التصنيفات
تطوير الذات

سيكولوجية إدارة الوقت | المعوقات، تحقيق ذروة الأداء، ممارسات قوة الوقت

حدودك هى ما يصل إليه عقلك، وطالما كان العقل يستطيع أن يتصور حقيقة أن بإمكانك فعل أى شىء، فإنك تستطيع فعله – طالما كنت تؤمن بهذا بنسبة 100 %.

يقول قانون التطابق إن حياتك الخارجية تميل لأن تكون صورة طبق الأصل لحياتك الداخلية. فأينما نظرت وجدت نفسك، وأينما نظرت رأيت انعكاسًا لنفسك. وأنت لا ترى العالم كما هو، ولكن كما تكون أنت – داخليًّا. وإذا كنت ترغب في تغيير ما يجرى في العالم من حولك – علاقاتك، ونتائجك، ومكافآتك – فيجب أن تغير ما يجرى في العالم بداخلك. ولحسن الحظ، فهذا هو الجزء الوحيد من حياتك الذي لديك سيطرة كاملة عليه.

المعوقات الذهنية الثلاثة للوصول إلى قوة الوقت

إذا كان الجميع يتفق على أن الإدارة الرائعة للوقت هى مهارة مرغوب فيها، فلماذا يوصف عدد قليل جدًّا من الناس بأنهم “منظمون، وفعالون، وأكفاء”؟ لقد وجدت على مر السنين أن الكثير من الناس لديهم أفكار حول إدارة الوقت وهى ببساطة أفكار ليست صحيحة. ولكن إذا كنت تعتقد أن هناك شيئًا صحيحًا، فإنه يصبح صحيحًا بالنسبة لك. فإن معتقداتك تسبب لك أن ترى نفسك والعالم وعلاقتك بإدارة الوقت بطريقة معينة. وإذا كان لديك أى معتقدات سلبية في أى مجال، فسوف تؤثر هذه المعتقدات على تفكيرك وتصرفاتك، وستصبح في نهاية المطاف واقعك؛ فإنك لا تمثل ما تعتقده، ولكن ما تعتقده هو الذي يمثلك.

العائق 1:القلق بشأن تقليل طبيعيتك وعفويتك

الخرافة الأولى – أو المعتقد السلبى – بشأن إدارة الوقت هى أنك إذا كنت جيد التنظيم، فإنك ستصبح باردًا، وحذرًا، وغير عاطفى. ويشعر بعض الأشخاص أنهم سيخسرون عفويتهم وحريتهم إذا أصبحوا فعالين وأكفاء للغاية.
فسوف يصبحون غير قادرين على “السير مع التيار” للتعبير عن أنفسهم بصراحة وصدق. ويعتقد الناس أن إدارتك الجيدة لوقتك تجعلك متشددًا ومتعنتًا للغاية.

وقد ثبت خطأ هذا الأمر تمامًا. فالكثير من الناس يختبئون وراء هذه الفكرة الخاطئة ويستخدمونها ذريعة لعدم ضبط أنفسهم بالطريقة التي يعرفون أنهم ينبغى أن يكونوا عليها. والحقيقة هى أن الأشخاص غير المنظمين ليسوا عفويين، بل إنهم فقط مرتبكون، وفى الغالب مهتاجون. وهم غالبًا ما يعانون من قدر كبير من التوتر. وقد اتضح أنك كلما كنت أفضل تنظيمًا، توفر لديك المزيد من الوقت والفرص لتسترخى حقًّا، وتتصرف بعفوية حقًّا، وتسعد حقًّا؛ فلديك قدر أكبر بكثير من السيطرة الداخلية.

ويكمن السر في هيكلة وتنظيم كل شىء لديك قدر الإمكان: التفكير مستقبليًّا، والتخطيط لحالات الطوارئ، والاستعداد بدقة، والتركيز على نتائج محددة. وعندئذ فقط يمكنك أن تسترخى تمامًا، وتتصرف بعفوية تامة عندما يتغير الموقف. وكلما كنت أفضل تنظيمًا في العوامل التي تحت سيطرتك، زادت الحرية والمرونة التي لديك لإحداث تغييرات سريعة كلما كانت ضرورية.

العائق 2 : البرمجة العقلية السلبية

العائق العقلى الثانى لاكتساب وإدارة مهارات الوقت الممتازة هى البرمجة السلبية، التي غالبًا ما تكتسبها من والديك، ولكن يمكن أن تكتسبها أيضًا من الأشخاص الآخرين المؤثرين عليك أثناء نموك. فلو أخبرك والداك أو غيرهما بأنك كنت شخصًا فوضويًّا، أو أنك كنت تتأخر دائمًا، أو أنك لم تنجز أى شىء أبدًا حتى تمامه من قبل، فهناك احتمالات بأنك كشخص بالغ، ربما لا تزال تعمل دون وعى على طاعة هذه الأوامر السابقة.

والعذر الأكثر شيوعًا لهذا النوع من السلوك هو: “هذه فقط طريقتى التي أتصرف بها”، أو “لقد كنت دائمًا أتصرف بهذه الطريقة”. والحقيقة هى أنه لا أحد يولد فوضويًّا أو غير منظم، أو دقيقًا أو كفئًا. فمهارات إدارة الوقت ومهارات الكفاءة الشخصية هى قواعد سلوكية نتعلمها ونطورها بالممارسة والتكرار. فلو كنا قد اكتسبنا العادات السيئة في إدارة الوقت، فمن الممكن أن نتخلى عن تعلمها. ويمكننا أن نستبدلها بعادات جيدة بمرور الوقت.

