التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الرضاعة الصناعية

تغيّر النظام الاقتصادي والعلاقات الاجتماعية وأنماط العيش في المجتمعات، وما يهمنا في هذا المضمار أمران: الأول: نزول المرأة إلى ميدان العمل لأسباب كثيرة، أحدها غلاء المعيشة وازدياد متطلبات الحياة بعد أن كانت متفرّغة للبيت والاهتمام بأفراد الأسرة. أما الثاني: التقدم العلمي السريع في تطوير بدائل حليب الأم.

تتسارع شركات صناعة الأغذية وتتنافس بشكل محموم في تطوير أنواع مختلفة من الحليب لتتناسب مع حاجة الرضيع، وتكون قريبة في تكوينها من حليب الأم.

لعبت الأسباب السابقة دوراً كبيراً في انصراف الأم عن الرضاعة الطبيعية إلى الصناعية، في الوقت الحالي أصبح العدد الأكبر من الأمهات يستعملن الحليب الصناعي، بعض الأمهات يبدأن بالرضاعة الطبيعية لبضعة أسابيع بعد الولادة، ثم يدخلن الحليب الصناعي فتصبح الرضاعة مختلطة، إلا أن هذا الأمر لا يطول، بعد فترة وجيزة تصبح الرضاعة صناعية بالكامل.

توجد أنواع كثيرة من الحليب في الأسواق، الحليب البقري الطازج والحليب المبخّر (evaporated milk)، والحليب المكثّف (condensed milk) والحليب المنزوع الدسم، والحليب قليل الدسم وما يهمنا هنا هو الحليب المحفوظ أو المعلّب.

الحليب المحفوظ أو المعلّب

أشهر أنواعه المحضّر على شكل مسحوق أو بودرة، يتواجد في الأسواق سواء في الصيدليات أو المحلات التجارية، وبكميات كبيرة تغري الأم بالتخلي عن الرضاعة الطبيعية، خاصة أن الدعاية تصوّر الطفل الذي يتناول الحليب الصناعي دوماً بالطفل الصحيح الجسم، الممتلئ صحة وعافية ونشاطاً.

الأصناف التجارية للحليب المجفّف كثيرة، تتسابق الشركات المنتجة في الترويج لبضائعها، فتقع الأم في حيرة: أي الأصناف هو الأفضل من أجل طفلي؟

أحياناً تتبرع الجارة أو الصديقة بإبداء النصيحة، أو ربما كانت لدى الأم خبرة في أحد أنواع الحليب لأنها سبق وأعطته من قبل لأحد أطفالها، نصيحتنا إلى الأم هي: اختاري الحليب الأنسب ثمناً بالنسبة لدخل أسرتك، ونحب أن نؤكد لك أن الحليب الغالي الثمن لا يعني إطلاقاً أنه الأجود.

من الملاحظ أن بعض الأطفال يتقبلون نوعاً من الحليب ويرفضون غيره، ربما لاختلاف درجة الحلاوة من نوع لآخر، في بعض الأحيان يعاني الرضيع من إسهال لا ينتهي إلا بتغيير نوع الحليب، عموماً يفضّل أن لا تغيّر الأم الحليب إلا بعد استشارة الطبيب.

عندما تحاول شراء الحليب سوف تجد أصنافاً مختلفة تتزايد يوماً بعد يوم سوف نعدد فيما يلي أهمها:

1– الحليب الصناعي العادي (Standard Formula): يتناوله الرضّع الأصحاء الذين لا يعانون أية اضطرابات هضمية أو أمراض وراثية.

2– الحليب الصناعي للأطفال الخدج (المولودون قبل الأوان): هو حليب ذو خصائص معيّنة، سهل الهضم، يناسب الجهاز الهضمى للطفل الخديج، كما أنه يحتوي على كمية أكبر من الحريرات مما يساعد الخديج على اكتساب الوزن بسرعة.

3– الحليب الصناعي المنزوع اللاكتوز LF (Lactose free Formula): يتناوله الأطفال الذين يعانون من نقص في خميرة اللاكتاز، سواء كان هذا النقص ولادياً أو مكتسباً نتيجة الإسهالات طويلة الأمد.

4– الحليب الصناعي ناقص التحسيس HA (Hypoallergenic Formula) يعطى هذا الحليب للأطفال الذين لديهم قصة سريرية عائلية لمرض الحساسية سواء الجلدية أو الربوية.

5– الحليب المضاد للارتداد المعدي المرئي AR (Anti–reflux formula): يضاف إلى الحليب الصناعي مواد تجعله كثيفاً، وهذا بدوره يقلّل من رجوع الحليب من المعدة إلى المريء وبالتالي إلى خارج الفم.

6– الحليب المحتوي على بروتين الصويا: هذا الحليب خالي من البروتين البقري ويستعاض عنه بالبروتين المستخلص من فول الصويا، يعطي للأطفال الذين لا يتحملون البروتين البقري.

7– حليب الماعز: يعطى للأطفال الذين يعانون من حساسية ضد البروتين البقري.

