التصنيفات
صحة المرأة

مراحل نمو الجنين والتغيرات الفسيولوجية للمرأة الحامل

يتكون الجنين من اتحاد خلية ذكر بأخرى أنثى، وتتكون الخلايا الذكور أو الحيوانات المنوية في الخصيتين، أما الخلايا الإناث أو البويضات فتتكون في مبيض المرأة، واتحاد الحيوان المنوي بالبويضة يسمى التلقيح وهو بداية الحمل. تنصب ملايين من الخلايا الذكور في المهبل ويندفع بعضها عن طريق الرحم إلى البوق (نهاية قناة فالوب)، وعندما تصل خلية ذكر إلى أخرى أنثى فإنها تثقب الطبقة الخارجية الواقية ويسقط ذيلها ثم تمر في طبقة المواد الغذائية وتتحد مع نواة الخلية الأنثى وهذا هو التلقيح وتبدأ معه حياة جديدة.

المرحلة المبكرة من الحمل Early Pregnancy

التلقيح Fertilization

يدخل عدد كبير من الحيوانات المنوية في الجزء العلوي من المهبل، حيث يستطيع عدد منها الدخول إلى الرحم وقناة فالوب حيث تلتقي مع البويضة ويتم التلقيح، ثم تنتقل البويضة الملقحة من قناة فالوب إلى الرحم بواسطة أهداب خلايا الغشاء المخاطي لقناة فالوب وكذلك بواسطة انقباضات عضلات القناة، ويأخذ ذلك من (3 – 4) أيام، تخرج البويضة من المبيض في حوالي اليوم (14) من بداية الدورة الشهرية المنتظمة والتي مدتها حوالي (28) يوم، حيث تأخذها زوائد قناة فالوب وتكون قابلة للتلقيح في غضون (1 – 2) يومين وإذا تم التلقيح فإن حجم البويضة يزداد تدريجياً.

نمو البويضة الملقحة

تنقسم البويضة الملقحة عدة انقسامات متتالية وتكون على شكل كرة، ثم تتحول إلى حويصلة مكونة من طبقة خارجية من الخلايا وتتجمع في أحد جوانبها كتلة من الخلايا، وتنقسم هذه الكتلة إلى خلايا ظاهرة وخلايا داخلية وبينهما الخلايا الوسطى ومن هذه الكتلة تتكون أجزاء جسم الجنين المختلفة.

انغراس البويضة في جدار الرحم Embedding

يتهيأ الرحم لاستقبال البويضة الملقحة وذلك تحت تأثير الهرمونات التي يفرزها المبيض في النصف الأول من الدورة الحيضية يكون الرحم تحت تأثير هرمون الأستروجين، فينمو الغشاء المخاطي للرحم ويصبح أكثر احتقاناً، أما النصف الثاني من الدورة بعد خروج البويضة يصبح الرحم تحت تأثير الأستروجين والبروجسترون معاً، فتنشط غدد بطانة الرحم ويزداد سمك الغشاء المخاطي وبذلك يصبح مستعداً لانغراس البويضة الملقحة بعد وصولها من قناة فالوب إلى غشاء الرحم المهيأ لذلك تخترق الحويصلة الغشاء المبطن للرحم في اليوم (7) بعد التلقيح بواسطة خلايا التروفوبلاست وتنقسم هذه الخلايا إلى خلايا خارجية وهي عبارة عن كتل من السيتوبلازم ونويات ولا يوجد جدار لكل خلية أما الخلايا الداخلية فتتكون من خلايا مستقلة يحد كل منها جدار.

وقد يساعد الجدار خمائر تفرز من هذه الخلايا وسرعان ما تغطي نقطة دخول الحويصلة وتصبح البويضة داخل سمك غشاء الرحم. ثم تبدأ البويضة في النمو وتبرز داخ تجويف الرحم، ومع استمرار نمو الجنين يقل فراغ الرحم تدريجياً ثم يملأ الجنين الرحم.

