التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

مشاكل الأطفال في النوم: الخوف من الظلام والتسلل لفراش الوالدين ليلاً، والكوابيس والسهر والنوم المتقطع

من أهم مشاكل الأطفال المتعلقة بصعوبات النوم، الخوف من الظلام والتسلل لفراش الوالدين ليلاً، والكوابيس والسهر والنوم المتقطع.. وتسبب تلك المشاكل الكثير من المتاعب للوالدين، خاصة في حالة نقص الوعي بكيفية التعامل مع تلك الصعوبات، مما يجعلها تتحول إلى مشاكل حقيقية قد تؤزم العلاقة بين الزوجين.

عادة ما يختلف الأطفال عند ميلادهم عن بعضهم البعض بالنسبة لطريقة نومهم. فقد يستغرق تنظيمك لنومهم عدة أشهر، إلى أن تتمكن من جعلهم ينامون ليلاً نوماً مستمراً دون انقطاع. ومن أجل تدريب أفضل، في الثلاثة أشهر الأولى من عمر الرضيع على الأم أن تتركه في غرفتها، ترضعه ليلاً دون أن تلاعبه ومن ثم تعيده إلى سريره، وفي حالة بكائه تعمل على تدليك بطنه وظهره، وتتحاشى حمله إلا إذا كان بكاؤه شديداً فعليها حينئذ أن تبحث عن الأسباب، فقد يكون متألماً أو متسخاً أو غير مرتاح..

– في البداية لا بد من تنظيم وقت نوم الطفل، لأن هذا التنظيم من جهة يجعل الطفل مستعداً للنوم في وقت محدد، ومن جهة أخرى يجعله معتاداً على توقيت محدد للنوم ومبرمجاً عليه.

– وعندما يحين موعد ذهاب طفلك للنوم، لا تقل له: «لو سمحت اذهب للنوم»، فالطفل عادة يتمرد على هذا النوع من العبارات لأنها تشعره بضعف سلطتك الوالدية. بل قل له بصيغة الأمر: «اذهب للنوم»، أو «النوم»، أو «خمس دقائق وتذهب للنوم»، أو «تذهب للنوم الآن أم بعد خمس دقائق».

– ومن الأمور الأساسية إظهار اهتمامك بطفلك وتركيزك معه لدقائق قبل نومه، ففترة ما قبل النوم من أنسب الأوقات ليشعر بحبك وعطفك ولبرمجته على التفكير الإيجابي. أنصت إليه بصدق وحب، وألق عليه أسئلة تدفعه للتحدث إليك من قبيل: «حدثني عن أشياء تعجبك». وأيضاً من الأمور التي توضح اهتمامك بطفلك أن تقص عليه قصصاً هادفة قبل نومه.

– ولكي تساعد طفلك على أن ينعم بنوم هانئ، يستحب أن تهيء له حماماً دافئاً ليشعر بالاسترخاء فيسهل نومه، واجعل من وقت الاستحمام وقتاً مليئاً بالمرح والعطف. كما يجب إبعاده قبل نومه عن المثيرات بأنواعها، من قبيل: رؤيته لأفلام كرتون أو استخدامه لألعاب الكومبيوتر أو شربه للشاي والمشروبات الغازية، فكل ذلك يجعله في حالة إثارة فيصعب نومه.

– إذا تعرض طفلك لكابوس أثناء نومه، فاستيقظ خائفاً ولجأ إليك ليخبرك بذلك وأنه لا يرغب في أن يبقى بمفرده، لا تهزأ بمشاعره، بل عبر له عن تقديرك لمشاعره وعطفك عليه، ليثق في تواجدك معه عند حاجته إليك. وقم بإعادته إلى سريره واجلس بقربه إلى أن يغلبه النعاس ويشعر بالأمان، تاركاً ضوءً خافتاً في الغرفة أو الممر. كما يمكنك أن تترك بعضاً من ألعابه المفضلة معه في فراشه كي تساعده على ألا يشعر بالوحدة.

– يجب تدريب طفلك على الانفصال عنك قبل نومه، لينام بمفرده، لذلك لا تعوده على أن تبقى بجواره إلى أن يغفو، ولا تدعه يغفو في غرفة الجلوس ثم تحمله إلى فراشه، بل أدخله إلى غرفته عندما يحين موعد نومه.

– إذا اعتاد طفلك على عدم النوم إلا إذا كنت معه في الغرفة، وكان نومه صعباً. في هذه الحالة يمكنك البقاء معه لفترة وتشجعه على التحدث إليك أو تروي له حكاية، ومن ثم تضعه في سريره دون أن تنام بقربه أو تجلس على حافة سريره، بل اطفئ المصباح واجلس على الأرض أو على كرسي قريباً من سريره، وقل له نم وتصبح على خير. وفي الليلة التالية، تجلس في مكان أبعد مكرراً نفس الخطوات. وهكذا تزيد المسافة في الأيام التالية إلى أن تخرج من الغرفة تماماً تاركاً باب غرفته مفتوحاً قليلاً، وبذلك تكون قد دربته على أن ينام بمفرده. إنها طريقة قد تستغرق وقتاً، إلا أن فوائدها كبيرة، حيث بها تتمكن من تبديل عادة سيئة قد يستمر طفلك في ممارستها لسنوات عديدة..

– إن الطفل في عمر ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات قد يقوم من سريره ليلاً ليتسلل إلى فراش والديه، بسبب حاجته للاهتمام والعطف. وتتنوع حججه ما بين شعوره بالخوف إلى شعوره بالبرد.. وأحياناً ربما بسبب مرضه أو خوفه، لا مانع من السماح له بالنوم معك أحياناً، شرط أن لا يتحول الأمر إلى عادة فيصعب التعامل معها. وكي لا يتحول الأمر إلى عادة، عليك أن تتعامل معه كما يلي: أرجعه إلى فراشه واحضنه، قائلاً له: «نم حبيبي». وإن كررها للمرة الثانية، أعده وافعل نفس الشيء، احضنه وقل له: «نم حبيبي». وإن كررها للمرة الثالثة ولمرات أخرى، أعده دون أن تتفوه بكلمة. وبذلك تكون قد أوصلت له رسالة تقول له فيها: نم في سريرك وأنا أحبك وعندما تحتاجني أنا موجودة. وإن استمر في فراشه في المرات التالية أثن عليه وكافئه.

– عندما تسمح لطفلك بالتسلل إلى فراشك باستمرار، فإنك تكون قد تنازلت عن حقك في حياة زوجية هادئة، خاصة وأنه في كثير من الأحيان يختار أحد الزوجين ترك سرير نومه مفضلاً النوم على الأريكة أو في غرفة أخرى.

– إن مشاكل صعوبات النوم لدى الطفل الصغير قد تتضخم بسبب سوء تعامل الوالدين مع تلك الصعوبات، مما يؤدي إلى تأزم العلاقة بينهما وبين الطفل وإلى سهولة تعرضه للاضطرابات النفسية، كما وأنها قد تؤزم العلاقة بين الزوجين.

تأليف: د. فاطمة الكتاني

اسأل طبيب مجاناً