التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

الأكل التبول التغوط البكاء والنوم في حياة المولود الجديد

وأخيرا، حانت تلك اللحظة التي كنت تستعجلينها؛ وها أنت تحضرين إلى منزلك أصغر أفراد عائلتك! ولابد وأنك قد قمت بالكثير من الإعدادات لذلك؛ من تجهيز للمهد والمحضن، وشراء أو استعارة لتلك التجهيزات الصغيرة والجميلة، وتخزين للحفائظ والمناديل والبطانيات…. وغيرها من التجهيزات، وربما تقلبت بين شعوري الإثارة والخوف لدى تفكيرك بتلك التغييرات التي سيجلبها طفلك إلى حياتك.

قد تتساءلين الآن: هل أنا مستعدة؟ هل نحن مستعدون؟

رغم أن الإجابة قد تكون بالنفي، إلا أن ذلك أمر طبيعي جدا، فمهما كان عدد كتب الحمل ورعاية الطفل التي قرأتها، ومهما كنت حريصة على أن يكون كل شيء في مكانه، فعليك أن تعلمي أنه لا يمكنك أن تكوني مستعدة بشكل كامل لتلك الأسابيع الأولى القليلة بعد الولادة مهما فعلت، إذ إن هذا الوقت قد يكون مربكا ومهيجا.

كما أنك في الأسابيع التي تلي الوضع، تتعاملين في الوقت نفسه مع الكثير من الأمور البدنية والعملية والعاطفية المختلفة، كما أنك تحاولين التعود على طفلك الجديد وفهم حاجاته وعاداته؛ ومع كل هذا، وفي الوقت نفسه أيضا، يتماثل جسمك للشفاء بعد تجربتي الحمل والولادة.

وإذا أخذنا في الحسبان كل تلك التغيرات، أيقنا أن تلك الأسابيع القليلة بعد أخذ الطفل إلى المنزل قد تكون من أكثر الأوقات صعوبة وتحديا، وقد تحتاجين إلى شهور وربما سنة حتى تعودي إلى طبيعتك مرة أخرى، لذا عليك التحلي بالصبر على شؤونك الخاصة وعلى شؤون طفلك حتى يمكنك تجاوز ذلك بطريقتك الخاصة وفي وقتك الخاص.

ويقدم هذا الفصل لمحة عن عالم الوليد الجديد، كما يعطي فكرة عما يجب على الأم معرفته حتى يمكنها الاعتناء بطفلها والمحافظة على سلامته، وتظهر أهمية هذا الفصل إذا ما تذكرنا أن الطفل الجديد أمر خاص وتجربة من شأنها أن تغير كثيرا في مجرى الحياة؛ ولا يمكن الاستمتاع بتلك التجربة إلا بالاعتناء الجيد بالنفس وبالمولود الجديد.

عالم الطفل

قد تشعرين في الأسابيع الأولى القليلة من حياة الوليد كما لو أنه لم يخلق إلا للأكل والنوم والبكاء

ولجعلك منشغلة دائما في تغيير حفائظه، ولكن ذلك أمر غير صحيح، إذ إن طفلك يتحسس أيضا المشاهد والأصوات والروائح في عالمه الجديد، كما أنه يتعلم كيف يستخدم عضلاته ويعبر عن ذلك بمجموعة من المنعكسات المتأصلة فيه.

ويبدأ تواصل الطفل مع أمه حال ولادته، إذ إنه – مع أن الأطفال لا يملكون كلمات يمكنهم من خلالها التعبير عن حاجاتهم وأمزجتهم ورغباتهم – إلا أن لديهم في ذلك طرقا خاصة، وعلى رأسها البكاء crying.

لذا، لن يكون من الممكن دائما فهم ما يشعر به الوليد، وقد يبدو الأمر أحيانا كما لو أن الطفل يستخدم لغة غريبة في التخاطب، ولكن مع هذا يمكنك تعلم كيف يواجه طفلك العالم، وكيف يتعلق بك وبالآخرين، وبدوره سيتعلم الطفل لغة اللمس والحمل ولغة الأصوات والإيماءات الوجهية التي تستخدمينها.

