التصنيفات
طب الطواريء والاسعافات الأولية

الإسعافات الأولية للطفل في حالة الحروق، الحرائق والدخان

الحرائق هي ثاني أكثر الأسباب شيوعا للموت نتيجة إصابة في فترات الطفولة، والأطفال تحت الخامسة هم أكثر المعرضين لتلك الخطورة، وحوالي ثمانين بالمائة تقريبا من الوفيات المرتبطة بالحرائق تكون نتيجة الحرائق المنزلية، ونصف الحرائق المنزلية يكون سببها السجائر، ويعد ذلك سببا آخر للتوقف عن التدخين. الحرائق تستطيع أن تنتشر بسرعة؛ لذا لا يجب أبدا أن تترك أطفالك وحدهم بالمنزل، عليك أن تأخذهم معك إذا كنت ستخرج. ومعظم الوفيات المرتبطة بالحرائق تكون بسبب استنشاق الدخان وليس بسبب الحرائق نفسها.

أكثر إصابات الحرائق غير المميتة شيوعا هي اللسعات، وتنتج %20 منها من التعرض لماء الصنبور الساخن، و%80 منها نتيجة انسكاب الأطعمة والمشروبات. نصف حالات اللسعات تكون قوية بما يحتاج لترقيع الجلد.

حماية الأطفال من الحرائق

ماذا يمكن أن نفعل؟ يجب أن تتخذ هذه الخطوات البسيطة حتى تضمن حماية أطفالك على المدى البعيد:

• قم بتركيب أجهزة كاشفة للدخان في كل طابق بمنزلك، وضعها في الممرات خارج أماكن النوم والمطبخ، وقم بتغيير البطاريات التي تشغلها كلما تغير التوقيت من الشتوي إلى الصيفي.

• احتفظ بطفاية حريق كيميائية جافة في مطبخك.

• اخفض درجة حرارة سخان المياه إلى 120 فهرنهايت (48.8 درجة مئوية)؛ لأن معظم الشركات المصنعة تضبط السخانات على درجة حرارة

تتراوح بين 150 فهرنهايت (65.5 درجة مئوية) و160 فهرنهايت (71 درجة مئوية)، ولكن درجة الحرارة تلك تعني أن الطفل الصغير سيصاب بحرق في جميع طبقات الجلد في أقل من ثانيتين، ولكن عند درجة حرارة 48.8 درجة مئوية تستغرق الإصابة باللسعات خمس دقائق كاملة. إذا كنت تسكن في شقة خاصة أو سكن مشترك فاطلب من مالك العقار أو من شريكك في السكن أن يخفض درجة حرارة سخان المياه. بإمكانك أن تنظف أطباقك في درجة حرارة أقل من 48.8 درجة مئوية، وسوف تنخفض فاتورة الكهرباء الخاصة بك. ويمكنك أن تزود أماكن وأحواض الاستحمام والأحواض العادية بأجهزة مضادة للحروق توقف تدفق المياه عندما تزيد الحرارة على 48.8 درجة مئوية.

• تعد المدفآت بمختلف أنواعها -بما في ذلك تلك التي تعمل عن طريق حرق الأخشاب- والأفران غير المعزولة جيدا والشوايات التي تفتح بسهولة من مصادر الخطر؛ لذا يجب وضع شبكات حماية عند المدفآت التي تعمل عن طريق حرق الخشب والمدفآت التي تثبت في الحائط، ويجب أيضا وضع أغطية على أجهزة التدفئة لمنع حوادث الحروق.

• يجب أن تضع أغطية واقية على كل المقابس الكهربية؛ حتى تتجنب إصابة الأطفال بالصدمات الكهربية، ويجب أيضا ألا تحمل على تلك المقابس بشكل زائد.

• يجب تغيير الأسلاك الكهربية البالية، ويجب أن تلصق الوصلات التي تربط بين الأسلاك الرئيسية والأسلاك المتفرعة منها بعناية، ويجب ألا تسير الأسلاك الكهربية تحت السجاد أو في الممرات.

ويمكنك أيضا أن تقلل من خطورة اندلاع الحرائق أو تعرض الأطفال للحروق اللاسعة من خلال هذه العادات الحصيفة:

• تحسس دائما درجة حرارة مياه الاستحمام قبل أن تضع طفلك فيها، حتى وإن كنت قد فعلت ذلك من قبل، وتحسس أيضا السطح الخارجي للصنبور؛ حتى تتأكد من أنه لن يكون ساخنا بما يسبب حرقا للطفل.

