التصنيفات
طب الطواريء والاسعافات الأولية

الإسعافات الأولية للطفل في حالة الجروح والنزيف

الجروح البسيطة

النزيف البسيط الذي يستمر لبضع دقائق يساعد على تنظيف الجرح، ولكن النزيف الغزير أو ذلك الذي يستمر لفترة طويلة يحتاج إلى علاج خاص. يجب أن تضغط مباشرة على الجرح لإيقاف النزيف مع رفعه للأعلى، اجعل طفلك يستلقي على ظهره، وضع وسادة أو اثنتين تحت الطرف المصاب، واضغط على الجرح بواسطة قطعة مربعة من الشاش المعقم أو أي قطعة قماش نظيفة حتى يتوقف النزيف، ثم نظف الجرح وضع عليه ضمادة، بينما لا يزال الطرف المصاب مرفوعا إلى الأعلى.

استخدم مجموعة من قطع الشاش المربعة (أو قطعا مطوية من القماش النظيف) لتغطية جرح نزف كثيرا، أو لا يزال ينزف، بحيث يوضع بعضها فوق بعض؛ ليكون لديك ضمادة سميكة تغطي الجرح، ثم لف حولها البلاستر الطبي أو لفة الشاش الطبي بحيث تحدث ضغطا إضافيا على الجرح فتقلل من احتمالية حدوث نزيف مرة أخرى.

الجروح والخدوش

تعد أفضل طريقة لعلاج الخدوش والجروح الصغيرة هي غسلها بالماء الدافئ والصابون، فالغسل الجيد هو الطريقة الرئيسية لمنع العدوى. بعد تجفيف الجرح بمنشفة نظيفة يجب تغطيته بضمادة حتى يظل نظيفا إلى أن يلتئم، ويجب غسل الجرح مرة يوميا حتى يلتئم تماما.

أما بالنسبة للجروح الكبيرة التي تكون مفتوحة فيجب أن تستشير الطبيب بشأنها؛ إذ إن العديد منها سيحتاج إلى الخياطة حتى يلتئم وتقل احتمالية أن تترك أثرا سيئا، ومن المهم أن تبقى الخياطة نظيفة وجافة حتى يزيلها الطبيب. ويجب أن تتفحص الجرح كل يوم لترى ما إذا كانت هناك علامات على وجود عدوى مثل: تزايد الألم، أو وجود تورم، أو احمرار، أو إفرازات من الجرح. العديد من الجروح الآن تعالج باستخدام المواد اللاصقة للأنسجة، وهي أسرع من الغرز، ولا تقل عنها فاعلية.

إن الجروح التي من الممكن أن تكون تلوثت بالأوساخ أو الطين، أو تلك التي تنجم عن أدوات غير نظيفة مثل السكاكين، لا بد أن تحيلها إلى طبيبك الخاص، وقد يقترح عليك الطبيب أن تعطي الطفل جرعة منشطة مضادة للتيتانوس، خاصة بالنسبة للجروح العميقة أو تلك التي تحتوي على ثقوب. وإذا كان طفلك قد أتم المجموعة الأولى التي تحتوي على أربعة لقاحات من التطعيم الثلاثي، ولم يمر على آخر جرعة منشطة بها أكثر من خمس سنوات، فقد لا يحتاج إلى جرعة التيتانوس المنشطة.

ولكن من المفيد أن ترجع الأمر إلى طبيبك دائما إذا كنت غير متأكد.

في بعض الأحيان قد تتبقى قطعة من الزجاج أو الخشب أو الحصى في الجرح، وإذا لم تتمكن من إزالتها بسهولة فمن الأفضل أن تعود إلى الطبيب ليقيم هذا الجرح، وقد يحتاج الأمر إلى أشعة سينية للكشف عن وجود جسم غريب بالجرح من عدمه. وقد يكون بداخل أي جرح، لا يلتئم بشكل سليم أو يتعرض للإصابة بالعدوى (يصبح مصدرا للاحمرار أو الألم أو الإفرازات)، جسم غريب.

