التصنيفات
صحة المرأة

فقدان الحمل Pregnancy loss

انتهى الحمل من دون النتيجة التي كنت تحلمين بها، ولم يصبح لديك طفل جديد تحملينه بين ذراعيك. عند تعرضك لهذه الحالة، ستمرين على الأغلب بفترة من الحزن والتشوش والخوف؛ ولن يؤدي فهمك لسبب فقدان الحمل إلى إيقاف الألم (الشدة) العاطفي الذي تتعرضين له، ولكنه قد يساعدك على فهم سبب أنماط معينة من الرعاية ينصح بها مقدم الرعاية الصحية لديك ويزودك بخطوة صغيرة أو يعطيك دفعة باتجاه التعافي.

يمكن أن يأخذ فقدان الحمل أشكالا متعددة تتضمن الإسقاط (الإجهاض العفوي) Miscarriage والحمل الهاجر Ectopic pregnancy والحمل العداري Molar pregnancy وقصور عنق الرحم cervical incompetence وولادة جنين ميت (مليص) Still birth؛ ولكل منها أسباب مختلفة وعلاج مختلف.

الإسقاط (الإجهاض العفوي) Miscarriage

عندما تفقد المرأة الحمل قبل الأسبوع العشرين من الحمل تعرف هذه الحالة بأنها إسقاط (إجهاض عفوي)، ويدعى الحمل الذي يفقد لأسباب طبيعية بالإجهاض العفوي Spontaneous abortion بلغة المصطلحات الطبية.

هنالك نسبة تقدر بنحو 15 إلى 20% من الحمول المعروفة تنتهي بالإسقاط، ولكن ربما تكون النسبة الفعلية للإسقاط أعلى من ذلك، حيث يحدث الكثير من حالات الإسقاط بشكل باكر في أثناء الحمل، وحتى قبل أن تعرف المرأة أن لديها حملا.

تحدث حالات الإسقاط بشكل نموذجي بين الأسبوعين 7 إلى 12 من الحمول المعروفة، وتكون نسبة أكثر من 80% منها قد حدثت عند الأسبوع 12؛ ويمكن أن يحدث الإسقاط في فترة مبكرة من الحمل في فترة تصل حتى عدة أسابيع بعد موت المضغة أو الجنين.

إذا كان لديك حالة إسقاط أو كنت قلقة من أن يكون لديك هذه الحالة، فمن المهم أن تعرفي الأمور التي لا تسبب الإسقاط؛ فباستثناء حالة استعمال العقاقير غير المسموح بها، فإن فعالياتك العادية لا يمكن أن تسبب الإسقاط، ولا يمكن للتمارين أو ممارسة الجنس أو العمل أو حمل أشياء ثقيلة أن تسبب الإسقاط؛ كما لا يمكن للغثيان أو القيء في المرحلة المبكرة من الحمل – حتى ولو كانا شديدين – أن يسببا الإسقاط؛ وأخيرا، ليس هناك دليل على أن السقوط أو التعرض لضربة أو لنوبة رعب فجائية يمكنها أن تتسبب بالإسقاط؛ ومن غير المألوف أن يتأذى الجنين جراء أذية تتعرضين لها ما لم تكن هذه الأذية خطيرة بشكل كاف لتهدد حياتك أنت.

يعتقد بأن نصف حالات فقدان الحمل الباكرة على الأقل سببها شذوذات صبغية في الجنين، ولا تكون هذه المشاكل الصبغية موروثة من والدي الطفل عادة؛ بل هي غالبا نتيجة أخطاء تحدث بالصدفة بينما يكون الجنين ينقسم وينمو؛ ويمثل الإسقاط الناجم عن عيب صبغي حالة لا توجد فيها أية فرصة للجنين بأن يعيش.

يمكن أن تكون الأسباب الأخرى للإسقاط عوامل تتعلَق بصحة الأم أو حالتها الجسمية؛ وتحدث حالات الإسقاط التي تنجم عن هذه الأسباب عادة في مرحلة متأخرة من الحمل، وتترافق هذه المجموعة من الأسباب بموت محصول الحمل عندما يموت الجنين، ويولد ميتا في مرحلة متأخرة من الحمل، وهي تتضمن:

●   ارتفاع ضغط الدم الشديد.

