التصنيفات
الباطنية

علاج الغدة الدرقية بواسطة تناول الدهون المناسبة

الدهون عنصر ضروري من عناصر النظام الغذائي الصحي، ولكن من الضروري أيضًا أن تعرف الدهون التي يجب أن تأكلها، والدهون التي يجب عليك تجنبها.

وتقوم الدهون بعدة وظائف مهمة في جسمك، ومنها العمل كعازل، وتعزيز امتصاص بعض الفيتامينات، وتعزيز سلامة وظائف جهاز المناعة، وتعزيز إنتاج الهرمونات، كما أن الدهون هي المكون الأساسي للأغشية الخلوية التي تحيط بكل خلية في جسمك.

الأغشية الخلوية السليمة

الأغشية الخلوية السليمة لها أهمية كبيرة في حالة إذا ما كنت تريد سلامة وظائف الغدة الدرقية؛ وهذا لأن هرموني تي٣، وتي٤ يحتاجان إلى دخول الخلايا حتى يحققا أثرهما، وتوجد مستقبلات أغلب الهرمونات في الجسم على أسطح الخلايا، إلا أن كلًّا من هرموني تي٤، وتي٣ يحتاجان إلى الدخول داخل الخلايا، وهذا يعني أنهما يجب أن يمرا من خلال الأغشية الخلوية، وبمجرد تحول هرمون تي٤ إلى تي٣، يتفاعل مع الميتوكندريا داخل الخلايا، ومع الحمض النووي.

وإذا كانت الأغشية الخلوية لديك غير سليمة، فإن هذا يُعد عاملًا آخر يعوق محاولة إحداث التوازن في هرمونات الغدة الدرقية. وربما تكون مستويات هرمونات الغدة الدرقية لديك طبيعية، ولكنك لاتزال تشعر بأنك لست على ما يرام؛ وذلك بسبب أن الهرمونات لا تستطيع إنجاز وظائفها على أكمل وجه، فإذا عجزت الهرمونات عن الدخول داخل الخلايا، فهذا يعني أنها لن تستطيع القيام بوظيفتها.

ومن الممكن للعوامل التالية أن تسبب الاختلالات في الأغشية الخلوية:

• تناول الأحماض الدهنية المتحولة الموجودة في الزيوت النباتية المهدرجة جزئيًّا.

• تناول دهون الأوميجا ٦ التي تعرضت للتأكسد، أو التي أصبحت زنخة، التي توجد في الأطعمة المقلية في الزيوت النباتية المتعددة غير المشبعة.

• الحميات الغذائية قليلة الدهون.

• المواد السامة القابلة للذوبان في الدهون، مثل البلاستيك، وبي سي بي (مركبات ثنائي الفينيل المتعدد للكلور).

• نقص مضادات الأكسدة في نظامك الغذائي، الأمر الذي يتيح للجذور الحرة أن تلحق الضرر بالدهون الموجودة في الأغشية الخلوية.

والمحدد الأكبر لسلامة الأغشية الخلوية الخاصة بك، هو نوع الدهون التي تأكلها كل يوم.

الدهون غير الصحية

يتناول معظم الأشخاص في العالم هذه الأيام أنواعًا غير صحية من الدهون، أو الدهون المصنعة، أو التالفة. وكل من دهون الأوميجا ٣، والأوميجا ٦ ضرورية للحياة السليمة، إلا أن المشكلة هي أن الناس يتناولون الآن الكثير جدًّا من دهون الأوميجا ٦، بكميات أكبر من التي حصل عليها البشر من قبل على مر التاريخ. حيث اعتاد أسلافنا القدماء تناول دهون الأوميجا ٣ والأوميجا ٦ بمعدل ١:١، أو ٤:١، بينما المعدلات في الأنظمة الغذائية الحديثة هي ٢٠:١، و٥٠:١. ويعزز الإسراف في تناول الأوميجا ٦ الإصابة بالأمراض الالتهابية، مثل الربو، والتهاب المفاصل، وقد أظهرت الدراسات أن الإفراط في تناول هذه الدهون يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. والالتهاب الزائد هو السمة الأساسية لكل أمراض المناعة الذاتية، بما فيها أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية.

