التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

إرضاع الطفل من الزجاجة ومشكلات الرضاعة الصناعية

الأيام القليلة الأولى

لا يشعر معظم الرضع بالجوع الشديد في الأيام القليلة الأولى، فقد يكتفون فقط بنصف أوقية (25 جراما تقريبا). وفي الغالب لا يريدون الكمية التي تتوقعين منهم احتياجها إلا بعد فترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام، وقد تصل المدة إلى أسبوع أو أكثر. ولكن لا داعي للقلق، ولا تحاولي إجبار وليدك على الرضاعة؛ فمن الأفضل لجهازه الهضمي أن يبدأ الرضاعة بصورة تدريجية. ولسوف يكتشف بنفسه قدر احتياجه عندما يزداد نشاطه في غضون بضعة أيام.

تدفئة الزجاجة

تقوم الكثير من الأمهات بتدفئة زجاجة الرضعة لأنهن يعتقدن دوما أن الزجاجات يجب أن تكون دافئة، وأن لبن الأم دافئ بالمثل، ولكن يستمتع معظم الرضع بالرضعة فور خروجها من الثلاجة، وتكون في مذاقها شهية كالرضعات الموجودة في درجة حرارة الغرفة أو أدفأ منها. ومع ذلك، يصر معظم الرضع على أن تكون الزجاجة بدرجة الحرارة نفسها في كل رضعة.

وإن اخترت تدفئة الزجاجة فيجب أن تضعيها في قدر أو طبق صغير أو إبريق مليء بالماء الساخن. وإن لم يكن هناك صنبور ماء ساخن بالقرب من غرفة رضيعك، فمن الملائم أن تستخدمي جهاز تدفئة كهربائيا للزجاجة. وتعد درجة حرارة الجسم هي درجة الحرارة المناسبة التي ينبغي الوصول بزجاجة الرضعة إليها. وأفضل طريقة لاختبار درجة الحرارة هي هز الزجاجة لخروج قطرات قليلة من الرضعة واختبارها على الجزء الداخلي من معصم يدك. فإن شعرت بها ساخنة، فسوف تكون شديدة السخونة على رضيعك.

تحذير بشأن استخدام المايكروويف

أكثر النصائح أمانا هي ألا تسخني زجاجة رضيعك أبدا في المايكروويف؛ فمحتويات الزجاجة قد تصل إلى درجة حرارة عالية جدا، فتكون كفيلة بحرق فم الرضيع، حتى ولو كانت الزجاجة باردة حين لمسها. كما أن المايكرويف لا يعد مناسبا أيضا لتعقيم الزجاجة أو الرضعة. وإذا ما استخدمت المايكروويف بين الحين والآخر (وكثير من الأمهات يفعلن ذلك، بغض الطرف عما يقوله الخبراء)، فمن المهم جدا أن تقلبي الرضعة جيدة باستخدام ملعقة؛ حتى لا تكون في الرضعة أي أجزاء ساخنة عن الأخرى. وبعد ذلك، استشعري درجة حرارة الرضعة باستخدام إصبعك، أو قطري بضع قطرات منها على معصم يدك قبل أن تقدميها لرضيعك، وإن كانت ساخنة، فسوف تكون ساخنة جدا على وليدك؛ بل وكفيلة بالتسبب في إصابة فمه بالحروق.

وضع الإرضاع

اجلسي على مقعد مريح، واحتضني وليدك بين ذراعيك. وتفضل معظم الأمهات الجلوس على مقعد بمسندين للذراعين، أو وضع وسادة أسفل مرفقهن، وهناك أيضا من تجد الكرسي الهزاز خيارا مثاليا. احرصي على أن تكون الزجاجة مائلة لأعلى، حتى تكون الحلمة ممتلئة دوما بالرضعة، فمعظم الأطفال يريدون استمرار الرضاعة إلى أن يحصلوا على قدر الرضعة الذي يحتاجونه.