البكاء

يعد البكاء الشكل الأول من أشكال الاتصال التي يستخدمها الوليد، إذ يبكي الأطفال عادة بشكل نموذجي ما بين ساعة إلى أربع ساعات يوميا، وذلك كوسيلة للتأقلم مع الحياة خارج الرحم.

ومن الأسباب الشائعة للبكاء ما يلي:

●   الجوع. يأكل غالبية الأطفال ست إلى عشر مرات يوميا، ويستيقظ الأطفال في العادة ليلا من أجل الأكل في الأشهر الثلاثة الأولى على الأقل.

●   الانزعاج. قد يبكي الطفل بسبب الحفاظ الرطب أو المتسخ، وربما بسبب الغازات أو عسر الهضم، أو بسبب الوضعيات أو درجات الحرارة غير المريحة؛ وغالبا ما يبحث الأطفال عن شيء ما لمصه عند شعورهم بعدم الارتياح، مع أن الإطعام نفسه لن يوقف الانزعاج الحاصل، بل قد تفيد بعض المهدئات لفترة وجيزة، وغالبا ما تستقر حالة الطفل بعد زوال سبب الانزعاج.

●   الضجر والخوف والوحدة. قد يبكي الطفل أحيانا بسبب شعوره بالسأم أو الخوف أو الوحدة ورغبته في أن يحمله شخص ما ويداعبه، وقد تكون مجرد رؤية الأم أو سماع صوتها أو الشعور بأناملها أو ربما مجرد إحساس الطفل بأنه إلى جانبها، أو أن أحدا ما يداعبه، أو تقديم شيء ما له ليمصه، قد يكون أي من ذلك أمرا يبعث على الهدوء والاستقرار في نفس ذلك الطفل الذي يبحث عن الراحة.

●   التعب الشديد والتنبيه الزائد. يساعد البكاء الطفل المتعب بشدة أو المثار بقوة على حبس أحاسيسه وإغلاق سمعه وبصره، كما قد يساعد ذلك على تخفيف التوتر الذي يشعر به، ويمكن أن تلاحظي أن طفلك يكون أكثر اهتياجا في أوقات متوقعة من اليوم، وغالبا ما يكون ذلك في وقت مبكر من المساء وحتى منتصف الليل، وربما لا تجدين ما تفعلينه لإرضاء طفلك في تلك الأوقات، إلا أنه يصبح بعدئذ أكثر يقظة من ذي قبل ليغط بعد ذلك في سبات عميق، وربما يعين ذلك النوع من البكاء الذي يصعب إرضاؤه الأطفال على التخلص من الطاقة الزائدة.

وكلما نضج طفلك أصبحت أكثر قدرة على فهم الرسائل المختلفة التي يوحي بها بكاؤه.

كيف تهدئين من بكاء طفلك

يمكن القول بشكل عام بأنه يجب عليك الاستجابة بشكل فوري لبكاء طفلك في الأشهر القليلة الأولى، دون أن يتسبب ذلك في إفساده؛ حيث تشير الدراسات إلى أن الاستجابة السريعة والحميمة لبكاء الوليد تجعل بكاؤه أقل بشكل عام، وتساعده على النوم فترة أطول في الليل.

ويمكنك الاستعانة بالقائمة التالية لتحديد السبب وراء البكاء المتواصل لطفلك:

●   هل طفلك جائع؟
●   هل طفلك بحاجة إلى تغيير حفاظه؟
●   هل يحتاج طفلك إلى التجشؤ؟
●   هل يشعر طفلك بحرارة أو برودة زائدتين؟
●   هل يحتاج طفلك إلى أن يوضع في وضعية أكثر راحة؟ هل يوجد شيء ما يقرص أو يلتصق بطفلك أو يقيده؟
●   هل يحتاج طفلك إلى مجرد مص شيء ما؟ سواء أكان ذلك إصبعا أم مصاصة؟
●   هل يحتاج طفلك إلى بعض الرعاية الحانية؟ كالمشي به أو هزه أو احتضانه أو تمسيده أو تدليكه، وربما الكلام الرقيق معه أو بعض الترنم والغناء له؟
●   هل لدى الطفل استثارة أو تهيج بدرجة كبيرة؟ هل يحتاج إلى مجرد البكاء لفترة قصيرة؟

يجب عليك – بشكل عام – محاولة تلبية الحاجات الملحة لطفلك في البداية؛ فإذا كان يبدو أن الجوع هو السبب في بكائه، فعليك إطعامه مباشرة؛ أما إذا كان الطفل يصرخ مذعورا، فعليك التأكد من عدم وجود ما يلكز أو يقرص طفلك.

