التصنيفات
جهاز المناعة

العفن السام، عامل مساهم في الحالة المرضية من المناعة الذاتية

أنا أسأل عن العفن السام لدى كل شخص يطلب التسجيل وأثناء الموعد الأول مع المريض. إن سمعت أي شيء يجعلني أظن أن هناك مصدرًا واضحًا للعفن، فإنني أقول لمريضي إنه ربما يكون عاملًا مساهمًا في حالته المرضية من المناعة الذاتية وأحاول أن أكتشف المزيد.

من أين تأتي السموم؟

أنواع معينة من العفن تخرج نوعًا من الغازات المعروفة باسم المركبات العضوية المتطايرة (VOCs). ولا تفرز كل أنواع العفن تلك السموم، ولكن تلك التي تفعل هي بوضوح محل قلق كبير. والجناة الأكثر شيوعًا هم:

– أسبرجيللوس Aspergillus
– فوساريوم Fusarium
– باسيليوميسس Paecilomyces
– بنسيلليوم Penicillium
– ستاشيبوتريس Stachybotrys
– ترايكودرما Trichoderma

نعتقد أن 25 بالمائة فحسب من السكان لديهم الموروثات التي تجعلهم ضعفاء بمواجهة الآثار الضارة لأنواع العفن تلك، ولكن بالنسبة لأي شخص ضعيف في مواجهتها، يمكن أن تكون الأعراض شديدة.

لقد رأيت أناسًا يعانون من عدد من الأعراض المرتبطة بالعفن، ومن بينها الآتي:

– اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة
– الحساسيات والربو والعدوى والتهاب الجيوب الأنفية الحاد
– القلق
– المناعة الذاتية
– متلازمة الإجهاد المزمن
– الاكتئاب
– الألم الليفي العضلي
– نوبات الصداع
– الأرق
– المشاكل العصبية
– النمو المتتابع المفرط للخميرة
– الطفح الجلدي من كل الأنواع ومن بينها الإكزيما

ورغم هذا، ولأن ثلاثة أرباع السكان غير ضعفاء أمام السموم الفطرية، فليس من غير المعتاد أن يُظهر شخص واحد فقط بالمنزل الأعراض، جاعلًا السبب عسيرًا جدًا في تشخيصه، لا سيما للممارسين غير الواعين جيدًا بهذه المشكلة.

عوامل الخطر التي تدفعني للشك في العفن تتضمن الآتي:

– المنازل الأقدم
– المنازل المعروفة تسريباتها المائية
– المنازل ذات الأقبية
– المنازل المبنية على سفوح التلال
– المنازل ذات الأسطح المسطحة
– الطقس الرطب

والبيئات المعروفة بالعفن تتضمن الآتي:

– المباني الكبيرة المحتوية على شقق
– مباني المقرات الإدارية الكبيرة
– الفنادق
– المدارس

وعامل آخر للتفكير فيه هو إذا ما كنت تعيش أو تعمل في مكان به نظام تكييف أو تهوية أو تدفئة مشترك، وهو ما يكون بوسعه حمل السموم الفطرية من منطقة عفنة مسربة بالفراغات التي ليس بها تسريب -جاعلًا المشكلة أصعب حتى في تحديدها.

كيف تقوم بفحص لتكتشف العفن السام

فحص العفن التقليدي من غير الراجح أن يفيدك، بصراحة، لكونه يركز على جودة الهواء ومستوى جراثيم العفن، دون المركبات العضوية المتطايرة. لذا لديك خياران:

– اقطع قطعة من مرشح الهواء خاصتك وأرسلها إلى معمل أو شركة في وسعها القيام بما يدعى اختبار إي آر إم أي (مؤشر العفن البيئي النسبي)، والذي يسعى ليحدد نوع العفن الذي يطلق السموم الفطرية. ومع هذا، ما أن تجري اختبارًا كهذا، فعليك أن تفصح عنه لأي شخص ربما يرغب في شراء المنزل، وهو ما يعني أنك إن لم تجد العفن بسهولة، فربما ينتهي الأمر بك ممزقًا الحوائط أو لاجئًا لإجراءات أخرى جذرية لتتأكد من أنك قد وجدت العفن قطعًا وأزلته.

