التصنيفات
الغذاء والتغذية

فيتامين أ والكاروتينويدات

فيتامين (أ) عنصر غذائي ضروري، موجود في الأطعمة الحيوانية، أما الكاروتينويدات فتوجد في الفواكه والخضروات. يمكن لبيتا كاروتين، وهو أكثر الكاروتينويدات شيوعا. أن يتحول في الجسم إلى فيتامين (أ).. في حين تلعب الكاروتينويدات لوتين Lutien، وليكوبين lycopene دوراً هاماً في الصحة. ولكن لا يستطيع الجسم تحويلها إلى فيتامين (أ). للفيتامين (أ) نشاط خفيف كمضاد أكسدة، ولكن على العكس من ذلك فإن البيتا كاروتين، واللوتين والليكوبين لها نشاط كمواد مضادة للأكسدة، وفي نفس الوقت فعالية مشابهة لفيتامين (أ).

أهمية الفيتامين (أ) للعيون وغيرها

لو سمعت أن فيتامين (أ) هام جداً للعيون، فهذا صحيح، لأنه يساعد على تحويل الضوء إلى إشارات يستطيع أن يقرأها المخ، ويمكنك بذلك من رؤية الأشياء وتمييز الألوان.. عدم كفاية تناول فيتامين (أ) بسبب الحالة التي يطلق عليها العشا الليلي، حيث تجد العين صعوبة في التأقلم على الضوء المعتم والضوء المبهر. من أجل ذلك تضطرب الرؤية عند السائقين الذين يعانون من العشا الليلي. وإذا دخلت من الضوء إلى قاعة المسرح المظلمة واستغرق الأمر أكثر من دقيقة لتتأقلم على العتمة، فمن المحتمل أنك تعاني من هذه الحالة..

علاج العشا الليلي سهل للغاية، وسريع الاستجابة، فما عليك ببساطة إلا أن تزيد استهلاكك من الطعام المحتوي على فيتامين (أ)، مثل الكبد أو أن تأخذ مكملاً غذائياً من فيتامين (أ) بمقدار (10000 وحدة دولية) يومياً.. كما يفيد أيضاً زيادة مدخولك الغذائي من الفواكه والخضروات أو تأخذ محافظ من البيتا كاروتين، ولكن نتائج هذه الطريقة تكون أبطأ من أخذ فيتامين (أ) النقي.

يعتبر فيتامين (أ) عنصراً غذائياً ضرورياً لبناء الخلايا الظهارية (البشرية)، وهب الخلايا المغطية للجلد، والمبطنة لمعظم الأعضاء.. كثير من الناس يجدون أن تعاطي فيتامين (أ) يفيد في الاضطرابات الجلدية مثل حب الشباب. وأظهرت دراسة حديثة أن إعطاء فيتامين (أ) يمكن أن يحسن من النفاخ الرئوي Emphysema في فئران التجارب، ولكن لا توجد دراسات على البشر في هذا المجال.

النفاخ الرئوي Emphysema

تخريب لجدران أسناخ الرئة يؤدي إلى انتفاخ وحجز الهواء داخلها.. وهذا يؤدي إلى نقص أكسجة الدم، وزلة تنفسية ومشكلات أخرى.

بجانب ذلك، للفيتامين (أ) مفعول مشابه للهرمونات لأنه يتحكم في النمو، والتمايز الطبيعي للخلايا. تعني عملية التمايز، الحدثيات التي من خلالها تتحول الخلية الطبيعية إلى نوع خاص من الخلايا، كالخلايا الكبدية، والخلايا القلبية، والخلايا العصبية.. الخ. الخلايا السرطانية، بشكل عام، لا تستطيع التمايز.

يحمي فيتامين (أ) من الأخماج وذلك بتقوية الحاجز المكون من الخلايا الظهارية ضد هجمات الجراثيم أو الفيروسات. على مدى سنوات عديدة، كان الأطفال في الدول النامية يموتون بسبب إصابتهم بالحصبة، وذلك بسبب المرض التنفسي، في حين تم القضاء على هذا المرض كلياً تقريباً في الدول الأوربية. في أواسط السبعينات من القرن العشرين، اكتشف أن الأطفال في الدول النامية لديهم عوز شديد لفيتامين (أ)، وأن إعطاء هؤلاء الأطفال جرعات عالية من فيتامين (أ) في نظام دوائي قصير، يمكن أن يقلل نسبة الوفيات بمقدار الثلث.. الجرعة الوقائية من فيتامين (أ) هي (100000 وحدة دولية) يومياً لمدة يومين، ثم يتبع ذلك بعد شهر بجرعة داعمة (100000 وحدة دولية) أخرى.

وجدت دراسات أخرى أن فيتامين (أ) مفيد في أمراض تنفسية أخرى، مثل جدري الماء وذات الرئة.. والعلاج الأساسي هو إعطاء جرعات عالية، وذلك لفترة قصيرة من الزمن.