●   الداء السكري غير المضبوط.

●   مشاكل (أو اضطرابات) الجهاز المناعي (أعقار المناعة الذاتية).

●   وجود ميل إلى تشكل خثرات دموية (التأهب للتخثر) Thrombophilia.

●   مشاكل في الرحم أو عنق الرحم (قصور عنق الرحم).

يكون خطر حدوث الإسقاط أعلى عند النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن 35 سنة، وكذلك عند النسوة اللواتي لديهن في سوابقهن ثلاث حالات إسقاط أو أكثر؛ وهناك أيضا عوامل تتعلق بنمط الحياة تزيد هذه الخطورة مثل التدخين والإفراط في تناول الكحول واستعمال العقاقير المحظورة (المخدرات)؛ وبالإضافة إلى ذلك، تشير دراسة حديثة إلى أن النساء الحوامل اللواتي لديهن مستوى منخفض من فيتامين الفولات Folate تحدث لديهن حالات إسقاط مبكرة أكثر من النساء الحوامل اللواتي لديهن قدر كاف من الفولات.

الأعراض والعلامات

النزف المهبلي هو العلامة المنذرة التي تسبق تقريبا جميع حالات فقدان الحمل؛ ومهما يكن من أمر، لا يشير النزف المهبلي دائما إلى الإسقاط، فهناك نسبة تصل إلى 40% من النساء الحوامل يحدث لديهن نزف في وقت ما في أثناء الحمل، وحوالى نصف هؤلاء النساء سوف يحدث لديهن إسقاط.

قد يكون النزف السابق للإسقاط خفيفا أو غزيرا وقد يكون ثابتا (مستمرا) أو متقطعا؛ وقد يتلو النزف حدوث معص أو ألم بطني أو ألم أسفل الظهر؛ فإذا حدث لديك نزف أو ألم في أثناء الحمل، اتصلي بطبيبك فورا.

إذا راجعت عيادة طبيبك عند حدوث نزف، فإنه على الأغلب سيقوم بإجراء فحص حوضي (مهبلي) للتحقق مما إذا كان عنق الرحم لديك قد بدأ بالتوسع؛ ويستعمل حاليا الفحص بفائق الصوت (الإيكو) لتقدير حالة الحمل؛ وتسمى الحالة التي يحدث فيها نزف دون توسع في عنق الرحم بالتهديد بالإجهاض أو الإجهاض المهدد Threatened abortion؛ ويتابع الحمل مسيره في عدد من هذه الحالات حتى ولادة الطفل من دون مشاكل إضافية.

أما إذا كان قد حدث توسع في عنق الرحم لديك، وبرز منه نسيج، عندها لا يمكن إيقاف الإسقاط، وتسمى هذه الحالة بالإجهاض الحتمي Inevitable abortion؛ فإذا شوهدت نسج خارجة من عنق الرحم يتوقع طبيبك أن الإجهاض قد حدث؛ وإذا ما كان هذا النسيج في متناول اليد، قد يفحصه طبيبك ليرى فيما إذا كان محتويا على نسج جنينية أم إذا كان خثرة دموية أو قطعة من المشيمة.

غالبا ما يجرى الفحص بفائق الصوت (الإيكو) لتحديد وجود جنين حي داخل الرحم أيضا، كما يمكن بواسطة هذا الفحص أن يحدد وجود مضغة حية تنمو وفق جدول معين وقياسها متناسب مع الكيس المحي والمحفظة الأمنيوسية؛ أما إذا كان الجنين ميتا، ولكنه لم يطرح خارج جسمك، فتسمى هذه الحالة الإجهاض الفائت Missed abortion، وقد أصبح هذا التشخيص الآن أكثر تواترا بسبب استعمال الإيكو في نزوف المرحلة الباكرة من الحمل.

