التصنيفات
الباطنية

كيف تعيش بصحة جيدة بعد عملية استئصال المرارة

معلومات مهمة لمن خضعوا لعملية استئصال المرارة وكيفية التعايش بصحة جيدة دون مرارة، حيث يخضع آلاف الأشخاص لعملية استئصال المرارة يوميا؛ فهي أحد الإجراءات الجراحية الأكثر شيوعا.

وربما أخبرك طبيبك بأن مرارتك غير ضرورية، وأنه يمكنك أن تعيش بصحة جيدة دونها. وذلك صحيح إلى حد ما؛ نعم، يمكنك أن تعيش دون مرارة، لكن لا يمكنك أن تعيش بصحة جيدة إذا لم تعتن بكبدك وجهازك الهضمي.

وربما أخبرك طبيبك بأنك بعد استئصال مرارتك ستكون قادرا على “تناول ما يحلو لك”، ولن تشعر بالألم أو عدم الارتياح مجددا، وقد يكون اتضح أن ذلك ليس صحيحا، والأسوأ من ذلك أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص أصيبوا بأعراض أسوأ من تلك الأعراض التي أصيبوا بها في أثناء وجود مراراتهم؛ كالإسهال المزمن، وعسر الهضم، ومتلازمة الأمعاء المتهيجة.

جراحة المرارة مجال مربح؛ حيث يتم إجراء آلاف العمليات الجراحية الخاصة باستئصال المرارة سنويا، ولا بأس في ذلك، إن كانت الجراحة ضرورية، وليس لها بديل آخر، وإذا كانت الجراحة ستعالج كل مشكلات المرضى، وإذا ما شعروا بتحسن فيما بعد، لكن للأسف، عادة لا يحدث هذا؛ ففي الغالبية العظمى من الحالات كان من الممكن إنقاذ المرارة، إذا ما تم إسداء النصيحة السليمة إلى المريض، والنصيحة التقليدية تفيد بأنه يجب تجنب الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون، وذلك يمثل بالفعل 5% فقط من معالجة المشكلة؛ فهناك الكثير من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث خلل وظيفي في المرارة وتكون الحصوات، ومع ذلك لا يتم إخبار معظم المرضى بها.

والمشكلة الأخرى تتمثل في استمرار معاناة عدد كبير من المرضى، الذين خضعوا لعمليات استئصال المرارة، من الألم ومشكلات الهضم، وأحيانا تزداد هذه الأعراض سوءا بعد الجراحة، ووفقا لدراسة نشرت في الدورية البريطانية للطب العام تبين أن عملية استئصال المرارة جراحيا لا تخفف دائما ألم الجزء العلوي من البطن، وينطبق الأمر نفسه حتى على هؤلاء الذين ثبتت إصابتهم بحصوات المرارة. وهذا لأن استئصال المرارة لا يعالج المشكلة التي تسببت في تكون الحصوات في الأساس، ومع استمرار الألم، يكون الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة أكثر عرضة للإصابة ببعض أمراض الكبد.

ماذا يحدث بعد استئصال المرارة؟

تستمر كبدك في تصنيع العصارة الصفراوية، ولكن لا يصبح هناك مكان لتخزينها أو تكثيفها؛ ولهذا تتقطر العصارة الصفراوية ببطء وباستمرار في الأمعاء الدقيقة.

وإذا تناولت وجبة دسمة، فلن تكون قادرا على إفراز كمية كافية من العصارة الصفراوية في أمعائك الدقيقة؛ ومن ثم، لن يتم هضم الدهون بشكل جيد، وهذا يعني أن الكثير من الناس يشعرون بالإسهال، أو الانتفاخ، أو الغثيان، أو عسر الهضم بعد تناول الدهون.

عدم هضم الدهون جيدا يعني أنك لن تكون قادرا على امتصاص الأحماض الدهنية الأساسية، بما في ذلك دهون الأوميجا 3 والأوميجا 6

وذلك يعني أيضا أنك ستواجه صعوبة في امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، مثل فيتامين د، وه، وأ، وك، والكثير من مضادات الأكسدة في الخضراوات قابلة للذوبان في الدهون: الليكوبين، واللوتين، والكاروتينويدات جميعها قابلة للذوبان في الدهون.

وإذا كان جسمك لا يفرز عصارة صفراوية كافية؛ فلن يمتص تلك المركبات المنقذة للحياة من الطعام بشكل كاف.

وإذا تناولت أيا من العناصر الغذائية المذكورة أعلاه على شكل مكملات غذائية دون وجود عصارة صفراوية كافية؛ فللأسف، لن يمتصها جسمك بشكل جيد.

متلازمة ما بعد استئصال المرارة

استئصلت مرارتك ولكن جميع مشكلاتك لا تزال موجودة!

إن متلازمة ما بعد استئصال المرارة هو مصطلح يستخدم لوصف استمرار الأعراض البطنية بعد الاستئصال الجراحي للمرارة.