العائق 3: المعتقدات المقيدة للذات

العائق العقلى الثالث لاكتساب المهارات الجيدة في إدارة الوقت هو الصورة الذهنية السلبية للذات، أو ما يسمى بـ “المعتقدات المقيدة للذات”. كثير من الناس يعتقدون أنهم لا يملكون القدرة على أن يصبحوا جيدين في إدارة الوقت؛ لأنهم غالبًا ما يعتقدون أن هذا الأمر يشكل جزءًا فطريًّا من خلفيتهم أو تراثهم. ولكن لا يوجد جين أو كروموسوم لسوء إدارة الوقت أو الإدارة الجيدة للوقت، وهذا كل ما في الأمر. فما من أحد يولد ولديه عيب وراثى في تنظيم الشخصية، بل إن سلوكياتك الشخصية تقع تحت سيطرتك إلى حد كبير.

وإليك مثالاً يثبت أن معظم ما تفعله يتحدد من خلال مستوى حافزك ورغبتك في هذا المجال: تخيل أن شخصًا ما كان سيمنحك مليون دولار لإدارة وقتك بطريقة رائعة طوال الأيام الثلاثين المقبلة. وتخيل أن أحد خبراء الكفاءة سوف يتتبعك أينما ذهبت ومعه جهاز تسجيل وكاميرا فيديو لمدة شهر. فبعد الثلاثين يومًا، إذا استخدمت وقتك بكفاءة وبشكل جيد، وعملت على أهم أولوياتك طوال اليوم – وكل يوم – سوف تتلقى جائزة المليون دولار. فما مدى الكفاءة التي ستكون عليها على مدى الثلاثين يومًا المقبلة؟

الحقيقة هى أنك – في ظل وجود ما يكفى من الدوافع (المليون دولار!) – فإنك ستكون أحد أكثر الناس كفاءة وفعالية، وتركيزًا في العالم. والخبر السارُّ هو أنه بعد شهر كامل من ممارسة أفضل مهارات إدارة الوقت التي تعرفها، فإنك ستكون قد اكتسبت عادات الإنتاجية العالية والأداء الهائل، واللذين سوف يستمران معك لبقية حياتك.

أنت حر في اختيارك

إن سلوكيات إدارة الوقت هى في الغالب مسألة اختيار. فإنك تختار إما أن تكون كفئًا أو تكون غير منظم، وتختار إما أن تركز على المهام الأعلى قيمة بالنسبة لك أو تختار قضاء بعض الوقت الخاص بك في الأنشطة التي تسهم بقيمة قليلة في حياتك – ولك حرية الاختيار دائمًا.

ونقطة الانطلاق للتغلب على البرمجة العقلية المسبقة الخاصة بك وإزالة العوائق العقلية لإدارة الوقت هى أن تتخذ قرارًا واضحًا لا لبس فيه بأن تصبح متفوقًا تمامًا في طريقة استخدامك لوقتك – دقيقة بدقيقة وساعة بساعة. يجب أن تقرر، هنا والآن، بأنك ستصبح خبيرًا في إدارة الوقت، وينبغى أن يكون هدفك هو إدارة وقتك بشكل جيد بحيث يتطلع الناس إليك ويتخذونك قدوة لعادات العمل لديهم.

برمج نفسك على الفعالية والكفاءة

هناك العديد من التقنيات العقلية التي يمكنك استخدامها لبرمجة نفسك على أعلى مستويات الأداء.

استخدم حديث الذات الإيجابى

أول هذه الأساليب لبرمجة عقلك الباطن هو حديث الذات الإيجابى، أو استخدام التوكيدات الإيجابية. وهذه هى الأوامر التي تمر من عقلك الواعى إلى عقلك الباطن. والتوكيدات هى جمل إما تنطقها بصوت عال أو تقولها لنفسك بعاطفة وحماس يدفعان الكلمات إلى العقل الباطن كتعليمات تشغيل جديدة. وإليك بعض الأمثلة للأوامر الإيجابية التي يمكنك استخدامها لتحسين مهاراتك في إدارة وقتك:

ابدأ بأن تكرر لنفسك مرارًا وتكرارًا: “أنا ممتاز في إدارة الوقت! أنا ممتاز في إدارة الوقت!” فأى أمر يتم تكراره مرارًا وتكرارًا بروح من اليقين والإيمان والقبول، يكون مقبولًا في نهاية المطاف لدى عقلك الباطن. وعندئذ سوف ينظم عقلك الباطن كلماتك وأفعالك، ومشاعرك لتصبح متسقة مع هذه الأوامر الجديدة.

فيمكنك أن تكرر باستمرار: “أنا دقيق دائمًا في مواعيدى! أنا دقيق دائمًا في مواعيدى!”، ويمكن أن تبتكر أوامرك العقلية الخاصة، مثل: “أنا جيد التنظيم!” أو “أنا أركز بسهولة على المهام التي تحقق لى أقصى فائدة!”، وتعد عبارتى التوكيدية المفضلة لإدارة الوقت هى أن أكرر باستمرار: “أنا أستخدم وقتى بشكل جيد. أنا أستخدم وقتى بشكل جيد. أنا أستخدم وقتى بشكل جيد “. وعند استخدامها باستمرار، فإن التأكيدات الإيجابية تبدأ في التأثير على سلوكياتك الخارجية.