وكل هذا لأقول إنني لست مشجعة لفحص المنازل. أفضل أن أفحصك أنت. ولكن هذا يمكن أن يصير أمرًا مراوغًا. والفحص القياسي هو فحص البول، ولكن هذا يكتشف فقط مستويات ثلاثة فقط من السموم الفطرية الرئيسية. إن كان رد فعلك نتيجة للسموم الفطرية الأقل شيوعًا، فهذا لن يظهر بالضرورة. وكذلك، المستوى الذي يظهر بالفحص لا يرتبط بالضرورة بأعراض الشخص: يمكن أن تكون مريضًا للغاية بمستويات قليلة بالاختبار أو لست مريضًا جدًا ولكن فحصك يُظهر مستويات عالية. إضافة إلى أن الفحص مكلف. ومع هذا، فإنه أفضل ما نحظى به، لذا أعتمد عليه إلى حد ما.

إن كان في وسعك تحمل تكلفته، فما أفضل أن أقترحه هو أن تجد مكانًا ما لتقيم فيه لبضعة أسابيع -فندقًا أو منزل صديق أو منزلًا بالإيجار لقضاء العطلات أو إيجار سرير وإفطار – بأي مكان يمكنك أن تتدبر أمر التيقن بشكل معقول من خلوه من العفن. خذ معك أقل القليل الممكن -وسادتك المفضلة أو الحيوان المحشو بالقطن المفضل لطفلك ربما يكونان قد غزاهما العفن- وانظر إذا ما كنت ستشعر بشعور أفضل بعد عشرة أيام أو ما يقارب هذا خارج منزلك. ففي النهاية، جسدك أدرى من أي فحص. إن شعرت بشعور أفضل بعيدًا عن منزلك، وإن شعرت بشعور أسوأ حين تعود إلى منزلك، ربما تكون تستجيب للسموم الفطرية.

علينا كذلك أن نكتشف ما إذا كنت تستجيب للسموم الفطرية بمنزلك أو بمكان آخر. إن كنت تعمل بالمنزل فحسب أو إن كان طفلك يدرس بالمنزل، إذًا ليس لدينا سوى منزلك لنقلق بشأنه، ولكن إن كان مقر عملك أو المدرسة مشتركين بالأمر، إذًا لدينا مشكلة أخرى لحلها.

في تلك الحالة، غالبًا ما سأفحص شخصًا آخر يعيش في المنزل. إن كانت فحوصات هذا الشخص إيجابية للسموم الفطرية -حتى وإن كان لا يعاني أية أعراض- في وسعنا أن نفترض وجود العفن بالمنزل. إن كانت فحوصاته سلبية، في وسعنا أن نفترض أن العفن آتٍ من مقر العمل أو المدرسة.

أعلم أن هذه مشكلة صعبة. لا أحد يرغب في أن يسمع أن منزله ربما يكون مغزوًا بالعفن وأنه ربما يكلف الأمر قدرًا كبيرًا من المال لتنظيفه. ولكن هناك بعض الحلول:

– إن كان في وسعك التعرف على موضع التسرب، إذًا استأجر معالجًا معتمدًا لمعالجة العفن لإزالته. وكن حذرًا، مع هذا، لأن الكيماويات المستخدمة للتطهير من العفن يمكن أن تسبب كذلك مشكلات لنظام المناعة الهش.

– اذهب إلى طبيب مختص بالطب الوظيفي للحصول على المزيد من العون، ويشمل أدوية موصوفة بوسعها مساعدتك على أن تطهر الفطريات والعدوى التي أنت بها مصاب وذلك لمقاومة هجمات العفن. والوصفة الأكثر شيوعًا لهذه الحالة هي الكوليسترامين، والذي يكبح السموم كي يمكن أن تتخلص منها بأمان من نظامك.