وإذا استمر نواح الطفل بالرغم من كونه دافئا وجافا وجيد التغذية وفي وضع مريح، فقد يمكنك الاستفادة من المقترحات التالية:

●   يمكنك تقميط (طريقة خاصة للف الرضع) الطفل بدثار بطريقة أكثر إحكاما كما هو موضح في الشكل التالي.

●   التحدث أو الغناء برفق لطفلك وجها لوجه.
●   استخدام بعض الحركات اللطيفة كهز الطفل بين الذراعين أو المشي مع وضع الطفل مقابل الكتفين أو وضعه في حمالة أمامية.
●   تمسيد رأس الطفل بلطف أو التدليك أو التربيت على صدره أو ظهره.
●   وضع الطفل على بطنه.
●   حمل الطفل على الكتفين أو مقابل الصدر في وضعية قائمة.
●   قيادة السيارة بينما يكون الطفل في المقعد المخصص له.
●   إجراء حمام دافئ للطفل، أو وضع قارورة دافئة – ليست ساخنة – على معدته.
●   وضع الطفل في عربة أطفال أو حافلة والخروج للتنزه.
●   جعل الطفل يمص إصبعك أو أية مصاصة أخرى بينما تقومين بهزه أو المشي به بشكل متناغم.
●   التقليل من الضوضاء والحركة والأضواء في المنطقة التي يوجد فيها الطفل، كما يمكنك محاولة ما يسمى بالضجيج الأبيض، مثل وضع بعض الأصوات المستمرة والرتيبة كصوت المكنسة الكهربائية أو صوت تلاطم أمواج المحيط، حيث غالبا ما تهدئ تلك الأصوات وتريح الأطفال عن طريق حجب الأصوات الأخرى.

وقد يكون الطفل بحاجة إلى فترة من العزلة لمدة 10 – 15 دقيقة عندما يستمر في البكاء بالرغم من كونه جافا وشبعا وملفوفا بإحكام وفي وضع مريح، وعند ذلك يجب عليك البقاء في مرمى السمع وتفقد الطفل كل بضع دقائق؛ وبالرغم من أن الكثير من الوالدين قد يجدون أنه من الصعب ترك أطفالهم يبكون، إلا أن ذلك قد يعطي الرضع فرصة للاسترخاء وتخفيف الضغط.

كما يجب عليك أن تتذكري أنه لن يكون بإمكانك دائما تهدئة طفلك، لا سيما عندما يكون هياجه مجرد طريقة لإزالة التوتر، كما لا يغيبن عن بالك أن البكاء سمة مميزة لمرحلة الطفولة، ومما يجلب الطمأنينة العلم بأن ذلك الصراخ لن يستمر إلى الأبد، بل غالبا ما يبلغ البكاء ذروته عند الطفل بعد حوالى ستة أسابيع من الولادة ليتناقص بعد ذلك تدريجيا.

كما أنه من الطبيعي أن تشعري بالإحباط نتيجة لبكاء الطفل المفرط، لذا عليك القيام ببعض الترتيبات مع عائلتك أو بعض الأصدقاء أو مربية أطفال بشأن تلك الفترات القصيرة من الراحة التي قد تحتاجين إليها والتي قد تكون ساعة منها كافية لإحياء قدرتك على مواجهة المشاكل.

أما حينما تشعرين بفقدان السيطرة بسبب بكاء طفلك، فيمكنك وضعه في مكان آمن كالمهد والاتصال حالا بمقدم الرعاية الصحية أو غرفة الطوارئ في المستشفى أو خدمة التعامل مع الأزمات أو الصحة النفسية في الحي.

