التصنيفات
صحة كبار السن

التحصينات المناعية والأدوية في مرحلة الشيخوخة ج16

لا شك أنّ أحداً لا يحب الحقن. ولكن التحصينات المناعية تحمي من أمراض أكثر إزعاجاً بكثير.

وفيما يلي لائحة بالتحصينات الرئيسية التي تحتاجها. فإن نسيت متى قمت بالتحصين، يمكنك إجراء فحص للدم لقياس مناعتك ضد هذه الأمراض. وسيكشف لك الفحص ما إذا كنت قد أصبت بالمرض أو خضعت للتحصين. والمعلومات التالية هي عبارة عن توصيات عامة. ومن المحتمل أن يوصي الطبيب بتحصينات أخرى وفقاً لعدة عوامل، كالوضع الصحي ومخططات السفر والوظيفة.

الإنفلونزا

الإنفلونزا هي عدوى فيروسية تنتقل من شخص إلى آخر عبر تنشق ذرات ملوثة في الهواء. حصّن نفسك ضد الإنفلونزا سنوياً إن كنت بسن الخمسين وما فوق. ويوصى بالتحصين السنوي أيضاً لمن هم عرضة لخطر كبير بالإصابة بالإنفلونزا نتيجة لمرض مزمن (كالربو أو انتفاخ الرئة) ومن يستعملون أدوية مثبطة للجهاز المناعي ومن يحتكون بعدد كبير من الأشخاص، كالمدرسين والممرضين والأطباء.

الالتهاب الرئوي

الالتهاب الرئوي هي عدوى، بكتيرية غالباً، تصيب الرئتين ومن شأنها أن تنتشر في مجرى الدم. والمرض شائع وخطير وقد يسبب الوفاة، خاصة لدى كبار السن. فإن كنت بسن الخامسة والستين وما فوق، حصّن نفسك ضد هذه العدوى. واخضع للتحصين في سن أبكر إن كنت تعاني من مرض مزمن، كاعتلال القلب أو الربو، يزيد خطر الإصابة بالعدوى. ويدوم مفعول الحقنة مدى الحياة عند معظم الأشخاص. بيد أنه ينصح بجرعة تعزيزية بعد مرور أكثر من ست سنوات على الجرعة الأولى في حال ارتفاع خطر الإصابة أو إن كنت قد خضعت لتحصين قبل الخامسة والستين من عمرك.

ويساعد التحصين ضد الالتهاب الرئوي على حماية الجسد من عدوى الالتهاب الرئوي البكتيرية ولكنه لا يحمي من المصادر الأخرى للعدوى، كالفيروسات والفطريات وغيرها من الجراثيم.

التهاب الكبد أ

التهاب الكبد أ هي عدوى فيروسية تصيب الكبد وتنتقل أساساً عبر الطعام أو الماء الملوث. ويتطلب التحصين جرعتين، تفصل بينهما ستة أشهر على الأقل. والأشخاص المعرضون للإصابة أكثر من غيرهم هم المصابون باعتلال في الكبد أو اضطرابات في تخثر الدم فضلاً عن المسافرين إلى مناطق لا تتوفر فيها المياه النظيفة ووسائل الصرف الحديثة.

التهاب الكبد ب

وهو عبارة عن عدوى فيروسية أخرى للكبد، غالباً ما تنتقل عبر الدم الملوث. ويستلزم التحصين ثلاث جرعات تؤخذ على مدى ستة أشهر. ويرتفع خطر الإصابة بها إن كانت طبيعة عملك تضطرك إلى الاحتكاك بالدم البشري أو السوائل الجسدية أو تستعمل الديلزة أو حصلت على تبرع للدم.

الكزاز

هو عدوى بكتيرية تنشأ عن الجروح العميقة، كالثقب الذي يحدثه مسمار صدئ. حصّن نفسك ضد الكزاز كل عشر سنوات. وفي حال أصبت بجرح عميق ومتسخ ومرّ على الجرعة التعزيزية أكثر من خمس سنوات، خذ جرعة جديدة في غضون 24 ساعة بعد الإصابة.

الخناق

الخناق هو عدوى بكتيرية تصيب الحلق وتنتقل عبر تنشق ذرات ملوثة في الهواء. وبرنامج التحصين ضد هذه العدوى شبيه ببرنامج الكزاز وهما يؤخذان عادة ضمن جرعة واحدة.