المعالجة

يمكن أن توصف الراحة في السرير حتى زوال النزف والألم في حالات التهديد بالإجهاض؛ وينصح بالعلاج ضمن المستشفى في حالات نادرة عندما يكون النزف أو الألم شديدا؛ وربما ينصح بعض الأطباء بتجنب التمارين والامتناع عن الجماع؛ ومهما يكن من أمر، فقد بينت الدراسات أن الراحة في السرير أو تجنب الفعاليات العادية أو العنيفة لا تحسن فرصة النساء في الحفاظ على الحمل؛ ولكن رغم ذلك، يعد من الحكمة البقاء قريبا من مصدر جيد للرعاية الصحية حتى يختفي النزف.

في حال توسع عنق الرحم أو مرور بعض الأنسجة، فهذا يعني أن الإسقاط سيحدث قريبا؛ وفي حالات نادرة، يكون النزف غزيرا أو الألم شديدا بحيث نحتاج إلى إنهاء العملية بسرعة، ويجب في هذه الحالة إزالة نسيج المشيمة من الرحم، ولذلك تجرى عملية صغيرة تدعى التوسيع والتجريف D and C.

يجري في التوسيع والتجريف توسيع لعنق الرحم تدريجيا؛ وفي حال الضرورة، يجري نزع الأنسجة بلطف إلى خارج الرحم بواسطة المص أو الشفط Suction؛ ويتطلب الأمر أيضا إجراء عملية D and C بشكل نموذجي بعد الإجهاض الفائت أو الإجهاض الناقص للتأكد من عدم بقاء أنسجة جنينية في الرحم؛ ويمكن استعمال عقاقير لإيقاف النزف بسرعة بعد الإسقاط فورا.

استمري بمراقبة أي نزف مهبلي بعد حدوث فقدان الحمل أو خضوعك لإجراء لاستخراج الأنسجة (أو البقايا) الجنينية؛ واتصلي بطبيبك فورا عند حدوث أي نزف غزير أو حمى (ارتفاع الحرارة) أو نوافض أو ألم شديد، فقد يكون ذلك من علامات العدوى.

في الإجهاض الفائت، وبعد معرفة أن الجنين قد مات أو أنه لم يتشكل ضمن الرحم، قد تواجهين عدة مسارات محتملة للتصرف؛ فقد تتسبب الطبيعة (القدر) أحيانا بالإسقاط بالرغم من أنه يكون مستحيلا أن نعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر؛ ويكون الانتظار حتى يحدث هذا آمنا، ولكنه قد يكون صعبا جدا على المرأة من الناحية النفسية؛ كما يمكن إجراء التوسيع والتجريف في أي وقت، ولكنه يترافق مع بعض الأخطار الصغيرة، ويتطلب الأمر نوعا من التخدير، وهناك دائما بعض الخطورة من حدوث تفاعلات جانبية للعقاقير، كما يحمل تمدد عنق الرحم أيضا – وهو جزء من عملية التوسيع والتجريف – خطرا صغيرا في التسبب بإضعاف عنق الرحم، مما قد يعرض المرأة لإسقاط في المستقبل، ويمكن – في حالات نادرة أن ينثقب جدار الرحم بواسطة إحدى الأدوات المستخدمة مؤديا إلى النزف؛ وهناك خيار آخر، وهو استعمال عقار لتحريض الإسقاط، ولكن إذا لم تعط هذه الطريقة فعالية من الجرعة الأولى، عندها لا بديل عن التوسيع والتجريف لإتمام العملية في كل الأحوال؛ وتنظر كل امرأة إلى الخيارات بطريقة مختلفة، وليس هناك إجماع على أفضلية أي من هذه الإجراءات.

الحمول اللاحقة Future pregnancies

إن معظم النساء اللواتي حدث لديهن إسقاط يحدث لديهن حمل ناجح فيما بعد، وينصح الأطباء النساء عادة بالانتظار لفترة معينة قبل أن يحملن مرة أخرى، وذلك لكي يحدث لديهن تعاف جسماني ونفسي؛ ويمكن أن تتحدثي أو تناقشي طبيبك حول الوقت الأنسب لك لمحاولة الحمل بعد حدوث الإسقاط، فقد يستطيع طبيبك مساعدتك على إيجاد الدعم العاطفي الذي تحتاجينه للتغلب على الخسارة التي تعرضت لها.