البكاء الطبيعي والمغص

من الطبيعي أن يتهيج الأطفال في بعض الأحيان، إلا أن بعضهم يصرخ أكثر من غيره، وقد يكون ذلك عائدا إلى أن الطفل يعاني مغصا colic، لا سيما عندما يكون الطفل بصحة جيدة ولكنه يواجه نوب تهيج متكررة خاصة في أثناء المساء أو يبكي بشكل لا يهدأ لمدة ثلاث ساعات أو أكثر خلال النهار، ولا نعني بالمغص اضطرابا جسميا معينا أو مرضا مميزا، بل يطلق مصطلح المغص colic على نوبات البكاء المتكررة التي يصعب تهدئتها.

ولا يعود السبب في بكاء الطفل الممغوص ببساطة إلى الجوع أو الحفاظ الرطب أو أي سبب آخر واضح، بل ما زال الخبراء غير متأكدين من السبب الكامن وراء تلك الحالة، ويبلغ المغص ذروته بعد حوالى ستة أسابيع من الولادة، ويختفي عادة في عمر ثلاثة أشهر.

ويجب الأخذ في الحسبان أن المغص قد يكون علامة دالة على علة ما، كما أن الطفل الممغوص يبقى ذا شهية جيدة، ويرغب في حضنه وحمله، بالإضافة إلى أن برازه يكون طبيعيا.

التعامل أو التكيف مع المغص

قد يخيل إلى الوالدين الذين يعاني أطفالهم من المغص أن أطفالهم لن يتجاوزوا هذه المرحلة أبدا، وربما يراودهم الشعور بالإحباط أو الغضب أو التوتر أو التهيج أو القلق أو التعب؛ وكل ذلك أمر شائع.

ولم يكتشف إلى الآن عقار بعينه يخفف من المغص بشكل ثابت، ولكن يمكنك تجريب الطرق المختلفة المستخدمة لتهدئة الطفل والمذكورة في الموضوع، دون فقدان الثقة عندما تبوء كل جهودك بالفشل، وتذكري أن طفلك سيتجاوز ذلك في نهاية المطاف.

وبقدر ما تكونين مرتاحة بقدر ما يمكنك مواساة طفلك وتسليته، لأنه – ومع أن سماع نحيب الطفل قد يكون أمرا مؤلما – إلا أن قلقك وشعورك بالإحباط والذعر لن يزيد إلا في ضائقة طفلك.

لذا، يقترح عليك أخذ فترة من الراحة والسماح لشخص ما بالاعتناء بطفلك مما يساعدك على الاسترخاء، وقد يكون مجرد الوجه الجديد مهدئا لطفلك عند استهلاكك لكل حيلك في ذلك.

ويمكن استدعاء مقدم الرعاية الصحية بسبب بكاء الطفل في الحالات التالية:

●   عندما يطول بكاء الطفل لفترة غير معتادة.
●   عندما يبدو بكاء الطفل غريبا نوعا ما.
●   عندما يترافق البكاء مع نقص في النشاط وضعف في الإطعام أو مع تنفس أو حركات غير اعتيادية.
●   عندما يترافق البكاء مع علامات لعلل أخرى، كالقيء vomiting والحمى fever والإسهال diarrhea.
●   عندما تواجهين مشكلة في التعامل مع بكاء طفلك.

كما يمكن أيضا الاتصال بخط الطوارئ في الحي أو الحصول على مزيد من المعلومات أيضا بالاستعانة بمواقع رعاية الأطفال الإلكترونية إن وجدت.

ومهما كنت غاضبة أو نافذة الصبر، لا تهزي طفلك بعنف إطلاقا، ولا تدعي أي شخص آخر يقوم بذلك إطلاقا، إذ إن ذلك قد يسبب العمى أو الضرر الدماغي وربما الموت.

الأكل والنوم

هما عنصران هامان في حياة الوليد؛ وحيث أن معظم الطاقة تستغل في النمو، فإن الكثير من الساعات التي لا تصرف في النوم تصرف في الأكل، إذ يشعر أغلب الأطفال في الأسابيع الأولى من الحياة بالجوع 6 – 10 مرات يوميا، ويعود السبب في ذلك إلى أن معداتهم لا تحتفظ بكمية كافية من حليب الثدي أو الحليب الصناعي، ويعني هذا أنك قد تضطرين إلى إرضاع طفلك كل ساعتين أو ثلاث ساعات بما في ذلك في أثناء الليل، بيد أنه يوجد اختلاف كبير بين الأطفال في عدد مرات إطعامهم وكمية ما يأكلونه.