• لا تشرب الشاي أو القهوة الساخنين وأنت تضع الطفل على رجليك، وتأكد من أن المشروبات الساخنة لا تكون موضوعة بالقرب من حافة الطاولة بحيث يمكن للطفل الصغير أن يجرها، ويجب أن تتجنب استخدام مفارش الطاولات أو المفارش التي توضع تحت أدوات المائدة؛ لأن الطفل الصغير يمكن أن يجرها من على الطاولة.

• وجه دائما مقابض أواني الطهي نحو مؤخرة الموقد، ومن الأفضل استخدام العيون الخلفية للموقد.

• يجب وضع أعواد الثقاب في أماكن يستحيل على طفل في الثالثة أو الرابعة -مهما كان دءوبا- أن يصل إليها. فبداية من هذه السن يمر معظم الأطفال بمرحلة هوس بالنار، ويكون من الصعب للغاية أن يقاوموا إغراء اللعب بأعواد الثقاب.

• إذا كنت تستخدم المدفآت المتنقلة فيجب أن تتأكد من أنها لا تلامس الستائر أو الملاءات أو الفوط.

• يوجب القانون أن تكون ملابس النوم التي يرتديها الأطفال مصنوعة من خامات مقاومة للنار واللهب، ومن المهم أن تختار الملابس المصنوعة من مثل هذه الخامات بدلا من الملابس الداخلية المصنوعة كلها من القطن. يجب أن تغسل مثل هذه الملابس باستخدام المواد المنظفة؛ إذ إن الغسل المتكرر بالصابون أو الكلور ربما يقلل من فاعلية خصائصها المقاومة للنار واللهب.

وفي النهاية يمكنك أن تحافظ على سلامة أطفالك من خلال تلقينهم ما الذي يجب أن يفعلوه لمنع حدوث الحرائق، وكيف يتصرفون عند اندلاع حريق:

• تكلم مع الأطفال الصغار دون الثالثة أو الرابعة عن الأشياء الساخنة، وحذرهم من لمس هذه الأشياء.

• تكلم عن إجراءات السلامة التي يجب أن تتبع أثناء الحرائق مع الأطفال الصغار؛ بما في ذلك أن عليهم عند اندلاع حريق «أن يتوقفوا عن السير وينبطحوا على الأرض ويتدحرجوا فوقه»، وعليهم أن «ينحنوا أسفل الدخان».

• قل لأطفالك إنه في حالة أنهم اشتموا الدخان وشكوا في اندلاع حريق فأول شيء يجب أن يفعلوه هو أن يخرجوا من المنزل، ويمكنهم أن يطلبوا فرقة المطافئ من منزل أحد الجيران.

• ضع خطة للطوارئ تحتوي على طريقين للهروب من كل حجرة نوم، ثم اختر مكانا محددا تتقابل فيه الأسرة خارج المنزل، ويجب أن تتمرن الأسرة بأكملها على هذه الخطة.

درجة الحرق

تنقسم الحروق إلى ثلاثة أنواع؛ أولها يشمل فقط الطبقة العليا من الجلد، ولا يسبب –غالبا- سوى احمرار الجلد، وتعرف هذه الحروق –غالبا- بحروق من الدرجة الأولى. أما الحروق التي تصيب بعض الطبقات الأخرى من الجلد (وكانت تعرف بحروق الدرجة الثانية) فهي تصل إلى طبقات أعمق من الجلد مسببة البثور. أما الحروق التي تصيب كل الطبقات (وكانت تعرف من قبل بحروق الدرجة الثالثة) فتصل إلى أعمق طبقات الجلد، وغالبا ما تدمر الأعصاب والأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد. وتعد الحروق التي تشمل كل طبقات الجلد من الإصابات البالغة، وغالبا ما تحتاج إلى ترقيع الجلد، ومن العوامل المهمة أيضا حجم الحرق نفسه، فالحرق السطحي الذي يمتد فوق أغلب الجسم (مثل حروق الشمس) يكفي غالبا لجعل الطفل يشعر بالإعياء.

الحروق البسيطة

بالنسبة للحروق البسيطة يمكنك أن تضع المنطقة المصابة تحت المياه الجارية الباردة لعدة دقائق؛ حتى يشعر المصاب بتنميل في هذه المنطقة. يجب ألا نستخدم الثلج في معالجة الحرق؛ لأن التجميد من الممكن أن يزيد الطين بلة. لا تضع أبدا أي مرهم أو مادة دهنية أو زبدة أو كريما أو أي منتج يحتوي على الفازلين على الحرق؛ لأن مثل هذه المواد قد تحبس الحرارة في مكان الحرق، وبعد شطف الحرق بالماء البارد قم بتغطية المنطقة المصابة بقطعة قماش كبيرة ونظيفة للتقليل من الألم.