الحمل المنتبذ (الهاجر)

الحمل المنتبذ أو البوقي هو الحمل الذي تتوضع أو تعشش فيه البيضة المخصبة في مكان آخر غير جوف الرحم؛ وتحدث أكثر من 95% من الحمول المنتبذة في البوق (نفير فالوب)، ويمكن للحمل المنتبذ أن يحدث في البطن أو المبيض أو عنق الرحم.

وبما أن البوق ضيق جدا بالنسبة لحمل جنين نام، لذا لا يمكن أن تتقدم الحمول المنتبذة بشكل طبيعي؛ وفي نهاية الأمر، تتمدد جدران البوق وتنفجر مسببة نزفا خطيرا ومهددا لحياة المرأة.

تحدث الحمول المنتبذة بنسبة 1 في كل 60 حملا، وهناك ترافق قوي بين شذوذات البوق والحمل المنتبذ؛ وتتضمن العوامل المعروفة بأنها تزيد خطر حدوث الحمل البوقي ما يلي:

●   عدوى أو التهاب في البوق يؤدي إلى انسداده بشكل كامل أو جزئي.

●   جراحة سابقة في منطقة الحوض أو على البوق.

●   حالة تسمى الانتباذ البطاني الرحمي Endometriosis، وفيها يوجد النسيج الذي يبطن الرحم في الحالة الطبيعية خارج الرحم، ويسبب انسداد البوق.

●   شذوذ في شكل البوق.

ويتمثل عامل الخطر الأكبر في الحمل المنتبذ في الداء الحوضي الالتهابي PID، وهو عدوى Infection تصيب الرحم أو البوقين أو المبيضين؛ ويكون خطر حدوث الحمل المنتبذ أعلى أيضا عند النساء اللواتي لديهن أي من الحالات التالية:

●   حمل منتبذ سابق.

●   جراحة على البوق.

●   مشاكل العقم.

●   استعمال عقار لتحريض الإباضة.

الأعراض والعلامات

قد يبدو الحمل المنتبذ في البداية مثل الحمل الطبيعي، فالأعراض والعلامات تكون نفسها في أي حمل، أي دورة فائتة ومضض في الثديين وتعب وغثيان.

وبشكل عام، يكون الألم هو العلامة الأولى للحمل المنتبذ، ولكن يوجد عادة نزف غير طبيعي أيضا، وقد تشعرين بألم حاد يشبه الطعن بأداة حادة في حوضك أو بطنك، وقد تشعرين به حتى في كتفك ورقبتك؛ وقد يكون الألم معاودا يشتد ويغيب أو يتحسن ثم يصبح أسوأ؛ وتتضمن العلامات الأخرى المنذرة بالحمل المنتبذ أعراضا هضمية ودوارا وشعورا بخفة الرأس؛ وإذا شعرت بأي من هذه الأعراض، اتصلي بمقدم الرعاية الصحية مباشرة؛ وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك أسباب أخرى لحدوثها، إلا أن مقدم الرعاية الصحية يفضل أن يستبعد الحمل المنتبذ كسبب لحدوثها.

المعالجة

إذا شك طبيبك بوجود حمل منتبذ، يحتمل أن يجري في البداية فحصا حوضيا ليحدد موقع الألم (أو المضض) أو وجود كتلة في منطقة البوق أو المبيض بجوار الرحم؛ وإذا لم تكن الحالة واضحة أو كنت في حالة إسعافية، يمكن إثبات التشخيص بإجراء فحوص مختبرية وفحص بالأمواج الفائقة الصوت (الإيكو).

والبوقان ضيقان، وهما ليسا مصممين لحمل جنين نام؛ ونتيجة لذلك، لا يمكن للبيضة المخصبة (الملقحة) أن تنمو بشكل طبيعي؛ وتجري عادة إزالتها لمنع تمزق البوق والمضاعفات الأخرى؛ وإذا لم يشخص وجود حمل منتبذ لديك، فإنك تحتاجين إلى أن تتلقي رعاية من طبيب.