ورغم أن الطفل قد لا يتبع روتينا معينا في الإرضاع في بادئ الأمر، إلا أنه يمكنك – بشكل تقريبي – تقدير الوقت الذي يفصل بين مرات الإرضاع لتجدي أن جدول الإطعام يبدو غريب الأطوار، وغالبا ما يزداد عدد مرات الإرضاع لمدة يوم أو يومين خلال فترات نشاط النمو.

وسرعان ما تتعلم الأم تلك الإشارات التي توحي لها بأن طفلها يشعر بالجوع، مثل البكاء وفتح الفم والمص ووضع قبضة يده في الفم والتململ والاتجاه نحو الثدي؛ وفي المقابل، يساعد الأطفال أمهاتهم على معرفة أنهم يشعرون بالاكتفاء عن طريق دفع حلمة الثدي أو قارورة الإرضاع بعيدا عن الفم أو إمالة الرأس جانبا.

وكما هي الحال بالنسبة لموضوع الأكل، فإن الوليد يحتاج إلى بعض الوقت حتى يعتاد على نظام معين في النوم؛ ففي الشهر الأول مثلا، ينام الطفل ويستيقظ على مدار الساعة، مع فترات نوم متساوية بين كل رضعة وأخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الولدان لا يميزون بين الليل والنهار، ويحتاجون إلى بعض الوقت حتى يتنامى لديهم ما يعرف بالنظم اليوماوية circadian rhythms، وهي دورات من النوم والاستيقاظ وطرز أخرى تتعاقب كل أربع وعشرين ساعة، وتتنامى تدريجيا مع تنامي الجهاز العصبي عند الطفل.

دورات النوم وطرزه

رغم أن الوليد قد لا ينام لأكثر من حوالى أربع ساعات ونصف متواصلة، إلا أن مجمل ما ينامه في اليوم قد يصل إلى اثنتي عشرة ساعة؛ ولكنه، مع ذلك، يظل مستيقظا لوقت كاف لعملية الإرضاع أو على الأقل لمدة ساعتين قبل أن يعود إلى النوم مرة أخرى، وربما تلاحظين ازدياد طول فترات النوم والاستيقاظ عندما يبلغ عمر الوليد أسبوعين؛ أما بعمر ثلاثة أشهر، فإن معظم فترات النوم تكون خلال ساعات الليل لدى معظم الأطفال، مع الأخذ بالاعتبار أن كل طفل يمثل حالة مميزة عن غيرها، فمن الأطفال – على سبيل المثال – من لا ينام في الليل حتى يبلغ عمر السنة وربما أكثر من ذلك.

ويمكنك المساعدة في جعل طفلك ينام في أثناء الليل عن طريق إعادة ضبط ساعة جسمه (الساعة البيولوجية)، وذلك بإتباع الخطوات التالية:

●   تجنب تنبيه الطفل في أثناء الإرضاع وتغيير الحفاظ في الليل، مع خفت الأضواء واستخدام نغمات هادئة، ومحاولة مقاومة تلك الرغبة الملحة في ملاعبة الطفل والتحدث إليه، مما يعزز مسألة النوم في أثناء الليل.

●   البدء في اتخاذ روتين معين للنوم، كالقراءة أو الغناء أو الاستمتاع بوقت هادئ لمدة ساعة قبل وضع الطفل في السرير.

إطعام الطفل النعسان

يوصي الكثير من أطباء الأطفال بألا يدع الوالدين الولدان ينامون فترة طويلة من غير إطعام، مع أن الكثير من الأطفال قد يستيقظون لمجرد الأكل ليغلبهم النعاس مرة أخرى حالما تبدأ الأم بإطعامهم.

بناء عادات نوم جيدة

من الأمور التي تدل عادة على أن الطفل يشعر بالتعب سدل الجفنين وحك العينين وسرعة التهيج، وقد يبكي الكثير من الأطفال عندما يوضعون في أسرتهم للنوم، ولكن سرعان ما يهدؤون بمجرد تركهم وحدهم لبضع دقائق.

