التصنيفات
تطوير الذات

ضع نفسك مكان الآخرين | السيطرة على الغضب

التعاطف هو قدرتك على التخلي عن المنظور الذي ترى العالم من خلاله لفترة من الوقت حتى ترى العالم، وتشعر به، وتدركه من منظور شخص آخر. والدليل واضح ومقنع: فمن يستطيع وضع نفسه مكان غيره، يقل احتمال دخوله في جدال لا فائدة منه والتورط في خلاف لا ضرورة له. تستطيع تحسين مهارة التعاطف لديك، إذا وضعت نفسك مكان عقل ومشاعر غيرك بانتظام.

وحتى تُحسن الشعور بالتعاطف مع غيرك، عليك بتحسين مهارتين لديك، وهما: الفضول وعدم الحكم على الآخرين.

تمرين. في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها طرفا في جدال ما، حاول أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر. وسيساعدك توجيه الأسئلة التالية إلى نفسك:

• هل أنا أحكم عليه؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل أستطيع أن أمنع صدور أحكامي لفترة من الوقت؟
• ما الشيء الأهم بالنسبة للطرف الآخر؟ وما قيمه الأساسية؟
• بمَ يشعر الآن؟
• هل مررت بموقف مشابه من قبل، حتى أستطيع تفهم وجهة نظره؟

أن تصبح متعاطفا لا يقتصر على توجيه بعض الأسئلة لنفسك (“بمَ يشعر الآن؟”) أو تقليل إصدارك الأحكام على الآخرين. فالأمر أكبر من ذلك. الهدف الرئيسي هو أن تُحسن فهمك لما يدور بحياة الطرف الآخر.

إن قصة حياة المرء منا هي طريقته في ترتيب الأحداث الرئيسية في حياته إلى رواية واحدة ذات معنى. عانت هيلين وميشيل من الأحداث ذاتها أثناء مراهقتهما. توفيت والدتهما بسبب مرض السرطان، وعانتا من فترات اكتئاب والدهما المتتابعة وإدمانه للكحول، واضطرت كلتاهما للعمل أثناء المدرسة الثانوية لشراء الملابس بسبب عجز والدهما. ورغم تشابه قصة حياتهما، فإنك ستكتشف مدى اختلافهما، إذا طلبت من كل واحدة منهما أن ترويها لك.

جمعت هيلين الأحداث في روايتها بحيث أصبح هدفها الرئيسي هو الاهتمام بالآخرين. فهي لم تدخل الجامعة قط. فقد فجر اعتناؤها بوالدها مشاعر الأمومة بداخلها بحيث أصبحت محور حياتها. وإذا سألتها عما تعلمته من الطريقة التي نشأت بها، لأجابتك أن العائلة هي كل شيء.

بينما كان لرواية ميشيل معنى مختلف تماما رغم أنها تتشكل من الأحداث نفسها. ترى ميشيل نفسها على أنها امرأة قوية صلبة، قادرة على القيام بكل شيء. وأصبح لها مجال عملها؛ إذ تخصصت في اكتشاف الأخطاء وعلاجها. وتعلمت من طفولتها ألا تتخيل أنه سيكون دائما هناك شخص بجانبك لتعتمد عليه. وبالتالي تعتمد ميشيل على نفسها تماما. أحيانا تشعر بالوحدة، لكنها لا ترغب في المخاطرة وفقدان شخص آخر تحبه.

أما أنت، فلن تعرف بقصة حياة هيلين أو ميشيل، إلا إذا طلبت من إحداهما أن ترويها لك. هذا ما نعنيه بالتعاطف. فأنت تتقنه فقط إذا استمعت إلى قصة حياة الطرف الآخر بفضول ودون الحكم عليه.

تمرين. اسأل مجموعة من الأشخاص عن قصة حياتهم، وإذا سألوك عن السبب، فأخبرهم أنك تود معرفة الأحداث المهمة التي مروا بها وساعدتهم في أن يكونوا ما هم عليه الآن.

اسأل طبيب مجاناً