وتكون الطريقة الأكثر شيوعا في العلاج هي الجراحة؛ وفي أغلب الحالات، يمكن إزالة الحمل المنتبذ بواسطة طريقة جراحية تسمى بتنظير البطن Laparoscopy، ويجري فيها إجراء شق صغير في أسفل البطن أو قرب السرة؛ بعدها يدخل الجراح أداة رفيعة طويلة إلى منطقة الحوض تسمى المنظار Laparoscope تمكنه من رؤية الحمل المنتبذ وإزالته وإصلاح أو إزالة البوق الذي حدث فيه الحمل المنتبذ.

ويمكن، في بعض الحالات، استعمال عقار عن طريق الفم يسمى الميثوتركسات Methotrexate لمعالجة الحمل المنتبذ الباكر؛ ويجب الالتزام الصارم بدلائل إرشادية دقيقة Strict guidelines عند معالجة الحمل المنتبذ بالميتوتركسات؛ فعلى سبيل المثال، يجب على الطبيب أخذ مستوى الهرمونات الحملية وحجم الحمل المنتبذ بعين الاعتبار كما يحدده الفحص بالإيكو.

ومن المحتمل، بعد المعالجة، أن يعيد طبيبك فحص مستوى هرمون الحمل الذي يعرف بموجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية Human chorionic gonadotropin (HCG) حتى يصل مستواه إلى الصفر؛ فإذا بقي مستواه عاليا، فهذا يشير إلى عدم إزالة أنسجة الحمل المنتبذ بشكل كامل، وتحتاجين في هذه الحالة إلى علاج إضافي، جراحي أو دوائي بالميثوتركسات.

وفي حالات نادرة، قد ينصح طبيبك بألا تتلقي أية معالجة، ما عدا المراقبة، ليرى ما إذا كان الحمل المنتبذ سينتهي من تلقاء نفسه بحدوث إجهاض عفوي قبل أن يحدث أية أذية أو ضرر في البوق.

الحمول اللاحقة Future pregnancies

إذا حدث لديك حمل منتبذ لمرة واحدة، فإنك ستكونين أكثر قابلية لحدوث حمل منتبذ مرة أخرى؛ فالنساء الحوامل اللواتي حدث لديهن حمل منتبذ لمرة واحدة، تكون نسبة 10% من الحمول اللاحقة عندهن منتبذة؛ وإذا كان لديك سوابق حمل منتبذ لمرتين سابقتين؛ فإن فرصة حدوث حمل طبيعي لديك تكون أقل من 50%.

رغم أن فرص حدوث حمل ناجح لديك تكون أقل إذا كان لديك حمل منتبذ في السابق، تبقى هناك فرص جيدة لحدوثه إذا كان أحد البوقين سالما؛ وحتى لو جرى استئصال أحد البوقين، فإنَه يمكن تخصيب البويضة في البوق الآخر؛ وإذا حصل لديك حمل منتبذ مرة واحدة أو أكثر من مرة، وتسبب في أذية كلا البوقين، يمكن أن يكون الإخصاب في المختبر (طفل الأنبوب) In vitro fertilization خيارا مناسبا لك.

ويعد الإخصاب في المختبر (طفل الأنبوب) شكلا شائع الاستعمال لطريقة المساعدة على الإنجاب، وهو يقوم على أخذ بويضات ناضجة من المرأة وتخصيبها بالنطاف في طبق بتري Petri dish ضمن المختبر، ثم غرس البويضات المخصبة في رحمها بعد يومين.

إذا حصل لديك حمل منتبذ في السابق، عليك قبل أن تحاولي الحمل مرة أخرى أن تتحدثي أو تناقشي طبيبك بالأمر، بحيث يمكنكما معا وضع خطة للرعاية في أثناء الحمل.