وعلى الأم أن تحاول الصبر على بكاء طفلها وأن تعوده على السكوت وحده، وذلك طبعا إن لم يكن الطفل رطبا أو جائعا أو يشكو من علة ما، وربما تكون مجرد مغادرة الغرفة وترك الطفل وحده لفترة ما كافيا لجعله يكف عن البكاء في غضون دقائق معدودة؛ وإذا لم تجد تلك الحيلة، فعليك محاولة توفير الراحة والاستقرار للطفل.

ومن الأمور الشائعة في الأسابيع الأولى القليلة من الحياة أن يخلد الطفل للنوم وهو على ذراع أمه بمجرد إرضاعه، وربما تستمتع الكثيرات من الأمهات بالتقارب والتواد الحاصلين نتيجة لذلك الأمر، إلا أن ذلك قد يصبح الخيار الأخير لجعل الطفل يخلد إلى النوم، لا سيما عندما يستيقظ في منتصف الليل، إذ يتعذر حينها أن يعود إلى النوم مرة أخرى من دون إرضاع وحمل.

ولتفادي تلك الأمور، تنصح الأم بوضع الطفل في السرير عندما يكون نعسا وحتى وإن كان مستيقظا، حيث يرجح أن يعود الطفل إلى النوم بسهولة مرة أخرى بعد استيقاظه في منتصف الليل إذا كان قد خلد إلى النوم من دون مساعدة.

وليس من الضروري أن يكون أولئك الأطفال الذين يتقلبون في أثناء نومهم يعانون من ضائقة ما، إذ غالبا ما يبكي الأطفال ويتقلبون لدى انتقالهم بين دورات النوم المختلفة، لذا عليك الانتظار لعدة دقائق لعل الطفل يعود إلى النوم مرة أخرى بدلا من إساءة فهم تلك التقلبات والإرضاع غير الضروري.

وفيما يلي بعض الأمور التي يمكن القيام بها لإطعام الطفل النعسان:

●   الترقب والاستفادة من الأوقات التي يكون فيها الطفل مستيقظا من أجل إطعامه.
●   غالبا ما يتلوى الطفل الجائع ويتهيج عندما يكون جائعا؛ لذا، إذا كان النوم يغالب طفلك لأكثر من ثلاث ساعات، عليك مراقبة تلك العلامات الخفية ومحاولة إطعامه بلطف عندما يظهر وكأنه شبه مستيقظ.
●   يمكن التخفيف من بعض الملابس التي يرتديها الطفل، إذ إن جسم الطفل حساس لتغير درجات الحرارة، وقد تساعد بعض البرودة في إيقاظ الطفل من أجل الرضاعة.
●   وضع الطفل في وضعية الجلوس، إذ غالبا ما يفتح الأطفال عيونهم لدى وضعهم بوضعية قائمة.
●   محاولة الإيحاء للطفل عن طريق إمرار الأصابع حول عموده الفقري.
●   ملاطفة شفاه الطفل بأطراف الأصابع لعدة دقائق.

ويمكن استدعاء مقدم الرعاية الصحية لأسباب تتعلق بمسألتي النوم والأكل في الحالات التالية:

●   عندما يصعب إيقاظ الطفل.
●   عندما ينام الطفل في أثناء الإرضاع.
●   يبدو كما لو أنه غير راغب في الغذاء.

التبول والتغوط

كثيرا ما يتساءل الوالدين الجدد عما هو طبيعي فيما يتعلق بالتبول والتغوط عند أطفالهم؛ وللإجابة عن مثل هذا التساؤل، يمكن القول بأن الطفل الذي يبلغ عمره ثلاثة أو أربعة أيام يحتاج إلى ستة حفائظ على الأقل يوميا؛ ولكن مع تقدم الطفل في العمر، قد يحتاج إلى حفاظ جديد في كل مرة يرضع فيها، غير أنه قد ينخفض نتاج البول عند الطفل إلى النصف – ويظل ذلك في حدود المعقول – عندما يكون مريضا أو محموما أو عندما يكون الطقس حارا.

