التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيفية جعل الأطفال يتمتعون بالنشاط واستخدام الطعام لتعزيز الطاقة

الاختلافات في النظام الغذائي وأسلوب الحياة لأطفال اليوم والأطفال منذ 30 أو 40 عاماً مذهلة حقاً. إن ذكريات طفولتي تشتمل على ركوب الدراجات، وقضاء فترات طويلة بعد الظهر في الركض هنا وهناك، واللعب خارج المنزل، ولكن يبدو أن الكثيرين من الأطفال اليوم يقضون وقت فراغهم راقدين على الأريكة محدقين في شاشات الأجهزة الإلكترونية.

إن الأطفال -وآباءهم- يمكن أن يختلقوا جميع أنواع الحجج والأعذار التي يمكن تصورها للبقاء داخل المنزل: الجو شديد الحرارة، الجو شديد البرودة، الشوارع مزدحمة، لا أحد كبير معهم ليرعاهم، الواجبات المنزلية كثيرة، وغير ذلك. ومع الأسف، فإن البقاء داخل المنزل غالباً ما يعني اللجوء إلى صور سلبية من الترفيه، والتبلد، والتسلي بوجبات خفيفة لا نهاية لها من أصناف البسكويت أو المقرمشات. ولا يمكننا أن نترك أنفسنا فريسة لمثل هذه الأعذار والعادات السيئة، خاصة بينما نستطيع التغلب عليها بقليل جداً من الجهد.

يقدم لك هذا الموضوع بعض الأفكار والنصائح حول كيفية جعل أطفالك يتمتعون بالحيوية والنشاط وكيفية استخدام الطعام والتغذية لتعزيز مستويات طاقتهم وأدائهم.

الجميع يحتاجون للرياضة

من أجل التمتع بجسم صحيح وعقل سليم، فإن الجميع -بمن فيهم الأطفال- يحتاجون نظام حركة يومي لتنشيط الدورة الدموية، والحفاظ على الأداء الوظيفي للعضلات، وتعزيز المشاعر الطيبة. والتمرينات الرياضية تفيد الأطفال بطرق كثيرة منها:

•    الحفاظ على وزن مناسب للجسم
•    زيادة المرونة، والقوة العضلية، والتناسق
•    تحسين قوام الجسم واستقامة العظام
•    تقليل التعرض للإصابات
•    تحسين النوم كماً وكيفاً
•    تقوية وظائف جهاز المناعة
•    تحقيق التوازن لمستويات سكر الدم
•    زيادة “قدرة المخ” وتقوية الذاكرة والتركيزالذهني
•    تحسين القدرة على اتخاذ القرارات، ووقت الاستجابة، والتعلم
•    تحسين الحالة المزاجية، وزيادة الهدوء والاسترخاء
•    تقليل قابلية الإصابة بالاكتئاب، والملل، والقلق، والتوتر، والتقلبات المزاجية
•    زيادة تقدير الذات، والشعور النفسي العام بالانتعاش والسعادة

الأطعمة الملائمة للألعاب الرياضية والنشاط البدني

من الحقائق البسيطة أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لا يصبحون رياضيين جيدين. فهم يعانون نقصاً في الطاقة، وزيادة في التعرض للإصابات، وبطء التعافي بعد بذل المجهود، كما أنهم يتعبون بسرعة. وسوء التغذية لا يؤثر سلبياً على أدائهم فحسب، ولكنه يؤثر أيضاً على قدرتهم على الاستمتاع بالألعاب الرياضية، مما يجعلهم بالتالي أقل قابلية للمشاركة في الأنشطة البدنية.

إن النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني ضروريان للصحة المثلى للطفل. وبعض الأطعمة والمشروبات لها تأثير سلبي مباشر على قدرة طفلك على ممارسة الرياضة. فالعوامل التي تستنزف الطاقة مثل السكريات والمشروبات الغازية تمنح الطفل طاقة قصيرة الأمد لا تلبث أن تذوي سريعاً، تاركة طفلك بلا رغبة في النشاط أو بذل الجهد. وفوق هذا، فإن المأكولات والمشروبات الممتلئة بالألوان الصناعية والإضافات الكيميائية الأخرى يمكن أيضاً أن تؤثر سلباً على الطاقة، والتركيز، والتناسق أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية.