الحمل العنقودي (الرحوي) Molar pregnancy

يحدث الحمل الرحوي عندما لا تتخلق النتوءات الدقيقة الإصبعية الشكل التي تصل المشيمة بالبطانة الرحمية (وتسمى الزغابات المشيمائية chorionic villi) بشكل مناسب، وتكون النتيجة تشكل كتلة غير طبيعية – بدلا من الجنين – داخل الرحم بعد الإخصاب، وهذه الكتلة هي ورم على حساب نسيج المشيمة ينشأ نتيجة وجود صبغيات شاذة في البويضة المخصبة؛ ويعد الحمل الرحوي نادرا نسبيا، وهو يحدث مرة في كل 1000 إلى 1200 حالة حمل في الولايات المتحدة.

الأعراض والعلامات

العلامة الرئيسية للحمل الرحوي هي النزف في الأسبوع 12 من الحمل، وغالبا ما يكون الرحم أكبر بكثير مما هو متوقع بالنسبة لطول فترة الحمل (عمر الحمل)؛ ومن الشائع حدوث الغثيان الشديد والمشاكل الأخرى المرافقة للحمل؛ وإذا كنت تعتقدين أو تشكين بأن لديك أعراضا وعلامات للحمل الرحوي، اتصلي بطبيبك فورا؛ ويشخص الحمل الرحوي بواسطة الأمواج الفائقة الصوت (الإيكو) التي لها مستوى عال من المصداقية.

المعالجة

يزال الحمل الرحوي من الرحم بواسطة التجريف بالامتصاص (الكشط المصي) Suction curettage، ويكون هذا الإجراء بإعطاء مخدر، ثم إجراء توسيع لعنق الرحم، ثم إزالة محتويات الرحم بلطف بواسطة المص أو الشفط Suction.

عندما تجري إزالة أنسجة الحمل الرحوي، قد يطلب طبيبك مراقبة مستوى هرمون الحمل (HCG) عندك لفترة طويلة، حيث أنه في بعض الأحيان يتخذ هذا الورم صفات الخباثة؛ ويتميز الشكل الغازي من المرض باستمرار ارتفاع مستوى هرمون HCG أو زيادته بعد إزالة الورم؛ لهذا السبب، سوف يطلب طبيبك قياس مستوى HCG في فترات منتظمة؛ وإذا أصبحت الخلايا غير الطبيعية خبيثة بعد الحمل الرحوي، فإنك ستحتاجين إلى علاج كيمائي، وهو يعد أحد قصص النجاح الكبير في طب الأورام، حيث تشفى هذه الأورام الخبيثة عادة بتطبيق العلاج الكيمائي المناسب.

الحمول اللاحقة

تنصح النساء اللواتي حدث لديهن حمل رحوي بعدم الحمل ثانية قبل مرور عام على الأقل؛ وبعد حصول حمل رحوي عندك، يكون لديك خطر أكبر لحدوثه مرة ثانية، ولكن قد تكون الحمول التالية في المستقبل طبيعية.

قصور عنق الرحم Cervical incompetence

قصور عنق الرحم هو الاسم أو المصطلح الطبي للحالة التي يبدأ فيها عنق الرحم بالتلين والانفتاح قبل تمام الحمل، حيث تحدث هذه العملية نتيجة عدم قدرة النسج الضامة لعنق الرحم على تحمل الضغط الناجم عن الجنين المتنامي، بينما تحدث في الحمل الطبيعي استجابة للتقلصات الرحمية.

قصور عنق الرحم نادر نسبيا، فهو يحدث في 1 – 2% من الحمول فقط؛ ومهما يكن من أمر، يعتقد أنه سبب في حدوث حالة من أصل أربعة حالات فقدان حمل في الثلث الثاني من الحمل؛ وتكونين أكثر قابلية لحدوث قصور عنق الرحم إذا كان لديك عملية سابقة مجراة على عنق الرحم، أو إذا كان لديك تأذ في عنق الرحم ناتج عن تعسر ولادة سابقة، أو إذا كان هناك شذوذ في شكل عنق الرحم خلقي المنشأ. كما يكون هناك خطر أعلى إذا كنت تحملين أكثر من جنين، أو إذا كان لديك زيادة في كمية السائل الأمنيوسي في حملك الحالي.