المشيمة Placenta

تتكون المشيمة في الأسبوع (12) إذا سرعان ما تكتمل الدورة الدموية في الجنين والمشيمة عن طريق الأوعية الدموية في الحبل السري وتتكون المشيمة من عدد كبير من الشعيرات الدموية تحتوي على أوعية دموية تغطى بخلايا التروفوبلاست ومن خلايا الشعيرات تصل المواد التابعة للجنين من الأم وأيضاً تذهب المواد الضارة من الجنين إلى دم الأم ليجري التخلص منها، تستمر المشيمة بالنمو في أثناء تقدم الحمل حتى تصبح مستديرة في نهاية الحمل، ويبلغ وزنها حوالي نصف كيلو وقطرها ما بين (15 – 20) سم، وسمكها في الوسط (4) سم، أما في الأطراف فإن سمكها حوالي 1 سم وعادة تكون المشيمة في النصف العلوي من الرحم. والمشيمة لها سطحان:

1- السطح المواجه للجنين Fetal وهو أملس مغطى بالغشاء الأمينوسي ويخرج الحبل السري من وسط المشيمة.

2- السطح المواجه للرحم Uterine حيث يلتصق به وهذا السطح خشن يتكون من (12 – 16) قطعة تسمى كل قطعة Cotyledon.

وظائف المشيمة:

1- التغذية.
2- التنفس.
3- تقوم بوظيفة الكليتين.
4- إفراز بعض الهرمونات مثل الأستروجين والبروجسترون.
5- إفراز بعض الخمائر.
6- وقاية الجنين من وصول بعض الجراثيم من الأم له.

الحبل السري Umbilical Cord

يصل الحبل السري المشيمة بالجنين ويبلغ طوله في نهاية الحمل حوالي (50) سم وسمكه سمك الإصبع الصغير ويتكون من غطاء خارجي ووريد واحد وشريانين ويفصل هذه الأجزاء مادة هلامية ويختلف طول الحبل السري فقد يكون أطول من الجنين أو قد يكون قصيراً يعيق خروج الطفل من المهبل في أثناء الولادة.

الغشاء الأمينوسي Amniotic membrane

وهو غشاء رقيق بداخله السائل الأمينوسي حيث يتكون الكيس الأمينوسي من هذا الغشاء وبداخله السائل، إن منشأ السائل الأمينوسي غير معروف، ولكن الجنين والأم والمشيمة كلها تشترك في تكوينه وتختلف كمية السائل الأمينوسي بالنسبة إلى حجم الجنين وفترة الحمل حيث يزداد في حالة الحمل في التوائم ويمكن أن يؤدي إلى ولادة مبكرة نتيجة لتهيج الرحم إن السائل شفاف ويتعكر في أواخر الحمل ويحتوي على مادة وأملاح وخلايا من جلد الجنين.

وظائف الكيس والسائل الأمينوسي:

1- يحافظ على درجة حرارة الجنين.
2- يخفف تأثير الصدمات الخارجية على الجنين.
3- يسهل حركة الجس.
4- تغذية الجنين.
5- تمدد عنق الرحم في الدور الأول من الوضع.
6- يقي الرحم من دخول الجراثيم عن طريق المهبل.

التغيرات في الدورة الدموية للجنين بعد الولادة

عندما يتوقف سريان الدم في الحبل السري للجنين يبدأ الطفل بالتنفس حيث تبدأ الرئتان في التمدد ويساعد على ذلك التمدد صراخ الطفل حيث يدخل الدم في الرئتين وبعد ذلك يبدأ الطفل بالاعتماد على نفسه بتصفية الدم من غاز ثاني أكسيد الكربون وأخذ الأكسجين عن طريق جهازه التنفسي.

التغيرات الفسيولوجية للمرأة في أثناء الحمل

الشهر الأول:

الأم: اختيار الحمل هو الوسيلة الوحيدة للتأكد من وجود الحمل ويتم عقب 12 يوماً من تغيب الدورة الشهرية.

الجنين: يبدأ تكوين الجهاز السمعي والبصري وحجمه صغير لا يتعدى حجم حبة الحمص ويبدأ تكوين دورة دموية منفصلة من الأم وبداية تكوين اليدين.

الشهر الثاني:

الأم: شعور الأم بالأعياد والميل إلى القيء وانتفاخ في الصدر.

الجنين: يتكون الرأس والأذرع والرجلان وبداية لوجود الأصابع ويصبح له وجه وطوله يصل إلى بوصة ونصف.

الشهر الثالث:

الأم: تشعر الأم بوجود شيء في منطقة الحوض ويبدأ البطن في البروز التي تدل على ان الأم تحمل جنيناً ويزداد وزن الأم حوالي كيلو غراماً وينساب سائل أصفر اللون من الثدي.

الجنين: كل الأعضاء تكونت لدى الجنين وبدأت تعمل وحجم الرأس يكون أكبر من حجم الجسم وبمرور الوقت تقل هذه النسبة ويصل طول الجنين إلى بوصتين ووزنه وقية واحدة.