أميلي الزجاجة بزاوية حتى تكون المنطقة الممتلئة بالهواء داخل الزجاجة أعلى الحلمة؛ وبهذه الطريقة لن يبتلع وليدك الكثير من الهواء، حيث إن كبر فقاعة الهواء في معدته سوف يشعره بعدم ارتياح وربما يتوقف عن الرضاعة. واعلمي أنه من الضروري مساعدة وليدك على التجشؤ، فبعض الأطفال يحتاجون إلى ذلك لمرتين أو حتى ثلاث مرات بعد رضاعة الزجاجة الواحدة؛ بيد أن هناك أطفالا لا يحتاجون إلى ذلك على الإطلاق. وسريعا سوف تكتشفين ما يفيد رضيعك بهذا الشأن.

مشكلات الرضاعة الصناعية

إسناد الزجاجة بدعامة

احملي رضيعك أثناء إعطائه الرضعة بدلا من إسناد الزجاجة بدعامة، وبهذه الطريقة ستكونين أنت وابنك أقرب ما تكونان لبعضكما البعض، مع إمكانية نظر كل منكما إلى وجه الآخر. فأنت كأم لا تريدين شيئا سوى استشعار سعادة إطعام وليدك بالنظر إلى وجهك وبلمسة يدك وبنبرة صوتك. كما أن الرضع الذين يحصلون على رضعاتهم وهم راقدون على ظهورهم يصابون أحيانا بعدوى في الأذن، عندما تتدفق قطرات من الرضعة نحو قناة استاكيوس في الأذن الوسطى.

الرضعة الزائدة والقشط

إن أقصى كمية يمكن أن يحتاجها الرضيع في خلال أربع وعشرين ساعة (مع وجود استثناءات نادرة) هو ما يقرب من اثنين وثلاثين أوقية (كيلو جرام تقريبا)؛ ومعظم الرضع يشعرون بالامتلاء بحصولهم على زهاء أربع وعشرين أوقية (680 جراما تقريبا). أما الرضيع الذي يحصل على قدر أكبر من اثنين وثلاثين أوقية فهو – على الأرجح – يستخدم الزجاجة كشيء يساعده في الشعور بالارتياح أكثر من التغذية. وفي هذه الحالة يمكن أن يفي مص السكاتة بهذا الغرض؛ ولذا، إن كنت قد اعتدت على إعطاء الزجاجة لوليدك في كل مرة يحدث جلبة ويهتاج، فعليك التفكير في تجريب أدوات أخرى لتساعده في الشعور بالارتياح في البداية. فعندما يحصل الرضيع على رضعة زائدة، يميل إلى القيء للتخلص من الضغط الزائد على المعدة الذي يشعره بعدم الارتياح.

كبر أو صغر حجم فتحات الحلمة

إن كانت فتحات الحلمة شديدة الصغر، فإن ذلك يدفع الرضع إلى مصها بقوة شديدة، وربما يهتاجون أو يحدثون جلبة لأنهم يحصلون على قدر ضئيل جدا من الرضعة، أو بسبب شعورهم بالتعب، ومن ثم ينامون لوقت طويل قبل إنهاء الزجاجة. بالإضافة إلى ذلك، يميل الرضع في هذه الحالة إلى ابتلاع كمية كبيرة من الهواء، مما يتسبب في إصابتهم بالغازات. أما إن كانت فتحات الحلمة شديدة الكبر، من ناحية أخرى، فربما يختنق الرضع أو يصابون بعسر الهضم، وعلى المدى الطويل قد يشعرون بقدر ضئيل من الرضا عن عملية الرضاعة؛ مما يضطرهم إلى مص إصبعهم. كما أن تجرع الرضعة بسرعة شديدة يعمل على زيادة نسبة الهواء المبتلع، ومن ثم الإصابة بالغازات.

بالنسبة لمعظم الرضع، تتمثل السرعة المناسبة التي تستغرقها الرضاعة من الزجاجة فيما يقرب من عشرين دقيقة بنحو متواصل. وبصفة عامة، تعد الفتحات مناسبة لصغيرك إن كان اللبن يخرج من الزجاجة – عند قلبها رأسا على عقب – في صورة رذاذ خفيف لثانية أو اثنتين، ثم يتحول الرذاذ إلى قطرات، أما إن استمر في خروجه من الزجاجة في صورة رذاذ، فيعني ذلك أن الفتحات شديدة الكبر على الأرجح. وفي حالة خروج اللبن في صورة قطرات ببطء منذ البداية، فيعني ذلك أن الفتحات شديدة الصغر على الأرجح.

