التصنيفات
صحة المرأة

علاج ضعف الخصوبة الناتج عن انقطاع التبويض

يعالج ضعف الخصوبة الناجم عن انقطاع التبويض بواسطة الادوية المركبة من الهورمونات الانثوية. وهدف العلاج، بشكل اساسي، حث المبيض على انتاج و افراز بويضات صالحة للتلقيح، أما نوع العلاج فيختلف باختلاف الامراض المسببة لانقطاع التبويض.

فإذا كان انقطاع الاباضة ناجما عن نضوج و نمو غير كافيين في الرحم و الانابيب لأسباب تكوينية و خلقية، تعطى المرأة كميات وافرة من هورمون الاستروجين مدة عدة اشهر و اكثر.

في حالة عدم الكفاية في افراز المبيض، بسبب العجز على أثر التهابات او صدمات نفسية و كبت شديد، يكون العلاج بواسطة هورمونات “الاستروجين” و “البروجيسترون” بالتناوب من اجل تحقيق “دورة شهرية اصطناعية” لمساعدة المبيض على الخلاص من عجزه.

اما اذا كان نمو الاعضاء التناسلية طبيعيا، و كذلك حجم الرحم، و دلت الفحوص الهرمونية على ان ضعف الخصوبة عند المرأة ليس ناشئا عن برودة جنسية و نقص في النضوج ، بل عن كسل في إفراز الغدد، و من بينها المبيض، فتستخدم، في هذه الحالة، مواد هورمونية يكون تأثيرها غير مباشر على المبيض من أجل إعادة التوازن الهورموني الى طبيعته، و حث المبيض على إفراز البويضات الصالحة، و هذا امر معقد للغاية.

وقد كانت هذه المهمة، في الماضي القريب، شبه مستحيلة، و لكن بأمكاننا القول بأن النساء اللواتي يعانين من ضعف الخصوبة بسبب ضعف الاباضة او انعدامها، بأنه اصبح في متناولنا اليوم ادوية هورمونية حديثة و فعالة جدا بأمكانها حث المبيض على انتاج بويضات صالحة للتلقيح. و باستطاعتنا القول إن نسبة نجاح هذه المعالجة اكثر من 70% ، الا ان ما قد ينتج في بعض الاحيان هو حصول حمل توأمي او ثلاثي او رباعي.. كما اان هناك إمكانية تكوّن كيس مبيضي اذا لم تراع بدقة جرعات الدواء.

من بين الادوية المشار اليها يمكننا تسمية المستحضرات الثلاثة التالية:

1. كلوميد (Clomiphene – Clomid): يستخدم من اجل انضاج البويضات و اطلاقها. وقد اعطى هذا الدواء نتائج عجيبة فعلا، و شفى آلاف النساء من العقم المحتم. و من الجدير بالذكر ان هذا الدواء لا يشوّه الاجنة و لا يؤثر على تكوّن الاطفال في المستقبل، كما انه لا يؤثر على صحة المرأة الحامل نفسها. ويعطى الكلوميد عادة لمدة خمسة ايام بعد الانتهاء من الطمث على ان يعاد وصفه من جديد طوال ثلاثة دورات شهرية.

2. الهوميغون او البرغونال (H.M.G)) Humegon or Pergonal): مادة هورمونية فعالة جدا، تحقن بالعضل و تؤثر مباشرة على نشاط المبيض، و تحرّض الاباضة خلال 36ساعة من تاريخ حقنها، و هي تستخرج من بول النساء اللواتي توقف حيضهن نهائيا بعد منتصف العجز في سن العطاء. وقد حقق هذا الدواء نتائج ايجابية في تحقيق الحمل في 50-70% من الحالات.

3. البريغنيل او البروفازي – (H.C.G) (Pregnyl or Profasi): مادة هورمونية فعالة تستخرج من جسم المشيمة (الخلاص) التي يتغذى بواسطتها الجنين و تنزل بعد ولادته، و تساعد على تغذية البويضة ومساندتها بعد انطلاقها من المبيض. تحقن في العضل في النصف الثاني من الدورة الشهرية بجرعات مختلفة يقدرها الطبيب حسب كل حالة. و يعطى هذا المركب الهرموني عادة مع دواء الكلوميفين – او الكلومين – في النصف الثاني من الدورة.

و لعل احدى احدث معجزات الطب و اختراعاته اكتشاف مادة هرمونية أطلق عليها اسم مختصر (GNRH) توضع في جهاز صغير للضخ يلصق بجسم المريضة، يضخ كل 90 دقيقة، كمية ضئيلة من هذه المادة في الدم من شأنها حث المبيض على انتاج البويضات. ويعتقد، بنتيجة الابحاث، ان هذا المركب الجديد سوف يحل، في المستقبل، محل الهورمونات النخامية و ” الكلوميد ” بشكل واسع.