إذا تكونت بثور عند مكان الحرق فيجب ألا تحاول ثقبها، فما دامت البثرة سليمة يبقى السائل بدخلها معقما، أما إذا فتحت فستصل الجراثيم إليها. إذا انفتحت البثرة فمن الأفضل أن تزيل الجلد المتبقي منها بواسطة مقص أظافر صغير، أو ملقاط، على أن تغليهما لمدة خمس دقائق أولا. وقد يقيك المرهم الذي يصفه لك الطبيب من العدوى، ولكن إذا كنت ترى علامات على وجود عدوى مثل وجود الصديد بداخل البثرة، أو احمرار حول أطرافها فيجب عليك بالتأكيد أن تتصل بالطبيب. ولا تضع اليود -أو أي مطهر آخر- على الحرق إلا إذا كان الطبيب هو من وصفه لك.

ومن المهم للغاية أن تعرض جميع الحروق في الوجه واليدين والقدمين ومنطقة الأعضاء التناسلية على طبيب أو ممرض ممارس؛ لأن التأخر في العلاج يمكن أن يؤدي إلى حدوث ندبات أو تعطيل لبعض الوظائف، ويمكن أن نستثني من تلك الحالات حروق الشمس البسيطة.

حروق الشمس

أفضل طريقة لعلاج حروق الشمس هي أن نقي أطفالنا منها في المقام الأول. إن حروق الشمس الحادة تسبب الألم، وتعد مصدرا للخطورة، ولكن يمكننا أن نتجنبها، فنصف ساعة من التعرض لأشعة الشمس المباشرة على الشاطئ في أيام الصيف كفيل بأن يسبب حرقا بالنسبة لشخص من ذوي البشرة الفاتحة لم يكن مستعدا للتعرض للشمس.

ضع كمادة باردة على مكان الحرق للتخفيف من أعراض حروق الشمس، وأعط طفلك مسكنا خفيفا للألم لا يحتوي على الأسبرين مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين. وإذا نشأت أي بثور مكان الحرق فيجب أن تعالج كما ذكرنا في القسم السابق. وإذا أصيب الشخص الذي تعرض للحرق برعشة وارتفاع في درجة الحرارة وإعياء فيمكنك أن تتصل بالطبيب. من الممكن أن تكون الحروق الناتجة عن الشمس في نفس درجة خطورة الحروق الناتجة عن الحرارة؛ لذا يجب أن تبقى الأماكن المصابة بعيدة تماما عن ضوء الشمس حتى يختفي الاحمرار الموجود بها.

الإصابات الناتجة عن الصدمات الكهربية

إن معظم الإصابات الناتجة عن الصدمات الكهربية التي يتعرض لها الأطفال تحدث في المنزل، وتعتمد درجة الإصابة بها على كمية التيار التي تمر بجسم الطفل. إن الماء أو أي نوع من الرطوبة يزيد من خطورة الإصابة بهذه الحالات؛ لذا يجب ألا يشغل أي جهاز كهربي في الحمام أثناء استحمام الطفل.

يسبب التلامس مع التيار الكهربي – في معظم الحالات – صدمة، ويجذب الطفل يده بعيدا قبل أن يصاب بأي تلف. وإذا تكونت بثرة صغيرة، أو حدث احمرار، أو ظهرت بقعة محروقة في مكان الإصابة فيمكنك أن تعالج تلك الإصابة بنفس طريقة علاج الحروق الناشئة عن الحرارة. يمكن أن يسافر التيار الكهربي عبر الأعصاب والأوعية الدموية، وإذا أصيب طفلك بجروح خلال دخول التيار الكهربي وخروجه من الجسم فهذا يعني أن التيار الكهربي ربما يكون قد أتلف الأعصاب والأوعية الدموية في طريقه. إذا ظهرت على الطفل أي أعراض عصبية مثل التنميل أو الوخز أو إذا اشتكى من شعوره بالألم في أي منطقة أخرى سوى المنطقة التي لامسها التيار الكهربي فيجب أن يفحصه الطبيب.

يصاب الأطفال بحرق كهربي أحيانا نتيجة العض على أحد الأسلاك، فربما يتكون حرق صغير في طرف الفم. كل الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذا النوع من الحروق يجب أن يعرضوا على الطبيب؛ لأن كل الحروق من الممكن أن تترك خلفها ندوبا؛ لذا قد يحتاج طفلك إلى عناية خاصة لكيلا يصاب بندب من الممكن أن يؤثر على قدرته على أن يبتسم أو يمضغ الطعام.