في الكثير من الحلمات الجديدة، تتسم الفتحات بأنها شديدة الصغر بالنسبة لرضيع في أيامه الأولى، إلا أنها تكون مناسبة لرضيع أقوى وأكبر سنا. وفي حالة صغر فتحات الحلمات بشدة على رضيعك، يمكنك توسيعها بحذر على النحو التالي: اغرزي الطرف غير الحاد لإبرة رفيعة (رقم 10) في قطعة من الفلين. وبعد ذلك، أمسكي قطعة الفلين في يدك، ثم سخني طرف الإبرة الحاد على شعلة إلى أن يتوهج. اغرزي الإبرة بحذر في الجزء العلوي من حلمة الزجاجة ولكن لمسافة قصيرة. وليس عليك غرزها في الفتحة القديمة، كما ليس عليك استخدام إبرة كبيرة جدا، أو غرز الإبرة لمسافة كبيرة، إلى أن تختبري نتيجة ما فعلت؛ فإن اتسعت الفتحات بقدر كبير، فسوف تضطرين في النهاية إلى التخلص من الحلمة تماما. ويمكنك توسيع فتحة أو اثنتين أو ثلاث، بالطريقة الموضحة، وإن لم يكن لديك قطعة من الفلين، يمكنك لف قطعة من القماش حول الطرف غير الحاد للإبرة، أو الإمساك به بملقط.

انسداد فتحات الحلمة بالغثاء

إن كنت تواجهين مشكلة مع فتحات الحلمة المنسدة، يمكنك شراء حلمات ذات فتحات قطرية متقاطعة بدلا من الفتحات الصغيرة؛ أي اشتمال الحلمة على قطع صغيرة أعلاها، وفي هذه الحالة، لا يتدفق اللبن من الحلمة، كما تتوقعين؛ لأن حواف القطع تظل مغلقة إلى أن يبدأ الرضيع في المص. ويمكنك صنع فتحات قطرية في الحلمة التي ترضعين بها وليدك في العادة باستخدام نصل موس حلاقة نظيف. ولفعل ذلك، اضغطي على طرف الحلمة لتجعلي لها حافة ضيقة، ثم اصنعي فتحة من أعلى، ثم اضغطي تارة أخرى على الزاوية اليمنى للطرف العلوي واصنعي فتحة أخرى. ولكن اعلمي أنه يجب ألا تستخدم الحلمات ذات الفتحات القطرية لإطعام وليدك الأطعمة المهروسة المصفاة باستخدام الزجاجة.

حث الرضع على الحصول على المزيد

يعاني عدد كبير من الرضع من صعوبات متعلقة بالرضاعة، إذ يفقدون شهيتهم الطبيعية التي يولدون بها، ويتوقفون فجأة عن تناول الكثير من الأطعمة. وغالبا ما تظهر هذه المشكلات لأن الأمهات يعتقدن أنه من الضروري دفع أطفالهن إلى تناول كميات أكبر من حاجتهم. وعندما ينجحن في إطعام صغارهن أو أطفالهن كميات أكبر قليلا مما يريدون، يبدو الأمر لهن وكأنهن حققن إنجازا. إلا أن الأمر ليس كذلك البتة؛ فسوف يدفع ذلك الصغار إلى تقليل قدر رضعتهم اللاحقة. فحث الأطفال على تناول المزيد من الطعام ليس ضروريا، ولن يحقق لك شيئا ذا نفع أبدا؛ بل إنه يؤذي الطفل؛ لأنه بعد فترة سوف يقلل شهيته، ويجعله يرغب في تناول كميات أقل مما يحتاج جسمه بالفعل.

وعلى المدى الطويل، يعمل حث الصغار على تناول كميات أكبر من حاجتهم على تدمير شهيتهم، كما يسلب منهم شعورهم الإيجابي نحو الحياة. فيجب أن يشعر الصغار في عامهم الأول بالجوع حتى يتسنى لهم طلب الطعام والاستمتاع به، ثم الشعور بالشبع. فتؤدي قصة النجاح الصحية هذه إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم وطبيعتهم الودود وثقتهم في آبائهم. على الجانب الآخر، إن أضحى وقت الطعام صراعا أو أصبحت عملية الإطعام شيئا يفرض عليهم، يتجه الأطفال إلى الأسلوب الدفاعي والعناد والشك أثناء تناول الطعام، وفي تعاملهم مع الآخرين.