كيف يعطى فيتامين (أ) كمكمل غذائي بأمان

هناك احتمال بعيد جداً للتسمم بفيتامين (أ).. وهذا هو السبب في النصح أن تعالج الأمراض التنفسية الخمجية بجرع عالية من فيتامين (أ) ولمدة يومين فقط.. وحيث إن الجرعة (100000 وحدة دولية) تعتبر جرعة عالية جداً، فإنها من أجل ذلك تؤخذ لمدة يومين فقط، وهو وقت قصير لا يسبب أي آثار جانبية (تشمل فقد الشعر والصداع).

بشكل عام يمكن للناس أن يأخذوا (10،0000 وحدة دولية) من فيتامين (أ) بشكل آمن جداً، وذلك بصورة يومية وعلى سنين عدة. السيدات الحوامل أو من يخططن للحمل عليهن أن لا يأخذن جرعة تزيد عن (8000 وحدة دولية) من فيتامين (أ) يومياً، خوفاً من خطورة – ولو قليلة – حدوث عيوب ولادية، مع تناول الجرعات الكبيرة.

يعتبر بيتا كاروتين آمناً حتى لو أخذ بجرعات عالية.. يحدث عند بعض الناس الذين يتناولون جرعات عالية جداً، تحول في لون الجلد – خاصة في الكفين والقدمين – إلى اللون الأصفر، أو البرتقالي، ولكن لا يمثل هذا الشيء أي خطورة، وسيزول هذا اللون بعد فترة قصيرة من التوقف عن استهلاك الكاروتين. جزء بسيط من بيتا كاروتين فقط هو الذي يتحول إلى فيتامين (أ)، ومن أجل ذلك لا يترتب على أخذ كميات كبيرة من هذا المركب أي آثار سمية.

بعض الإيضاحات عن الكاروتينويدات

الكاروتينويدات عبارة عن مضادات أكسدة ذوابة في الدهون، تنتجها النباتات لحماية أنسجتها من الآثار المدمرة التي تحدثها الجذور الحرة.. بالنسبة للإنسان تعتبر الجذور الحرة أحد الأسباب الرئيسية للسرطان، وأمراض القلب، وبعض الأمراض التنكسية. حوالي 14 عنصراً من الكاروتينويدات (من حوالي 600 عنصر في الطبيعة) وجدت في دم الإنسان، مما يشير إلى امتصاصها في الأمعاء.

الكاروتينويدات Carotenoids

هي مضادات أكسدة ذوابة في الماء، تنتجها النباتات من أجل حماية خلاياها من المفعول المدمر للجذور الحرة.

إن الكاروتينويد الأساس الموجود في الطعام هو بيتا كاروتين (الموجود بشكل مركز في الجزر)، واللوتين، Lutien (الموجود في الكرنب والبروكولي والسبانخ) والليكوبين Lycopene (الموجود في الطماطم).. توجد بعض الكاروتينويدات الأخرى الأقل أهمية مثل الزيزانثين Zeaxanthine والكريبتوزانثين Cryptoxanthine.. حينما تأكل أطعمة تحوي على الكاروتينويدات فإننا نستفيد من خواصها المضادة للأكسدة..

على سبيل المثال، بجانب كون بيتا كاروتين مصدراً مهماً لفيتامين (أ)، فإنه يستطيع التخلص من نوع من الجذور الحرة يدعى “الأكسجين الفرادي single oxygen”.. ذكر الكثير من الدراسات أن بيتا كاروتين يزيد من السعة الرئوية Lung Capacity، وبشكل أساسي كمية الأكسجين التي تستطيع تنفسها.. كلما ازدادت كمية الأكسجين المستنشقة مع كل شهيق، كان ذلك دليلاً على صحة أفضل، والسبب في ذلك أن خلايا الجسم في حاجة إلى كمية كافية من الأكسجين لتأدية وظائفها.. تقل السعة الهوائية مع التقدم بالعمر بشكل عام.

نتائج الأبحاث على بيتا كاروتين

وجدت دراستان أن بيتا كاروتين يزيد من خطورة حدوث سرطان الرئة عند المدخنين وخصوصاً إذا كانوا يعاقرون الخمر في الوقت نفسه. ولكن استعمل في تلك الدراستين بيتا كاروتين مصنع، حيث لا يوجد العنصر المضاد للأكسدة القوي الموجود في بيتا كاروتين الطبيعي المستخرج من الطحالب “دونالييلا سالينا Dunaliella Salina “.. وبالرغم من ذلك، ففي إحدى هاتين الدراستين، وجد أن بيتا كاروتين قلل حدوث سرطان الرئة عند المدخنين السابقين.

ذكر كثير من الدراسات أن أخذ بيتا كاروتين مع مضادات أكسدة أخرى مثل فيتامين (ه)، تزداد فعاليته كمجموعة أكثر من فعاليته منفرداً، وهذا ما يوصى به عند استعمال بيتا كاروتين، أن يكون مع خليط من الكاروتينويدات ومضادات أكسدة أخرى.