الأعراض والعلامات

يحدث قصور عنق الرحم دون ألم، ولكنه يسبب العديد من علامات الإسقاط والولادة الباكرة وأعراضهما؛ وهي تتضمن النزف والنجيج (الضائعات المهبلية) المدمى أو السميك الشبيه بالمخاط والشعور بالضغط والثقل في أسفل البطن.

المعالجة

إذا حصلت لديك أي من الأعراض أو العلامات المذكورة أعلاه في الثلث الثاني من الحمل، اتصلي بطبيبك فورا؛ فإذا ظهر لديك قصور عنق الرحم، وجرى تشخيصه باكرا، ربما يستطيع طبيبك أن يقوم بخياطة عنق الرحم وإغلاقه، الأمر الذي يمكنه أن ينقذ الحمل، ويسمى هذا الإجراء التطويق cerclage, ويكون أنجح ما يمكن إذا كان إجراؤه قبل الأسبوع 20 من الحمل.

الحمول اللاحقة

إذا حدث لديك فقدان حمل سابق بسبب قصور عنق الرحم، ربما يكون عليك إجراء عملية تطويق في مرحلة مبكرة من الحمول اللاحقة (في الأسابيع 12 إلى 14 من الحمل)، حيث يكون في الفترة التي حدث فيها ترسخ أو تثبت الحمل، وقبل أن يبدأ وزنه بالتأثير في العنق.

فقدان الحمل المتكرر (الناكس أو المعاود)

فقدان الحمل المعاود أو الراجع هو فقد ثلاثة حمول أو أكثر في الثلث الأول أو في مرحلة مبكرة جدا من الثلث الثاني؛ وهناك نسبة تصل حتى زوج من أصل عشرين من الأزواج تتعرض لفقدان الحمل مرتين، ونسبة تصل إلى زوج من أصل 100 يتعرض لفقدان الحمل ثلاث مرات أو أكثر؛ ويكون فقدان الحمل بعد الأسابيع الأولى من الثلث الثاني أقل شيوعا بكثير.

ويمكن تحديد سبب معين للإسقاط ومعالجته في ظروف نادرة يكون قد حدث فيها أكثر من إسقاطين؛ وتتضمن الأسباب المحتملة:

· التبدلات الصبغية. يكون لدى أحد الوالدين تبدل في تركيب أحد الصبغيات ينجم عنه تغيرات في الجنين تؤدي إلى الإسقاط؛ ويمكن تحديد هذه المشكلة عن طريق إجراء يعرف بالـتبرع بالنطاف donor sperm أو التبرع بالبويضات donor egg.

· مشاكل الرحم أو عنق الرحم. إذا كان شكل الرحم غير طبيعي عند المرأة أو لديها ضعف في عنق الرحم، فإن هذا قد يؤدي إلى الإسقاط؛ ويمكن إصلاح بعض هذه العيوب في الرحم أو عنق الرحم بواسطة الجراحة.

· اضطرابات تخثر الدم. تكون لدى بعض النساء قابلية أكبر لتشكيل خثرات دموية, مما يؤدي إلى سوء عمل المشيمة والإسقاط، ويمكن إجراء اختبار لتحديد فيما إذا كانت المرأة تحمل مضادات للكارديوليبين anticardiolipin antibodies أو مضادات للشحميات الفسفورية antiphospholipid antibodies أو العامل الخامس ليلين factor V leiden، حيث أن كلا منها يمكن أن يسبب الإسقاط عبر زيادة تخثر الدم؛ وتستعمل مجموعة متنوعة من المقاربات لمعاكسة التخثر في هذه الحالة بهدف إنقاص خطر حدوث الإسقاط.

لقد اقترحت مجموعة واسعة من العوامل كأسباب للإسقاط المعاود، وتتضمن الأسباب المحتملة نقص البروجستيرون في المرحلة الباكرة من الحمل ومشاكل أو اضطرابات انغراس (أو تعشيش) المشيمة وحتى مجموعة متنوعة من حالات العدوى؛ ومهما يكن من أمر، فليس هناك دليل قوي على أن معالجة هذه المشاكل تؤثر في حصيلة الحمول اللاحقة.