تخيل نفسك وأنت تتمتع بكفاءة عالية

التقنية الثانية التي يمكنك استخدامها لبرمجة عقلك الباطن هى التصور. فعقلك الباطن هو أكثر شىء يتأثر على الفور بصورك العقلية. في سيكولوجية الصورة الذاتية، فإن الشخص الذي تراه هو الشخص الذي ستصبح عليه. لذا، فابدأ برؤية نفسك شخصًا جيد التنظيم وفعالًا، وكفئًا. واسترجع وأعد ابتكار ذكريات وصور نفسك عندما كنت تؤدى بأفضل ما لديك. وتأمل وقتًا كنت تعمل فيه بكفاءة وفعالية وأنجز من خلاله قدرًا هائلًا من العمل. وشغل هذه الصورة لنفسك مرارًا وتكرارًا على شاشة عقلك.

وفى التدريبات الرياضية، يسمى هذا الأمر “التمرين الذهنى”. وهذا يتطلب الممارسة والتمرين في ذهنك قبل أن تنخرط فعليًّا في النشاط البدنى. وكلما كنت أكثر استرخاء عندما تتصور نفسك وأنت تؤدى بأفضل ما لديك، زادت سرعة قبول هذا الأمر لدى عقلك الباطن وأصبح جزءًا من تفكيرك وسلوكك فيما بعد.

لعب الدور

الأسلوب العقلى الثالث الذي يمكنك استخدامه لبرمجة عقلك الباطن لاكتساب الكفاءة والفعالية هو لعب دور شخص يتمتع بالكفاءة العالية. تخيل أنه قد تم اختيارك لأداء دور في فيلم أو مسرحية على خشبة المسرح. في هذا الدور، يتوجب عليك تمثيل دور شخص منظم للغاية بشكل جيد في جميع جوانب حياته. وبينما تعيش حياتك اليومية، تخيل أنك ممثل يلعب هذا الدور، والذى يعتبر بالفعل جيدًا للغاية في إدارة الوقت. وتصرف كما لو كنت تستخدم بالفعل وقتك بشكل فعَّال وجيد.

وتظاهر بأنك خبير في الكفاءة الشخصية. أى تظاهر بالأمر حتى يصبح حقيقة. وعندما تتظاهر بأنك ممتاز في إدارة الوقت، فإن أفعالك في النهاية – والتى هى تحت سيطرتك المباشرة – سوف تعزز توجهًا ذهنيًّا لديك، أو تدعم الاعتقاد في عقلك الباطن بما يتماشى معها.

حدد المعيار الأفضل لك

الأسلوب العقلى الرابع الذي يمكنك استخدامه لتصبح شخصًا عالى الكفاءة هو ما يسمى “الاقتداء”. ويتطلب الاقتداء منك أن تقتدى بشخص تعرفه يستخدم وقته بشكل جيد. تأمل شخصًا تعجب به لمهاراته الجيدة في إدارة الوقت. واستخدم هذا الشخص معيارًا أو قدوة لك. وتخيل ما يفعله في أى موقف معين، ومن ثم افعله بنفسك.

فقد بلغ معظم الرجال والنساء الأكثر فعالية في أمريكا مكانتهم من خلال الاقتداء في وقت مبكر من حياتهم بشخص كان بالفعل فعَّالًا للغاية – شخص كانوا يعجبون به ويحترمونه لصفاته التي طالما تمنوا أن يكتسبوها. وبسبب قانون التطابق، فإنك تميل دائمًا لأن تصبح في أعماقك بأفضل ما يعجبك في الآخرين.

عليك أن تصبح معلمًا

التقنية الخامسة لبرمجة عقلك الباطن هى أن تتخيل نفسك أنك ستقوم بتدريس دورة في إدارة الوقت لعام كامل من اليوم. وينبثق هذا الأسلوب من الاكتشافات التي تحدث في مجال عملية التعلم السريع. فما توصل إليه الخبراء هو أنك إذا فكرت في الطريقة التي قد تدرس بها مادة جديدة، فإنك في نفس الوقت تتعلم هذه المادة الجديدة، فتبدو وكأنك تستوعبها وتحفظها بشكل أسرع بكثير مما لو كنت تفكر في تعلمها فقط واستخدامها لنفسك.

وبينما تتبع هذه الأفكار الجديدة في إدارة الوقت، فكر في الطريقة التي قد تعلمها لشخص آخر. فكر في شخص في حياتك يمكن أن يستفيد من ممارسة ما تتعلمه؛ فمثلما تصبح ما تعتقده بنفسك، فإنك تصبح أيضًا ما تعلمه، كما أن مجرد التفكير في تدريس شىء لشخص آخر يزيد من السرعة التي تعلِّمه بها لنفسك. وفكر دائمًا في تدريس تلك الأشياء التي تريد أو تحتاج إلى تعليمها لنفسك بشدة.