الشهر الرابع:

الأم: تبدأ الأم بالشعور بحركة الجنين.

الجنين: عضلات الوجه تبدأ في العمل، عيناه مغمضتان وتظهر الأظافر ويصل طوله إلى 4 بوصات.

الشهر الخامس:

الأم: تشعر الأم بحركة الجنين بوضوح وتوتر في الأعصاب والشعور بالإعياء بعد أقل مجهود.

الجنين: سماع نبضات الجنين من خلال السماعة ويتأثر بالضوضاء الخارجية له فترات نوم معينة وينبت الشعر ويصل وزنه إلى حوالي 45، كيلو غرام.

الشهر السادس:

الأم: يزداد وزن الأم لأن وزن ونمو الجنين يسرع في الزيادة وتشعر الأم ببعض التقلصات أثناء الليل، وتعاني من صعوبة في النوم.

الجنين: يتكون أهداب للجنين وبشرته وبصمات الأصابع وتتكون اليدان التكوين النهائي، ويصل وزن الجنين من (0,50 – 0,90) كغم ويصل طوله الى 35 سم.

الشهر السابع والثامن:

الأم: وزن الطفل يكون ثقيلاً على مثانة الأم الحامل تجد الأم الرغبة في التبول بكثرة، ويؤدي إلى الإمساك يصل تمدد الجنين الى منطقة السرة والى الرئتين وتشعر بضيق في التنفس والإرهاق الشديد والشعور بالحرقة والشعور بسرعة ضربات القلب، حجم الجنين في الشهر الثامن لا يزيد عنه حتى اتمام عملية الوضع.

الجنين: إذا كان الجنين ذكراً تنزل له الخصيتان وإذا كان ذكر أو أنثى يفتح عينه في هذا الشهر ويمص أصبع الإبهام، جذور الشعر تنبت في مختلف أنحاء الجسم ويصل وزن الجنين إلى (1,4) كغم وطوله 3 بوصات.

الجنين في الشهر الثامن: يصبح لدى الجنين العناصر الأساسية للحياة يصل وزنه من (1,8-2,8) كغم وطوله من (4-6) بوصات، ويطول شعر الرأس ويبدأ الجنين بالتحرك نحو الأسفل استعداداً للنزول.

الشعر التاسع:

الأم: في منتصف الشهر ينزل الرحم خلف الحوض تيسيراً للوضع.

الجنين: تكتمل خصائص الجنين ويستمر في عملية امتصاص أصبع الإبهام، يبدأ بالتنفس والبلع ويصل طوله إلى (51) سم، ووزنه (2,2) كغم. استعداداً للنزول.

مراحل تطور الجنين

تمتد فترة الحمل من لحظة الإخصاب إلى لحظة الميلاد وتبلغ ما بين 37- 41 أسبوعاً يتميز النمو خلالها بالسرعة والتحولات الجذرية حيث تتضاعف البويضة المخصبة لتصل إلى حوالي 200 مليون خلية ويتضاعف وزنها ليصل إلى مليون خلية ويتضاعف وزنها إلى بليون ضعف وتتحول إلى نظام حيوي معقد وتقسم هذه الفترة إلى ثلاثة مراحل فرعية:

1- المرحلة الخلوية Germinal Period.
2- المرحلة الامبريونية Embryonic Period.
3- المرحلة الجنسية Local Period.

المرحلة الخلوية (الجرثومية) او النطفة

بعد حوالي 30 ساعة من الإخصاب يحدث الانقسام للخلية الأولى لينتج عنه خليتان وبعد 30 ساعة أخرى تنقسم الخليتان إلى أربع تكون مشابهة في تركيبها كل منها يحتوي 23 زوج من الصبغيات (الكروموسومات) ولكنها ليست متطابقة نظر لعدم تماثل مادة السيتوبلازم المحيطة بنواة كل خلية ويستمر انقسام الخلايا ليصل عددها إلى مئة خلية في نهاية الأسبوع الأول تتجمع مع بعضها مشكلة كتلة كروية blastocyst وتبدأ خلالها بالتمايز لتأخذ أشكالاً ووظائف خاصة، مجموعة هذه الخلايا تشكل الجزء الداخلي الذي يتطور عنه الجنس فيما بعد، بينما المجموعة الأخرى تشكل جهاز الحماية أو المشيمة الذي سيوفر كل ما يلزم للمضغة Embryo لاستمرار الحياة.