تناول الدواء

إن كنت كمعظم الأميركيين، فإن خزانة الأدوية في بيتك هي عبارة عن مستودع صغير للعقاقير: أقراص، حبوب، شراب، تحاميل، كريمات، بودرة وما إلى ذلك. وكلما تقدمت بالسن ازدادت خزانة الأدوية ازدحاماً وتعددت أنواع الأدوية فيها. وتشير الإحصاءات إلى أنّ ربع الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة تعطى إلى أشخاص تجاوزوا الخامسة والستين.

ثمة ثلاثة مواضيع بالغة الأهمية بالنسبة إلى الراشدين الذين يتعاطون الأدوية، سنبحثها فيما يلي:

الأدوية التي لا يتوجب مزجها

مع تزايد عدد الأدوية المستعملة وتنوعها في اليوم الواحد، يتعاظم خطر تفاعل الأدوية فيما بينها. فمن شأن طبيبك الرئيسي أن يصف لك دواء معيناً، بينما يأمرك الاختصاصي بتناول أدوية أخرى. وقد تضيف إليها أنت أيضاً دواء غير موصوف تبتاعه من الصيدلية.

ولسوء الحظ، يمكن لأحد الأدوية أن يغيّر مفعول الدواء الآخر، إما بحصر المفعول المراد أو بتعظيمه إلى حد خطر على صحتك. ومن شأن الأدوية غير الموصوفة أن تتفاعل بهذه الطريقة عندما تمتزج مع أدوية موصوفة شائعة، حتى ولو بدا الأمر غير مؤذٍ.

ويتعاظم خطر تفاعل الأدوية لدى كبار السن، ليس بسبب كثرة تناولهم للأدوية فحسب، بل أيضاً نتيجة للتغييرات التي تطرأ على أجسامهم. فمع التقدم بالسن، يقل نسيج العضل الرقيق وتزداد نسبة الدهون. وكثير من الأدوية مصمم ليتخزن في النسيج الدهني. ونظراً لازدياد نسبة الدهن، يمكن للأدوية أن تتراكم بمعدلات أكبر. من جهة ثانية، يصبح الكبد والكليتان أقل فاعلية في تحليل الأدوية وإزالتها من الجسم، مما يؤدي إلى بقاء الأدوية فيه لمدة أطول مع ما تشتمل عليه من آثار جانبية خطرة.

بالتالي، أخبر طبيبك الرئيسي بجميع الأدوية التي تستعملها. ففي بعض الأحيان، يصف الأطباء عقاقير جديدة من دون مراجعة ما تستعمله. لذا، انتبه لهذا الأمر واسأل الطبيب ما إذا كان الدواء الجديد سيتفاعل مع أي شيء آخر تستعمله.

وإن كنت تستعمل عدة عقاقير، من السهل أن تختلط عليك الأمور أحياناً وأن تأخذ القليل أو الكثير من أحدها. ولكن مع تقدمك بالسن، تصبح عواقب هذه الأخطاء أكثر خطورة. جد طريقة إذاً لتكون أكيداً من أخذ الدواء المناسب في الوقت المناسب. فعلى سبيل المثال، اتبع روتيناً معيناً لكي تتناول الدواء في الوقت نفسه والمكان نفسه. ويمكن لعلبة الدواء ومواعيد أخذه أن تساعدك على ذلك. من ناحية أخرى، اختر صيدلية قريبة من منزلك واعتمدها لابتياع جميع أدويتك. تعرّف أيضاً على الصيدلي وتحدث إليه باستمرار.

الدواء الذي يحمل علامة تجارية والدواء الشامل

يتوفر كثير من الأدوية تحت الاسم التجاري للشركة التي أنتجته أولاً وتحت علامات تجارية عامة أرخص ثمناً. فعندما تبتكر الشركة دواء جديداً، تحصل على الحقوق الحصرية لبيعه لعدة سنوات، لتعويض تكاليف تطويره. ولكن حين تنتهي حقوق براءة الاختراع، يصبح بإمكان شركات أخرى أن تصنّع الدواء وتبيعه. وهي تقوم بذلك عادة بأسعار أقل بكثير.

وبالرغم من أنّ الأدوية الشاملة أرخص ثمناً، يرى بعض الأطباء أنّ هذه الشركات لا تعتمد نفس مستويات النوعية التي تصنع بها الأدوية تحت علاماتها التجارية الأصلية. فالمواد الموجودة في قرص الدواء قد تختلف عن المواد التي يحتويها القرص الأصلي، مما قد يؤثر على فاعلية الدواء الذي تحتويه.

عليك بالتالي أن تقرر مع الطبيب ما إذا كنت ستستعمل دواء تحت اسمه الأصلي ام دواء شاملاً يقابله.

