التصنيفات
جهاز التنفس

أزمة الربو asthma attack | احرص على فهم سبب حالتك

أزمة الربو تحدث نتيجة وجود مشكلة في التنفس بسبب ضيق الممرات الهوائية التي يمر الهواء من خلالها إلى داخل الرئتين أو إلى خارجهما، وهذه من أكثر الحالات الرئوية شيوعا عند الأطفال. ويتزايد عدد المرضى أطفالا وكبارا بشكل دائم.

أسباب نوبة الربو

ويظل سبب حدوث أزمة الربو غير معروف، ولكن هناك أسبابا كثيرة لحدوث تلك النوبات، ومنها الحساسية والتلوث (وهذا قد يفسر سبب استمرار زيادة نسبة الإصابة بأزمة الربو)، والانفعالات. والأسباب الأخرى المعروفة بأنها تسبب أزمة الربو:

▪ الحمل.
▪ الهواء البارد.
▪ دخان السجائر، والعطور، والأبخرة الكيماوية.
▪ شعر الحيوانات الأليفة.
▪ الأدوية مثل: الأسبرين، ومثبطات بيتا، والأدوية المضادة للالتهابات.
▪ التمارين الرياضية.

أعراض نوبات أزمة الربو

تحدث نوبات أزمة الربو على فترات كل بضعة أيام، أو أسابيع، أو شهور، اعتمادا على حدة الحالة أو شدتها، ويصحبها السعال الذي يؤدى إلى الاستيقاظ ليلا. ولكن كثيرا من المرضى يأخذون هذه المشكلات على أنها أمور عادية، ولا يذكرونها للطبيب. ويزداد أزيز التنفس سوءا في الصباح الباكر، أو عند الاستيقاظ. ونوبات الربو تكون عبارة عن قصر في النفس، والأزيز، والسعال، والشعور بضيق في الصدر، وقد يصاب المريض بالرعب والفزع خوفا من أن يتوقف تنفسه. والنوبات الحادة قد تجعل المرضى ينحنون إلى الأمام ويضعون أذرعهم على ركبهم لكى يحصلوا على قدر أكبر من الهواء، بل يشهقون أثناء الكلام، ولا يستطيعون إلا التفوه بالقليل من الكلمات. وأثناء النوبة الحادة كلما كان المريض أكثر هدوءا كلما ازداد قلقاً.

العلاج

ويعتمد العلاج كثيرا على نوعية الأزمة الربوية، ومدى حدة النوبات، ولكن العلاج يندرج تحت نوعين فقط، الأول: العلاج اليومى للوقاية من النوبات، والتمتع بحياة طبيعية، وهذا ما يعرف بالعلاج الوقائي. وفى هذه الحالة يتم استعمال نوعين من الأدوية كعلاج مع الاستنشاق، ويفضل هذا العلاج أكثر من الأقراص أو الأدوية السائلة. ومن أدوية الوقاية استنشاق السترويد على فترات منتظمة لتقليل التهاب الممرات الهوائية الذي قد يسبب أعراض أزمة الربو.

أما النوع الثانى فهو الأدوية المخففة لحدة الأزمة، والتى لا يطول مفعولها، لكنها تستخدم لتخفيف الأعراض فوريا. وهذه الأدوية يتم استنشاقها أيضا؛ لأن مفعولها موجه مباشرة إلى سطح الممرات الهوائية، وتتميز تلك الأدوية بقلة امتصاص الجسم لها إلى أدنى حد. أما إذا لم تتم السيطرة على أزمة الربو تماما، فيمكن إضافة علاج آخر للبخاخة المعتادة، وهذا يشمل أنواعا أخرى من البخاخات والأقراص. والإفراط في استخدام البخاخات التي تخفف الحالة أثناء الليل أو النهار يظهر الاحتياج الكبير إلى تناول المزيد من الأدوية الوقائية بانتظام، أو إضافة علاج آخر إلى ما يتناوله المريض.