لا يعني ذلك أنه يجب عليك انتزاع الزجاجة من على فم وليدك ما إن يتوقف عن الرضاعة، فبعض الأطفال يحبون أخذ استراحة لعدة مرات خلال الرضعة الواحدة. ولكن إن بدا صغيرك غير مهتم عندما تعيدين الحلمة في فمه مرة أخرى (ولم يكن في حاجة إلى مساعدته على التجشؤ)، إذا فلتعلمي أنه شعر بالشبع والرضا، ما يقتضي شعورك بالرضا عن عملية الإرضاع بالمثل.

رأي طبيب:

في نظري، تتمثل المشكلة الأساسية في الرضاعة الصناعية في أن القائم على رعاية الطفل يمكنه معرفة القدر المتبقي من الرضعة، فهناك أطفال دوما ما يريدون الحصول على الكمية نفسها في كل رضعة خلال اليوم، إلا أن هناك أطفالا آخرين تتغير شهيتهم إلى حد كبير؛ ولذا يجب أن تتخلي عن فكرة حصول صغيرك على كمية معينة من اللبن في كل رضعة. وربما يساعدك في الشعور بارتياح أكبر بخصوص هذا الشأن إدراك أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا قد يحصلون على عشر أوقيات (285 جراما تقريبا) من اللبن مثلا في الرضعة الصباحية، وأربع في الرضعة المسائية، ومع ذلك يشعرون بالسعادة التامة في كل من الرضعتين. وإن كان بوسعك الثقة في أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا يحصلون على ما يحتاجون إليه، فيجب عليك الثقة في وليدك الذي يرضع صناعيا.

استيقاظ الرضع من النوم بعد بضع دقائق من أخذ الرضعة

ماذا عن الرضع الذين يخلدون إلى النوم بعد الحصول على أربع أوقيات (115 جراما تقريبا) لبن من أصل خمس أوقيات (140 جراما تقريبا)، ثم يستيقظون ليبكوا بعدها بدقائق؟ إن الاستيقاظ من النوم بهذه الطريقة يعود في الغالب إلى فقاعات هواء في المعدة، أو شعورهم بالمغص، وليس الجوع، فالأطفال لا يلاحظون فرق الأوقية الواحدة (28 جراما تقريبا)، خاصة إن كانوا قد ناموا بالفعل. وفي الحقيقة، ينام الرضع في العادة نوما هنيئا عندما يحصلون على نصف رضعتهم المعتادة فحسب، على الرغم من أنهم قد يستيقظون مبكرا.

من الملائم جدا أن يتم إعطاء الطفل بقية الرضعة في وقت لاحق بعد تركها بقليل، إن كنت متأكدة من أن طفلك جوعان ويريدها بالفعل. ولكن من الأفضل أن تفترضي في البداية أنه ليس جوعان بالفعل، ومن ثم ينبغي منحه الفرصة للعودة إلى النوم، سواء باستخدام سكاتة أم بدونها. بمعنى آخر، حاولي تأجيل الرضعة التالية لمدة ساعتين أو ثلاث، ولكن إن علمت أن رضيعك جوعان بالفعل، فعليك إطعامه. حصول صغار الرضع على نصف الرضعات فحسب: تحضر الأم وليدها إلى المنزل من المستشفى بعد الولادة، لتكتشف أنه يتوقف عن أخذ رضعته، لينام بعد الحصول على نصفها فحسب. ذلك، مع أن القائمين على رعايته في المستشفى قالوا لها إنه كان يحصل على الرضعة كاملة. فتحاول الأم إثارة انتباهه، وإطعامه ربع أوقية (7 جرامات تقريبا) أخرى، إلا أن هذه العملية تتم ببطء وبصعوبة وتصيبها بالإحباط. ما المشكلة إذا؟ ربما يكون رضيعا لم ينتبه بالكامل بعد (يظل الطفل العادي كسولا على هذا النحو في الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الأولى، ثم ينتبه وتزداد حماسته وطاقته وإقباله على الحياة).