الأدوية غير الموصوفة

هي الأدوية التي يمكنك الحصول عليها من الصيدلية من دون وصفة طبيب وتشتمل على الأسبيرين والعلاجات الباردة وأقراص الصداع والألم، كأدوية آلام المخاض وكريمات الطفح الجلدي. ويمكن لأحد الأدوية أن يتفاعل مع أدوية أخرى يتعاطاها المريض. ونظراً للتغيرات التي تطرأ على الجسد مع التقدم في السن، تؤثر عليه بعض الأدوية بشكل مختلف عما كان شاباً. فمن شأن مزيلات الاحتقان مثلاً أن تسبب ارتباكاً قوياً لدى المريض، يدفع الناس إلى التساؤل ما إذا كان داء ألزهايمر هو المسؤول عن ذلك.

من بين المجموعة الواسعة والمتنوعة من الأدوية غير الموصوفة فإن ملحقات الأعشاب والفيتامينات والمعادن غير خاضعة لمراقبة صارمة من قبل إدارة الأغذية والعقاقير. كما أن الكونغرس أصدر مرسوماً عام 1994 يجرد هذه الإدارة من السلطة التي تخولها الطلب إلى شركات الدواء إجراء اختبارات مكلفة لتثبت سلامة الملحقات الغذائية وقوتها. وبإصدار هذا القانون، في استجابة إلى حملة شعبية، يعطي الكونغرس للمستهلك حرية التقرير بنفسه ما إذا كانت الأعشاب والملحقات الغذائية ستنفعه أم لا.

وقد أثبتت الدراسات السريرية سلامة وفاعلية بعض الملحقات، كما استبعدت الأبحاث عدة أعشاب مضرة بالصحة. إلا أنّ كثيراً من المستحضرات الأخرى لم تتأكد سلامتها وفاعليتها. بالتالي، أكنت تستعمل الأعشاب أو الفيتامينات أو غيرها من الأدوية غير الموصوفة، على طبيبك الرئيسي أن يكون مطلعاً عليها.
العلاج البديل

في بعض الأحيان، يعجز العلاج الطبي العادي عن علاج المشكلة التي يعاني منها المريض أو يسبب آثاراً جانبية خطيرة. لهذه الأسباب يلجأ بعض الناس إلى ما يدعوه الأطباء العلاجات البديلة أو المتممة. والواقع أنّ كثيراً من الأطباء في الولايات المتحدة يترددون في دعم هذه العلاجات لأن ما يعرفونه عنها لا يسمح لهم بإعطاء أحكام قاطعة. مع ذلك، ثمة أدلة متزايدة على أنّ بعض الممارسات الطبية البديلة قد يكون لها دور في علاج بعض الأمراض.

وتتعدد العلاجات المستعملة خاصة بين كبار السن.

الوخز بالإبر

هي ممارسة طبية صينية ترجع إلى 2,500 سنة، تقوم على إدخال إبر دقيقة تحت الجلد. ويظن الباحثون بأن الإبر تحفز الجسد على تحرير كيميائيات تزيل الألم.

المعالجة اليدوية للمفصل

يلجأ بعض المعالجين اليدويين وأطباء تقويم العظام إلى المعالجة اليدوية للمفصل لتخفيف أعراض الالتهاب العظمي المفصلي. وهم يدعون بأنه يرخي النسيج المحيط بالمفاصل ويحسن الدورة الدموية. إلا أنّ كيفية عمله غير واضحة.

أساور النحاس

ادعى بعض الناس لعقود أنّ ارتداء أساور النحاس يساعد على مكافحة ألم التهاب المفاصل. إذ يعتقدون بأن آثاراً من النحاس تدخل الجسد عبر الجلد وتبطل مفعول الجذور الحرة وهي ذرات سامة تتلف الخلايا.

لا ضير من ارتداء أساور النحاس على الأرجح – فآثاره الجانبية المعروفة تقتصر على تغيير لون الجلد. ولا يملك معظم الأطباء سوى أدلة ضئيلة لاستعمال حلى النحاس كعلاج لالتهاب المفاصل لأن البحث العلمي الذي يؤكد فاعليتها محدود.

