بشكل منتظم هو أيضاً واحد من أسهل الطرق لتسريع عملية الشيخوخة.

كما أن التوتر والضغوط يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالأزمات القلبية. والسبب في هذا أن هرمونات التوتر تؤدي إلى زيادة مستويات السكر واللبيدات في الدم مما يرفع ضغط الدم، وهو من عوامل الإصابة بأمراض القلب. وهو أيضاً خطر لأنه يعوق الجهاز المناعي، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية والخطيرة. في دراسة أجريت على العاملين بالرعاية الصحية، تم التوصل إلى أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف تسبب لهم أقصى قدر من التوتر يكون مستوى إنتاج الأجسام المناعية لديهم أقل من أولئك الذين يعملون في وظائف أقل توتراً. هل لاحظت من قبل أن احتمال أن تنسى أين وضعت مفاتيحك، أو تنسى موعداً مهماً يزيد كثيراً عندما تكون واقعاً تحت ضغوط شديدة؟ إن هرمونات التوتر تنشط إنزيماً في المخ يؤثر على الذاكرة قصيرة المدى. والآن، اكتُشِفَ وجود ارتباط بين التعرض المزمن للتوتر وبين الإصابة بمرض ألزهايمر.

هل تعرف هذا الشعور بحرقان المعدة الذي تحس به عندما ينتابك التوتر؟ الضغوط لها أيضاً تأثير مباشر على الجهاز الهضمي في جسمك، فهي لا تسبب فقط هبوطاً حاداً في الإفرازات الهضمية، ولكنها أيضاً تجعل الجسم يوجّه الدم بعيداً عن الجهاز الهضمي إلى القلب والرئتين لكي تتمكن من الهرب من الخطر الذي يحيق بك. وهذا الوضع لا يجعل الجسم عرضة لاضطرابات الهضم فقط، وإنما يحرمه أيضاً من امتصاص المواد المغذية الموجودة في الطعام كما ينبغي.
ومن العلامات الأكيدة على أنك تعاني من التوتر سرعة الهياج، وسرعة الغضب، وافتقاد حس الفكاهة. وبالطبع يمكن أن يكون كل هذا هو ببساطة شخصيتك الحقيقية، ولكن الأرجح أن هذه الخصال قد تسربت إليك بفعل التوتر والضغط، خاصة إذا كنت تعاني أيضاً من اضطرابات المعدة، والإصابة بنوبات البرد أكثر من المعتاد، وإذا كنت تجد نفسك تنخرط في البكاء بسهولة، أو تنام بغير ارتياح، أو تأكل أكثر من المعتاد، أو تفقد شهيتك.
عندما نفكر في التوتر، فإننا نميل إلى التفكير في الأحداث الضخمة في حياتنا، مثل الطلاق، أو بيع المنزل. ولكن الأرجح أن التوتر مستمر بمستويات أقل، ويأتي في شكل إزعاجات بسيطة نواجهها بصورة يومية. تأخر القطار عن موعده، أو تسرب الهواء من عجلة السيارة، أو الاضطرار إلى الوقوف في صفوف طويلة، أو التعامل مع عميل مزعج على الهاتف.

ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام هي إحدى أكثر الطرق فعالية لمقاومة التوتر.

يمكن أن يكون التوتر رسالة من جسمك تخبرك بأنك تحتاج إلى إدخال بعض التعديلات على حياتك، مثل الاهتمام أكثر بنفسك، أو الحصول على المزيد من الدعم، أو العمل بذكاء بدلاً من العمل بكد أكبر. ولكن ليس دائماً. فقد يكون التوتر رسالة تخبرك بأنك في حاجة إلى تغيير بعض مفاهيمك الذهنية. أنت لا تسيطر سوى على قدر يسير من الأشياء التي تزعجك بصورة يومية، ولكنك تسيطر بشكل كامل على الكيفية التي تستجيب بها لهذه الأشياء. وأساس التعامل الجيد مع هذه المواقف هو أن تنأى بنفسك عنها وتعرف متى تخرج هذه الأشياء عن سيطرتك، ثم عدم السماح لنفسك بالتوتر بسببها. بل من الممكن أن تقوم بخطوة إضافية بأن تنظر إلى الجوانب الإيجابية التي يمكن أن تفيدك من الموقف.

إن أعظم سلاح نملكه ضد التوتر هو قدرتنا على اختيار فكرة ما بدلاً من أخرى.

تمرين لمدة 15 دقيقة

إذا كنت مشحوناً عاطفياً قبل أن تخرج من بيتك، فإنك حتماً ستصاب بالمزيد من التوتر، وستجد كل إزعاج يصادفك في الطريق يدفعك إلى الانفجار. ولكن إذا بدأت اليوم وأنت في حالة من الاسترخاء العميق، فإنك قد تجد نفسك هادئاً طول اليوم ولا يمكن استثارتك بسهولة، وقد تجد نفسك حتى تقف في الصف الأطول عند قطع التذاكر.
جرب ممارسة بعض التأمل. استجابة التأمل من الأساليب السهلة التي ثبت أنها تقلل ضغط الدم، ومعدل التنفس، ومعدل نبض القلب.
استخدم كلمة معينة تساعدك على الرتكيز ولها ارتباطات هادئة بالنسبة لك.
اجلس في مكان هادئ. أغلق عينيك وابدأ في إرخاء عضلاتك ببطء.
تنفس ببطء وبشكل طبيعي. وفي كل مرة تخرج فيها زفرياً، كرر الكلمة التي اخترتها في صمت.
تخلص من أي انفعال تشعر به، وعندما تجد أي أفكار تتطفل على ذهنك، تخلص منها بمجرد أن تنتبه لها، واستمر في تكرار الكلمة التي اخترتها.
حاول أن تقوم بهذا التمرين لمدة 15 دقيقة كل يوم.

زملائي في العمل هم السبب الحقيقي في شعوري بالتوتر. بخلاف إغلاق باب مكتبي، ماذا يمكنني أن أفعل عندما يزعجونني؟

عد من واحد إلى ثمانية. أخرج الزفير من رئتيك بالكامل وضع لسانك في سقف حلقك، خلف أسنانك الأمامية. خذ شهيقاً من أنفك مع العد من واحد إلى أربعة. احبس نفسك حتى تعد من واحد إلى سبعة إذا استطعت، ثم أخرج الزفير بدون صوت من فمك أثناء العد من واحد إلى ثمانية. كرر ذلك لدقيقتين. ما النتيجة؟ ستشعر بإحساس رائع وستجد أن انزعاجك من زملائك أصبح أقل.