وإحدى أسرع الطرق لتعلم أفكار وتقنيات جديدة بشكل دائم هى أن تتبادلها مع الآخرين بعد أن تتعلمها على الفور. ففى كل مرة تتوصل إلى فكرة جيدة، استغرق القليل من اللحظات لتتبادلها مع شخص قريب منك، سواء في المنزل أو في العمل؛ فإن التركيز الذي تتطلبه لشرح المبدأ الجديد بكلماتك الخاصة إلى شخص آخر يبدو أنه يدفع المعلومات في أعماق عقلك الباطن حيث يصبح جزءًا ثابتًا من ذاكرتك طويلة المدى.

كن قدوة للآخرين

التقنية السادسة التي يمكنك استخدامها لبرمجة عقلك الباطن هى أن تتصور أن الآخرين ينظرون إليك على أنك قدوة لهم في التفوق في إدارة الوقت. تخيل أنك تعتبر المعيار في شركتك أو مؤسستك. وتخيل أن الجميع ينظرون إليك للاسترشاد بشأن الكيفية التي ينبغى أن يخططوا وينظموا بها وقتهم الخاص. فإذا كان الآخرون يراقبونك، فما الذي ستفعله بشكل مختلف كل يوم؟ وكيف ستتصرف في عملك اليومى؟ وكيف ستنظم وقتك إذا كنت تشعر أن الجميع ينظرون إليك كمعيار يأخذونه قدوة لهم؟

عندما ترى نفسك قدوة، ومثالًا للتفوق في الأداء، فسوف تؤدى دائمًا بشكل أفضل وتحقيق أكثر مما لو كنت تفكر في نفسك بشكل شخصى وتحاول أن تكون أكثر كفاءة. وكلما رأيت نفسك مديرًا ممتازًا للوقت، أصبحت أكثر تفوقًا. وكلما رأيت نفسك قدوة يتأسى بها الآخرون، أصبحت أفضل في تنظيم وقتك وحياتك الخاصة.

تقديرك لذاتك يحدد حياتك

لعل أهم جزء في سيكولوجية إدارة الوقت، والدور الذي تتخيله لنفسك في تحديد أدائك وسلوك، هو تأثير احترامك لذاتك في تحديد كل ما يحدث لك.

ويتفق معظم علماء النفس على أن احترام الذات هو المحدد المهم لأى شخصية سليمة. وأفضل تعريف لتقدير الذات هو “مدى حبك لنفسك”. فعندما تحب نفسك وتحترمها، فإنك دائمًا تؤدى وتتصرف بشكل أفضل مما لو لم تكن كذلك. وكلما أحببت نفسك، زادت الثقة لديك؛ فاحترام الذات هو سر الوصول إلى أعلى مستويات الأداء.

واحترامك لذاتك مهم للغاية لصحتك النفسية، لأن كل شىء تفعله تقريبًا يهدف إما إلى زيادة مشاعرك باحترام الذات وقيمتك الشخصية، أو حمايتها من انتقاص قيمتها بفعل الآخرين أو الظروف. فاحترام الذات هو المبدأ الأساسى للنجاح والسعادة – وهو من الأهمية بمكان لتشعر بأنك تحيا حياة مشبعة.

سر الوصول إلى نحو أعلى مستويات الأداء

يطلق على الوجه الآخر لاحترام الذات الكفاءة الذاتية. وهذه تعرف بأنها مدى الفاعلية التي تشعر بها عند أداء أو إنجاز مهمة أو وظيفة. فعندما تشعر بأنك جيد حقًّا في شىء معين، فإنك حينئذ تجرب المشاعر الإيجابية للكفاءة الذاتية.

وقد كان أحد أعظم الاكتشافات في علم النفس هو كشف العلاقة بين تقدير الذات والكفاءة الذاتية. فنحن نعرف الآن أنك كلما أحببت نفسك بشكل أكبر، كان ذلك أفضل لك في أى شىء تحاول فيه تقريبًا. وكلما كنت أفضل في أداء شىء معين، زاد تقديرك لنفسك. فتقدير الذات والكفاءة الذاتية يتغذيان على بعضهما ويدعم كل منهما الآخر. وهذا الاستنتاج هو ما يجعل إدارة الوقت مهمة للغاية في كل جزء من حياتك. فكلما كنت أفضل في استخدامك لوقتك، أنجزت المزيد من المهام وزاد شعورك بالكفاءة الذاتية. ونتيجة لذلك، يزداد تقديرك لنفسك، بل وسوف تنجز عملًا أفضل جودة، وأيضًا ستنجز المزيد من المهام – وهكذا تتحسن حياتك بأكملها.

ثلاثة مقومات لبناء تقدير الذات

هناك ثلاثة عوامل إضافية تؤثر على تقديرك لذاتك يجب أن تلتزم بها مع إدارة الوقت. وهي:

1- تحديد القيم الخاصة بك

إن عيش حياتك بطريقة تتفق مع أعمق القيم لديك هو أمر أساسى لكى تتمكن من التمتع بتقدير مرتفع للذات. فالأشخاص الواضحون فيما يؤمنون به ويقدرونه، والذين يرفضون المساومة على قيمهم، يحبون ويحترمون أنفسهم أكثر بكثير من الأشخاص غير الواضحين بشأن الأمور المهمة بالنسبة لهم.