تنغرس في جدار الرحم بعد حوالي ستة أيام من الإخصاب وتعرف باسم العلقة وباستثارة إفرازات هرمونية يصير الجزء الخارجي لجهاز المشيمة قادراً على امتصاص الدم والمواد الغذائية وتحريرها إلى العلقة وفي نهاية الأسبوع الثاني تتعلق العلقة بشكل أقوى بجدارة الرحم وتصير عملية التغذية والتنفس بالنسبة للمضغة تتم بشكل أفضل.

المرحلة الامبريونية (مرحلة الأجنة) أو الجنينية غير المتميزة

تمتد هذه المرحلة من أسبوعين إلى ثمانية بعد الإخصاب يتسارع التمايز بين الخلايا حيث يبدأ تكوين الأعضاء الحيوية وكذلك أجزاء الجسم الرئيسية.

إن عملية الانغراس في جدار الرحم تواجه بعض المخاطر ذلك ان حوالي نصف خلايا العلقة تنجح في الانغراس اما الخلايا التي تفشل في الانغراس يحتمل ان تكون قاصرة او تحاول الانغراس في مكان خاطئ.

يمر تطور المضغة في عدة مراحل:

1- المضغة في الأسبوع الثالث طولها سدس بوصة.

2- المضغة بعد بضعة أيام تالية يتعلق الحبل الشوكي.

3- المضغة بعد شهرين من الأخصاب طولها بوصة واحدة وتشير دراسات تطور الجنين في هذه المرحلة إلى ظهور أجزاء معينة أو وظائف في لحظة زمانية من عمر الجنين وقد أطلق على هذه المرحلة اللحظة الحرجة.

ويستعين متخصصو الأطفال بتطور المضغة واللحظات الحرجة في هذا التطور عند فحص الطفل فور ولادته فهم مثلاً يستدلون على شكل الأذان الخارجية وسلامتها على سلامة الكلى لأن كل منها يظهر في نفس اللحظة وإن وقعت اعاقة في الأذن الخارجية يحتمل ان تكون هناك اعاقة في الكلى، كما لاحظوا المختصون أن أي تلف يحدث في هذه المرحلة يصعب علاجه فيما بعد الا بعملية جراحية. كما توصى الأمهات بالاهتمام بأنفسهن في هذه المرحلة والاهتمام بعلامات الحمل الأولى مثل الإعياء والرغبة في القيء وانتفاخ الثديين وتوقف العادة الشهرية.

المرحلة الجينية

تمتد من الأسبوع التاسع وحتى الثامن والثلاثين حيث يتوقع ان تتم الولادة في هذه المرحلة تتحول المضغة إلى جنين وتتميز عن سابقها بعدة أوجه، الوجه الأول في المرحلة السابقة تتكون معظم أجزاء الجسم بينما في هذه المرحلة تتنامى هذه الأعضاء بسرعة كبيرة ويتكامل بناؤها، حيث تصل سرعة النمو الطولي أقصى مدى لها.

في هذه المرحلة وما بعدها تتناقص السرعة كما يتناقص الوزن حيث يصل إلى أقصى مقدار عند الولادة أما من حيث تكامل النمو فإنه يتم وفق جدول وتسلسل معروف ومثال ذلك في بداية الشهر الرابع تبدأ حركات أطراف الجنين ويفتح فمه ويغلقه ويحرك رأسه وتتضح معالم الوجه مثل مقدمة الرأس الجفون الأنف الشفة السفلى وفي نهاية الشهر الرابع ينمو الجزء الأسفل من الجسم وتظهر بعض المنعكسات قبل الولادة مثل تحريك جزء واحد من الجسم، وتحريك الذراع او الساق بقوة حيث تشعر الأم بهذه الحركات بشكل واضح. في الشهر الخامس يظهر جلد الجنين وأصابع يديه ورجليه ويصير أكثر نشاط وحيوية ويختار أوضاعاً مفضلة في الرحم وفي نهاية الشهر السادس يتكامل بناء العيون والجفون وتظهر طبقة خفيفة من الشعر على الرأس كما تلاحظ حركات التنفس غير المنتظمة وفي نهاية الشهر السابع تتكامل أجهزة الجنين وظيفياً بشكل يستطيع معه الحياة لو ولد مبكراً بالرغم من كونه حساس جداً للأمراض المعدية مما يتطلب عناية مركزة في حاضنة خاصة، خلال الشهرين الثامن والتاسع يتطور الجلد وتنضج وظائف العديد من الأجهزة كالكلى والقلب.