عدوى الجلد

الأنواع البسيطة من عدوى الجلد

وتشمل أعراضها: الاحمرار، والتورم، والحرارة البسيطة، والألم، والصديد، ويجب أن يفحص الطبيب الطفل إذا كان مصابا بدمل أو عدوى في طرف إصبعه أو أي جرح مصاب بأي نوع من العدوى. وأفضل إسعاف أولي هو أن ننقع المنطقة المصابة في المياه الدافئة، أو نضع كمادات مبللة بالمياه الدافئة عليها؛ لأن ذلك يزيد من طراوة الجلد، ويقلل من الفترة التي يحتاجها الجلد لكي ينشق ويخرج منه الصديد، وأيضا يبطئ من التحام الجلد مرة أخرى بسرعة. ضع ضمادة سميكة نسبيا على المنطقة المصابة، وصب فوقها مياها دافئة حتى تبتل بالكامل، دعها تتشرب الماء لمدة عشرين دقيقة، ثم استبدلها بضمادة أخرى نظيفة وجافة، وكرر هذه العملية ثلاث مرات أو أربعا كل يوم حتى تعرض طفلك على الطبيب. إذا كان لديك مرهم يحتوي على مضاد حيوي فيمكنك أن تضعه على المنطقة المصابة، ولكن ذلك لا يعد بديلا عن زيارتك للطبيب.

عدوى الجلد الأكثر خطورة

تتضمن العلامات الدالة على أن عدوى الجلد المصاب بها الطفل أكثر خطورة من ارتفاع درجة الحرارة، ووجود منطقة محمرة حول الجرح تتزايد بسرعة، وظهور أشرطة حمراء تبدأ من مكان العدوى، ووجود ألم بالغدد الليمفاوية أسفل الإبط، وفي منطقة الأربية (المنطقة بين البطن والفخذ على جانبي الجسم). وتعد أنواع العدوى تلك من الحالات الطبية الطارئة؛ لذا يجب أن تعرض الطفل على الفور على الطبيب أو على قسم الطوارئ بالمستشفى.

الشظايا

تعد الشظايا التي تدخل تحت الجلد أكثر الإصابات الطفيفة شيوعا في مرحلة الطفولة بعد الجروح الصغيرة والكدمات في الغالب. يمكن أن تجرب أسلوب النقع والوخز، وذلك بأن تغسل المنطقة التي علقت بها الشظية بالماء والصابون، ثم تنقعها في ماء ساخن نسبيا لمدة عشر دقائق على الأقل، أو يمكنك استخدام كمادة ساخنة، إن لم تتمكن من تغطية المنطقة المصابة بالماء (سيكون عليك أن تعيد تسخين المياه أو الكمادة كل دقيقتين). إذا ظهر طرف من طرفي الشظية من الجلد، فيمكنك أن تمسك به بالملقاط وتخرجه بسهولة، أما إذا كانت الشظية مختفية تماما تحت الجلد، فسوف تحتاج إلى إبرة خياطة معقمة بالكحول. سيجعل النقع الجلد طريا بحيث يكون بإمكانك أن تفتح بواسطة طرف الإبرة فتحة تكفي لكي تمسك الشظية بالملقاط. بعد أن تخرج الشظية من الجلد اغسل تلك المنطقة بالماء والصابون، وغطها بضمادة نظيفة. لا تحاول أكثر من اللازم أن تفتح الجلد عن طريق الوخز بطرف الإبرة، وإذا لم تتمكن من أن تخرج الشظية بعد عملية النقع الأولى فكرر العملية لعشر دقائق أخرى، ثم حاول أن تخرج الشظية، وإذا لم تتمكن أيضا فتوجه إلى الطبيب.