وهنا يبرز على الفور السؤال التالى: “ما مدى تقديرك لحياتك؟”. فالأشخاص الذين يقدرون حياتهم حقًّا هم الأشخاص الذين يقدرون أنفسهم بشكل مرتفع. والأشخاص الذين يقدرون أنفسهم حقًّا هم الأشخاص الذين يستخدمون وقتهم بشكل جيد للغاية، لأنهم يعرفون أن وقتهم هو حياتهم.

ويقول قانون رد الفعل: “إن المشاعر والتصرفات يتفاعل كل منها مع الآخر. فإذا كنت تشعر بشعور معين، فسوف تتصرف بطريقة تتسق مع ما تشعر به. والعكس صحيح أيضًا. وإذا كنت تتصرف بطريقة معينة، فإن تصرفاتك سوف تخلق لديك المشاعر التي تتفق معها”؛ وهذا يعنى أنك عندما تتصرف كما لو كان وقتك قيمًا للغاية، فإن هذا التصرف سيسبب لك الشعور بأنك شخص أكثر قيمة وأهمية. ومن خلال إدارتك لوقتك بشكل جيد، فإنك في الواقع تزيد من احترامك لذاتك، وبالتالى تصبح أفضل في كل ما تفعله.

إن العمل المتمثل في عيش حياتك بما يتفق مع قيمك، واستخدام وقتك بشكل فعال وجيد يحسن صورتك الذاتية، ويبنى لديك تقدير الذات والثقة بالنفس، ويزيد من احترامك لذاتك.

2- السعي نحو البراعة

العامل الثانى الذي يؤثر على تقديرك لذاتك هو إحساسك بأنك تتولى السيطرة على حياتك وعملك – أى شعورك بالبراعة في كل ما تفعله.

فإن أى شىء تتعلمه عن إدارة الوقت، ومن ثم تطبقه في عملك، يسبب لك الشعور بالمزيد من السيطرة على نفسك وحياتك. ونتيجة لذلك، تشعر أنك أكثر فعالية وكفاءة. وتشعر أنك أكثر إنتاجًا وقوة؛ فكل زيادة في شعورك بالفعالية والإنتاجية تحسن من شعورك بالرفاهية الشخصية.

3- معرفة ما تريد

العامل الثالث الذي يؤثر تأثيرًا مباشرًا على تقديرك لذاتك يتضمن أهدافك الحالية والأنشطة التي تتخذها لتحقيق تلك الأهداف. وكلما كانت أهدافك ونشاطاتك متطابقة مع قيمك، شعرت بأنك أفضل. وعندما تعمل في شىء تؤمن به، وينسجم مع مواهبك وقدراتك الطبيعية، أحببت نفسك أكثر وأكثر وأديت عملك بشكل أفضل.

هذه، إذن، هى الأسرار الثلاثة لسيكولوجية إدارة الوقت. أولًا: أن تحدد القيم الخاصة بك، وعندئذ تعزم على أن تعيش حياتك بما يتفق مع تلك القيم. ثانيًا: أن تكرس نفسك لتحقيق البراعة، لتصبح متفوقًا للغاية في كل ما تفعله. ثالثًا: أن تتأكد أن أهدافك وأنشطتك تنسجم مع قيمك ومعتقداتك الحقيقية.

وعندما تفعل هذه الأشياء الثلاثة، وتدير وقتك بشكل جيد في السعى لتحقيق أهدافك المعتمدة على قيمك، سينتابك شعور رائع تجاه نفسك طوال اليوم، وسيكون لديك المزيد من الطاقة والحماس، وسوف تصبح أكثر ثقة والتزامًا، كما أنك ستصبح أكثر كفاءة وإبداعًا، وستصبح أيضًا أكثر تصميمًا وإصرارًا.

وعندما تدير وقتك بشكل جيد، سوف تنجز المزيد مما تفعله، ويصبح ما تنجزه أعلى جودة. وسوف تتمتع بمستويات أعلى من تقدير واحترام الذات، وسينتابك شعور أكبر بالفخر الشخصى. بل إن ممارسة التقنيات الجيدة لإدارة الوقت ستحدث تأثيرًا إيجابيًّا على شخصيتك وعلاقاتك.

إن جودة حياتك تتحدد بشكل كبير من خلال جودة إدارتك لوقتك. وكلما كنت أفضل وأكثر فعالية في إدارة دقائق وساعات يومك، والتى تعد اللبنات الأساسية لحياتك، زاد حبك واحترامك لنفسك، وأصبحت أفضل في كل جانب من جوانب حياتك الداخلية والخارجية.

اثنا عشر مبدأً مجربًا لتحقيق ذروة الأداء

إليك اثنى عشر مبدأ مجربًا يمكنك ممارستها يوميًّا لبذل أفضل ما لديك وتحسين نتائجك في كل شىء تفعله.

المبدأ 1. تمكنك إدارة الوقت من زيادة قيمة إسهاماتك. يتحقق تقدير الذات من المعرفة التي تضعها في حياتك وعملك أكثر مما تأخذه منها، والتى تسهم بشكل أكبر في عملك، ولاسيما ما تحصل عليه منه. وكلما زاد الإسهام الذي تشعر بأنك تبذله لشركتك وعائلتك، أصبح تقديرك لذاتك أكبر. فالإدارة الجيدة للوقت تمكنك من تحسين قدرتك كثيرًا على الإسهام بالمزيد والمزيد من القيمة في كل ما تفعله.