الهدف من العلاج

والهدف دائما من العلاج العاجل للمريض هو فتح الممرات الهوائية بأسرع ما يمكن لتخفيف الأعراض، وأسرع وسيلة لعمل ذلك هو إعطاء الدواء المخفف من خلال البخاخة، وهى جهاز يمكن أن تحمله معك ويتم شحنه بالبطارية أو الكهرباء، حيث يصدر رذاذا رقيقا من الدواء الذائب في الماء، ويتم استنشاق ذلك الرذاذ من خلال قناع يثبت على الوجه. وفى أغلب الحالات يحدث تخفيف في الأعراض خلال دقائق معدودة. ولكن إذا تواصلت الأعراض، فقد يكون المريض بحاجة إلى أكسجين، وقد يكون من الضرورى إدخاله المستشفى حيث يمكن إعطاؤه علاجا بالحقن تحت إشراف طبي محكم.

وهدف علاج أزمة الربو هو ضمان ألا تهدد الحالة حياة المريض، أو تسبب له الإزعاج، وبالفعل يتمكن معظم المرضى من أن يعيشوا حياتهم بطريقة طبيعية. فزيادة استخدام الدواء الواقى وبخاخات التخفيف المصحوبة أحيانا بالمضادات الحيوية إذا كان هناك التهاب في الصدر يمكن أن تمنع مثل هذه النوبات. أما بالنسبة للنوبات العنيدة المستمرة، فقد تحتاج إلى استخدام أقراص سترويد أو العلاج بالبخاخة، ولكن إذا كانت الحالة لا تستجيب للعلاج المعتاد، فمن المهم أن نبحث أو نسعى إلى الاستشارة الطبية على الفور.

الوقاية من الأزمات التنفسية

بعد فترة من الوقت يتمكن مرضى الربو من معرفة ما يسبب لهم الأزمات التنفسية. وعندما يتم تحديد هذه المسببات التراب مثلا، أو دخان السجائر، أو أى طعام يزيد من سوء الحالة يصبح أفضل علاج هو تجنب مثل هذه الأشياء، وتناول الأدوية الوقائية مع ممارسة التمارين بشكل مستمر خاصة السباحة، فهي ذات أثر جيد على المدى الطويل، على الرغم من أن بذل الجهد المفاجئ قد يتسبب أحيانا في حدوث نوبة.

يجب الامتناع عن التدخين فورا، والحرص على عدم تناول أدوية مثل الأسبرين، أو مثبطات بيتا، والأدوية اللااسترويدية، أو الأدوية المضادة للالتهاب التي تستخدم لعلاج التهاب المفاصل والحالات المشابهة. فإذا كان الشخص معرضا لنوبات من ارتجاع أحماض المعدة (وتعرف بالارتجاع الحمضي)؛ حيث يصعد الحمض المعدى إلى المريء، فلابد أن يحاول علاج هذا لخطورته، لأنه يمكن أن يسبب تهيج الممرات الهوائية، ويمكنك هذا بإنقاص وزنك، وتقليل تناولك للقهوة، واتباع نظام غذائى متوازن.

وإن كان الشد العصبي أو التوتر يزيد من سوء حالة الربو؛ فحاول أن تقلل مستوى التوتر إلى أدنى حد كلما كان ذلك ممكنا.

تحذير

لا نزال أسمع عن الكثير من حالات الوفاة بسبب أزمة الربو، وغالبا يكون المتوفون في عمر الشباب، والشىء المحزن بصفة خاصة هو أن عددا كبيرا من تلك الوفيات كان يمكن تجنبه من خلال العلاج الصحيح، أو تفهم المريض لمرضه بطريقة أفضل، والواجب علينا نحو مرضى الربو أن نجعل من تلك المآسى أمرا نادر الحدوث.

إذا كنت مريضا بأزمة الربو، فلابد أن تحرص على فهم سبب حالتك، وكذلك نوعية العلاج المناسب وكيفية تناوله.

ولا يجب أن تتوقف عن العلاج أو تغيره حتى إذا شعرت بالتحسن. راجع الطبيب، أو متخصص الربو بشكل دائم.