8–   توجد أنواع خاصة من الحليب للأطفال الذين يعانون من أمراض ولادية استقلابية Metabolic Diseases.

زجاجة الرضاعة

تجد الأم في السوق أحجاماً وأنواعاً عديدة من الزجاجات أفضلها ما كان مصنوعاً من الزجاج الخالص الذي يتحمل درجة حرارة الغليان، بعض الزجاجات مصنوع من لدائن البلاستيك ونحن لا ننصح بهذا النوع لأن سطوحها تتآكل مع مرور الوقت فتصبح خشنة يصعب تنظيفها، ويفضل أن يكون فم الزجاجة واسعاً حتى يسهل تنظيفها من الداخل، وتتوفر زجاجات الرضاعة بأحجام مختلفة تختار الأم الحجم المناسب لعمر الطفل، الزجاجة الصغيرة تكون مناسبة للطفل في الشهر الأول، بعد ذلك تختار الأم الزجاجة الأكبر.

حلمة الزجاجة:

توجد أنواع كثيرة جداً في السوق، لذا من واجب الأم اختيار الأحسن لوليدها، والأحسن هي التي لونها أصفر ومقطعها (إذا قطعت بالسكين أو تمزقت) براقاً، وإذا وضعت في الماء طفت على السطح. أما الأنواع الأخرى الغامقة اللون والتي ترسب في قاع الماء فيجب عدم شرائها لأنها قد تحتوي على مواد سامة تؤذي الطفل، ينبغي أن تكون فتحة الحلمة متوسطة السعة لأن الفتحة الكبيرة تسمح بتدفق الحليب السريع في فم الطفل وتكون الكمية أكبر من قدرة الطفل على البلع فيؤدي ذلك إلى استنشاق الحليب ودخوله إلى الرئة، هذه حالة في غاية الخطورة، أما الفتحة الضيقة فيصعب على الوليد مص الحليب من خلالها وتسبّب تعبه بالإضافة إلى ابتلاع كمية من الهواء، وهذا بدوره يؤدي إلى التقيؤ، بشكل عام يحتاج الطفل إلى عشر دقائق للانتهاء من الرضاعة.

لاختيار فتحة الحلمة المناسبة، تقلب زجاجة الحليب رأساً على عقب وهي ممتلئة إذا نزل الحليب بشكل خط من الفتحة هذا يعني أن الفتحة كبيرة وغير صالحة، إذا لم ينزل شيئاً من الحليب فهذا يعني أن الفتحة صغيرة وغير صالحة أيضاً، أما إذا نزل الحليب نقطة خلف نقطة فهذه هي الحلمة المناسبة.

تحضير الحليب:

الاهتمام بنظافة زجاجة الرضاعة والحلمة أمر هام وحيوي، لأن إهمال شروط النظافة يؤدي إلى إصابة الطفل بالجراثيم التي تسبّب أمراضاً قد تكون مهلكة.

نصائح هامة

● ينبغي تنظيف الزجاجة والحلمة من الحليب جيداً بعد كل رضعة.

● غليها بعد ذلك في الماء لمدة 5 دقائق على الأقل.

● يفضل غلي الماء المستخدم للرضاعة، حيث يغلى لمدة خمس دقائق ثم يترك ليبرد حتى تصل إلى درجة حرارة الجسم (37) درجة مئوية.

● يضاف مسحوق الحليب إلى الماء الفاتر، بالكمية المناسبة وكما هو مكتوب على علبة الحليب.

تحذيرات

● بعض الأمهات يضفن كميات من الحليب أكثر من اللازم لاعتقادهنّ أن القيمة الغذائية للحليب ستزداد وبالتالي يزداد وزن الطفل بسرعة، هذا اعتقاد خاطئ وخطأ كبير لا يؤدي إلى زيادة الوزن بل إلى اضطرابات معوية وكلوية، والبعض الآخر من الأمهات يضفن كمية من الماء أكثر من اللازم وذلك للتوفير، وهذا أيضاً خطأ ويؤدي إلى انخفاض القيمة الغذائية للحليب، التقيّد بالنسبة المكتوبة على علبة الحليب في مزج الحليب بالماء أمر ضروري للحفاظ على صحة الرضيع.

● بعد إضافة الحليب البودرة تُغلق علبة الحليب جيداً، لأن الرطوبة يمكن أن تفسد محتواها.

● تغلق زجاجة الرضاعة جيداً، ثم يخض الحليب بداخلها حتى تذوب جميع حبيبات البودرة ولا يبقى لها أثر، والخض يكون بحركة أفقية وليس شاقولية حتى لا تتشكل فقاعات من الهواء وتسبب نفخة في الجهاز الهضمي للرضيع.

● عند إعطاء الوليد الحليب يفضّل أن تكون درجة حرارته مقاربة لحرارة الجسم، الحليب الساخن يسبّب حروقاً في الفم والبلعوم، والحليب البارد له تأثير سيئ على الجهاز الهضمي.

● إذا بقي القليل من الحليب بعد الرضاعة احفظيه في مكان نظيف وبارد لاستخدامه في الرضعة التالية على أن لا تتجاوز مدة الحفظ 24 ساعة.