إذا عزمت أن تأخذي طفلك لتمرين أو مباراة رياضية، فاحرصي على أن تأخذي معك وجبات خفيفة معززة للطاقة مثل قوالب الفاكهة الطبيعية، والفواكه الطازجة، والمكسرات أو المقرمشات المصنوعة من الحبوب الكاملة مع المربى أو عسل النحل.

وجدير بالذكر أن الرياضيين الذين يمارسون الرياضة بكثافة قد يعانون من حالات سوء تغذية مختلفة نتيجة لزيادة احتياجات أجسامهم. وأكثر تلك الحالات شيوعاً بين الأطفال الرياضيين هي حالة نقص الحديد. ولكي تعززي احتياطيات الحديد في جسم طفلك، يجب أن تزيدي الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، والخضراوات الورقية الخضراء. وإذا تم التأكد من وجود نقص الحديد، فأعطي مكملات الحديد تحت إشراف مقدم الرعاية الصحية.

الطعام للطاقة

بوجه عام، يحتاج الأطفال النشطون لوجبات صغيرة متكررة ووجبات خفيفة صحية لكي يحافظوا على ارتفاع مستويات الطاقة وتوازن سكر الدم.

إنهم يحتاجون لوفرة من الكربوهيدرات المركبة المشتقة من الحبوب الكاملة، والبقول القرنية للمحافظة على تلك الطاقة، وللكثير من البروتين لبناء النسيج العضلي وترميمه. والأهم من هذا كله أن الأطفال النشطين يحتاجون لوفرة من السوائل حتى لا يصابوا بالجفاف بسبب كثرة العرق.

الوعي الأبوي: لعب دور إيجابي

من خلال دروس الدفاع عن النفس التي أعطيها، أرى المزيد والمزيد من الأطفال الذين يتسمون بفرط النشاط مع نقص التناسق الحركي وقصر فترات الانتباه وضعف التركيز. وعادة ما يكون أولئك الأطفال هم الأكثر صعوبة في التعامل معهم وتدريبهم.

لست أعرف ما يأكله أولئك الأطفال، ولكني على يقين من أن غذاءهم له صلة وثيقة بما يعانونه من مشكلات. فعلى سبيل المثال، رأيت أحد تلامذتي، الذي شخصت حالته بأنها اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، يشرب زجاجة مياه غازية برتقالية اللون قبل الدرس مباشرة؛ وعلى حد علمي، فإن الألوان الصناعية والسكريات التي تضاف للطعام مسئولة عن تلك الحالة.

أعتقد أن جزءاً كبيراً من المشكلة يكمن في أن الآباء غالباً ما ينقصهم الوعي بما يجب وما لا يجب أن يأكله أطفالهم، ونادراً ما يدركون الصلة بين غذاء أطفالهم وبين سلوكياتهم وقدرتهم على ممارسة الرياضة. ولكي يتحسن الأداء الرياضي للأطفال، يجب أن ينشط الآباء في السعي إلى هذه المعرفة وأن يبدءوا باتخاذ دور إيجابي في غرس عادات غذائية طيبة في أطفالهم.

سهيل القصيبي، مؤسس نادي “زن-دو البحريني للدفاع عن النفس”؛ البحرين

كيفية جعل أطفالك نشطين

إن وفرة وسائل الترفيه الإلكترونية اليوم لها أثر خفي ومدمر على صحة الأطفال. ففضلاً عن ركونهم إلى الخمول والكسل، وزيادة أوزانهم، وضعف قدرتهم على الإبصار، فإن استخدامهم لعقولهم وخيالاتهم يقل، كما أن قدراتهم اللغوية تضعف. ويجب أن يعمل الآباء والمدرسون وجميع مقدمي الرعاية الآخرين على تشجيع الأطفال على الخروج من بيوتهم، وممارسة الألعاب الرياضية والقراءة والرسم والانخراط في الأنشطة الأخرى التي تدعم نموهم البدني والذهني.