ومن الممكن أن يعزز نقص دهون الأوميجا ٣ الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والاكتئاب، وانخفاض مستوى الذكاء، واختلال قدرة الإبصار. وتفتقر الحميات الغذائية الحديثة إلى دهون الأوميجا ٣؛ لأن العديد من الأشخاص لا يأكلون الأسماك بشكل منتظم، وهي المصدر الأساسي لهذا النوع من الدهون، وتفقد الأسماك المقلية أو المدخنة العديد من فوائد الأوميجا ٣ التي كانت تحتوي عليها. كما أن أغلب الأسماك التي نأكلها هي من أسماك المزارع، وهذا النوع من الأسماك لم يتغذ بشكل طبيعي، ومن ثم يحتوي لحمه على نسبة ضئيلة جدًّا من دهون الأوميجا ٣. ويحتوي كذلك اللحم، والدجاج، والبيض على نسبة عالية من دهون الأوميجا ٦ أكثر من ذي قبل؛ لأن الحيوانات تتغذى بشكل أساسي على الحبوب بدلًا من أعشاب المراعي.

الدهون التي يجب تجنبها

يجب أن تتجنب الدهون الآتية:

• السمن النباتي

• الأحماض الدهنية المتحولة. في بعض الأحيان تكتب هذه المعلومة على لاصق المعلومات الغذائية. وتوجد عادة الأحماض الدهنية المتحولة في الزيوت النباتية المهدرجة جزئيًّا

• الزيوت النباتية الموجودة في الأطعمة المصنعة، مثل الرقائق والبسكويت والمعجنات والكعك

• الأطعمة المقلية، خاصة الوجبات السريعة

• اللحوم المصنعة، مثل السلامي وما يشبهه من اللحوم المصنعة، وعادةً تكون الدهون في هذه الأطعمة متأكسدة

الدهون التي يجب أن تدرجها في النظام الغذائي الخاص بك من أجل سلامة الغدة الدرقية:

يجب أن تكون كل الدهون التي تأكلها في حالة طبيعية، بمعنى أن تكون غير مصنعة، أو مسخنة، أو محسنة. والأفوكادو، والمكسرات، والبذور، والأسماك كلها مصادر أساسية وطبيعية للدهون، وإذا كنت تستخدم زيوتًا نباتية، فيجب أن تكون معصورة على البارد أو بكرًا. وفيما يلي المصادر الصحية للدهون لتدرجها في النظام الغذائي الخاص بك:

• الأسماك الزيتية، مثل السردين والسلمون والمكريل والرنجة والأنشوجة، والسمك المعلب لا بأس به أيضًا. وتأكد من أن الأسماك التي تأكلها جاءت من مصادر مائية مفتوحة وليست من مزارع الأسماك.

• المكسرات النيئة والبذور. يجب ألا تُحمص أو يُضاف الملح إليها. ومن أمثلتها الجوز، والجوز الأمريكي، واللوز، ومكسرات الماكاديميا، والجوز البرازيلي، والبندق، والصنوبر والكاجو.

• زيت جوز الهند العضوي البكر. وهو زيت يمكن أن يستخدم في جوانب متعددة، فيمكن استخدامه في الطهي، وكتوابل للسلطة، وكدهان بدلًا من السمن. وله العديد من الفوائد بالنسبة للغدة الدرقية. ويتميز زيت جوز الهند نيوليف البكر الممتاز بأنه ١٠٠٪ عضوي، وسعره مناسب.

• زيت الزيتون البكر الممتاز المعصور على البارد.

• زيت بذر الكتان المعصور على البارد.

• منتجات الألبان، أو لحوم وبيض دواجن وحيوانات المراعي أو العضوية. وتحتوي هذه الأطعمة على بعض الدهون المشبعة والكوليسترول اللذين يحتاج إليهما الجسم بكميات صغيرة من أجل التمتع بأغشية خلوية سليمة. ويجب ألا يتم استخدام منتجات الألبان في أثناء تطهير الأمعاء والكبد.