المبدأ 2. إن مكافآتك، سواء الملموسة أو غير الملموسة، ستكون دائمًا مساوية لقيمة خدمتك للآخرين. فكلما زادت إسهاماتك، زادت مكافآتك. وطبقًا لقانون البذر والحصاد، فإن إدارة الوقت تمكنك من زراعة الأكثر والأفضل، وبالتالى تجنى الأكثر والأفضل في كل مجال من مجالات حياتك. فإذا كنت ترغب في زيادة كمية ونوعية المكافآت التي تحصل عليها، فإنك تحتاج فقط إلى البحث عن طرق لزيادة قيمة الخدمة التي تقدمها – وهذا تحت سيطرتك إلى حد كبير للغاية.

المبدأ 3. تتطلب الإدارة الجيدة للوقت منك أن تنظر إلى نفسك وكأنك “مصنع”. وأى مصنع به ثلاث مراحل للإنتاج:

المرحلة الأولى: لديه مدخلاته من المواد الخام، والوقت، والعمل، والمال، والموارد. هذه هى “عوامل الإنتاج” اللازمة لخلق المنتج النهائى.

المرحلة الثانية: هناك الأنشطة التي تجرى داخل المصنع، والتى هى أنشطة الإنتاج أو العمل التي تعد ضرورية لإنتاج المنتج أو الخدمة، وتحدد كفاءة العمليات داخل المصنع الإنتاجية العامة للمصنع وإنتاجية كل شخص مشترك في عملية الإنتاج.

المرحلة الثالثة: ما يخرج من المصنع، وهو نتائج أو إنتاج المصنع. ويتم تحديد قيمة المصنع من خلال تحديد نوعية وكمية النتائج بالنسبة للمدخلات. والغرض الرئيسى من إدارة المصنع هو زيادة كمية ونوعية النتائج.

وأحد الفروق الرئيسية بين الأشخاص الفعالين للغاية والأشخاص الذين يبدو أنهم ينتجون القليل جدًّا هو أن ذوى الأداء العالى دائمًا ما يركزون على المحصلة النهائية أو النتائج. أما ذوو الأداء العادى، فإنهم يركزون على المدخلات. فأصحاب الأداء العالى يركزون على الإنجازات، أما أصحاب الأداء المتوسط أو المنخفض فيركزون على الأنشطة.

وتتطلب الإدارة الجيدة للوقت أن تسأل نفسك باستمرار: ما النتائج المتوقعة بالنسبة لى؟ وما الذي من المتوقع أن أنتجه؟ ولماذا – بالضبط – أتقاضى راتبًا؟

وكلما زاد تركيزك على النتائج المطلوبة من منصبك، أصبحت أفضل وأكثر فاعلية. ونتيجة لذلك، تكتسب قيمة أكبر وتقدم مساهمة أكثر أهمية. وسوف تصبح أكثر إنتاجية، وبالتالى، أكثر قيمة لنفسك ولشركتك.

المبدأ 4. أى شىء تنجزه، أو تفشل في تحقيقه، يعتمد على قدرتك على استخدام أفضل ميزة لوقتك. إن مستويات إنجازك وأدائك، في كل مجال، تتحدد من خلال قدرتك على التفكير وتطبيق أفضل تقنيات إدارة الوقت المتاح لديك. ويمكنك فقط أن تزيد من نوعية وكمية نتائجك عن طريق زيادة قدرتك على استخدام وقتك بفاعلية.

المبدأ 5. الوقت هو أكثر موارد الإنجاز ندرة. ففى أمريكا اليوم، تعد المشكلة الكبرى التي تواجه معظم الناس هى “الفقر في الوقت”. فربما يمتلك الناس المال والمواد اللازمة للنجاح، ولكن ليس لديهم ما يكفى من الوقت للاستمتاع بها. فنحن في عوز إلى الوقت في كل مجال من مجالات حياتنا تقريبًا.

والوقت غير مرن، فلا يمكن تمديده. والوقت لا غنى عنه؛ فكل عمل وإنجاز بحاجة إليه. والوقت لا يمكن استبداله بأى شىء آخر؛ فليس هناك بديل له. والوقت هو أكثر شىء قابل للتلف؛ لأنه لا يمكن حفظه أو توفيره أو تخزينه. وبمجرد أن يذهب، يكون قد ذهب إلى غير رجعة.

المبدأ 6. ممارسة مهارات إدارة الوقت تمكنك من اكتساب الحكمة والبصيرة والاعتماد على النفس، والانضباط الذاتى. هذه هى صفات القيادة وقوة الشخصية. إن إدارة الوقت هى التي تمكنك من إنجاز الأشياء، وقدرتك على إنجاز المهام الموكلة إليك هى المقياس الرئيسى لقيمتك بالنسبة لشركتك وللعالم الذي تعيش فيه.

المبدأ 7. إن التركيز على إدارة الوقت يدعمك لتصبح مركزًا بقوة على النتائج. فالتركيز على النتائج هو الصفة الرئيسية للناجحين من الرجال والنساء على حد سواء. وتعد قدرتك على التركيز بذهن حاد على أهم النتائج المطلوبة منك – هى أسرع وأضمن طريقة لإنجاز المزيد، والترقية بشكل أسرع، وأخيرًا تحقيق الاستقلال المالى.