ومن المعتقد أنها تحدث لنسبة تتراوح ما بين 5 و40% من المرضى الذين خضعوا لاستئصال المرارة، وتتضمن الأعراض ألما مستمرا في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وغثيانا، وانتفاخ البطن، وامتلاءه بالغازات.

أولا، من المهم أن نتأكد من عدم وجود مشكلة طبية خطيرة مثل التصاقات ما بعد الجراحة، أو إصابة الكبد، أو القناة المرارية خلال الجراحة، أو أن تكون هناك حصوة عالقة داخل القناة المرارية، وللأسف، السيناريو المعتاد هو أنه بعد أن يتم التأكد من عدم وجود تلك العوامل، يظل المريض يشعر بقدر كبير من الألم أو عدم الارتياح.

ويشعر بعض الأشخاص بإمساك مزمن كنتيجة لاستئصال مراراتهم؛ لأن العصارة الصفراوية عادة ما يكون لها تأثير ملين، ويدخل الأمعاء الدقيقة الآن عصارة صفراوية أقل، ويشعر آخرون بإسهال مزمن بعد استئصال مراراتهم؛ لأن التقطر المستمر للأحماض الصفراوية في الأمعاء الدقيقة يهيج بطانة الأمعاء.

والمعالجة الطبية التقليدية هي إعطاء المريض عقار الكولسترامين الذي يضعف من امتصاص الأحماض الصفراوية؛ حيث يترابط معها ويخرجها من الجسم في البراز، غير أن الكولسترامين يضعف أيضا امتصاص كل العناصر الغذائية القابلة للذوبان في الدهون، مثل الفيتامينات، والأحماض الدهنية الأساسية، ومضادات الأكسدة؛ لذلك، فهو ليس حلا طويل المدى.

ولقد وجدنا أن الحساسية الغذائية، أو عدم تحمل الأطعمة، هي أكبر سبب للألم، وعدم الارتياح المستمر، والمشكلات الهضمية التي تلي استئصال المرارة.

والحساسية الغذائية هي التي تسببت في اعتلال المرارة في الأساس؛ ولهذا، فاستئصال المرارة لم يكن الحل الأمثل؛ حيث لم يؤد إلا إلى مجموعة جديدة من المشكلات. لذلك، توقف عن تناول الأطعمة التي تسببت في حدوث المشكلة في الأساس.

حتى دون مرارة فأنت لا تزال عرضة لتكون الحصوات

هذا صحيح، والاختلاف أن الحصوات لن تتكون داخل مرارتك، حيث يمكن أن تتكون داخل قناتك المرارية المشتركة، أو داخل القنوات الكبدية في كبدك، ويعد التعامل مع الحصوات في تلك الأماكن أكثر صعوبة، ويمكن لها أن تسبب الألم نفسه الذي تسببه حصوات المرارة، ويمكن أن تلتهب الحصوات في القناة الصفراوية المشتركة سريعا، وأن تحتاج إلى المعالجة الطبية العاجلة، ويمكن أن تسبب الحصوات داخل القنوات المرارية داخل الكبد التهابا وتلفا لخلايا الكبد، كما تزيد من احتمالية تكون حويصلات الكبد.

ذلك يعني أنه حتى بعد استئصال المرارة؛ أنت لست بمنأى عن الخطر

من المهم أن تتذكر أن الحصوات تكونت في الأساس لسبب معين؛ وربما لأسباب عديدة. لا يعالج استئصال الحويصلة الصفراوية كل المشكلات التي تسببت في تكون الحصوات في المقام الأول.

طرق تساعدك على أن تكون بصحة جيدة بعد استئصال المرارة

بعد استئصال المرارة، يكون المريض أكثر عرضة لمشكلات صحية متعددة، وإليك بعض الطرق التي تساعدك على تجنب تلك المشكلات.

■ تناول منشطا للكبد يحتوي على عشبتي السلبين المريمي والهندباء البرية، وهاتان العشبتان تحسنان قدرة كبدك على إفراز العصارة الصفراوية، وتساعدان على استمرار تدفق العصارة الصفراوية خلال كبدك وقنواتك المرارية. وهاتان العشبتان تساعدان على الشعور بالارتياح بعد تناول الوجبات، وتقللان من احتمالية تكون الحصوات داخل الكبد.

وبعد استئصال المرارة، يكون المرضى أكثر عرضة لخطر تراكم الدهون في كبدهم، وتساعد هاتان العشبتان على تقليل هذا الخطر أيضا.

■ تناول مكمل صفراء الثور. وهذه هي أهم توصية لأي شخص خضع لعملية استئصال المرارة.