النزيف الحاد

إذا كان هناك جرح ينزف بصورة مثيرة للقلق فيجب أن توقف النزيف في الحال.

اضغط مباشرة على الجرح، وارفع الطرف المصاب إن أمكن، واصنع ضمادة من أكثر المواد النظيفة الموجودة في متناولك، سواء كانت قطعا من الشاش المربع أو منديلا نظيفا، أو أنظف قطعة قماش ترتديها أنت أو يرتديها طفلك. اضغط بالضمادة على الجرح حتى تتلقى مساعدة طبية أو حتى يتوقف النزيف. لا تزل الضمادة عندما تمتلئ بالدم، ولكن ضع فوقها ضمادة جديدة. إذا بدأ النزيف يخف، وكانت لديك مواد مناسبة لصنع ضمادة سميكة تضعها على الجرح حتى تضغط عليه عندما يلف بالشاش أو القماش، فقم بذلك، ولكن إذا لم تنجح هذه الطريقة في السيطرة على النزيف، فعليك أن تستمر في الضغط المباشر على الجرح، إذا لم تتوافر لديك أي مواد لصنع ضمادة تضغط بها على جرح ينزف بغزارة، فاضغط بيديك على حواف الجرح أو حتى داخل الجرح نفسه إذا لزم الأمر.

تتوقف معظم أنواع النزيف بالضغط المباشر البسيط، ولكن إذا كنت تواجه نزيفا لا يتوقف فاستمر في الضغط المباشر على الجرح، واطلب من شخص آخر أن يطلب لك الإسعاف، وأثناء انتظارك للإسعاف دع المريض مستلقيا على الأرض، وأبقه دافئا وارفع قدميه والجزء المصاب من جسمه إلى أعلى.

يمكن أن تسبب الجروح البسيطة بفروة الرأس الكثير من النزيف، ولكن الضغط على الجرح سيوقفه بسرعة.

نزيف الأنف

يصاب كل الأطفال –تقريبا- بنزيف في الأنف، وهو لا يكون خطيرا في أغلب الأحوال. قد تبدو كمية صغيرة من الدم كبيرة عندما تنزل من الأنف. تتوقف معظم حالات نزيف الأنف من تلقاء نفسها إذا جلس الطفل هادئا لبضع دقائق، أما بالنسبة لحالات النزيف الأكثر حدة فعليك أن تضغط برفق على الجزء السفلي من الأنف كاملا لمدة خمس دقائق (عليك أن تنظر في ساعتك؛ لأن خمس دقائق في مثل هذه الظروف تبدو فترة طويلة للغاية).

ثم خفف الضغط ببطء ورفق، وإذا استمر النزيف لعشر دقائق، بالرغم من اتباعك لهذا الإجراء، فاتصل بالطبيب.

ومن أكثر الأسباب التي ينتج عنها نزيف الأنف جفاف الهواء، واللعب في الأنف بالأصابع، والحساسية، وإصابات البرد. ستتكون قشرة داخل الأنف بعدما يتوقف النزيف، ثم تسقط في اليوم التالي أو يلتقطها الطفل بيديه؛ مما سيسبب نزيفا مرة أخرى، ولكن يمكننا أن نضع كمية قليلة من الفازلين داخل الأنف حتى نمنع القشرة من أن تجف بسرعة.

إذا كان الطفل يتعرض لنزيف الأنف بشكل متكرر فمن الممكن أن يطلب الطبيب القيام بكي أحد الشرايين المكشوفة، أو يقوم بفحص الطفل ليتأكد من أن الدم يتخثر بشكل طبيعي، ولكن في أغلب الأحوال تقريبا يفضل الجميع أن يصبروا.

لا يشيع نزيف الأنف لدى الرضع، وفي بعض الأحيان يتسبب مثل هذا النوع من النزيف في مشكلات للرضيع؛ لذا يجب أن يحيل الآباء مثل هذه الحالات إلى الطبيب.