المبدأ 8. إدارة الوقت تمكنك من العمل بشكل أكثر ذكاء، وليس بشكل أكثر جدية فقط. يعمل الكثير من الأشخاص الفاشلين بشكل أكثر جدية في الواقع عن الأشخاص الناجحين، ولكنهم ينتجون قدرًا أقل في ساعات عملهم بسبب ضعف شخصيتهم ومهاراتهم السيئة في إدارة الوقت.

المبدأ 9. الإدارة الجيدة للوقت هى مصدر للطاقة، والحماس، والتوجه العقلى الإيجابي. فكلما أصبحت أكثر إنتاجية، زاد شعورك الإيجابى تجاه نفسك. وبينما ترى نفسك وأنت تنجز كميات كبيرة من العمل، فإنك في الواقع تجرب تدفقًا مستمرًّا من الطاقة الإضافية التي تمكنك من إنجاز أكثر من ذلك.

المبدأ 10. تنمو شخصيتك باطراد مباشر بالنسبة للمطالب التي تفرضها على نفسك. فإن الانضباط الذاتى لإدارة الوقت يبنى الشخصية، والثقة، وإيمانًا لا يتزعزع في نفسك وقدراتك.

المبدأ 11. الحافز الدائم لا يأتى إلا من الشعور بالنجاح والإنجاز. فكلما أنجزت المزيد من الأشياء، انتابك شعور أفضل إزاء نفسك، وأصبحت أكثر لهفة على فعل المزيد والمزيد.

المبدأ 12. الآن، هذه اللحظة، هى كل ما لديك من وقت. إذا كنت تدير نفسك دقيقة بدقيقة، فإن الساعات والأيام سوف تعتنى بأنفسها. وكلما كنت أكثر دقة في إدارتك لوقتك، زاد ضمانك بأن يترجم هذا الأمر إلى حياة عظيمة تتميز بوجود الهدف، والقوة، والسيطرة، والإنجازات الجديرة بالاهتمام.

الممارسات السبع لقوة الوقت

هناك سبعة أساليب يمكنك استخدامها للمساعدة على اكتساب عادات إدارة الوقت. وكلما تأملت هذه الأساليب ومارستها، فإنك ستبرمج نفسك بسرعة على الكفاءة والفعالية والإنتاجية العالية.

أولًا: تذكر أن صورتك الذاتية تحدد أداءك. فإنك تتصرف دائمًا خارجيًّا بطريقة تتسق مع الصورة التي لديك عن ذاتك من الداخل. لذا فتدرب على تصور نفسك وتخيلها كما تريد أن تكون، وليس كما كانت في الماضى.

ويمكنك فعليًّا تغيير صورتك الذاتية الخاصة بك بشكل دائم من خلال تصور نفسك بأنك شخص ذو كفاءة وفعالية عالية. انظر إلى نفسك على أنك ممتاز للغاية في مهارات إدارة الوقت والشخصية. وشغل هذه الصور مرارًا وتكرارًا في عين عقلك حتى يتم قبولها على أنها مجموعة جديدة من الأوامر من خلال عقلك الباطن. وفى تلك اللحظة، سوف تصبح إدارة الوقت بفاعلية سهلة وتلقائية بالنسبة لك.

ثانيًا: تذكر أن الأمر يستغرق نحو واحد وعشرين يومًا من الممارسة والتكرار لتشكيل نمط أى عادة جديدة. فقد استغرق منك عمرك بأكمله لتصبح الشخص الذي أنت عليه اليوم، من خلال عادات إدارة الوقت لديك في هذه اللحظة. فالأمر يتطلب وقتًا والتزامًا لكى تتغير، ولكى يتقبل عقلك الباطن الأوامر، والصور، والتأكيدات الجديدة بينما تشغل تعليمات التشغيل الجديدة لسلوكك الشخصى. تحلَّ بالصبر مع نفسك، ولا تتوقع أن يتغير كل شىء مرة واحدة.

ثالثًا: عد نفسك بأنك ستصبح ممتازًا في إدارة الوقت. عد نفسك بأنك ستكون دقيقًا، وأنك ستركز على أكثر مهامك أهمية. وبعد ذلك، عد الآخرين بأنك ستكون أكثر فعالية وكفاءة في المستقبل.

فعندما تعد الآخرين وتخبرهم بأنك ستصبح أفضل في طريقة استخدامك لوقتك، فإن هذا يجعل من الأسهل بالنسبة لك أن تقطع على نفسك التزامًا ثابتًا بالاستمرار في هذه السلوكيات. وعندما تعرف أن الآخرين يراقبونك لمعرفة ما إذا كنت ستفعل ما أخبرتهم به، فإنك تميل لأن تكون أكثر انضباطًا وحزمًا مع نفسك.

رابعًا: عند اكتساب عادات إدارة الوقت، ابدأ بمجال واحد فقط يعوقك فيه سوء إدارة الوقت. لا تحاول تغيير كل شىء دفعة واحدة. عليك فقط بتغيير عادة أو نشاط واحد فقط تعرف أن التحسن فيه من الممكن أن يكون مفيدًا للغاية بالنسبة لك. وبينما تضبط نفسك على التحسن في جانب واحد، سوف تجد نفسك وقد أصبحت أكثر إنتاجية في جوانب أخرى في نفس الوقت.