لا يمكن إيجاد سبب لفقدان الحمل في نصف الحالات على الأقل؛ ولكن حتى في هذه الحالات يكون هناك أمل؛ فاستنادا إلى الكلية الأمريكية للمولدين والنسائيين، يمكن أن يصل 60% من الأزواج الذين يحدث لديهم فقدان حمل معاود غير معروف السبب ولا يتلقون معالجة طبية إلى الحصول على حمل ناجح.

التغلب على فقدان الجنين أو التكيف معه

يموت الجنين، في حالات نادرة، خلال الفترة المتأخرة من الحمل, وهذا ما يسمى موت الجنين داخل الرحم، وتكون النتيجة ولادة جنين ميت.

وعندما يموت الجنين (الطفل)، تكون الخسارة كبيرة والحزن شديدا، ومن الصعب التغلب عليه؛ فالطفل الذي حملتيه لعدة أشهر, وحلمت به وخططت لوصوله، ذهب فجأة، وقد لا يكون هناك ألم أشد من الذي تشعرين به في هذه الحالة.

فقد تشعرين أن عالمك قد تحطم, وربما لا يمكنك مجرد التفكير بأن الحياة ستستمر بشكل طبيعي؛ ويمكنك القيام ببعض الأشياء لتسهل عليك تحمل الأيام المقبلة وتخفف من ألمك.

قولي وداعا لطفلك

الحزن مرحلة أساسية لتقبل الأمر والتعافي من خسارتك، ولكن قد لا يكون ممكنا بالنسبة لك أن تحزني على طفل لم تريه قط أو تحمليه أو تسميه؛ فقد يكون أسهل عليك أن تتعاملي مع موت أحد إذا كان وجوده حقيقيا بالنسبة لك؛ ويمكن أن تشعري بحال أفضل إذا قمت بترتيب جنازة أو دفن للطفل.

احتفظي بتذكار للطفل

يعتقد الخبراء أن الاحتفاظ بصورة أو تذكار من أحد ما قد توفي يمكن أن يسهل الأمر، بحيث يكون لديك تذكار ملموس للشخص المتوفى لكي يبقى في ذهنك في الوقت الحاضر والمستقبل. اطلبي من أفراد عائلتك أو أصدقائك ألا يقوم أحد منهم بإزالة حاجات الطفل إذا كنت تريدين أو تحتاجين إلى المزيد من الوقت للتعامل مع خسارتك.

احزني

ابكي كما تشائين، وتحدثي عما تشعرين به، واسمحي لنفسك أن تختبري هذه المشاعر بشكل كامل، حيث أنه من الأفضل عدم تجنب المرور بفترة الحداد والحزن.

ابحثي عن الدعم

اعتمدي على زوجك وأفراد عائلتك وأصدقائك لكي يدعموك؛ فبالرغم من أنه لا يمكن إبعاد شعور الألم لديك؛ إلا أنه يمكنك اكتساب القوة والسند من الآخرين الذين يحبونك ويساندونك؛ وبعد تعرضك لخسارة الطفل، قد تستفيدين من استشارة اختصاصيين أو الانضمام إلى مجموعة من الأشخاص الذين تعرضوا للتجربة نفسها.

يغلب أن تتساءلي أنت وزوجك لماذا كان عليكما أن تمرا بتجربة الخسارة هذه؛ ولكن، لن تجدا أبدا جوابا مرضيا لهذا السؤال الفلسفي؛ ولكن قد يساعدكما في أن تتعلما أو تكتشفا الأسباب الجسمانية التي سببت موت الجنين أو الوليد، وبذلك يمكنكما فهم الأمور نوعا ما؛ وقد ترغبان بمناقشة نتائج تشريح الجثة مع طبيبك بعد مرور فترة الصدمة الأولية؛ ويمكن أن تساعدك معرفة سبب الوفاة أو التفاصيل المكتشفة حول الحالة على تقبل الخسارة بشكل أفضل.