أوضح كثير من الدراسات أيضاً أن أخذ بيتا كاروتين (كمكمل غذائي عن طريق الفم)، وأخذ حمام شمس (تعرض الجلد للشمس)، أفضل من أخذ الحمام الشمسي بمفرده.. وتفسير ذلك، أن بيتا كاروتين يساعد في تأمين حماية للجلد ضد الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس. ومن المحتمل أن بيتا كاروتين تعمل على تحسين قوة الدفاع الطبيعية والداخلية ضد التدمير الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية.

أثر الكاروتينويدات على صحة العين والبروستات (الموثة)

البقعة Macula هي مركز الشبكية، والشبكية هي الشاشة التي تقع عليها الصور في العين، إن التخرب المبكر للبقعة هو السبب الرئيسي لحدوث فقد البصر لدى الأمريكيين فوق الخامسة والستين من العمر. يوجد نوعان من الكاروتينويدات (اللوتين والزيزانثين)، يبدو أنهما يساعدان على الحفاظ على بقعة الشبكية.. ولأنهما يرشحان الأشعة فوق البنفسجية المخربة، ويحافظان على الأغشية الغنية بالشحوم من التأثير المدمر للجذور الحرة.

في دراسة نشرت في المجلة الطبية الأمريكية American J. of Med. Association وجد أن الناس الذين يأكلون أطعمة غنية باللوتين (خاصة السبانخ والكرنب) أقل احتمالاً للإصابة بتنكس البقعة الشبكية. وبينت تلك الدراسات أن زيادة استهلاك الأغذية الغنية باللوتين أو أخذ مكملات غذائية منه تزيد من سماكة صباغ البقعة الشبكية.. قد لا تعالج المكملات الغذائية من اللوتين ما حدث مسبقاً من تنكس، ولكن يعتقد الباحثون رغم ذلك أنها تخفف من تسارع تقدم المرض.

يعتبر الزيزانثين مهماً أيضاً للبقعة الشبكية، ولكن يبدو أن الجسم له القدرة على تحويل جزء من اللوتين إلى الزيزانثين.. هناك أيضاً بعض الدلائل على أن اللوتين والزيزانثين (وكلاهما وجد في عدسة العين)، يساعد في إبطاء تكون الساد (عتامة عدسة العين)، ولكن من غير الواضح إذا كان المركبان يستطيعان بالفعل معالجة هذه الحالة.

دراسات حديثة أجريت على اللوتين والزيزانثين بينت أن استعمال مكملات غذائية منهما يزيد من سماكة صباغ بقعة الشبكية، وبالتالي يقلل من تنكسها على المدى الطويل.. إنه يعمل مثل النظارة الشمسية التي ترشح الضوء وتقلل من تخريب الشبكية.

يمكن الليكوبين أن يفيد مرضى البروستاتة (الموثة)

يبدو أن بعض الكاروتينويدات وخاصة الليكوبين، وبيتا كاروتين، يمكن أن تفيد غدة الموثة. نشر ادوارد جيوفانوكي MD من هارفارد، بحثا في مجلة J. of National Cancer Institute، يقول فيه إن الرجال الذين يستهلكون كميات كبيرة من الطماطم الطازجة (أكثر من عشر حصص في الأسبوع)، لديهم (% 45) خطورة أقل للإصابة بسرطان الموثة.. ويقول إن الطماطم الطازجة هي التي أعطت هذه الفوائد وليس عصير الطماطم..

طبخ الطماطم (مثلاً أثناء عمل مرقة المعكرونة الاسباجيتي أو البيتزا) يحطم جدران خلايا الطماطم، ويحرر ما بداخلها من الليكوبين، فيجعلها أكثر قابلية للهضم والامتصاص.. مثل هذه المرقة تكون فائدتها أكبر إذا أضيف إليها القليل من زيت الزيتون لأنه يساعد على امتصاص الليكوبين (لأن هذا المركب يذوب في الدهون). الطماطم الطازجة عادة ما تؤكل مع السلطات أو مع اللحوم، وبالتالي فإن الزيت، أو الدهون الموجودة معها، يساعد عملية الامتصاص أما عصير الطماطم، فلا يطهى، ولا يضاف إلى الزيت، وبالتالي فهو أقل فائدة.

بنيت دراسة أخرى أجريت في جامعة هارفارد، وُجد أن الناس الذين لا يتناولون كمية كافية من الخضروات والفواكه، فإن تزويدهم بمكملات غذائية من بيتا كاروتين خفض نسبة الإصابة بسرطان الموثة بحوالي الثلث. ومن ناحية أخرى زيادة استهلاك اللوتين والزيزانثين تترافق أيضاً مع نقص في نسبة الخطورة بحدوث سرطان الموثة.

اسأل طبيب مجاناً