خامسًا: أطلق عادتك الجديدة لإدارة وقتك بقوة. لا تسمح أبدًا بأى استثناء بمجرد أن تقرر بأنك ستصبح ممتازًا في سلوك معين. فإذا قررت أن تكون دقيقًا في كل موعد، فاضبط نفسك على أن تذهب مبكرًا إلى كل موعد حتى تصبح عادة الدقة في المواعيد جزءًا أساسيًّا في سلوكك. وإذا قررت أن تبدأ في وقت مبكر وتركز على المهام الأكثر قيمة بالنسبة لك، فاضبط نفسك على القيام بذلك يومًا بعد يوم لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل حتى يصبح من السهل والطبيعى بالنسبة لك أن تبدأ في وقت مبكر في العمل على أهم أولوياتك. لا تترك لنفسك فرصة للإفلات من هذا، ولا تختلق أبدًا أية أسباب أو أعذار للهروب من العمل. وعليك أن تصمم على تكرار السلوك الجديد حتى تترسخ لديك العادة الجديدة بقوة.

سادسًا: استخدم طريقة “التجربة والنجاح” بدلًا من طريقة “التجربة والخطأ”. فطريقة التجربة والنجاح تتطلب منك أن تتعلم كيفية النجاح من الفشل، ومن ثم تتعلم من أخطائك.

حلل أسبابك الخاصة لسوء إدارة الوقت. واسترخ وألق نظرة على جوانب حياتك التي تدير فيها وقتك بأسوأ شكل واسأل نفسك: “لماذا أتصرف بهذه الطريقة في هذا الجانب؟”.

واسأل نفسك: “ما العقبات التي تحول دون العمل بشكل أكثر كفاءة في هذا المجال؟”، واستغرق بعض الوقت للتفكير في سلوكياتك الحالية. فهذا سيمنحك الوعى اللازم لإجراء التغييرات التي تحتاج إليها لتصبح الشخص الفعال والكفء الذي بمقدورك أن تصبح عليه.

سابعًا: وربما الأهم من ذلك كله، هو أن تؤمن تمامًا بأنك تستطيع وستصبح رائعًا في إدارة الوقت.

ويقول قانون الاعتقاد إن “معتقداتك تصبح هى واقعك”. فكلما آمنت بشدة بأنك تستطيع وستصبح ممتازًا في إدارة الوقت، زادت سرعة أن يصبح هذا الاعتقاد حقيقة واقعة بالنسبة لك. وإذا كنت تعتنق اعتقادك الخاص طويلًا بما يكفى وبقوة كافية، فسوف يتجسد في النهاية إلى سلوكيات جديدة تتعلق بالوقت.

والخبر السارُّ هو أن إدارة الوقت مهارة، مثل الكتابة أو ركوب الدراجة. ومثل أى مهارة أخرى، فإنه يمكن تعلمها بالممارسة والتكرار. فلديك المقدرة، الآن في التو واللحظة، على اكتساب عادات الامتياز في إدارة الوقت في كل مجال من مجالات حياتك. فالمسألة ببساطة مسألة بداية، وعندئذ ثابر حتى تصبح عاداتك الجديدة في إدارة الوقت شيئًا ثابتًا.

فإدارة الوقت هى طريقك نحو الفاعلية الشخصية، واحترام الذات، وزيادة الإنتاجية والسعادة الشخصية. ومن خلال إدارة الوقت، يمكنك التغلب على أى عقبة وتحقيق أى هدف. ومن خلال المهارات الممتازة في إدارة الوقت، يمكنك أن تتولى السيطرة الكاملة على حياتك ومستقبلك. فإدارة الوقت هى طريقك نحو النجاح اللامحدود.

“إنك تبحث عن المفتاح السحرى الذي سيفتح لك الباب لمصدر القوة، ولكن المفتاح بين يديك، وربما تحقق استفادة منه في اللحظة التي تتعلم فيها التحكم في أفكارك”.

تدريبات عملية

1. اختر أحد الجوانب التي يمكن أن تساعدك فيه مهارات إدارة الوقت بشكل أفضل على أن تصبح أكثر فاعلية وتنجز المزيد من الأشياء. وصمم على العمل بجد في هذا الجانب على الفور.

2. عد بذاكرتك إلى وقت كنت تؤدى فيه بأفضل ما لديك. وتذكر وأعد تشغيل صورة هذه التجربة في عقلك كلما بدأت العمل في أى مهمة جديدة.

3. تحدث إلى نفسك بشكل إيجابى طوال الوقت. وكرر العبارات التوكيدية التي من قبيل: “إننى أستخدم وقتى بكفاءة وبشكل جيد!”.

4. تخيل أن كل شخص حولك ينظر إليك على أنك قدوة يحتذى بها في الكفاءة الشخصية، وأنهم في طريقهم لتنظيم وقتهم بالطريقة التي تنظم بها وقتك – وتصرف طبقًا لهذا التصور.

5. فكر في تدريس دورة في إدارة الوقت لأصدقائك وزملائك. ما الأشياء المهمة التي قد تريد أن تدرِّسها لهم؟

6. حدد مجالات عملك التي تمنحك أعلى درجات الإشباع، وضع خططًا لتصبح أكثر إنتاجية في تلك المجالات.

7. صمم اليوم بأنك ستعمل وتتدرب حتى تصبح أحد أكثر الأشخاص كفاءة وفاعلية وإنتاجية في مجالك. وتصرف على الفور طبقًا لهذا التصميم.