وقد يشير نقص النتاج البولي عندما يكون الطفل مريضا، لا سيما إذا ترافق ذلك مع قيء أو ضعف إرضاع، إلى حدوث تجفاف dehydration؛ وفي المقابل، يمكن أن يشير وجود الدموع عند الأطفال الأكبر سنا إلى تميه hydration كاف، ولكن ذلك يعد دلالة غير موثوقة عند الرضع الأصغر عمرا؛ ولهذا، عليك أن تسمحي لمقدم الرعاية الصحية بفحص طفلك إذا ساورك شك حول مسألة التجفاف.

يكون لون البول ما بين الأصفر الفاتح والغامق عند الرضع السليمين، وقد يجف البول ذي التركيز العالي في بعض الأحيان ليظهر على الحفاظ بلون قرنفلي (أو وردي)، مما قد يظن خطأ بأنه دم، مع الأخذ بالاعتبار أن وجود دم حقيقي في البول أو بقع منه على الحفاظ أمر يستدعي الاهتمام.

وبالنسبة لموضوع البراز، فإن الحدود الطبيعية لكميته واسعة جدا، وتختلف من طفل إلى آخر؛ فقد يتغوط الطفل ما بعد كل إرضاع، بينما قد لا يتغوط غيره إلا مرة واحدة كل أسبوع، وربما لا يوجد نمط ثابت لهذا الأمر، ويمكن أن يتغوط الطفل الذي يرضع من الثدي مرة واحدة في الأسبوع بعمر ثلاثة إلى ستة أسابيع، ويعود السبب في ذلك إلى أن حليب الثدي لا يترك إلا القليل من الفضلات الصلبة التي تطرح من الجهاز الهضمي، أما الطفل الذي يرضع حليبا اصطناعيا فيتغوط مرة واحدة كل يوم على الأقل.

يشبه براز الطفل الذي يرضع من الثدي الخردل الخفيف، مع بعض الجزيئات التي تشبه البزور، ويكون قوامه طريا وربما سائلا بعض الشيء، بينما يكون براز الطفل الذي يرضع حليبا اصطناعيا داكنا أو أصفر وذا قوام أكثر متانة من مثيله عند الإرضاع من الثدي، ولكنه أقل متانة من الزبدة المخلوطة بالفول السوداني؛ ومع ذلك، قد يكون تنوع اللون والمتانة أمرا طبيعيا في بعض الأحيان، إذ قد يشير اختلاف اللون إلى سرعة حركة البراز في القناة الهضمية أو إلى نوعية غذاء الطفل، لذا قد يكون البراز أخضر أو أصفر أو برتقاليا وربما بنيا.

ويعد الإسهال البسيط أمرا شائعا عند الولدان، إذ قد يكون البراز سائلا ومتكررا ومختلطا ببعض المخاط؛ كما أن الإمساك من جهة أخرى أيضا لا يشكل مشكلة للرضع عادة؛ ولكن قد يعاني الطفل من إجهاد، وربما تصدر منه بعض الأصوات كالخفخفة، وربما يصبح لونه أحمر في أثناء التغوط دون أن يعني ذلك بالضرورة أن الطفل يعاني من الإمساك؛ ويقال عن طفل ما إنه يعاني من الإمساك عندما يقل عدد مرات تغوطه، ويكون برازه صلبا وربما كروي الشكل.

يمكن مراجعة مقدم الرعاية بشأن مسألتي التغوط والتبول في الحالات التالية:

●   عند ملاحظة أية علامة تدل على ضائقة عند الطفل في أثناء التبول.
●   إذا كان الطفل يحتاج إلى أقل من أربعة حفائظ في اليوم.
●   إذا كان بول الطفل داكنا بشكل غير اعتيادي أو ذا رائحة قوية.
●   عند وجود دم في بول الطفل أو عند ملاحظة بقع من الدم على الحفاظ.
●   عند وجود صعوبة مستمرة في التغوط.
●   عندما يكون براز الطفل صلبا أو على شكل كرات فقط.
●   عندما يتغوط الطفل بمعدل أقل من مرة واحدة يوميا مع أنه يرضع حليبا اصطناعيا.
●   عند ملاحظة حدوث تغير كبير في نمط التغوط.
●   عند مشاهدة دم أو مخاط أو ماء في البراز.
●   عندما يكون الإسهال شديدا أو مستديما، وتكون منطقة الحفاظ حمراء ومؤلمة.