علاجات بديلة شائعة أخرى

وهي تشتمل على العلاج بالعطر، سم النحل، خواتم الذهب، علاجات الأعشاب، أحجار المغناطيس، سم الثعبان والملحقات الغذائية. ولكن قم ببحث عن أي علاج بديل قبل تجربته. اسأل طبيبك عن معلومات عنه. واقرأ عنه في المكتبة أو استشر موقعاً موثوقاً على الشبكة

التخطيط المسبق

ليس من السهل أبداً على المرء أن يفكر بموته أو بمرضه إلى درجة تمنعه من التواصل مع الآخرين. بيد أنه من الأفضل لك أن تستعد للاحتمالين وذلك بوضع تعليمات مسبقة. وتتعلق هذه التعليمات بالوسائل المشروعة التي يلجأ إليها الأشخاص للإعلان عن رغباتهم فيما يتعلق بامتداد الجهود الطبية التي تبذل للعلاج والتي يرغبون بأن تستعمل في حالتهم إن عجزوا عن إبداء رغباتهم لاحقاً. وتشتمل هذه الوسائل على وصية حياة وتفويض دائم للعناية بالصحة.

دوّن كل رغباتك كتابة. وفور ملء الاستمارة، أعط نسخاً عنها إلى طبيبك والشخص الذي فوضته باتخاذ القرار عنك وربما إلى بعض أفراد العائلة. فمن الأهمية بمكان أن تتأكد من سهولة الحصول على تعليماتك المسبقة واستعمالها عند الحاجة.

تفويض دائم للعناية بالصحة

عليك التفكير بتفويض أحد الأقرباء أو الأصدقاء المقربين لاتخاذ القرارات الطبية عنك حين تعجز عن اتخاذها بنفسك. يحق للشخص المفوض بهذه السلطة أن يتخذ قرارات في مسائل طبية متنوعة، فيتحدث باسم المريض إن هو أصيب بجلطة دماغية سببت له العجز أو بالخرف أو الغيبوبة الدائمة.

فإن رغبت بتفويض أحد الأشخاص بالعناية بصحتك، اختر شخصاً تثق به وترتاح إليه، لأنه سيتمكن من فهم فلسفتك ورغباتك فيما يتعلق بالعناية بالصحة. ومن الجيد أن يكون هذا الشخص قاطناً بجوارك، إلا أنه ليس ضرورياً. وعند اختياره، تحدث إليه عن أنواع العلاج التي ترغب بها أو ترفضها في حالات مرضية معينة. وأعطِ نسخاً عن التفويض وللمقربين إليك ولطبيبك الرئيسي.

وحتى ولو لم ترغب بإجراء تفويض رسمي، تحدث إلى أفراد عائلتك وأصدقائك عن رغباتك فيما يختص بنوع العلاج الطبي الذي تفضله. فباختيار أحد الأشخاص اليوم لاتخاذ القرار عنك، ستتجنب احتمال أن يقوم أحد الغرباء الذين تفوضهم المحكمة بالقيام بهذا الدور.

فكر بمسألة وهب الأعضاء

يخضع حوالي ستين شخصاً يومياً لعملية زراعة أعضاء في الولايات المتحدة. فيما يفارق ستة عشر مريضاً الحياة وهم على لائحة الانتظار لعدم كفاية المتبرعين بأعضائهم. وتشير الإحصاءات إلى أنّ 60,000 شخص ينتظرون حالياً من يهبهم أعضاء تنقذ حياتهم. إلا أنّ 6,000 عضو فقط يتم استئصالها سنوياً بعد وفاة واهبيها. كما أنّ مئات الآلاف من الأشخاص ينتظرون التمكن من إجراء زراعة لتحسين نوعية حياتهم، كاستعادة النظر أو استبدال جلد محترق.

فبوسع المرء أن يهب أعضاء من جسده، كالقلب والكليتين والبنكرياس والرئتين والكبد والأمعاء. كما يمكنه وهب أنسجة، كالقرنية والجلد ومخ العظم وصمامات القلب والعظام والنسيج الرابط.

وما من سن معينة لذلك. فثمة أطفال حديثو الولادة وكبار في السن كانوا من الواهبين. أما العامل الرئيسي فهو صحة العضو أو النسيج وليس سن الواهب.

إن كنت ترغب بوهب أعضائك، اذكر ذلك في رخصة القياد أو وصية الحياة أو بحمل بطاقة لوهب الأعضاء. واحرص على إطلاع أفراد عائلتك، لأن التوقيع على الموافقة يطلب عادة من أحد أفراد العائلة.

وربما إن تبرعت بأعضائك، ستخفف ألم المقربين إليك لفقدانك حين يعرفون أنّ آخر ما قمت به كان مساعدة أشخاص بحاجة ماسة إليك.

اسأل طبيب مجاناً