كيف إذن تجعلين أطفالك يقفزون عن الأريكة ويستخدمون أقدامهم في ممارسة الأنشطة البدنية التي يحتاجون إليها؟ إليك بعض الاقتراحات:

•    اجعليهم يختاروا: إن الأطفال يكونون أكثر قابلية للتمسك بالألعاب الرياضية أو غيرها من الأنشطة إذا كانت لديهم الرغبة في ممارستها؛ دعيهم يجربوا قليلاً من الأنشطة ثم دعيهم يقرروا أيها يستمتعون به أكثر ويرغبون في الاستمرار فيه.
•    شجعيهم على الحركة: تأتي الحركة في صور مختلفة بخلاف ممارسة الرياضة؛ مثل أداء الحركات الإيقاعية، القفز على الفراش، الجري في أنحاء المنزل والفناء، ركوب الدراجات، التزلج، المشي، أو حتى إطلاق الطائرات الورقية.
•    بثي الحماس: إن الحفاظ على حماس الطفل لممارسة لعبة رياضية يمكن أن يكون أمراً صعباً؛ بوجه عام، تجنبي استخدام كلمة “تمرين”، لأن المصطلح قد يكون مثبطاً، واستخدمي بدلاً منها كلمات مثل “المرح”، “الاستمتاع”، “التنشيط”. امنحي الأطفال الكثير من التقييمات، واجعلي أنشطتهم البدنية جزءاً من الحوارات اليومية ولا تكتفي بالحديث عن أنشطتهم الدراسية فحسب.
•    قللي الخيارات السلبية: من الصعب أن تقنعي الطفل بأن يتوقف عن مشاهدة التليفزيون أو ألعاب الكمبيوتر لممارسة شيء أكثر نشاطاً؛ ولكن إذا كان استخدام الأجهزة الإلكترونية محظوراً من الأساس، وشعر الطفل بالملل، فسيكون لديه دافع أقوى للعب في الفناء، أو الذهاب إلى درس الدفاع عن النفس، أو المشاركة في التمرين مع فريق كرة القدم.
•    ألزمي نفسك بالنشاط أنت أيضاً: الأطفال الذين لديهم آباء نشطون يكونون نشطين بدورهم؛ خططي للأنشطة العائلية مثل ركوب الدراجات، أو المشي، أو السباحة، أو حتى حضور دروس الأنشطة المشتركة بين الآباء والأبناء سوياً.

اجعلي الأطفال يتحركوا باستمرار!

غالباً ما تكون المؤشرات الأساسية الدالة على النجاح في المجتمع المعاصر هي الإنجاز الأكاديمي وكسب المال، وليس الصحة. وكثير من المدارس لا تمنح سوى ساعتين كل أسبوع لممارسة الرياضة، وتعطي أهمية وقيمة أكبر لتعلم اللغات، والعلوم، والرياضيات، وليس للنشاط البدني.

إن التلاميذ اليوم لديهم حصص دراسية أطول، ويعودون إلى بيوتهم في وقت متأخر بعد الظهر، ويكلفون بواجبات منزلية متزايدة. وبعض التلاميذ يحضرون أيضاً دروساً بعد انتهاء اليوم الدراسي بالمدرسة. فلا عجب إذن أن يصبح كثير من التلاميذ في فترة العصر أو في المساء في حالة من التعب الشديد تجعلهم غير قادرين على اللعب خارج المنزل ويفضلون اللعب بألعاب الكمبيوتر ومشاهدة التليفزيون.

إنني ألاحظ في النوادي الرياضية التي أديرها وجود تدهور شديد في القدرات البدنية لأطفال يفترض أنهم “طبيعيون”. إن أذرعهم شديدة الضعف لدرجة أنهم لا يستطيعون ممارسة تمارين مثل جذب الجسم لأعلى أو الضغط ولو مرة واحدة، أو لديهم عضلات ظهر ضعيفة من كثرة الجلوس في المدرسة وفي المنزل. أولئك الأطفال يمكن أن يصابوا بأذى بمجرد ممارسة القفز أو الوثب من مكان لآخر، أو يتسببوا في كسر أذرعهم بمجرد إلقائهم إحدى الكرات! إنني أرى كثيراً من الأطفال الذين لا يستطيعون المشي للخلف، أو الوقوف على إحدى الساقين، أو حتى السباحة.