من التصرفات البناءة أن تسمحي لطفلك بالتوقف عن أخذ الرضعة عندما يستشعر الحاجة إلى ذلك، حتى ولو كان قد حصل فقط على أوقية (28 جراما تقريبا) أو اثنتين. ألن يجوع عما قريب قبل ميعاد الرضعة اللاحقة بكثير؟ قد يحدث أو لا يحدث. فإن حدث ذلك وشعر بالجوع فأطعميه. على الجانب الآخر، قد تقولين: “هل سأطعمه ليلا ونهارا؟” حسنا، لن يكون الأمر بهذا السوء.

الشيء المهم هنا هو أنك لو سمحت لطفلك بالتوقف عن أخذ الرضعة عندما يريد ذلك، ومن ثم أتحت له فرصة الشعور بالجوع، فسوف يزداد شغفا بالتدريج نحو رضعاته، وسيحصل على قدر أكبر من المعتاد. وبعد ذلك، سوف يكون قادرا على الخلود إلى النوم لفترات أطول. ويمكنك مساعدته في تعلم الانتظار لوقت أطول، وأن يشعر بالمزيد من الجوع، عن طريق إطالة الفترات الفاصلة بين الرضعات، حتى ساعتين ثم ساعتين ونصف الساعة ثم ثلاث ساعات. ولا تحمليه ما إن يبدأ في البكاء والاهتياج. انتظري قليلا؛ فربما يعود إلى النوم مرة أخرى، وإن أصبح يبكي بشدة، فسوف تضطرين حينها إلى إطعامه. من ناحية أخرى، اعلمي أن التكاسل عن الرضاعة ورفض الطعام يمكن أن تكون من علامات الإصابة بالمرض. فإن ساورك القلق، فاعرضي وليدك على الطبيب؛ فطلب النصيحة المهنية ليس بخطأ على الإطلاق، خاصة مع المولود الجديد.

إحداث الجلبة أو الخلود إلى النوم

إن الرضيع الذي يحدث جلبة ما إن يبدأ في الرضاعة باستخدام الزجاجة، أو ذلك الذي يخلد إلى النوم على الفور، ربما يكون محبطا بسبب انسداد فتحة الحلمة أو صغر حجمها الشديد؛ ولذا تفقدي الزجاجة لتعرفي إن كان اللبن يخرج برذاذ خفيف عند قلب الزجاجة في البداية، ثم حاولي توسيع فتحة الحلمة قليلا على سبيل التجربة.

إعطاء الزجاجة في الفراش

ما إن تبدأ أسنان وليدك في النمو، من المهم أن تحرصي على ألا ينام وزجاجة الرضعة في فمه، حيث إن اللبن المتبقي على الأسنان يعمل على نمو البكتيريا المتسببة في نخر الأسنان. فليس من الغريب رؤية أطفال بأسنان أمامية علوية متآكلة بالكامل، وهذه مشكلة صحية خطيرة، فالخلود إلى النوم واللبن عالق في الفم يمكن أن يؤدي أيضا إلى الإصابة بعدوى في الأذن.

وبعد ستة أشهر يريد الكثير من الرضع اتخاذ وضعية الجلوس، وأخذ الزجاجة بعيدا عن الأم، والإمساك بها بأنفسهم. وبعد أن ترى الأمهات العمليات أن أولادهن لا يحتجنهن كثيرا، قد يتبع ذلك اعتقادهن أنه من الأفضل أن يضعن أبناءهن في أسرتهم حيث يحصلون على رضعاتهم ويخلدون إلى النوم. ومع أن تلك الطريقة قد تبدو مفيدة لتهيئة الظروف لنوم الأبناء، فإنها بالإضافة إلى تسببها في الإصابة بمشكلات في الأسنان والأذنين؛ تجعل من المستحيل على بعض الأطفال أن يخلدوا إلى النوم دون الزجاجة. وعندما تحاول الأم منع إعطاء الطفل الزجاجة في وقت النوم، عندما يبلغ تسعة أشهر أو خمسة عشر شهرا أو واحدا وعشرين شهرا، فسوف ينفجر الطفل في البكاء ولن يستطيع الخلود إلى النوم لوقت طويل؛ ولذا، إن كنت تريدين تجنب المشكلات المتعلقة بوقت النوم فيما بعد، فاسمحي لطفلك بالإمساك بزجاجته بشرط أن يكون ذلك بين ذراعيك (أو على الكرسي المرتفع، إن كان يفضل الجلوس عليه).