يمكن أن يسبب نقص العصارة الصفراوية أعراضا، مثل الانتفاخ، وعسر الهضم، وبراز فاتح اللون، والإسهال، أو الإمساك، والشعور بالإجهاد بعد تناول الوجبات، ونقص المواد الغذائية؛ لذا فإن تناول مكمل جيد يحتوي على صفراء الثور مع كل وجبة أمر رائع للتخلص نهائيا من تلك الأعراض لدى معظم الأشخاص، فالعصارة الصفراوية ضرورية جدا لهضم الدهون بشكل طبيعي؛ لأنها تفتت كريات الدهون الكبيرة إلى كريات صغيرة تستطيع الإنزيمات الهاضمة أن تتعامل معها وتفتتها.

دون وجود عصارة صفراوية كافية لن يمتص جسمك الأحماض الدهنية الأساسية، أو الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، أو مضادات الأكسدة بشكل ملائم

إذا تناولت تلك العناصر الغذائية على شكل مكمل؛ فأنت تضيع أموالك هباء إذا كنت تعاني نقص العصارة الصفراوية في جهازك الهضمي، وتناول مكمل صفراء الثور هو أسلوب غير مكلف لضمان هضم الدهون بشكل ملائم، ويجب أن تتناول كبسولة واحدة مع كل وجبة لبقية حياتك، وربما تحتاج إلى تناول مكمل للإنزيمات الهاضمة أيضا؛ إذا كنت لا تشعر بتحسن مرض مع تناول صفراء الثور بمفرده.

■ تناول بعض الدهون المفيدة، وتجنب الدهون الضارة. وربما أوصاك طبيبك باتباع حمية غذائية منخفضة الدهون بعد استئصال مرارتك، لكن هذا ليس ضروريا، وفي الحقيقة قد يكون ضارا؛ لأن جسمك يحتاج بشدة إلى الدهون المفيدة، ونوصيك بإدراج كميات معتدلة من زيت الزيتون البكر الممتاز، والأفوكادو، ولبن جوز الهند، وزيت جوز الهند، والمكسرات، والحبوب في حميتك الغذائية؛ بافتراض أنك لا تعاني من حساسية تجاه أي من تلك الأطعمة، ويجب أن تكون قادرا على التعامل مع كميات معتدلة من الدهون الحيوانية أيضا، مثل الزبد الطبيعي، وشحم الماشية، والشحم الحيواني.

■ ربما تحتاج إلى مكمل يحتوي على فيتامين د 3. وعادة ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون مشكلات في الكبد أو وظائف الجهاز الهضمي نقص في فيتامين د. ويساعد تعريض جسمك لأشعة الشمس فوق البنفسجية على تصنيع فيتامين د، ولكن هذه العملية تحدث في كبدك وكليتك. وعادة ما يعاني الأشخاص الذين لديهم خمول في الكبد نقص فيتامين د. ولهذا، فمن الجيد إجراء تحليل للدم، وتناول مكمل إذا لزم الأمر.

■ ومن أجل صحة مثالية، يجب أن يتراوح معدل فيتامين د في الدم ما بين 40 و60 نانو جرام/مليلتر، وتناول 5000 وحدة دولية من فيتامين د3 هو جرعة آمنة وفعالة لمعظم الأشخاص، ولكن من الأفضل أن تستشير طبيبك الخاص.

■ أدرج بعض الأطعمة مرة الطعم والحامضة في حميتك الغذائية؛ حيث تساعد على تحسين عملية الهضم لديك، وتسهل تحمل الدهون المفيدة في حميتك الغذائية. وتتضمن الأطعمة مرة الطعم والليمون الحامض، والخس الأحمر، وأوراق الشيكوريا، وأوراق الهندباء الأنديفية، ويسهل زراعة تلك الأوراق في المنزل؛ إذا كنت محظوظا وتمتلك قطعة أرض لزراعة الخضراوات.

■ حاول أن تعرف إذا ما كنت تعاني أي نوع من الحساسية الغذائية، وإذا كنت لا تزال تعاني الألم أو مشكلات هضمية بعد استئصال مرارتك؛ فهناك احتمال كبير بأنك تتناول أطعمة يراها جسمك ضارة، وأكثر الأطعمة ضررا هي منتجات الألبان، والجلوتين، والبيض، والبصل، والذرة، وفول الصويا، لذلك، في البداية، تجنب تلك الأطعمة، وحاول أن تلاحظ إذا ما كنت تشعر بأي تحسن، وربما تحتاج إلى مساعدة معالج بالطبيعة، أو متخصص تغذية؛ ليعاونك على التعرف على أنواع الحساسية الغذائية التي تعانيها.

■ حاول أن تزيد من قدرة كبدك على تصنيع الجلوتاثيون من خلال تناول مكمل السيلينيوم، ومكمل أسيتيل سيستين، حيث يعد الجلوتاثيون هو أقوى مضاد أكسدة للجسم، ويساعد على تحسين قدرات كبدك على التخلص من السموم، كما أن العصارة الصفراوية هي مخرج السموم من الجسم.

إذا اتبعت مقترحاتنا، يمكنك أن تتمتع بصحة ممتازة بعد استئصال مرارتك.

اسأل طبيب مجاناً