وتنعكس ملاحظاتي تلك في دراسات جامعية أجريت في هايدلبرج وريجنزبرج بألمانيا، ووجدت أن الأطفال الذين كانوا في سن العاشرة في عام 1976 كانوا يستطيعون الجري لمسافة 1024 متر في 6 دقائق، في حين أن نظراءهم في عام 1996 استطاعوا الجري لمسافة 876 متراً فقط خلال نفس المدة الزمنية.

ومن الواضح أن أطفال اليوم لا يعرفون ما يكفي عن أجسامهم، ولا يدركون حجم المشكلات الناجمة عن قلة الحركة البدنية، ولا يطورون القدرات البدنية التي يحتاجونها ليحافظوا على لياقتهم، وصحتهم، وذكائهم. والتوصل إلى حل لهذه المشكلة أمر يرجع إلى الوالدين. فمع الأسف، غالباً ما يدفع الآباء أبناءهم ويضغطون عليهم لتحقيق الأهداف الدراسية الأكاديمية ولكن ليس لممارسة التمارين والألعاب الرياضية؛ وخلال الاجتماعات المشتركة بين الآباء والمدرسين غالباً ما يتحدث الآباء إلى مدرسي المواد الأكاديمية، وقلما يتحدثون مع مدربي الرياضة.

وببساطة فإن الآباء يجب أن يحرصوا على جعل أبنائهم يشاركون في بعض التمارين الرياضية. يجب عليهم أن يحفزوا أبناءهم على ممارسة لعبة رياضية أو نشاط بدني من نوع ما، ويجب أن يضعوا خطة للحفاظ على مستويات نشاطهم. ويعتبر الالتزام بالنشاط البدني في نطاق الأسرة وسيلة ضرورية لإعداد الأطفال لعيش حياة سعيدة، وصحيحة، وناجحة.

نصائح لأولياء الأمور حول النشاط البدني

•    اسعي للتوازن في توقعاتك. إنك لا تريدين أن يحصل أطفالك على درجات دراسية عالية على حساب كون أجسامهم غير صحيحة وضعيفة النمو.
•    ارفضي الكسل. لا تستخدمي المصاعد أو السلالم المتحركة، واطلبي من أطفالك أن يصعدوا السلالم معك؛ خذي أطفالك معك كلما خرجت من البيت ولا تتركيهم أمام التليفزيون.
•    نظمي أنشطة ومسابقات أسرية خارج المنزل. إن المسابقات تثير الاهتمام وتشجع على بذل الجهد أكثر من مجرد المشاركة؛ كثير من الأطفال يحبون التسابق مع آبائهم، أو إخوانهم، أو أصدقائهم.
•    كوني نشيطة داخل المنزل. اشتري لعباً يقوم أطفالك بتجميعها بأنفسهم؛ وزودي الصغار بمواد مختلفة مثل الكوفيات، البطاطين، الصناديق الكبيرة، الكرات اللينة وغير ذلك لكي تعززي اللعب الإبداعي؛ وابتكري ألعاباً مسلية تتطلب تفكيراً استراتيجياً وحركات سريعة ماهرة مثل لعبة “أمير اللصوص” التي يقوم فيها كل لاعب بوضع ملابسه على ستة مشاجب للملابس ويحاول جميع اللاعبين الاستيلاء على مشاجب اللاعبين الآخرين وضمها إلى مشاجبه الخاصة.
•    خصصي غرفة للعب مع توفير فرص لممارسة التمرينات. ثبتي في سقف الغرفة بعض الخطاطيف لتستعمل في تثبيت سلم حبلي، أو أرجوحة شبكية، أو أرجوحة عادية؛ ويعتبر إطار الباب موضعاً جيداً لتثبيت القضيب الأفقي. احرصي على أن تكون جميع هذه العناصر ثابتة وآمنة.
•    استفيدي من النوادي والجمعيات الرياضية في منطقتك. ألحقي طفلك بأحد الفرق الرياضية المحلية ليمارس الرياضة المفضلة لديه؛ أي رياضة جديدة يجب أن يتم تعلمها بشكل سليم على يد مدرب أو معلم ذي خبرة، لذا، يجب أن تتحققي من مؤهلات ذلك المدرب.

اسأل طبيب مجاناً